أنفقت شركات الطاقة الأمريكية مليارات الدولارات على مدار العقد الماضي في التنقيب عن الغاز الطبيعي، ورغم أنها عثرت على الكثير منه في أجزاء من ولاية تكساس ونيو مكسيكو، إلا أن كميات كبيرة من هذه الاحتياطيات تصبح بلا قيمة أحيانًا، والأكثر أن بعض الشركات اضطرت لدفع الأموال للمشترين كي يقبلوا بها، بحسب تقرير لـ"وول ستريت جورنال".
بجانب النفط الصخري المستخرج من الحوض البرمي في الولايات المتحدة، تنتج الشركات كميات هائلة من الغاز كمنتج ثانوي لعمليات التنقيب، لكن ليس هناك الآن ما يكفي من خطوط الأنابيب لنقل كل إمدادات الغاز إلى السوق، وبالتالي تتراكم في مخازن المنتجين متسببة في سقوط حر للأسعار المحلية.
أسعار سالبة: المنتجون يدفعون
- بلغت أسعار الغاز في أجزاء من الحوض البرمي قرابة الصفر خلال نوفمبر/ تشرين الثاني، وهناك صفقات جرت ضمن النطاق السالب في بعض الأوقات، عند سالب 25 سنتًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وفقًا لـ"إس آند بي جلوبال بلاتس".
- ارتفعت الأسعار منذ ذلك الحين، وبلغ متوسطها 1.68 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية خلال الأربعة أسابيع المنتهية في الحادي والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لكن هذا المستوى لا يعادل سوى 40% من سعر المعيار الأمريكي البالغ 4.20 دولار.
- تقول شركات الطاقة إن سعر صفر للغاز قد يكون علامة على ما سيشهده الحوض البرمي خلال العام المقبل، فمع بناء المزيد من خطوط الأنابيب تواصل الشركات ضخ كميات أكبر من خام النفط، الأكثر ربحية بالنسبة لها، ما يعمق أزمة إمدادات الغاز العالقة دون وصول إلى السوق.
- يعكس الوضع الراهن في الحوض البرمي مدى وفرة الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة، منذ بدأت الشركات التي تستخدم تقنيات التكسير الهيدروليكي والحفر الأفقي التوسع في استخراج الموارد الطبيعية الحبيسة في الطبقات الصخرية.
مصائب قوم عند قوم فوائد
- يسهم الغاز الطبيعي بتوليد نحو ثلث الطاقة الكهربائية في الولايات المتحدة، وأصبح سلعة تصديرية قيمة بالنسبة للبلاد، ومع ذلك حامت أسعار عقود "هنري هاب" القياسية على مدار العقد الماضي تقريبًا حول 5 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
- بالنسبة لأولئك المحظوظين ويقيمون قرب الحوض البرمي، فإن الحصول على الغاز مجانًا كان مكسبًا كبيرًا، مثل "فيسترا إنرجي كورب"، وهي شركة مشغلة لمرافق الكهرباء في أوديسا، تكساس، الواقعة في قلب المنطقة، وقد حصلت على أموال من الموردين كي تقبل باستهلاك الغاز الخاص بهم.
- قال الرئيس التنفيذي للشركة "كيرت مورغان": كنا نشتري الغاز من وسطاء أعتقد أن لديهم مشكلة تتمثل في عدم القدرة على تصريف الإمدادات، وكانوا بحاجة للتخلص من الفائض، لكن على أي حال، ما دام هناك تراجع في التكلفة فإن أعمالنا يمكنها جني المزيد من الأرباح.
- شركة الطاقة "أباتشي"، التي تعكف على تطوير حقل جديد للغاز في الحوض البرمي، من بين المنتجين الذين اضطروا لبيع الغاز مقابل أسعار زهيدة للغاية، لكنها أكدت أنها حصنت نفسها عن طريق التحوطات المالية، والتي تعد أحد أنواع التأمين ضد انخفاض الأسعار.
التخلص من الفائض
- فنيًّا، يحظى الحوض البرمي بسعة أكثر من كافية من خطوط الأنابيب لاستيعاب إمدادات الغاز المتزايدة، لكن بعض هذه الخطوط تضخ الإنتاج صوب الأراضي المكسيكية، التي ينمو فيها الطلب بأقل من المتوقع.
- من بين الخيارات المتاحة أمام الشركات العاملة في الحوض البرمي التي تعاني من تكدس إمدادات الغاز، هو إشعال النار بها، وهي ممارسة معروفة لدى المنتجين بالفعل ويطلق عليها اسم الإحراق.
- وصل الإحراق إلى مستويات قياسية في الحوض البرمي خلال الربع الأخير، حيث أحرقت الشركات ما متوسطه 407 ملايين قدم مكعبة يوميًا، وفقًا لتحليل أجرته شركة استشارات الطاقة "ريستاد إنرجي".
- لكن الأمر له عواقب بيئية خطيرة، فالانبعاثات الغازية تعادل العادم الصادر من نحو 2.7 مليون سيارة يوميًّا، وفقًا لتقديرات البنك الدولي ووكالة حماية البيئة الأمريكية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}