ساعد نجاح الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ونظيره الصيني "شي جين بينغ" في التوصل إلى تفاهمات من شأنها تهدئة النزاع التجاري بين الطرفين، في تعزيز مكاسب أسعار النفط، في الوقت الذي بدا فيه احتمال التوصل إلى اتفاق يقضي بخفض إمدادات الخام من خلال اجتماع "أوبك" أوفر حظًا، بحسب تقرير لـ"أويل برايس".
وجاء لقاء "ترامب" و"شي" الذي وصفه البيت الأبيض بـ"الاجتماع الناجح للغاية"، على هامش فعاليات قمة مجموعة العشرين في بوينس آيرس، والذي شهد أيضًا تصريحات من الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" رجحت كفة توافق المنتجين على خطة للحد من المعروض النفطي.
هدنة أم اتفاق سلام؟
- سارع "ترامب" إلى إعلان "النصر" عقب اجتماعه بـ"شي"، وقال في تغريدة له: سيستفيد المزارعون بشكل كبير وسريع للغاية من اتفاقنا الجديد مع الصين، إنهم يعتزمون البدء في شراء منتجاتنا الزراعية على الفور، نحن ننتج أجود المنتجات وأكثرها نظافة في العالم، وهذا ما تريده بكين.
- رحب الكثيرون بمخرجات اللقاء، واعتبره محللون دعمًا للعلاقات المتوترة بين البلدين، ووصفته الكثير من الصحف بأنه يشكل هدنة (وليست نهاية) من الحرب التجارية المشتعلة بين الطرفين منذ أشهر.
- قررت واشنطن على خلفية اللقاء، التراجع عن رسوم جمركية تتراوح نسبتها بين 10% إلى 25% على منتجات صينية بقيمة 200 مليار دولار، كان من المقرر أن تدخل إلى حيز التنفيذ مطلع الشهر المقبل، وفي المقابل، وعدت الصين بزيادة وارداتها من الولايات المتحدة.
- لكن بحلول الإثنين الماضي، ظهرت أدلة على وجود بعض سوء الفهم حول ما اتفق عليه الجانبان، حيث قال "ترامب" إن التعريفات المفروضة على السيارات الأمريكية المصدرة إلى الصين ستنخفض إلى الصفر من 40%، وهو ما لم تؤكده بكين بعد، وبحسب المحللين فإنه تنازل أكبر من أن يُقدم لواشنطن، على الأقل في هذه المرحلة.
- نعم كان اتفاق الرئيسين بمثابة تحريك للمياه الراكدة، لكن الأهم من ذلك، هو أن القضايا التي تسببت في ظهور الانقسامات بين الولايات المتحدة والصين بشأن التجارة، مثل الملكية الفكرية والسياسة الصناعية لبكين، لا تزال قائمة.
حل آيل إلى الزوال
- على أي حال، بالنسبة لـ"ترامب"، جاء قرار إيقاف التصعيد التجاري ليؤكد المخاوف السياسية إزاء إعلان "جنرال موتورز" إغلاق عدد من مصانعها، والقلق المتزايد من قبل المزارعين بشأن اعمالهم، والخسائر التي تعرض لها الجمهوريون في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.
- هدنة الحرب التجارية التي اتفق عليها الجانبان ستستمر حتى 90 يومًا، لكن يرى العديد من المراقبين أنه من الصعب توصل واشنطن وبكين إلى تسوية للخلافات القديمة في غضون 3 أشهر فقط، خاصة أن عام 2018 لم يشهد أي تقدم ملحوظ في المحادثات.
- إدارة "ترامب" نفسها منقسمة داخليًا، ولا تزال هناك فجوة بين مؤيدي التجارة الحرة أمثال وزير الخزانة "ستيفن منوشين" ومدير المجلس الاقتصادي الوطني "لاري كودلو" من جهة، والمستشار التجاري للبيت الأبيض "بيتر نافارو" والممثل التجاري "روبرت لايتايزر" من جهة أخرى.
مكاسب النفط كانت منطقية
- وفقًا لرد فعل الأسواق المالية العالمية، فإن "وول ستريت" ترغب بشدة في التسليم بتحقيق نجاح حاسم في سبيل حسم الخلافات التجارية على خلفية الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الجانبين، حيث ارتفعت الأسهم بعد الإعلان عن نتائج الاجتماع.
- كما رحب متداولو النفط بالأخبار، فالحمائية التجارية تؤدي إلى تباطؤ الطلب على السلع الأساسية وتشكل رياحًا معاكسة للاقتصاد العالمي، وبطبيعة الحال، فمنع هذه الآثار أو تأخيرها على الأقل يعد أمرًا إيجابيًا بالنسبة للنفط.
- بينما كانت تركز الأسواق على تفاصيل ما بين السطور في اتفاق "ترامب -شي"، توصلت السعودية وروسيا إلى توافق في الرأي بشأن ضرورة خفض الإنتاج خلال اجتماع المنتجين يوم غد في فيينا.
- قال الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" إن بلاده ستوافق على فرض قيود على الإنتاج رغم أنها لم تصل بعد إلى اتفاق بشأن الحصص المقرر خفضها، في تصريحات رجحت بشدة نجاح المنتجين في إقرار خطة لدعم الأسعار هذا الأسبوع.
- الخلاصة، أن اجتماع مجموعة العشرين في الأرجنتين والمحادثات التي عقدت على هامشه، أفضت إلى دفع أسعار النفط إلى الأعلى حتى وإن كانت بعض التفاصيل بحاجة للتدقيق، وتكمن الإجابة بشأن وجهة النفط القادمة في نتائج اجتماع "أوبك" والمنتجين من خارجها في فيينا .
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}