نبض أرقام
04:15 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/12/23
2024/12/22

الطبيب في يديك .. إلى أي مدى ستُحدث التكنولوجيا الرقمية ثورة في الرعاية الصحية؟

2019/01/10 أرقام

تشهد مجالات عدة تطوراً مستمراً يتواكب مع التغير التكنولوجي في حياتنا اليومية بفعل تقنيات جديدة من بينها الذكاء الاصطناعي وطرق جمع البيانات، الأمر الذي يحدث ثورة على كافة الأصعدة لا سيما قطاع الرعاية الصحية وتشخيص الأمراض، وفقاً لتقرير نشرته "بي بي سي".

 

ومن باب أن الحاجة أم الاختراع، طور أحد المبتكرين ويُدعى "جوناثان روزبيرج" فكرة جديدة بسبب طول انتظاره في غرف المستشفيات بعد مرض ابنته بالتصلب الجلدي الذي استدعى فحصها بموجات فوق صوتية عدة مرات، وهو أمر مرهق حتى تم إقناعه باستخدام أول جهاز مسح فائق السرعة للحمض النووي "دي إن إيه" بواسطة التكنولوجيا الرقمية التي أتاحت الوصول إلى الشفرات الوراثية بشكل أسهل وأقل تكلفة.

 

وتمكن "روزبيرج" لاحقاً من إنتاج "Butterfly IQ"، وهو عبارة عن مختبر في الجيب يثبت بجوالات "آيفون"، حيث يستخدم آلاف المستشعرات  على رقاقة حاسوبية يمكنها فحص وتصوير الجسم البشري من الداخل والخارج للتحقق من وجود أورام أو غيرها من الأمراض.

 

أوضح "روزبيرج" أنه يستهدف تغيير مستقبل الرعاية الصحية من خلال عرض جهاز مسح أشعة بتكلفة منخفضة تقدر تكلفته بألفي دولار كي يصبح تشخيص الأمراض في متناول الأشخاص العاديين في أي وقت وفي أي مكان.

 

 

الواقع الافتراضي

 

- في الوقت الذي يسود فيه تفاؤل بشأن استغلال الواقع الافتراضي في تشخيص الأمراض، إلا أن خبراء حذروا من المبالغة في فاعليته بمجال الرعاية الصحية ونتائجه الدقيقة.

 

- رغم ذلك، لا يمكن التقليل من أهمية تطبيقات وأجهزة الواقع الافتراضي والتطور الذي شهدته مؤخراً وما عرضته من قدرات في الحصول على تشخيص للأمراض مع دمج صور لبطاريق وطيور وأصوات مرحة صرفت انتباه المريض عن الشعور بالألم.

 

- يمكن أن يلعب الواقع الافتراضي دوراً مهماً في المستشفيات والمدارس ودورات تأهيل وتدريب الأطباء للتعامل مع العمليات الجراحية المعقدة مثل فصل التوائم السيامية.

 

- أفادت شركة "في آر هيلث" الناشئة بأن وكالة الغذاء والدواء الأمريكية صدقت على تطبيقاتها المتعلقة بمسح الأشعة بالواقع الافتراضي التي يمكنها توفير الكثير من نفقات الرعاية الصحية والمساهمة في التعافي سريعاً من الأمراض والتقليل من معاناة كبار السن في الذهاب إلى المستشفيات.

 

- يمكن لأجهزة قابلة للارتداء تحذير البشر بسهولة من أعراض مرضية في بداياتها لتسهم تطبيقات الواقع الافتراضي في دقة أكبر للتعرف على لهذه الأعرض، وبالتالي، تصبح أنشطة الرعاية الصحية في الدول أقل تعقيدا.

 

 

الذكاء الاصطناعي

 

- تستعين خدمات الواقع الافتراضي بالذكاء الاصطناعي، حيث تحصل على معلومات تعالجها الخوارزميات  وتقارنها بحالات متاحة على قواعد بياناتها للتشخيص بشكل أفضل.

 

- لا يزال هناك ارتباك وجدل لدى المرضى بشأن تطبيقات طبية تستخدم الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي في تشخيص الأمراض، ولكن أطباء يرونها فرصة لحوار أفضل مع المرضى لا سيما هؤلاء الذين يصعب إقناعهم بضرورة اتباع نظام صحي وأسلوب غذائي صعب.

 

- رحب أطباء بهذه التكنولوجيا الطبية الجديدة، ولكنهم شددوا على ضرورة إتاحتها في متناول الجميع وليس إقصارها على طبقة بعينها وإهمال الملايين الفقراء حول العالم.

 

- يمكن تخيل مدى ما ستسهم فيه هذه التكنولوجيا في إنقاذ حياة الكثيرين لو قرر شخص مريض بالقلب في اكتشاف أعراض خطيرة مبكراً وذهب إلى مستشفى لتلقي العلاج المناسب.

 

- على الجانب الآخر، يمكن أيضاً تخيل شخص طاعن في السن تجاوز الثمانين من عمره ويعيش بمفرده ولا يقدر على استخدام جوال حديث، هل ستفلح هذه التكنولوجيا وقتها؟

 

- يمكن القلق هنا في حالة الانقسام التي ستحددها التكنولوجيا في قطاع الرعاية الصحية وخدمتها لمرضى دون آخرين.

 

- تريد "آبل" وغيرها من شركات التكنولوجيا استغلال هذه التطبيقات في دمج بيانات صحية شخصية على أجهزتها، واستثمرت "جوجل" في شركات تعمل على تشخيص الأمراض بالذكاء الاصطناعي مثل "DeepMind" كما انضمت "تنسنت" الصينية إلى هذا السباق لاستخدام الذكاء الاصطناعي في علاج مرض "باركينسون".

 

- أيضاً تتعاون "أمازون دوت كوم" مع شركات استثمارية كـ"بركشاير هاثاواي" و"جيه بي مورجان تشيس" لتغيير شكل منظومة الرعاية الصحية في الولايات المتحدة.

 

 

إنقاذ الحياة بالبيانات

 

- بدأت العديد من الشركات التعامل مع التحدي الجديد في الرعاية الصحية، ومن بينها مؤسسة "Medic Mobile" التي تعمل في عشرين دولة بقارات مختلفة حول العالم، ويتركز نشاطها على جمع سجلات إلكترونية للمرضى وتتبع حالاتهم الصحية لمعالجة من يحتاجون للعلاج سريعاً.

 

- يتيح تطبيق طورته "ميديك موبايل" استخدام التكنولوجيا في جمع ومعالجة كم هائل من البيانات وفحصها بخوارزميات للحصول على أفضل تشخيص وطريقة لإنقاذ حياة المرضى.

 

- أفاد مسؤولو المؤسسة غير الربحية بأن هناك حاجة لمثل هذه التقنيات في مجتمعات فقيرة يصعب عليها الحصول على خدمة رعاية صحية مميزة أو أنها توجد في مناطق ناشئة.

 

- لكن يمكن أن تسهم تكنولوجيا الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي وجمع ومعالجة البيانات بشكل كبير في السيطرة على الأوبئة ومحارب الأمراض المعدية وإنقاذ أرواح الكثيرين حول العالم.

 

- بدأت التكنولوجيا الرقمية تغيير حياة المرضى وأنظمة الرعاية الصحية من خلال أدواتها التي تتعامل مع تلك التحديات وتساعد على فهم أفضل للأمراض والطرق الصحية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.