نبض أرقام
10:36 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/10/02
2024/10/01

هل تستمر معاناة شركات الطيران التي شهدها 2018 خلال العام الجديد؟

2019/01/11 أرقام - خاص

منذ عام 2014 شهدت شركات الطيران انتعاشًا كبيرًا بعد فترة طويلة من التراجع إبان الأزمة المالية العالمية في 2009 وما تلاها من توابع أثرت على الصناعة بكل مدخلاتها، غير أن العام الماضي عاد بالصناعة إلى فترة من التذبذب ليكون عامًا "مقبولًا" ولكنه الأقل في الأعوام الخمسة الأخيرة.

 

 

تراجع

 

وتعتبر مجموعة "كي.بي.إم.جي" المحاسبية الشهيرة أن صناعة الطيران بدأت دورة جديدة من التراجع العام الماضي، فبعد أن نمت مدخلات الصناعة 5.5% خلال عام 2015، وأظهرت تقارير الشركات ارتفاع مبيعات أكثر من خمسين شركة -كل على حدة- مليار دولار في 2017 بدأت المبيعات تتراجع في 2018 ولم تزد مبيعات الشركات بتلك النسبة في 2018.

 

واضطر اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا) لتعديل توقعاته لأرباح صناعة الطيران إلى 33 مليار دولار في منتصف عام 2018 بعد أن كانت التوقعات تشير إلى 38 مليار دولار قبل بداية العام، بينما تشير تقديرات الاتحاد نفسه إلى أرباح فعلية تقل عن ذلك بثلاثة مليارات بنهاية العام.

 

وتقدر نسبة أرباح شركات الطيران الأمريكية وحدها بـ40% من أرباح شركات الطيران حول العالم، حيث يشير الاتحاد إلى تضرر شركات النقل الجوي العالمية بدرجة أكبر من التغيرات الاقتصادية وأسعار النفط مما تعرضت له الصناعة الأمريكية.

 

وأشار الاتحاد إلى أن متغيرات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين أدت لتراجع مداخيل الصناعة بنسبة 12%، بينما أدى تذبذب أسعار النفط خلال العام ارتفاعًا وهبوطًا إلى تراجع الإيرادات بنسبة 4% لا سيما في ظل ارتفاع نفقات الشحن الجوي طويلة المدى وفقًا لأسعار أكثر استقرارًا.

 

متغيرات مبشرة

 

واللافت هنا أنه على الرغم من ارتفاع مداخيل الطيران كثيرًا خلال العقدين الأخيرين إلا أن الأرباح انخفضت بنسبة 59% بين عامي 1998 و2018 وفقًا لتقرير لـ"سي.إن.بي.سي" إذا ما تم الأخذ بمعدل الفائدة في الحسبان بما يعكس تراجعًا في القيمة الحقيقية لأرباح الصناعة رغم نمو المداخيل.

 

وهناك العديد من المتغيرات المبشرة لصناعة الطيران في 2019، ولعل من بينها أنها السنة التي ستشهد دخول طائرة "بوينج 777 إكس" رسميًا في الخدمة، والتي ستعد نقلة نوعية في مجال الطيران بسبب التوفير الذي تحققه في تكلفة التشغيل بنسب تصل إلى 15%.

 

 

كما تشير غالبية التكهنات المتعلقة بسوق النفط إلى بقائه دون مستوى 70-80 دولارًا للبرميل خلال العام الجاري، بما سينعكس على تكلفة تشغيل أقل، فضلًا عن عدم انعكاس بلوغ الاقتصاد الأمريكي مستوى التشغيل الكامل على ارتفاعات كبيرة في الأجور وهو ما ينتظر استمراره في 2019.

 

وهناك بعض المؤشرات المبشرة أيضًا من بينها نية العديد من شركات الطيران الاستمرار في تشغيل الرحلات الاستثنائية التي انطلقت عام 2018 ومن بينها رحلة سنغافورة- نيويورك، وأستراليا –بريطانيا، فهذه الرحلات كانت تتم بشكل تقليدي على مرحلتين (ترانزيت)، ومع استقرار تلك الرحلات المباشرة فإن الركاب سيقبلون عليها بعد تراجع مدة السفر.

 

تخوفات

 

كما أن دخول العملاق "أمازون" المرتقب إلى مجال الشحن الجوي من شأنه أن يغير كثيرًا من الخريطة خلال 2019، إذ بدأت الشركة بالفعل –ولكن بشكل خجول- في منافسة كبار الشركات في مجال الشحن الجوي مثل "فيديكس" و"يو.بي.إس" ومع إمكانات "أمازون"، فإن بوسعها التحول لمنافس لا يستهان به بشكل سريع للغاية.

 

كما ستستفيد شركات الطيران في 2019 من حقيقة اعتبار 2018 هو العام الأكثر أمانًا على مستوى التاريخ فيما يتعلق بسقوط الطائرات حول العالم، حيث قلت نسبة ارتكاب الحوادث (والتي تحتسب بنسبة الوفيات مقسومة على عدد الكيلومترات المقطوعة) عن العام الماضي بنسبة 54%، بما سيشجع الركاب بصورة أكبر على استخدام الطائرات وبالتالي يزيد من الطلب.

 

 

وعلى الرغم من كافة المؤشرات الإيجابية السابقة إلا أن هناك أخرى "مقلقة" تبدو في الأفق، ولعل على رأسها تعطل خطط الكثير من الشركات لتشغيل الطائرات فائقة السرعة (أكثر من ضعفي سرعة الصوت) تجاريًا بما قد يشكل نكسة لقطاع الطيران.

 

وتشير "فوربس" إلى أن أكثر ما تخشاه صناعة الطيران خلال الفترة المقبلة هو تباطؤ الاقتصاد العالمي، لا سيما الأمريكي، فالناس تقوم برحلاتها إما لأهداف الترفيه (بما في ذلك زيارة الأهل والسياحة) أو لأغراض عملية (بما في ذلك العلاج) وستتقلصان مع تراجع نمو الاقتصاد العالمي ولو بنسب ضئيلة.

 

لذا فعلى الرغم من كافة المؤشرات الإيجابية التي تلوح في الأفق لصناعة الطيران إلا أن التخوف الأكبر يبدو من تراجع في الطلب يصيب الصناعة المتذبذبة في مقتل ويحول دون مواصلتها سنوات ذهبية بدأت قبل 5 أعوام وتعثرت العام الماضي.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.