في الأيام العادية، تعبر 42 ناقلة نفط (قد يتجاوز طول الواحدة 450 مترا) و19 سفينة شحن و391 صندلا بحريا و128 عبّارة وسفينتا ركاب، من قناة هيوستن، ومع ذلك، فإن الأمور بدأت تتبدل مؤخرًا بفعل الطفرة النفطية للولايات المتحدة، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".
خلال الأسبوع المنتهي في الثاني والعشرين من مارس، تم إغلاق ثاني أكثر الموانئ البحرية ازدحامًا في الولايات المتحدة (وفقًا لمؤشر الحمولة بالطن) لمدة ثلاثة أيام بسبب تسرب مواد نفطية إلى المياه، علمًا بأنها ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك، فالأعاصير والضباب أيضًا تغلقه.
يأتي ذلك في وقت، تواصل فيه أهمية القناة في التزايد بشكل يومي بفضل أعمال النفط الصخري المنتعشة في تكساس، والتي باتت واحدة من أسرع مصدري الخام والبنزين والديزل نموًا في العالم.
عطل حرج
- خلال أيام الإغلاق، لم تتمكن نحو 60 سفينة عابرة للمحيطات، من الانتقال إلى داخل أو خارج القناة التي تعد أهم شريان للأعمال في المنطقة والتي تتحكم في نحو 12% من الطاقة التكريرية للبلاد، لكن ليس العدد هو ما يكسب القناة أهمية فالحجم أيضًا مهم.
- في العام الماضي، نظرًا للعمق البالغ 45 قدمًا (13.7 متر)، استقبلت القناة أول زيارة من سفن "بنماكس" والتي يبلغ طولها 1200 قدم (365 مترًا)، ويقول خبير الأرصاد الجوية "كريس هبرت"، إن القناة تحافظ على حجمها ثابتًا في حين تكبر أحجام السفن القادمة.
- تم فتح القناة جزئيًا في الخامس والعشرين من مارس رغم استمرار عملية التنقية، وأمرت قوات خفر السواحل الأمريكية بإبقاء فاصل زمني بين كل سفينة والأخرى يصل إلى 30 دقيقة للتأكد من عدم انتشار البقايا الزيتية إلى نطاق أوسع من المياه.
- التسربات النفطية الناجمة عن اندلاع حريق في منشأة تابعة لشركة "إنتركونتيننتال ترمينالز" لتخزين المواد الكيميائية، تسببت أيضًا في تعطل العمل في الضواحي الشرقية لمدينة هيوستن الساحلية، حيث هدد ذلك سلامة السكان والشركات نتيجة البنزين المتسرب.
مناورة الدجاج
- حتى في الأوقات الجيدة، يمكن أن يمثل التنقل عبر هذا الممر المائي تحديًا، فعلى قادة السفن التي تتقابل وجهًا لوجه إجراء مناورة تسمى "دجاج تكساس"، حيث تميل كل منها في اتجاه مخالف قبل أن ترتد إلى مركز القناة مجددًا.
- تستدعي هذه المناورة عدم وجود أي صندل أو مركب صغير في الممر المائي، كما تتطلب لمسة ذكية ومهارة عالية لأنها تتسبب في إزاحة قدر هائل من المياه التي يمكن أن تؤثر بشكل خطير على عملية العبور.
- الأخطاء المحتملة قد تتسبب في حوادث فادحة، مثل حادثة تحطم ناقلة البضائع "كونتي بيريدوت" البالغ طولها 190 مترًا، والتي كانت في طريقها إلى ساحل هيوستن في 2015، لكن طاقم القيادة فقد السيطرة ما تسبب في اصطدامها بالناقلة "كارلا مايرسك".
- حجم "مايرسك" كان مماثلًا لـ"بيريدوت" تقريبًا، ولحسن الحظ لم يصب أحد بأذى، لكن تسرب ما قدره 2100 برميل من ميثيل ثالثي بوتيل الإيثر إلى المياه، وترتب على ذلك إغلاق القناة ثلاثة أيام.
- تم توسيع الممر المائي للقناة في مشروع استغرق عشر سنوات (اكتمل عام 2005)، والآن يبلغ عرض منطقة المركز 530 قدمًا (161 مترًا) وتم تعميقه خمس أقدام إضافية إلى 45 قدمًا، وعلى جانبي المركز ممران فرعيان عرض كل منهما 71 مترًا للزوارق ومراكب القطر.
هوامش الأمان
- يقول القبطان المتقاعد "ستيفن نيرهيم"، الذي يعمل حاليًا بخدمة مرور سفن خفر سواحل هيوستن-جالفستون: أي شخص يعتقد أننا كنا نزيد هوامش الأمان جراء عمليات التطوير فهو لم يفهم طبيعة حركة النقل البحري، ما كان يحركنا هو حجم السفن الآخذ في التضخم.
- استعادة النظام بعد عمليات الإغلاق يعد إنجازًا لوجستيًا معقدًا لأصحاب المصلحة في تشغيل القناة، لذا يميلون بعد تلاشي السبب المعطل إلى إعادة الحركة ببطء حتى لا يحدث تدافع يقود إلى تجدد المشكلة.
- يضيف "نيرهيم": نعمل دائمًا على إيجاد مجموعة من الاستراتيجيات لمواصلة حركة عدد أكبر من السفن الأضخم في قناة لا تتسع، وحتى لو بدأنا الحفر غدًا لتوسيعها، سيستغرق الأمر سنوات لإنجاز الأمر، لذا آمل أن نبدأ الحفر غدًا بالفعل.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}