كانت أسعار النفط أعلى 100 دولار للبرميل في عام 2008، عندما أعلنت شركة خطوط الأنابيب "إنتربرايز برودكتس بارتنرز" عن مشروعها الجديد "تكساس أوفشور بورت سيستم" المعروف اختصارًا بـ"توبس"، بحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز".
وبلغت التكلفة المقدرة للمشروع آنذاك 1.8 مليار دولار، وكان الهدف منه تفريغ حمولات النفط القادمة على متن الناقلات العملاقة لضخه إلى داخل البلد المتعطش للخام، لكن المشروع لم يقدر له الاكتمال.
والآن عادت الشركة بمشروع جديد للقيام بمهمة مختلفة تمامًا، المشروع هو المحطة البحرية "سي بورت أويل ترمينال" أو "سبوت" بساحل تكساس، والذي سيكون قادرًا على تزويد الناقلات العملاقة بالنفط الأمريكي من أجل تصديره.
سباق التصدير
- تقدمت "إنتربرايز" بطلب للحصول على التصاريح الفيدرالية لبدء مشروع "سبوت" يعكس التغيرات التي شهدتها الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي، حيث تحولت من كونها أكبر مستورد نفطي في العالم إلى مورد رئيسي.
- الأكثر من ذلك، أنه خلال العام المقبل، من المتوقع أن تصبح أمريكا مصدرًا صافيًا للطاقة، وفقًا للمحللين الحكوميين، الذين يرجعون توقعاتهم تلك إلى تواصل نمو إنتاج البلاد من النفط والغاز.
- تستعد الشركات الأمريكية حاليًا لزيادة مبيعات النفط الخام في الخارج بقوة، وتعمل على توسيع الموانئ والقنوات المائية، وتشييد محطات تحميل بحرية في خليج المكسيك لجذب الناقلات العملاقة.
- ويأتي هذا الاندفاع نحو التصدير بعد ثلاث سنوات من سماح المشرعين بتصدير النفط الخام الأمريكي، وارتفاع الصادرات إلى أربعة أمثال ما كانت عليه مسجلة 2.4 مليون برميل يوميًا، وسط توقعات بتواصل ارتفاعها.
- ستكون مشاريع البنية التحتية الساحلية أمرا حاسما لاستمرار هذا النمو، فالقدرة التصديرية اليومية للولايات المتحدة تصل إلى 8 ملايين برميل من النفط الخام عبر ساحل خليج المكسيك.
- هناك 8 مشاريع قيد التطوير من شأنها زيادة القدرة التصديرية إلى أكثر من 12 مليون برميل يوميًا، وفقًا لشركة الاستشارات التي تتخذ من هيوستن مقرًا لها "ليبو أويل أسوسيتس".
تصاعد المنافسة
- المخاوف من الطاقة التصديرية المفرطة، أثار سباقًا بين الشركات لتأمين الموافقات على مشاريعها، ويعتقد الرئيس التنفيذي لشركة "جوبيتر إنرجي"، "توم رامزي"، أن ثلاثة مشاريع فقط ستحصل على الموافقة، ويأمل أن يكون مشروعه واحدًا منها.
- القنوات المائية في موانئ كوربوس كريستي وهيوستن ضحلة جدًا بما لا يمكنها من استضافة ناقلات النفط فائقة الحجم اللازمة لنقل ما يكفي (بشكل رابح) من الخام إلى آسيا، لذا تحاول الشركات معالجة هذا الخلل.
- تحميل هذا النوع من الناقلات يحتاج حاليًا لمزيد من الوقت ونحو 50 إلى 75 سنتًا إضافيًا لكل برميل، لأنه يتم ضخ الخام إلى الناقلات الضخمة في عرض البحر عن الطريق السفن الصغيرة، وفقًا لباحثين.
- المنافسة بين المطورين آخذة في الاشتداد، وعلى سبيل المثال، طلبت شركة تابعة لـ"ترافيجورا" السويسرية موافقة الجهات التنظيمية لبناء محطة عائمة لشحن ناقلات النفط فائقة الحجم تبعد نحو 24 كيلومترًا عن شاطئ كوربوس كريستي.
- جاء ذلك، بعدما بدأت هيئة الموانئ في كوربوس كريستي مشروعها لتعميق مستوى المياه للسماح باستقبال الناقلات الأكبر حجمًا، وسط حديث عن إنشاء محطة تصديرية بقيمة مليار دولار بالتعاون مع القطاع الخاص.
- طلبت هيئة الموانئ من الجهات التنظيمية الفيدرالية رفض طلب "ترافيجور"، واستندت في طلبها إلى قضية جنائية عمرها 12 عامًا أدينت فيها الشركة، بجانب تورطها في قضية فساد كبيرة في البرازيل.
المحطات.. منفذ لتمرير الإنتاج المتنامي
- مع تعافي الأسعار وتسارع نشاط المنتجين في المناطق الصخرية بالولايات المتحدة، قفزت إمدادات البلاد إلى قرابة 12 مليون برميل يوميًا، ومن شأن المحطات التصديرية المقترحة في تكساس ولويزيانا توفير منفذ إضافي للتدفقات المتزايدة.
- محطة شحن واحدة فقط يمكنها ملء ناقلة نفط فائقة الحجم بسعة مليوني برميل، وتوجد في ميناء لويزيانا النفطي، والتي خرجت منها 3 ناقلات عملاقة كتلك في أسبوع واحد خلال ديسمبر الماضي.
- في نفس اليوم الذي تقدمت فيه "إنتربرايز" بأوراقها لبدء مشروع "سبوت"، تقدم مستثمرون آخرون بطلب لتشييد منشأة بحرية منافسة على سواحل تكساس تحت اسم "تكساس كولت".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}