شهدت أسعار الكوبالت ارتفاعاً كبيرا العام الماضي لدرجة أن بعض مخازن المعدن تعرضت للسرقة في مناطق مختلفة بدول أوروبية، ولكن في الآونة الأخيرة تعرضت الأسعار لما يشبه السقوط الحر وواجهت شركات التعدين صدمات مالية ليتساءل تقرير نشرته "بلومبرج": ماذا حدث؟
طفرة السيارات الكهربائية
- بدأ ارتفاع أسعار الكوبالت مع بداية طفرة السيارات الكهربائية التي جاءت تزامناً مع رؤية المدير التنفيذي لـ"تسلا" "إيلون ماسك" بأن هذا النوع من المركبات سوف يكون على رأس أولويات الصناعة.
- نتيجة للتكهنات الواعدة بشأن صناعة السيارات الكهربائية، تدفقت الاستثمارات على الشركات الناشئة العاملة في هذا المجال وأيضاً على المعادن المستخدمة في صناعتها، وعلى رأسها الكوبالت الذي يدخل في صناعة بطاريات أيونات الليثيوم.
- تزامنت التوقعات بارتفاع الطلب على الكوبالت مع تكهنات بانخفاض المعروض العالمي من المعدن، ورغم عدم ندرة وجود الكوبالت من الناحية الجيولوجية، إلا أن شركات التعدين لا تقبل على إنتاجه بكثافة بل يتم تعدينه بشكل ثانوي بجانب النحاس والنيكل.
- تسبب ارتفاع أسعار الكوبالت في طفرة تعدينية لاستخراج المعدن في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وعلى أثر هذه الطفرة، هبط سعر المعدن من ذروته التي حققها في أبريل 2018 بأكثر من 60% إلى نحو 15.8 دولار للرطل.
فقاعة كوبالت!
- تصدرت "جلينكور" الشركات العالمية المنتجة للكوبالت خلال 2018 بفضل توسعها في أنشطة التعدين بالكونغو، وذلك بالتزامن مع اندفاع شركات صينية في إنتاج الكوبالت لتغذية الطلب المتزايد من صانعي البطاريات.
- أنتجت "جلينكور" في العام الماضي 42.2 ألف طن من الكوبالت متفوقة على أقرب منافسيها "تشاينا موليبدينم" التي أنتجت 27.4 ألف طن.
- لم يقتصر ذلك على شركات التعدين الكبرى كـ"جلينكور"، بل إن شركات تعدين أصغر حجماً اندفعت هي الأخرى للاستفادة من طفرة الطلب على الكوبالت - حتى ولو بطريقة غير قانونية.
- كانت النتيجة مضاعفة تلك الشركات الصغيرة لإنتاجها من الكوبالت بين عامي 2016 و2018، واتجهت "جلينكور" إلى تكديس مخزونات ضخمة من المعدن في موقع منجم "كاموتو" ومواقع أخرى في جنوب إفريقيا كما علقت مبيعاته بعد اكتشاف خام مشع.
- يرى محللون أن هذه الأسباب أدت إلى انفجار فقاعة الكوبالت حيث هبط سعره بأكثر من 60% من المستوى الذي حققه في أبريل مما أضر "جلينكور" مالياً.
الطفرة مستمرة
- رغم ما وصف بانفجار فقاعة الكوبالت، إلا أن المعدن لم ينته وقته بعد، فصناعة السيارات الكهربائية لا تزال واعدة وتتجه المزيد والمزيد من الشركات في هذا القطاع نحو إنتاج المركبات العاملة بالبطاريات.
- لا تزال شركات في صناعة السيارات تخطط للتحول نحو إنتاج المركبات الكهربائية، وربما تبدأ "جلينكور" التخلص من مخزوناتها المكدسة من الكوبالت عام 2020 – وهو عام من المتوقع أن يشهد انتعاشاً في مبيعات السيارات الكهربائية.
- يتوقع محللو بنك "سيتي جروب" ارتفاع أسعار الكوبالت هذا العام بنسبة 16% لا سيما بعد وقف أحد المناجم الكبرى أنشطة استخراج المعدن، وهو ما سيعطش الأسواق.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}