نبض أرقام
18:10
توقيت مكة المكرمة

2024/07/22
14:15

أحد أكبر مقدمي الخدمات اللوجستية في العالم.. شركة امتلكها موظفوها بقوة القانون

2019/01/19 أرقام - خاص

في عالم يعج بالنشاط التجاري، وتزامنًا مع طفرة الأعمال الإلكترونية، باتت خدمات النقل والدعم اللوجستي المقدمة من طرف ثالث جوهرية لمواصلة العمل، وأصبحت شركات مثل "يو بي إس صبلاي شين سلوشنز" و"دي إتش إل صبلاي شين" تشكل حلقة حيوية للغاية في سلسلة التوريد العالمية.

 

 

ويقصد بمصطلح لوجستيات الطرف الثالث، الشركات التي تتعامل مع مهام التوريد والنقل والتوزيع الخارجي للشركات الأخرى، وربما يركز بعضها على شحن البضائع أو التخزين أو التوزيع وربما أكثر من مهمة في آن واحد.

 

وذلك بخلاف مصطلح لوجستيات الطرف الأول الذي يشير إلى الحالة التي يتعامل فيها طرفان فقط -المتلقي والبائع- في صفقة ما، ولا يتدخل بينهما أي طرف آخر لتنفيذ المهام اللوجستية، فيما يعكس مصطلح لوجستيات الطرف الثاني لجوء أحد الطرفين -غالبًا المصنع- إلى مقدم خدمات لوجستية من الباطن لتنفيذ مهام بعينها.

 

ولعل أحد أبرز اللاعبين في هذه الصناعة والآخذة في التوسع والانتعاش؛ "سي إتش روبنسون"، والتي تعد الأكبر في الولايات المتحدة وخامس أكبر شركة على مستوى العالم في هذا المجال، وهي أيضًا واحدة من أكبر الشركات الأمريكية على الإطلاق.

 

كيف تأسست؟

 

- تأسست الشركة عام 1905، وجاء هذا الاسم تيمنًا بمؤسسها "تشارلز هنري روبنسون"، والذي أطلقها في البداية كوسيط لتجارة المنتجات بالجملة، قبل أن يضعها على طريق التحول إلى واحدة من أكبر شركات في خدمات الدعم اللوجستي.

 

- تزامنًا مع إطلاقها بشكل قانون، وضع "روبنسون" الذي عمل في السابق كمندوب مبيعات، استراتيجيته طويلة المدى، والتي صاغ بها جزءًا من ثقافة الشركة يشمل، العمل الدؤوب والمرونة والتركيز على الجانب الخدمي، وهي عناصر تقول "سي إتش روبنسون" إنها تمسكت بها طيلة ما يزيد على قرن من الزمان.

 

- كان "روبنسون" بحاجة إلى من يشاركه الحلم، فاستعان بالأخوين "فريد باركس ناش" و"يليس كينغ ناش"، وفي مستهل مشروعهم كانوا ينقلون ويوزعون الفواكه والخضروات باستخدام العربات البدائية التي تجرها الأحصنة، بحسب صحيفة "ستار تريبيون".

 

 

- لكن "روبنسون" لم يعش طويلًا كي يرى حلمه يصبح حقيقة، ووافته المنية عام 1909 عن عمر يناهز 52 عامًا، وبعد أربعة أعوام اشترى الأخوان "ناش" حصة زوجته، ليهيمنا بشكل كامل على الشركة، التي جعلاها ذراع المشتريات الخاص بأعمال "ناش فينش" لتجارة التجزئة.

 

- وفقًا للموقع الرسمي للشركة، فإن خلفاء "روبنسون" عكسوا تفانيه في العمل ورؤيته الطموحة للأعمال، وهو ما كان له الفضل في ترسيخ المكانة الرائدة للشركة التي استفادت بعد ذلك من مجموعة من التغيرات في صناعة النقل، مثل بدء استخدام الشاحنات المبردة التي لا تعتمد على الثلج في 1939، علاوة على تطوير منظومة الطرق السريعة في الولايات المتحدة وتحسين القواعد التنظيمية للنقل.

 

تحول وتطور

 

- في أربعينيات القرن العشرين، أجبرت السلطات التنظيمية في الولايات المتحدة الشركة على فصل أعمالها إلى كيانين مستقلين خشية تورطها في ممارسات احتكارية، مع احتفاظ الموظفين بملكية "سي إتش روبنسون كو" التي تبيع الفواكه والخضروات الطازجة لمتاجر "ناش فينش"، والتي احتفظت بملكية الشركة الثانية "سي إتش روبنسون إنك".

 

- لكنّ الشركتين اندمجتا مجددًا في منتصف الستينيات، مع امتلاك "ناش فينش" حصة قدرها 25% فقط، وبعد سلسلة من التغيرات التي ساعدت أعمال الشركة، جاء تخفيف القيود التنظيمية على صناعة النقل في الولايات المتحدة عام 1980 لينعش عمليات "سي إتش روبنسون"، ومنحها فرصة لبناء علاقات تجارية أقوى وتوفير حلول أكثر فاعلية بسلسلة التوريد.

 

 

- على مدار القرن الماضي، ظلت الشركة مستقرة من الناحية المالية، ووجهت أنظارها صوب احتياجات العملاء، لذا ركزت على شركات النقل التعاقدية، والموردين، ونقل البضائع وسلسلة التوريد.

 

- في عام 1988، توسعت الشركة في أعمال النقل، مستخدمة السفن والقطارات والشاحنات، وبعد عام واحد، امتدت أعمالها إلى خارج الولايات المتحدة للمرة الأولى، عندما افتتحت مكتبها في مونتيري، المكسيك، ومن ثم بدأت تقديم خدمات الشحن الجوي عام 1990، وبعد ثلاث سنوات فقط استحوذت على شركة نقل فرنسية، لتوفر لنفسها مدخلًا إلى أوروبا.

 

- بحلول عام 1997، تم طرح أسهم الشركة في البورصة، وكانت قد أصبحت آنذاك مملوكة بالكامل من قبل العاملين فيها، وعرفت باسم "سي إتش روبنسون وورلد وايد إنك".

 

ثمار ما زرعه "روبنسون"

 

- صنفت "فورتشن" الشركة ضمن أكبر الشركات على الإطلاق في الولايات المتحدة منذ 15 عامًا، كما ضمتها لقائمة الشركات الأحسن سمعة في البلاد على مدار سنوات متتالية، ووفقًا لتصنيف "أرمسترونغ آند أسوسيتس"، فإن "سي إتش روبنسون" هي أكبر مقدم لخدمات الدعم اللوجستي في أمريكا والخامسة على مستوى العالم خلال عام 2017 من حيث الإيرادات.

 

- بلغ إجمالي إيرادات الشركة 14.9 مليار دولار عام 2017، وسجلت أرباحًا تتجاوز النصف مليار دولار، ويعمل لديها ما يزيد على 15 ألف موظف على مستوى العالم، ولديها 120 ألف عميل نشط، وتتعاون مع عشرات الآلاف من شركات الطيران والتوريد.

 

 

- تقدم "سي إتش روبنسون" خدماتها للعملاء عبر سلسلة من المكاتب الفرعية في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط، وتشمل هذه الخدمات، الاستشارات والتحليلات الخاصة بسلاسل الإمداد، والشحن، وإدارة برامج النقل الأساسية، بالإضافة إلى عمليات التوريد والتخزين.

 

- تتبرع الشركة وموظفوها بملايين الدولارات سنويًا لمجموعة مختلفة من القضايا والمنظمات الخيرية، بما في ذلك الأبحاث ومراكز العلاج التي تركز على أمراض الأطفال والسرطان.

 

- تتوقع "ترانسبرنسي ماركيت رسيرش" للأبحاث، نمو حجم سوق اللوجستيات العالمي (والذي يشمل البنية التحتية للنقل، وشركات الطرف الأول للدعم اللوجستي، وشركات الطرف الثاني، وشركات الطرف الثالث) إلى 15.5 تريليون دولار بحلول عام 2023، ارتفاعًا من 8.2 تريليون دولار في 2015.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة