نبض أرقام
12:39 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/24
2024/11/23

"فولفجانج شويبله".. مهندس التقشف العنيد الذي أدار أزمة ديون منطقة اليورو

2019/03/31 أرقام

تولى "فولفجانج شويبله" منصب وزير المالية في الفترة من عام 2009 حتى 2017، واشتهر بالعمل على تكامل الدول الأوروبية ضمن منطقة اليورو، كما وقع تحت دائرة الضوء أثناء أزمة الديون بالتكتل الموحد، وتناولت "فاينانشيال تايمز" ملامح من حياة الرجل الذي وجّه دفة المنطقة خلال فترة اضطرابات غير مسبوقة.

 

ابتعد "شويبله" – 76 عاماً الآن – عن وزارة المالية ليترأس البرلمان ويجلس في مقعده المتحرك منذ أن تم إطلاق النار عليه بغرض اغتياله عام 1990، ولا يزال يسترجع حلمه بأن تكون إعادة توحيد ألمانيا خطوة على الطريق نحو تأسيس الولايات المتحدة الأوروبية.

 

 

عن "شويبله"

 

وُلد "شويبله" عام 1942 في "فريبيرج" جنوب غرب ألمانيا، وعندما كان في الحادية عشرة من عمره، ساعد أخاه على نشر ملصقات الحزب الديمقراطي المسيحي أثناء الانتخابات، ثم انضم إلى الحزب وهو في الـ23 من عمره.

 

- بعد عام من حصوله على درجة "الدكتوراه" في القانون عام 1971، فاز في انتخابات البرلمان، ثم انضم إلى الدائرة المقربة للمستشار الألماني الأسبق "هيلموت كول" عام 1984.

 

- عند إعادة توحيد ألمانيا عام 1990، كان "شويبله" بين الشخصيات التي تفاوضت على معاهدة إعادة التوحيد، حتى إنه نظم الاحتفالات بيوم التوحيد في الثالث من أكتوبر، ولكن بعدها بأيام أطلق عليه شخص النار قرب منزله، وتسببت طلقة في ظهره في أن يصبح قعيداً.

 

- قال "شويبله" إن هذا الحادث علمه درساً هاماً: "الخبرة التي تكتسبها في حياتك تظهر عندما تنتقل من مرحلة لأخرى، فإن كل شيء يتغير، فهذه هي الحياة".

 

- اعتُبر "شويبله" المرشح الأوفر حظاً لخلافة "كول" في منصب المستشارية، ولكن عام 2000، أطاحت فضيحة مالية بـ"كول"، فأزاحته بعيداً عن الأضواء لأنه كان من دائرته المقربة.

 

- بعد صعود "ميركل" للسلطة، عرضت على "شويبله" منصب وزير المالية عام 2009، وحذرته من أن الأمور لن تكون جيدة، ولكنه رد عليها قائلاً: "إنني عنيد للغاية، يمكنك الاعتماد عليّ"، وردت عليه: "لهذا السبب أريدك في هذا المنصب".

 

 

حلم بعيد المنال

يبدو حلم "شويبله" بعيد المنال في أيامنا هذه التي تشهد عدم يقين بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" وحركة السترات الصفراء في فرنسا وحركة "خمس نجوم" في إيطاليا.

 

البعض يلوم "شويبله" ويعتبره مسؤولا عن هذه القضايا، فقد كان الرجل "مهندس التقشف" والصقر المالي الذي أدارت سياساته أزمة الديون بمنطقة اليورو والتي تسببت بدورها في صعوبات بالغة للملايين في دول التكتل.

 

- كان "شويبله" ولا يزال  أكثر شخصية مكروهة في دول منطقة اليورو، خاصة اليونان، وشبهته ملصقات في أثينا عام 2015 بزعيم النازية "هتلر"، وكُتب تحتها "مطلوب" بسبب الدمار والفقر.

 

- رفض "شويبله" النقد الموجه لأن التقشف هو سبب صعود الحركات الشعبوية مثل حركة "خمس نجوم"، مشيراً إلى أن السخاء في الإنفاق لا يؤدي إلى الرضا بين المواطنين.

 

- يرى "شويبله" أن مشاكل منطقة اليورو الرئيسية تكمن في الهجرة – التي لا يتم السيطرة عليها – وعدم الأمن، متسائلاً: أي من دول أوروبا لا تواجه أيا من هاتين المشكلتين؟

 

- مما لا شك فيه أن الإجراءات التقشفية العنيفة التي طرحها "شويبله" لا تزال أكثر نقد موجه إليه وتسببت في انقسام داخل أوروبا، وأكد أنه يشعر بالحزن جراء هذا الانقسام ولأنه لعب دوراً فيه.

 

 

عملة موحدة بدون اقتصاد موحد

 

- يرى "شويبله" أن المشكلة الأصلية في إطلاق عملة أوروبية موحدة كانت في وجود اقتصاد غير موحد وسياسة اجتماعية وسوق عمل غير موحدين لكافة الدول بالتكتل، فالآباء المؤسسون لليورو رأوا أنه لو تم الانتظار حتى تدشين كيان سياسي موحد، فسوف ينتظرون للأبد.

 

على أثر ذلك، فإن تصور وجود اتحاد سياسي متكامل أسوأ الآن عما كان عليه منذ سنوات، ويأخذنا هذا الأمر إلى أن فكرة بناء الاتحاد الأوروبي نفسها تثير التساؤلات، فكان من الضروري اتخاذ خطوات أكبر منذ البداية لتحقيق التكامل المنشود.

 

- وعن اليونان، فقد وصفها وزير المالية الألماني المثير للجدل بأنها "ملف شائك" بل إن أثينا كان يجب عدم ضمها إلى منطقة اليورو من الأساس، ولكن قبل وقوع أزمة الديون بالمنطقة من اليونان أولاَ، كان لـ"شويبله" فكرة لامعة.

 

- أفاد بأنه أبلغ نظيره اليوناني بين عامي 2009 و2011 "جيورجس باباكونستانتينو" بأن اقتصاد أثينا غير تنافسي، مشيراً إلى أن الإصلاحات التي يجب أن يخضع اقتصاد اليونان لها كانت صعبة التنفيذ.

 

- لهذا السبب رأى "شويبله" أن اليونان كان لا ينبغي وجودها في منطقة اليورو، فهذه الفكرة كانت صعبة التنفيذ، وعمل بالفعل عام 2015 على الإطاحة بأثينا من دول التكتل، ولكن "ميركل" وقادة أوروبيين آخرين رفضوا هذه الفكرة.

 

- من هذا الرفض، فكر "شويبله" في الاستقالة من منصبه، حيث كانت الخلافات مع "ميركل" قد ظهرت على السطح رغم أنه كان بجانبها منذ البداية وحل معها العديد من المشكلات والأزمات.

 

 

الخروج من دائرة "ميركل"

 

- قال "شويبله" إنه فكر في أن يستقيل لأنه يعلم أن مشكلة اليونان كانت تسير في الاتجاه الخاطئ وأيضا في الاستمرار لأداء واجبه، لا سيما أن الأمور لم تكن وردية بينه وبين "ميركل" طوال الوقت لكنه شدد على ولائه لها أثناء وجوده في حكومتها، لكن منذ الاستقالة أواخر 2017 ابتعد عن دائرتها.

 

عام 2018، عندما أعلنت "ميركل" السعي لإعادة انتخابها كزعيمة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، أعلن "شويبله" دعمه لشخصية معارضة لـ"ميركل" يسمى "فريدريك ميرز" – مليونير وسياسي سابقاً وأدار شركة "بلاك روك" في ألمانيا، لكنه فشل في الإطاحة بـ"ميركل".

 

- بعد إعلان "ميركل" عدم خوض الانتخابات مجدداً والتنحي من زعامة الحزب عام 2021، ربما يكون "ميرز" المرشح الأوفر حظاً لخلافتها، ورغم ذلك، أكد "شويبله" على أنه ليس ضد "ميركل".

 

أزمة المهاجرين

 

- وبعد سنوات من المنصب والنجاحات وإدارة الأزمات، أعلن "شويبله" خلافه مع "ميركل" عام 2015 في السماح لمئات الآلاف من المهاجرين بالتدفق إلى ألمانيا (سياسة الحدود المفتوحة).

 

ألقى "شويبله" باللوم على "ميركل" لصعود الحزب اليميني المتطرف في ألمانيا الذي أصبح أكبر جبهة معارضة للحزب الديمقراطي المسيحي، وهو ما جعله يتنبأ بظهور نازيين جدد في البرلمان.

 

- صرح "شويبله" بأنه كان يظن أن هزيمة النازية والمأساة التي مرت بها ألمانيا في القرن العشرين من الصعب تكرارها، ولكن مع صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا أصبح الأمر ممكن الحدوث.

 

- أضاف "شويبله" كرئيس للبرلمان حالياً وسياسي بأنه لا يزال من الممكن الإطاحة بهذه الأحزاب اليمينية مجدداً بعيداً عن المجالس التشريعية الأوروبية.

 

- وعن تقاعده وهو في السادسة والسبعين قال "شويبله" إن السياسة تشهد متغيرات باستمرار، ولا أحد يمارس السياسة للأبد، فهذه هي الحياة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.