ربما يكون لدى بعض الأشخاص المصابين بالاكتئاب عدد من السمات المشتركة مثل الابتسامات الخفيفة ورفع الحاجب باستمرار عند الحديث في إشارة إلى وجود اضطرابات نفسية وسلوكية أو وجود ميول انتحارية، وتحدث تقرير نشرته "وول ستريت جورنال" عن مدى دراية الجوال في يد الشخص بتتبع هذه السمات أو التعرف عليها.
ويستخدم بعض الباحثين في الأنماط السلوكية تحليلات للوجه والصوت باستخدام وسائل تكنولوجية للتعرف على تغيرات لا يمكن تمييزها بالعين المجردة أو بالأذن مثل حركة عضلات الوجه والتغير في نغمة الصوت أو حدته أو شدته أثناء الكلام.
عصر الذكاء الاصطناعي
- في ضوء ما سبق، يمكن الانتقال للحديث عن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي انخرطت في العديد من المجالات لما لها من تأثير واعد بدأ يلوح في الأفق وينعكس إيجابيًا وسلبياً أيضا على البشر.
- يمكن للذكاء الاصطناعي استشعار تعبيرات الوجه والسلوكيات لمساعدة الأطباء والباحثين على تقييم الصحة الذهنية لشخص ما بشكل أدق، ويقول خبراء إن هذه التكنولوجيا ستحقق نجاحات في الصحة النفسية.
- عند تقييم الصحة النفسية والذهنية لأشخاص يعانون من اضطرابات، فإن ذلك يحدث عادةً بناءً على سجل المريض وبعض العلامات والسلوكيات، ولكن عند الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، يكون الأمر مختلفاً.
- يعكف باحثون وأكاديميون حالياً على اختبار كيفية استغلال التقنيات الحديثة وأبرزها الذكاء الاصطناعي في مراقبة الصحة النفسية والذهنية، ولا يعني ذلك الاستغناء عن الأطباء في هذا المجال، ولكن لمجرد المساهمة والسرعة في التشخيص والعلاج.
- لا يعني ذلك أيضاً أنه عندما يكون لدى الشخص علامات أو ميول انتحارية بناءً على تحليل الذكاء الاصطناعي، فإن هناك خطورة لارتكاب سلوك سيئ، بل من أجل تقييم الحالة ككل يجب الاستعانة بالطبيب.
رقابة لصيقة
- يراقب الباحثون سلوكيات بعض المرضى أو الأشخاص قيد الرعاية في مستشفيات الصحة النفسية والذهنية الذين حاولوا الانتحار بسبب الاكتئاب والرغبة في إنهاء حياتهم، وتم دمج الدراسة والبحث بنتائج رقابة الجوال وذكائه الاصطناعي لهؤلاء الأشخاص.
- أفاد الباحثون بأن الخصوصية كانت أكثر ما أقلق الحالات قيد المراقبة والدراسة، فالتجارب كانت تعتمد على جمع معلومات من جوالاتهم من بينها صور السيلفي وسجلات صوتية.
- جمع الباحثون عبارات يستخدمها المراهقون على مواقع التواصل الاجتماعي ورسائل بريد إلكتروني خاصة ومعلومات تتبع مواقع وجودهم، ثم يتم تحليل البيانات كاملة سواء كانت إيماءات وجه أو أصوات بالذكاء الاصطناعي.
- أكد الباحثون أن النتائج أظهرت إمكانية التعويل على الذكاء الاصطناعي (جزئياً) في التنبؤ بميول انتحارية من جانب الأفراد أو أنهم عرضة لخطر الاكتئاب، حيث إن الجوالات تخطرهم بتلك العلامات عند اكتشافها.
- لا يزال الطريق طويلاً حتى الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بشكل كامل في التنبؤ باضطرابات نفسية وسلوكية وميول انتحارية، كما أن التطبيقات المعنية بذلك على الجوال لا يمكن استخدامها بشكل عشوائي بل فقط بواسطة المتخصصين في العلاجات النفسية.
تحديات محتملة
- قال أكاديميون إن الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة واستخدامهما في مراقبة السلوكيات النفسية تشكل تحديات أبرزها الخصوصية وأيضاً الاختلافات التي ستظهرها بين نتائج تلك المراقبة والنتائج الملموسة بالعين المجردة والأذن.
- أكد الباحثون ضرورة أخذ الاختلافات الثقافية والفردية في الاعتبار عند استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي عبر الجوال في مراقبة أشخاص ذوي سلوكيات مضطربة.
- يرى البعض أن الأمر يختلف في مراقبة الجوال وتطبيقاته لسلوكيات الشخص في حياته اليومية والتسجيل له وتصويره أثناء جلسات نفسية بكاميرات عالية الدقة لا سيما مع الأخذ في الاعتبار استعداد الشخص لذلك أثناء الجلسات عما هو الحال في منزله.
- لا تقتصر استخدامات الجوال والذكاء الاصطناعي على تتبع سلوكيات الشخص في حياته فقط، بل يمكن الاستعانة بهذه التكنولوجيا في تحليل ما يتم تسجيله وتصويره أثناء الجلسات النفسية العادية.
- ستسهم هذه التكنولوجيا بالطبع في توفير الوقت والجلسات النفسية وتكلفتها عند التسجيل والتصوير بحيث يمكن تتبع الشخص بدقة من خلال تطبيقات فقط وجمع البيانات وتحليلها بسهولة باستخدام أجهزة ومستشعرات قابلة للارتداء وجوالات.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}