تهدد حملة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لتقويض النظام الحاكم في فنزويلا، بإحداث نقص في إمدادات النفط الخام الثقيل الذي تحتاجه المصافي في الولايات المتحدة لإنتاج البنزين ووقود الطائرات والديزل، بحسب تقرير لـ"سي إن إن ".
وإذا زادت الأسعار ردًا على العقوبات التي فرضتها واشنطن على الحكومة الفنزويلية وشركة النفط التابعة لها "بي دي في إس إيه"، فإن وزارة الطاقة الأمريكية قد تلجأ لتخفيف هذا الأثر عن طريق استهلاك جزء من الاحتياطي الاستراتيجي من النفط الخام.
هذا الاحتياطي الاستراتيجي هو سلسلة من صهاريج التخزين فوق وتحت الأرض، بدأت واشنطن في تعبئتها بالخام عقب صدمة النفط في سبعينيات القرن الماضي، وتحتوي على ما يصل إلى 650 مليون برميل حاليًا.
ومؤخرًا، أفادت تقارير بأن إدارة "ترامب" تفكر في اقتفاء أثر الإدارات السابقة التي استجابت للصدمات النفطية باستهلاك جزء من هذا المخزون الاحتياطي، لكن حذر محللون من أن هذه الخطوة لن تفعل الكثير لتخفيف النقص المحتمل في الإمدادات، خاصة على المدى الطويل.
حل غير كاف
- المشكلة هي أنه ليس كل النفط الخام واحدا، إذ تنتج كل منطقة درجة مختلفة منه، وفي فنزويلا على سبيل المثال، يكون كثيفا وثقيلا لدرجة أنه لا يمكن نقله عبر خطوط الأنابيب، بخلاف الخام الخفيف الذي يتم ضخه من تكساس.
- يتكون أغلب الاحتياطي الاستراتيجي من خام أخف مما تصدره فنزويلا إلى الولايات المتحدة (500 ألف برميل يوميًا)، ولم يتم تهيئة المصافي في ساحل خليج المكسيك لمعالجة مثل هذه النوعية من الخام.
- في أواخر تسعينيات القرن الماضي، اعتقد الجميع أن إنتاج أمريكا النفطي سيواصل الانخفاض، ولم يعد بمقدور المصافي الاعتماد على الخام الخفيف الحلو المستخرج من تكساس والولايات الأخرى لإنتاج البنزين والديزل ووقود الطائرات، ما اضطرها لتحديث منشآتها لتكرير النفط الثقيل الحامض المستورد.
- اليوم، تخلط المصافي الأمريكية الخام الخفيف مع الثقيل المستورد من كندا والسعودية والمكسيك وفنزويلا، ولا يمكنها ببساطة أن تتحول بسرعة بعيدًا عن هذه الطريقة في العمل مع نقص إمدادات الخام الثقيل، ومع أن بعضها قد يستهلك الخام المتوسط المخزن ضمن الاحتياطي الاستراتيجي، لكن من غير المحتمل أن يساعدها ذلك في العمل بطاقتها القصوى.
البدائل غير متاحة
- يعتقد المحللون أن اعتماد الولايات المتحدة على مخزونها الاستراتيجي سيؤدي لتهدئة الضغوط في سوق النفط على المدى القصير فقط، لأنه لا يحتوي على الكثير من الخام الثقيل، ما يعني استئناف ارتفاع الأسعار بعد فترة محدودة.
- تقول رئيسة قسم التحليل الاستراتيجي للسلع في "آر بي سي كابيتال ماركتس"، "هليما كروفت"، إن السؤال الرئيسي المطروح الآن هو، إلى متى سيستمر اضطراب الإمدادت الفنزويلية، مضيفة: إذا كان هذا النقص مستمرا لفترة طويلة، فإن ذلك يعني تراجع فاعلية الاعتماد على الاحتياطي الاستراتيجي.
- يعاني سوق النفط بالفعل من نقص في الإمدادات الثقيلة، فعلى سبيل المثال، جرت العادة أن يكون خام "المايا" المكسيكي أرخص من خام "نايمكس" الأمريكي، لكن هذه العلاقة انعكست مؤخرًا، وهو أمر غير مألوف للغاية يُظهر مدى احتياج العالم ومصافي التكرير في الولايات المتحدة على وجه التحديد إلى درجات أثقل من الخام.
- المشكلة هي أن المصادر المثالية للحصول على الإمدادات الثقيلة تواجه صعوبة في زيادة ضخ النفط، ومنها المكسيك التي تعاني انخفاضًا قد يستغرق أشهرا وربما سنوات قبل التحول للارتفاع، فيما تعاني كندا من نقص خطوط الأنابيب اللازمة لنقل إنتاجها إلى ساحل الخليج الأمريكي، وذلك تزامنًا مع التزام "أوبك" بخطة لكبح الإمدادات.
- بدلًا من استهلاك الاحتياطي الاستراتيجي، نصح الرئيس التنفيذي لشركة الخدمات النفطية "كاناري"، "دان إبراهارت"، بالنظر في خطوات أخرى مثل تحديث البنية التحتية للطاقة في أمريكا لزيادة القدرة على معاجلة الخام المحلي، واستيراد المزيد من الإمدادات الكندية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}