نبض أرقام
09:02 م
توقيت مكة المكرمة

2024/12/20
2024/12/19

القطاع التكنولوجي.. خط المواجهة في الصراع البارد بين الغرب والشرق

2019/01/24 أرقام

في خمسينيات القرن العشرين، عندما كانت المنافسة التكنولوجية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في ذروتها، تمكن علماء جامعة موسكو من تطوير أول حاسوب ثلاثي في العالم والذي يعرف أيضًا باسم "حاسب سيتون" أو "الحاسب الثالوثي"، والذي يستخدم ثلاث قيم رقمية هي صفر وواحد وسالب واحد بدلًا من صفر وواحد فقط، بحسب تقرير لـ"التلغراف".

 

 

لكن هل ساعد ذلك الاقتصاد السوفيتي على البقاء حيًا؟ ربما لن يستطيع أحد معرفة إجابة هذا السؤال أبدًا، لأنه في السبعينيات قررت السلطات الروسية إطلاق نظام موحد قائم على نسخ الحواسيب الثنائية العملاقة التي تصنعها شركة "آي بي إم" الأمريكية.

 

التوتر الأمريكي- الصيني

 

- اليوم، في ظل توسع الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، تراجعت الآمال طويلة المدى للنمو الاقتصادي المرتكزة على حركة التجارة القوية، وخفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي، مشيرًا إلى الحرب التجارية كسبب رئيسي في ذلك.

 

- مؤخرًا، عقد "رن تشنغفي"، مؤسس شركة "هواوي"، مؤتمرًا صحفيًا نادرًا للدفاع عن شركته ضد الاتهامات الموجهة لها من قبل بلدان غربية تدعي أنها تسمح للحكومة الصينية بالتجسس على شبكات الاتصال حول العالم.

 

- في غضون ذلك، يدرس الكونجرس الأمريكي قانونًا يحظر بيع مكونات الحواسيب الأمريكية لشركتي "هواوي" و"زد تي إي" وأي شركة صينية متهمة بتجاوز العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على الكيانات والدول مثل إيران وكوريا الشمالية.

 

 

- كما يعيد الادعاء العام الأمريكي النظر في دعوى قضائية من عام 2014 تتهم شركة "هواوي" بسرقة تقنية روبوتية لاختبار الجوالات تعرف باسم "تابي"، فيما علقت جامعة أكسفورد حصولها على أي تبرعات أو عقود رعاية جديدة من "هواوي"، متنازلة عن تمويل يقارب مليون دولار.

 

- مع ذلك، بعض الخبراء والمستثمرين متفائلون بتراجع حدة الخلاف بين البلدين، بما يساعد الاقتصاد الصيني المتباطئ ويخفف الضغط عن الشركات والمزارعين، ويميل الكثيرون للاعتقاد بأن الجانبين سيمددان الهدنة التي اتفقا عليها في الأرجنتين خلال قمة مجموعة العشرين في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

 

صراع في ميدان التكنولوجيا

 

- على مدى عقود تم إرساء أسس الحرب الباردة الحقيقية، وهي القيام بما يلزم لضمان الهيمنة التكنولوجية، وكل المؤشرات تدل على أن كبار الشخصيات الاقتصادية في الصين ليسوا أقل حكمة من المسؤولين الذين أنهوا الحاسوب الثالوثي.

 

- جاء في تقرير المخاطر العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي: أصبحت التكنولوجيا بمثابة حدود جديدة للحمائية التجارية في جميع أنحاء العالم، كما أن القرارات المتعلقة بالسياسة التجارية وحتى الصفقات الفردية المتعلقة بالاستحواذ على شركات التكنولوجيا الأجنبية، غالبًا ما تكون ذريعة لنوع من الحمائية مصمم لمنع التجارة الرقمية العابرة للحدود.

 

 

- يضيف التقرير: الدول الغربية شددت قبضتها لمنع الاستثمارات الأجنبية في القطاعات الاستراتيجية، لا سيما التكنولوجيا الناشئة، مما يزيد احتمالية مواجهة العولمة لمزيد من الرياح المعاكسة، ولو جزئيًا على الأقل.

 

- يقول المحلل لدى "يو بي إس ويلث مانجمنت" لإدارة الأصول "جيف يو"، إنها حرب باردة تتركز في مجال التكنولوجيا وتتعرض للخطط الاستثمارية، ويضطر المستثمرون إلى تقييم احتمالية تعطل قدرة الشركات الشرقية أو الغربية على الوصول إلى بعض الأسواق.

 

مخاوف متبادلة

 

- ليس الغرب فقط الذي أصبح أكثر تشككًا في التجارة الحرة المتعلقة بالتكنولوجيا المتقدمة، فمعظم الأجهزة الإلكترونية التي تحمل عبارة "صنع في الصين" يتم تجميعها فقط في الصين، لكن باستخدام شرائح إلكترونية دقيقة مستوردة من دول مثل أمريكا واليابان وكوريا الجنوبية.

 

- تجعل الحكومة الصينية كسر اعتماد البلاد على هذه المكونات الأجنبية أولوية وطنية، ويأتي ذلك في وقت يستهدف فيه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" صناعة الرقائق الإلكترونية بالتعريفات الجمركية.

 

- ربما يكون "ترامب" محقًا، فالمنافسة الصينية مع الولايات المتحدة في هذه المنطقة تزداد قوة بشكل سريع، مدفوعة بتحول الصين من الاقتصاد الصناعي إلى آخر متقدم، وحازت حواسيب بكين الفائقة على لقب "الأسرع في العالم" منذ عام 2013 حتى منتصف 2018.

 

 

- إنه سباق محتدم مع الغرب لتطوير الحواسيب الكمومية، ما يهدد بخرق العديد من طرق التشفير التقليدية، ورغم أن شركات التكنولوجيا العامة الأكبر حجمًا في العالم لا تزال أمريكية، إلا أن نصيب الصين وحدها من قائمة الشركات الخمسين الأكبر يصل إلى 26 شركة مقارنة بـ16 شركة فقط للولايات المتحدة.

 

- يشهد العالم أيضًا سباقا جديدا إلى الفضاء، إذ تطلق الصين بشكل متزايد أقمارًا صناعية إلى المدار الخارجي بهدف بناء شبكة شبيهة بـ"جي بي إس" لا تحتاج إلى دعم سلاح الجوي الأمريكي.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.