قد يكون مستثمرو الأسواق الناشئة في مأزق وبحاجة لإعادة التفكير في توجهاتهم، بعد عودة بعض القوى المتسببة في خسائر صيف 2018 القوية إلى الظهور الأسبوع الماضي، بحسب تقرير لموقع "بارونز".
وانخفضت احتياطيات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي التركي بشكل غير متوقع، وتم الكشف عن تورط رئيس البرازيل السابق "ميشال تامر" بقضية وصفت بأنها إحدى أكبر فضائح الفساد في أمريكا اللاتينية، وهي عوامل ظهرت آثارها السلبية على عملتي الليرة والريال.
يضاف إلى ذلك، مجموعة أخرى من التعليقات المتباينة حول احتمالات توصل الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق تجاري لتسوية الخلاف بينهما وإنهاء حرب التعريفات الجمركية، علاوة على إشارات ترجح اقتراب الاقتصاد الأمريكي من الركود، ما يجعل النظرة المستقبلية قريبة المدى قاتمة.
علامات إنذار
- انخفض صندوق المؤشرات المتداولة "آي شيرز إم إس سي آي" للأسواق الناشئة بنسبة 2% في الثاني والعشرين من مارس (تزامنًا مع الانخفاض الحاد في عملتي الليرة والريال)، وتراجع الصندوقين المهتمين بأسهم تركيا والبرازيل فقط بنسبة 7% و4% على التوالي.
- أثار التراجع الحاد في احتياطيات البنك المركزي التركي خلال الأسبوعين المنتهيين منتصف هذا الشهر (بأكبر وتيرة منذ عام 2014) القلق والظنون بأن أنقرة ربما استخدمت النقد الأجنبي في دعم قيمة عملتها أمام الدولار.
- ترجع هذه الظنون في الأساس، إلى ما حدث العام الماضي عندما انهارت الليرة التركية متسببة في مخاوف واسعة النطاق حيال اقتصاد البلاد، والأكثر أنها أثارت الذعر في الاقتصادات الناشئة الأخرى التي تعاني من العجز وضعف الأساسيات الاقتصادية.
- في البرازيل، تصدرت القضية المعروفة إعلاميًا بـ"عملية غسل السيارات" اهتمامات الصحف، وهي واحدة من أكبر فضائح الفساد في المنطقة، وألقي القبض على الرئيس السابق "تامر"، والذي أصبح آخر المنضمين لقائمة طويلة من السياسيين والمديرين التنفيذيين المتورطين بالفضيحة.
- تم عزل الرئيسة "ديلما روسيف" من منصبها عام 2016، وأدين الرئيس الأسبق "لولا دا سيلفا" بغسل الأموال وتلقي رشى، ومع إلقاء القبض على "تامر" شعرت الأسواق بأن الحملة لم تنته بعد، لكنها ستفسح المجال أمام الرئيس الجديد لدفع الإصلاحات.
حركة الأموال وخطر الركود
- يقول مدير صندوق "واساتش إيميرجينغ"، "أجاي كريشنان": البرازيل بلد خيب الأمل، كنا أكثر تفاؤلًا بشأن ما يحدث، لكن الفساد أصبح عقبة، ومع ذلك، إذا استطعت العثور على شركات قادرة على تجاوز هذا القلق خلال المدى القريب، فسأشتري أسهمها.
- على سبيل المثال، سهم "رايا دروجاسيل" للصيدليات، يتمتع بعائدات عالية على رأس المال، وإدارة جودة محنكة، ونمو كبير، وتقريبًا يحقق كل متجر إيرادات للشركة تعادل ثلاثة أو أربعة أضعاف ما يحققه أقرب منافسيها، بحسب "كريشنان".
- من بين العوامل الأخرى التي تضغط على الأسواق الناشئة، هو منحنى العائد المقلوب، ويُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه إشارة لركود محتمل في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى التعليقات المتباينة حيال المفاوضات التجارية الأمريكية الصينية.
- قال الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إن الاتفاق بين البلدين بات وشيكًا، لكن يمكن أيضًا تمديد العمل بالتعريفات الجمركية لفترة أطول، وذلك تزامنًا مع توجه المسؤولين الأمريكيين إلى بكين لإجراء مزيد من المحادثات الأسبوع المقبل.
- تدفقات الأموال تعكس أيضًا تضاؤل الحماس تجاه الأسواق الناشئة، فخلال الأشهر الماضية تحركت الأموال من أسهم الأسواق المتقدمة إلى نظيرتها الناشئة، بيد أن الصناديق في الأخيرة سجلت تدفقات صافية خارجة في أربعة من الأسابيع الخمسة الأخيرة.
إشارات مستقبلية متباينة
- في مذكرة للعملاء، رفع استراتيجيو الأسواق الناشئة لدى مصرف "كريدي سويس" مستهدفهم لمؤشر "إم إس سي آي" للأسواق الناشئة إلى 1150 نقطة، أي أعلى بنسبة 7% عن مستواه الحالي البالغ 1070 نقطة.
- أشار المحللون أيضًا إلى أن عوامل مثل الفرق بين النمو الاقتصادي في البلدان الناشئة والمتقدمة يتحول لصالح العالم الناشئ، مع توقعات بانتعاش أسهم التكنولوجيا في البلدان النامية خلال النصف الثاني من العام، إضافة إلى استفادة هذه الأسواق من حركة أسعار الصرف.
- لكنهم حذروا أيضًا من وجود علامات مقلقة تشير في مجملها إلى بلوغ مرحلة متقدمة في دورة الاستثمار، مع وصول الهوامش إلى ذروتها، واستمرار خطر الركود في الولايات المتحدة بحلول عام 2020.
- قال المحللون إن الأسواق الناشئة لا تشهد انتعاشًا كبيرًا من الإنفاق الرأسمالي والاستثمارات العالمية، في حين يتباطأ النشاط الاقتصادي في بعض المناطق حتى قبل ظهور المخاوف الأخيرة بشأن التجارة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}