نبض أرقام
20:22
توقيت مكة المكرمة

2024/07/05

لماذا لم يتوقع أحد طفرة الأسهم الأمريكية خلال السنوات العشر الماضية؟

2019/04/02 أرقام

لا يمكن لأحد التنبؤ بحدوث طفرة في الأسواق أو يثبت السبب وراءها حتى بعد حدوثها، والحكمة التقليدية السائدة في السوق هي "لا يمكن توقع مواعيد الحركة في السوق"، ومع ذلك يعتقد محللون أن بعض التحركات الكبيرة قد تكون متوقعة جزئيًا، بحسب تقرير لـ"الجارديان".

 

 

هل كان المستثمرون والمحللون والمهتمون بأسواق الأسهم، قادرين في مارس 2009 على التنبؤ بارتفاع قيمة مؤشر "إس آند بي 500" إلى أربعة أمثال قيمته خلال 10 سوات، أو حتى قفزة مؤشر "نيكي 225" الياباني إلى ثلاثة أضعافه وكذلك مؤشر "هانغ سنغ".

 

المثال الأوضح: السوق الأمريكي

 

- عند النظر إلى سوق الأسهم الأمريكي، من المهم الوضع في الاعتبار أن الأغلبية الساحقة للمشاركين فيه هم مواطنون أمريكيون، ووفقًا لدراسة رسمية نُشرت العام الماضي، فإن ملكية الأجانب من السوق كانت تعادل سُبع حجمه في 2017.

 

- لكن إذا استجاب جميع المستثمرين للمستشارين الماليين ونوعوا محافظهم بشكل كامل، فإن الأثرياء خارج الولايات المتحدة (الذين كانوا يمتلكون أكثر من ثلثي ثروة العالم في 2018) كانوا سيمتلكون أكثر من ثلثي سوق الأسهم الأمريكي.

 

- على أي حال، التحيز للوطن الأم يشكل عاملًا مهمًا في سوق الأوراق المالية، ولفهم السوق الأمريكي هناك حاجة إلى تأمل طريقة تفكير المشاركين فيه، ويبدو من ذلك وجود رد فعل مبالغ فيه في الولايات المتحدة إزاء الأرباح.

 

 

- كانت أرباح "إس آند بي 500" سالبة في الربع الأخير من عام 2008 (حدث نادر للغاية)، وتم الكشف عن هذه البيانات في شهر مارس من عام 2009، عندما وصل المؤشر إلى مستوى متدن جدًا.

 

- قد يظن المرء أن مراقبًا ذكيًا في الولايات المتحدة خلال هذه الفترة بإمكانه ببساطة إدراك الواقع المؤقت للانخفاض، وأنه من المتوقع تعافي الأرباح، لكن السؤال الحقيقي هو ما إذا كان يمكن للمراقب اعتماد هذه التوقعات بناءً على التدهور الراهن.

 

الخوف فاق تحسن الأساسيات

 

- مقاييس نمو الأرباح على المدى الطويل لم تتغير كثيرًا، وارتفع متوسط ربح مؤشر "إس آند بي" خلال فترة العشر سنوات بين 2009 إلى 2019، بنسبة 71% فقط عن العقد السابق، وبالتالي فالدافع وراء نمو قيمة المؤشر لم يكن ارتفاع الأرباح وإنما التقييم المرتفع للغاية لها.

 

- صحيح أن أسعار الفائدة الحقيقية انخفضت منذ عام 2009، وتراجع عائد سندات الخزانة الأمريكية المحمية من التضخم لأجل 10 سنوات إلى 0.8% خلال فبراير الماضي، من 1.71% في مارس 2009 لكن أغلب التراجع حدث في 2010 ولم يعتبر مؤشرًا لصعود قوي في الأسهم.

 

 

- في 2009، كان البعض في الولايات المتحدة يستخدم لغة حادة للغاية للتعبير عن خوفه مثل "الانفجار المالي الأعظم"، ورغم أن لفظي "المشتقات" و"أسلحة الدمار المالي الشامل"، ظهرا في 2003 لأول مرة، لكنهما اكتسبا شهرة واسعة في 2009.

 

- عندما وقعت الأزمة المالية في عام 2008 انهارت الثقة جزئيًا في الاقتصاديين والمحللين لعدم توقعهم للحدث، وكان الكثير من الناس يشعرون بالقلق في مارس 2009 جراء انخفاض الأسهم كثيرًا.

 

الصناعة الإعلامية لبطولات رجال الأعمال

 

- في أوائل عام 2009، بلغ عدد المستثمرين الذين قالوا إن انهيار السوق الأمريكي على غرار أكتوبر 1929 وأكتوبر 1987، مرجح بأكثر من 10% خلال الستة أشهر المقبلة، أعلى مستوياته منذ عام 1994، بحسب مسح أجرته كلية يل للإدارة.

 

- كذلك بلغ استخدام عبارة "الكساد العظيم" مستوى غير مسبوق، وكانت الإشارات إليها في الأحاديث والمناقشات أكثر مما كانت عليه خلال فترة الكساد العظيم نفسها، لكن مع تراجع الأسهم وغياب الكساد عن الأفق، تبدلت المخاوف بإعجاب عميق بثبات ونجاح الشركات.

 

 

- قصة جديدة تصدرت المشهد؛ سلطت الضوء على مجموعة من العباقرة الذين تواروا عن الأنظار لفترة، وشمل ذلك السيرة الذاتية لمؤسس "آبل"، "ستيف جوبز"، إلى جانب الأخبار الخاصة بأعمال "إيلون ماسك" لغزو الفضاء وتطوير تقنيات حاسوبية قابلة للزرع في العقل البشري.

 

- التحاق رجل الأعمال الشهير "دونالد ترامب" بالسباق الانتخابي وفوزه برئاسة الولايات المتحدة، دليل على ارتباط الأمريكيين القوي بأبطال قطاع الأعمال الخاص، ومن المعروف أن "ترامب" قضى معظم وقته منذ عام 2004 في تطوير صورته والظهور العلني.

 

- يبدو أن ارتفاع الأسهم الأمريكية إلى أربعة أضعاف ما كانت عليه في مارس 2009، وكذلك انتخاب "ترامب" يعكس -جزئيًا على الأقل- الخوف من انحسار وضعف ثقافة الأعمال الأمريكية.

 

- لكن يظل أيضًا من الصعب التنبؤ بمثل هذه الاتجاهات (حتى أكبرها)، ليس فقط لأن التنبؤ عمل يتميز بقدرة تنافسية عالية، ولكن لأن العفوية تلعب دورًا مهمًا في السلوك البشري الذي يقود التحركات.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة