اعتُبر تركيز بعض المستثمرين على المعدن النفيس "البلاديوم" خلال السنوات القليلة الماضية، رهانًا ذكيًا، فهذه السلعة المستخدمة في إنتاج المحولات الحفازة للسيارات ارتفعت قيمتها 200% خلال الأعوام الثلاثة الماضية، متفوقة على الذهب والفضة والبلاتين، بحسب تقرير لـ"التلغراف".
الآن يبدو أن الفقاعة قد انفجرت، حيث حققت السلعة سلسلة خسائر استمرت أربعة أيام أواخر مارس، وفقدت 13% من قيمتها لتسجل 1400 دولار للأوقية، مقارنة بنحو 1600 دولار قبل هذه الموجة البيعية.
سبب الهبوط
- يرى محللون أن هذا الانخفاض السريع يعكس المبالغة في العمليات البيعية المدفوعة بالخوف، وقال المحلل لدى شركة "ليبروم"، "بين ديفيس": لا أعرف حقًا ما سبب هذا الهبوط، من المحتمل أن هناك عملية تصفية واسعة، حيث يسعى البعض لجني الأرباح.
- سبب آخر محتمل للهبوط الأخير، يمكن أن يكون تعليقات رئيس شركة "أنجلو أمريكان"، "مارك كوتيفاني"، التي جاء فيها أن أسعار البلاديوم شكلت فقاعة، وتأتي أهمية هذه التصريحات كونها تصدر عن أحد أكبر المنتجين في العالم.
- قال "كوتيفاني" أيضًا: الأسعار ستظل قريبة حول هذه المستويات لفترة من الوقت، لأن التكلفة التي يتحملها صناع السيارات لاستبدال البلاديوم من خلال معدن آخر مرتفعة للغاية، ما يعكس صحة أساسيات البلاديوم.
- وفقًا لـ"جوني تيفيس" المحللة لدى "يو بي إس"، فمن غير المرجح استبدال البلاديوم بأي معدن آخر قريبًا، فلا يوجد حتى الآن أي دليل على سير شركات السيارات في هذا الاتجاه، وستكون هناك حاجة لتغيرات أوسع وأكثر شمولًا في السوق قبل حدوث ذلك.
- علاوة على هذا، يعاني سوق البلاديوم من عجز، بمعنى أن شركات التعدين مثل "أنجلو أمريكان" لا تنتج ما يكفي من المعدن لتلبية الطلب، وتزامن الأداء القوي للسلعة رغم انخفاض مبيعات السيارات في السوق الصيني العام الماضي.
سر قوة الأداء
- يعزى الأداء القوي للمعدن إلى زيادة الكمية المستخدمة منه في المحولات الحفازة بهدف الامتثال لمعايير الانبعاثات الصارمة الجديدة، ما يساعد على تعويض أثر مبيعات السيارات، ولذلك وصل الطلب على البلاديوم مستويات قياسية العام الماضي.
- حذرت شرطة لندن العام الماضي من استهداف السيارات من قبل لصوص يتطلعون إلى سرقة المحولات الحفازة بسبب البلاديوم وارتفاع ثمنه.
- بالنسبة للعديد من المستثمرين، فإن أسهل طريقة للاستفادة من ارتفاع أسعار المعدن، هي صناديق الاستثمارة المتداولة في البورصة، والتي تتعقب الأسعار وتمتلك بعض المخزونات المادية، وحاليًا تبيع بعض حيازاتها في السوق لكن ليس بالقدر الذي يؤثر بشكل كبير على الأسعار.
- قالت شركة "جونسون ماتي" (أحد أكبر منتجي المحولات الحفازة في العالم) الشهر الماضي: العجز في إمدادات البلاديوم سوف تتزايد هذا العام، ومتوقع اقترابه من مليون أوقية، وحتى تصفية جميع حيازات الصناديق المتداولة في البورصة لن يكون كافيًا لسد النقص.
- انخفاض سعر البلاديوم، يشكل فرصة للمشترين الصناعيين لإعادة بناء مخزوناتهم، وفرصة أخرى للمستثمرين الراغين في الرهان عليه، ويعتقد محللون أن التراجع الأخير سيساهم (بخلاف المتوقع) في دفع الأسعار مجددًا، علمًا بأن المعدن ما زال مرتفعًا بنسبة 10% هذا العام.
أين الاتجاه القادم؟
- هناك أيضًا أدلة تشير إلى اهتمام المستثمرين بالمعدن الشقيق، حيث ارتفع البلاتين بنسبة 6.6% هذا العام، وزادت التدفقات الداخلة إلى صناديق الاستثمار المتداولة للبلاتين بشكل ملحوظ خلال الشهرين الأخيرين.
- يقول محللون إن المعنويات الإيجابية تجاه الذهب تعزز أسعار البلاتين، علاوة على وجود مخاوف من ضعف إمدادات جنوب إفريقيا هذا العام، علمًا بأن هذا البلد يوفر نصف إمدادات العالم من البلاتين وهو أحد أكبر ثلاثة بلدان منتجة للبلاديوم في العالم.
- مع ذلك، تواجه معادن مجموعة البلاتين على المدى الطويل تهديدًا من تزايد استخدام السيارات الكهربائية، والتي من المحتمل أن تزيد الطلب على النحاس والكوبالت والليثيوم، ولا تحتاج إلى محولات حفازة.
- استخدامات البلاتين أكثر تنوعًا من شقيقه، حيث تدخل 30% من إمداداته إلى صناعة المجوهرات، فيما يعتمد البلاديوم بشكل كبير على قطاع السيارات الذي يستهلك ما يزيد على 80% من إمدادات المعدن العالمية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}