يعتبر تقرير "الاتجاهات المستقبلية للاقتصاد العالمي" للمنتدى الاقتصادي العالمي أن الصناعات المرتبطة بالـ"بيوتكنولوجي" أو التكنولوجيا الحيوية ستكون من بين أعلى خمس صناعات نموًا خلال العقد المقبل بسبب اتساع نطاق تطبيقاتها والحاجة إلى منتجاتها.
الصيدلية الحيوية
وبشكل عام يُقصد بالتكنولوجيا الحيوية كل ما يتعلق بعلم الجينات وإدخال تعديلات في بعض النباتات مثلا لزيادة الإنتاجية أو إدخال دراسة التركيب الجيني لمريض ما بهدف التوصل إلى علاج ناجع لمرضه، أو غير ذلك من أشكال التكنولوجيا المستحدثة في مجال التعديلات الجينية.
ووفقاً لتقرير صادرعن شركة "جراند فيو" للأبحاث فإنه من المتوقع أن تصل قيمة سوق التكنولوجيا الحيوية العالمية إلى 727.1 مليار دولار بحلول عام 2024، ومن المتوقع أن يؤدي ظهور بعض التطورات التقنية المحورية في سوق التكنولوجيا الحيوية إلى دفع النمو في هذه الصناعة إلى مستوى ربحية قياسية.
وتشكل "الصيدلة الحيوية" -أي استخدام التكنولوجيا الحيوية في تصنيع الأدوية- 61% من سوق البيوتكنولوجي الذي تبلغ قيمته نحو 140 مليار دولار ومن المنتظر أن يشهد هذا السوق المزيد من التوسعات خلال الأعوام المقبلة في ظل نمو متوقع بنحو 11.4% وفقًا للجمعية الأمريكية للصحة العامة.
وتعمل قرابة 700 شركة في المجالات المتعلقة بالتقنيات الحيوية حول العالم، يعمل بها نحو 200 ألف موظف، بما يجعلها أحد أكثر المجالات الواعدة بسبب القاعدة الواسعة للصناعة من حيث عدد الشركات، فضلًا على نسبة النمو القياسية.
على سبيل المثال فإن أحد الأدوية التي تم تصنيعها بتكنولوجيا "بيو" ويتم علاج الأمراض المناعية باستخدامه حقق مبيعات بقيمة 18 مليار دولار لعام 2017 فحسب، بينما بلغت مبيعات أدوية أخرى مليارات الدولارات لكل نوع خلال العام نفسه.
علاج "تفصيلي"
ومن المتوقع أن يتزايد الاعتماد على تلك التكنولوجيا مع ما يعرف بالتوجه نحو "العلاج الشخصي" في الطب المستقبلي، ويقوم على تشخيص حالات بعض الأمراض بشكل شخصي منفرد، وعمل علاج مخصص لكل حالة وليس علاجاً عاماً لجميع المصابين بالمرض نفسه.
وبدأت بعض تلك العلاجات التجريبية في هذه المرحلة في تحقيق نتائج جيدة في علاج مرضى السرطان، بل وحتى في تحسين حالة الكثير من مرضى السكري وإن لم تُنْهِ احتياجهم إلى العقاقير الطبية تمامًا، غير أن أبحاثًا طبية تشير إلى إمكانية ذلك إذا شهد المجال المزيد من التطور.
أما الزراعة الحيوية فيبلغ حجم سوقها نحو 40 مليار دولار في يومنا هذا، ومن المتوقع أن ينمو إلى قرابة الضعف بحلول عام 2030 فحسب، وربما يفوق حجم سوق الزراعة الحيوية نظيره للزراعة التقليدية في منتصف القرن الحالي فحسب.
وعلى الرغم من التوقعات الرائعة فيما يتعلق بنمو قطاع "بيوتكنولوجي" فإن الأزمة الحقيقية تبقى في عدم تحقيق هذا القطاع لأرباح مرضية على الإطلاق، إذ تشير تقديرات موقع "بيو سيرفيس" المتخصص في تقارير هذه الصناعة إلى أن شركات التكنولوجيا الحيوية أمكنها تغطية نفقاتها فحسب بلا ربح أو خسارة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة.
في انتظار "اختراق"
وعلى الرغم من ذلك تبدي الكثير من تلك الشركات رغبة في التوسع في الاستثمارات والاستمرار في أنشطتها، بسبب توقعات "الاختراقات" التي من شأنها نقل الصناعة من خانة الخسائر إلى الأرباح القياسية في سرعة قياسية.
وتتوقع شبكة "جلوب نيوز واير" أن تتصدر شركات "بيو تكنولوجي" شركات العالم من حيث الربحية بنسب تتعدى 25% خلال 10 سنوات على الأكثر من الآن، لتترافق مع شركات التكنولوجيا والشركات المالية والبنوك وشركات الاتصالات.
واللافت هنا أن الولايات المتحدة تحتل صدارة دول العالم في مجال البيوتكنولوجي بحجم سوق يقدر بـ96 مليار دولار، وتليها الصين بنصف هذا الحجم تقريبًا ولكن بنمو كبير ومتسارع للغاية، فيما يشكل استثناء للصين في مجال الاستثمار في مجالات واعدة بشكل مكثف.
بل يعتبر تقرير لجامعة "ويسكنسون" أن الكوادر الصينية في هذا المجال أفضل تدريبًا من نظرائهم الأمريكيين والأوروبيين بسبب برامج التعليم الحكومي المتطورة في هذا المجال، فضلًا على برامج التدريب التي تقوم بها الحكومة الصينية بالشراكة مع بعض شركات القطاع الخاص.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}