في العديد من البلدان، عندما يجري نقاش حول أهمية الحد من إنتاج واستهلاك الوقود الأحفوري للتصدي للتغير المناخي، فإن أحد أبرز ردود الفعل تكون القلق إزاء هذا القطاع الذي يخلق العديد من الوظائف، خاصة في بلد كأمريكا، بحسب موقع "جيزمودو".
وغالبًا ما يدعم مشجعو النفط فكرة أن القطاع يخلق الكثير من الوظائف ذات الأجور المعقولة، ولعل نفس السبب هو الذي يجعل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" محبًا لأعمال الفحم أيضًا، فمثل هذه القطاعات توفر للمواطنين فرص عمل كثيرة.
لكن حاليًا أصبحت الوظائف في قطاع الفحم أقل نسبيًا مما كانت عليه دائمًا مع تراجع الاعتماد عليه وإنتاجه، وفي الوقت نفسه تعمل الشركات في قطاع النفط المزدهر على أتمتة قواها العاملة، وهو ما ينذر بانخفاض فرص العمل المتاحة للبشر لديها.
التكنولوجيا وكثافة العمالة
- بالنظر إلى الطرق العديدة التي تساعد بها شركات التكنولوجيا مثل "جوجل" صناعة النفط على توظيف الذكاء الاصطناعي وأتمتة العمليات، يبدو أن وادي السيليكون يسعى لتحقيق الربح من استخراج الوقود الأحفوري في عصر مكافحة التغير المناخي.
- لكن العنوان الفرعي لهذه القصة (أو النتيجة المترتبة) والذي لا يتم تسليط الضوء عليه وسط هذه الجهود والتحركات، أنه سيكون هناك عدد أقل من العمال البشريين الذين سينفذون المهام في هذا القطاع مستقبلًا.
- نشرت إحدى الصحف المحلية في هيوستن، التي تعد قلب صناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة، تقريرًا تحت عنوان "التكنولوجيا تؤدي إلى إبطاء النمو في وظائف الطاقة رغم انتعاش صناعة النفط".
- رصدت صحيفة "كوميونتي إمباكت" النتائج المترتبة على الانهيار الأخير لأسعار النفط والغاز في عام 2014، حيث فقدت هيوستن خلاله أكثر من 86 ألف وظيفة، استعادت منها نحو 25 ألف وظيفة فقط بعد استقرار القطاع وتعافي الأسعار.
- كما يعلم الجميع، الوظائف في صناعة النفط مرتبطة إلى حد كبير بالطلب على الخام، وعندما ترتفع الأسعار ينتعش القطاع، ويحدث العكس إذا هبطت، وخلال السنوات القليلة التي تلت 2014 تم تسريح مئات آلاف الموظفين في أعمال النفط والغاز والتعدين.
- لكن ليس هذا ما يحدث دائمًا، حيث قالت وكالة الطاقة الدولية في عام 2017 بعد بدء تعافي الأسعار: بشكل عام يؤدي التقدم التكنولوجي إلى انخفاض كثافة العمالة عبر قطاع الطاقة.
الشركات تتسابق نحو الرقمنة
- في الولايات المتحدة، انخفضت وظائف عمليات التنقيب والإنتاج في قطاع النفط والغاز بنسبة 30% خلال الفترة من عام 2014 إلى 2016 مع تراجع طفيف في الإنتاج، وجاء ذلك بشكل رئيسي نتيجة استثمار 47 مليار دولار لرقمنة بعض العمليات.
- تقول الرئيسة التنفيذية لشركة "أويل ستيتس إنترناشونال"، "سيندي تايلور" إن النمو العام للوظائف هذا العام سيكون هادئًا، حتى مع انتعاش أسعار الخام، حيث تعتمد منافسة الشركات الآن على التكنولوجيات الأكثر كفاءة، والتي تحد من حاجتها لعاملين جدد.
- تضيف "سيندي": سيكون هناك توظيف لا شك، لكن لا يمكن تجاهل حقيقة أننا نقدم القليل، وهذه المشكلة ليست خاصة بقطاع الطاقة فحسب، الجميع يبحث عن كيفية تحسين ما يملك عبر التكنولوجيا الرقمية.
- تعليقات وكالة الطاقة الدولية و"سيندي" تتشابه مع تقارير لا حصر لها أشارت إلى انخفاض الوظائف في جميع أنحاء قطاع النفط خلال السنوات الأخيرة، لكنها تعكس بوضوح التأثير المتزايد للأتمتة على الوظائف البشرية.
- مع تجدد دورة أعمال النفط التي تنتهي بالركود قبل ازدهار العمليات مجددًا، من المرجح أن تكون الوظائف أكثر عرضة للفقدان من ذي قبل، وهو ما يبدو أنه مرحب به من إدارات الشركات، وقد تختفي فكرة "الوقود الأحفوري داعم قوي للتوظيف".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}