أعرب مسؤولون أمريكيون بشكل واضح أنهم ينظرون إلى شركة التكنولوجيا الصينية "هواوي" باعتبارها تهديدًا للأمن القومي، والآن يجب على 170 دولة التي تستخدم شبكاتها للاتصالات أن تقرر ما إذا كان التعامل معها آمنًا أم لا، وفقًا لتقرير "الإيكونوميست".
ووجه المدعي العام الأمريكي هذا الأسبوع 23 اتهامًا للشركة الصينية، بما في ذلك خرق العقوبات على إيران، وسرقة الأسرار التجارية للشركات.
حقيقة "هواوي"
- تعد أنجح الشركات الصينية عالميا، وحققت مبيعات بقيمة 110 مليارات دولار، وشحنت 200 مليون جوال ذكي في 2018، وبنت 1500 شبكة، لتصل إلى ثلث سكان الكوكب.
- يزعم المدعي العام أن الوجه الثاني لـ"هواوي" هو ذلك المشروع الذي يكسر قوانين الربح، بزعم أن الشركة قدمت مكافآت للموظفين الذين قاموا بسرقة الملكية الفكرية.
- التهمة الثانية تشير إلى أن "مينغ وانزو" المديرة المالية وابنة مؤسس "هواوي" التي ألقي القبض عليها في كندا في ديسمبر /كانون الأول الماضي، ضللت البنوك حول انتهاك العقوبات على إيران.
التهمة الأكثر خطورة
- يعتقد البعض أن التهمة الأكثر إثارة للقلق هي أن تكون "هواوي" أداة للتجسس الصيني، أو حتى في وقت الحرب، للتخريب.
- انتشرت شائعات منذ سنوات دون أي دليل، ولكن الحذر منطقي، إذ تتمتع "هواوي" بحصة سوقية كبيرة في شبكات الجيل الخامس الجديدة، والتي ستربط كل شيء من السيارات إلى الروبوتات.
- ويأتي ذلك في الوقت الذي تحاول الصين إحكام قبضتها على الأعمال التجارية بعد أن تم إدخال تعديلات على قانون الاستخبارات الوطني الذي يجبر الشركات على العمل مع الحزب الحاكم.
ماذا تفعل الولايات المتحدة؟
- الخيار الأكثر شراسة هو فرض حظر على أعمال "هواوي"، فمنذ 2012، تم حجب بيع معداتها في أمريكا، كما حظرت أستراليا مؤخرا معدات الجيل الخامس “5G” الخاصة بها.
- لا يزال بإمكان الولايات المتحدة قطع الطريق أمام "هواوي"، من خلال منع الشركات الأمريكية مثل "كوالكوم" و"إنتل" من تزويدها بمكونات مهمة للجوالات الذكية وعن طريق فصلها عن النظام المصرفي العالمي.
- مثل هذا الخطوة ستؤثر على الجميع، بما في ذلك أمريكا، حيث ستتأثر مبيعات تجارة التجزئة، وقد يخسر 180 ألف شخص وظائفهم، خاصة في الصين، وسيكون لدى العملاء خيارات أقل.
حرب تجارية باردة
- التكلفة الأعظم ستكون تشتيت نظام التجارة العالمي، خاصة بعد أن أصبح الخط الفاصل بين العدالة والمفاوضات التجارية غير واضح.
- يصر المسؤولون الأمريكيون على أنهم يعملون فقط على تطبيق القانون، فيما قال الرئيس "دونالد ترامب" إن مصير "مينغ" ورقة مساومة.
- حظر شركة ما بناء على رأي المسؤولين الأمريكيين، دون أدلة، من شأنه أن يشكل سابقة خطيرة، لكن ماذا إذا فرضت الصين حظرا مماثلا على الشركات الأمريكية التي لها دور كبير في اقتصادها مثل "جنرال موتورز" أو "بوينج"؟
- بدلا من الانسياق نحو حرب باردة جديدة، الحل هو البحث عن آليات وقواعد تفضل التجارة عن طريق التقليل من عدم الثقة، وتطوير هياكل لمراقبة الشركات العاملة بها.
والحل؟
- يمكن للحكومات تقليل المخاطر من خلال الإصرار على مجموعة متنوعة من الموردين للأجهزة المستخدمة في شبكات الاتصالات.
- وعلى "هواوي" أن تكون جادة في إظهار أنه يمكن الوثوق بها في الخارج، على سبيل المثال، تعيين مديرين أجانب، وإنشاء فروع في الخارج لديها مجالس إدارة خاصة بهم ومديرون محليون.
- وإذا كانت تريد الحكومة الصينية بالفعل معاملة أفضل، فعليها تفهم القلق الذي تثيره، حيث توضح قضية "هواوي" كيف أن السلطوية المتزايدة للرئيس "شي جين بينغ" تقوض المصالح التجارية للبلاد في الخارج.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}