نبض أرقام
02:21
توقيت مكة المكرمة

2024/07/12
2024/07/11

كيف شكلت كل من "بان أمريكان" و"كونكورد" صناعة الطيران حول العالم؟

2019/04/22 أرقام

أصدرت بعض الجهات ورجال الأعمال جوائز مالية سخية في القرن الماضي من أجل تنفيذ رحلات جوية دون توقف عبر المحيط الأطلنطي، وبحسب تقرير نشرته "فاينانشيال تايمز"، فإن هذه المسابقات كانت بمثابة تحفيز غير وجه صناعة الطيران لتصبح كما عليه الآن.

 

وكان الفرنسي "رايموند أورتيج" قد أعلن عام 1919 عن منح جائزة بقيمة 25 ألف دولار لأول شخص يسافر برحلة جوية دون توقف من نيويورك إلى باريس، ونفذ أول محاولة الطيار الفرنسي "رينيه فونك" عام 1926، لكن تحطمت طائرته "سيكورسكي" على مدرج مطار "لونج آيلاند" مما أسفر عن مصرع اثنين من طاقمه.

 

باءت محاولات لاحقة بالفشل أيضاً حتى عام 1927 عندما تمكن "تشارلز ليندبيرج" من عبور الأطلنطي بواسطة طائرة "سبيريت أوف سانت لويس" في رحلة استغرقت 33 ساعة ونصف الساعة بمطار "لو بورجيه"، واحتشد عشرات الآلاف للترحيب بالرحلة في الولايات المتحدة.

 

 

أصبح عبور المحيط الاطلنطي أمرا روتينيا بالرحلات الجوية حالياً – على الرغم من سقوط طائرتي "بوينج" طراز "737 ماكس" مؤخراً ومصرع المئات – كما أن مثل هذه الرحلات أصبح آمناً بدرجة كبيرة.

 

شهد عام 2018 ما يقرب من 38.7 مليون رحلة جوية لم تتضمن سوى 15 حادثاً فقط، وبحسب "Aviation Safety Network"، فإن رحلة "ليندبيرج" المشار إليها سلفاً كانت بمثابة أساس بني عليه العديد من النجاحات في الصناعة.

 

"بان أمريكان"

 

- رغم فشل رحلات تابعة لشركة "بان أمريكان" الأمريكية الشهيرة وطائرات "كونكورد" الأسرع من الصوت، إلا أنها اعتبرت بمثابة طموحات شكلت عالم الطيران وحققت ما كان يستحيل تحقيقه في الماضي.

 

- عندما هبط "ليندبيرج" بطائرته عام 1927، كان مؤسس "بان أمريكان" "خوان ترايب" من بين الحضور، وعرف عنه ولعه بالطيران منذ أن كان صغيراً كما أنه تأثر بوالده الذي كان ضمن من استعرضوا مهاراتهم بالتحليق قرب تمثال "الحرية".

 

- استهدفت "بان أمريكان" إطلاق رحلات جوية لنقل البريد عام 1927 وأيضاً نقل مسافرين إلى أوروبا عام 1939 قبيل الحرب العالمية الثانية، كما حققت الشركة تقدماً في رحلاتها بأمريكا الجنوبية وآسيا من خلال تقنيات ووسائل استخدمتها للوصول إلى أي مكان.

 

- انخرطت "بان أمريكان" في الحرب العالمية الثانية من خلال بذل جهود لمساعدة دول الحلفاء، ودعي "ترايب" لـ"داونينج ستريت" للحديث مع رئيس وزراء بريطانيا في ذلك الوقت "وينستون تشيرشل" لتكريمه نتيجة جهود نقل مؤن عسكرية إلى قوات الحلفاء في إفريقيا وآسيا.

 

- ظهر ذلك جلياً عندما احتاجت القوات البريطانية بقيادة "مونتجومري" 15 طناً من المقذوفات المضادة للدبابات لصد قوات "روميل" النازية في شمال إفريقيا، ونجحت طائرة تابعة لـ"بان أمريكان" في توصيلها.

 

- رغم توسعها في صناعة الطيران عالمياً برحلاتها التجارية وجهودها العسكرية وتجسيدها لقوة الصناعة الأمريكية، إلا أن نجم هذه الشركة العملاقة بدأ في الأفول بعد حادث سقوط طائرة تابعة لها أعلى "لوكيربي" عام 1988 ليفقد المسافرون الثقة في الشركة.

 

- واجهت "بان أمريكان" صعوبات في الاستمرار نتيجة ارتفاع أسعار النفط وانهارت عام 1991، ولكن ظل اسمها مرتبطا بتاريخ الطيران.

 

 

"كونكورد"

 

- رغم التطور الذي شهدته صناعة الطيران لاحقاً، إلا أن "كونكورد" شكلت نقطة فارقة في هذه الصناعة، بل إنها اعتبرت آلة الأحلام المزودة بأجنحة "دلتا" ومحركات صاروخية ومقدمة مدببة.

 

- بدأت "كونكورد" أول رحلة لنقل الركاب عام 1976 – بسرعة تفوق سرعة أي طائرة تجارية قبلها حيث كانت سرعتها ضعف سرعة الصوت – من باريس إلى نيويورك، وكان على متنها 100 مسافر مروا بتجربة غير مسبوقة وإطلالات من ارتفاعات شاهقة.

 

- كانت "كونكورد" بمثابة نجاح تعاون قوي بين بريطانيا وفرنسا في ستينيات القرن الماضي لمواجهة الإنجازات الأمريكية في الفضاء، واعتبرت أيضاً بمثابة إنجاز تقني، ولكنها أصبحت لاحقاً بمثابة فشل تجاري.

 

- لم ينتج سوى 20 طائرة "كونكورد" دخلت 14 وحدة منها الخدمة الفعلية، وكان من بين عيوبها استهلاك كميات كبيرة من الوقود، وبالتالي، عندما قفزت أسعار النفط في حقبة السبعينيات، احتاجت شركات الطيران لنسخ أكثر كفاءة في استهلاك الوقود.

 

- من بين العيوب أيضاً ان "كونكورد" كان يصدر منها ضوضاء شديدة، وهو ما دفع السلطات الأمريكية لحظر تحليقها قرب المدن الشرقية، وفي يوليو 2000، رأى برج المراقبة نيران تشتعل من أحد جناحي طائرة "كونكورد" أثناء إقلاعها من مطار "شارل ديجول" لتتحطم الرحلة رقم "4590" وتصطدم بفندق مما أسفر عن مصرع 100 شخص وطاقمها وضيوف بالفندق.

 

- أظهرت التحقيقات أن قطعة معدنية على مدرج الهبوط بالمطار كانت السبب في انفجار إطار "كونكورد" وتحطمها، وكانت هذه القطعة من أحد محركات الطائرات، ورغم استئناف تحليق "كونكورد" لاحقاً، إلا أن الأضواء انحسرت عنها مما دفع "بريتيش إيرويز" و"إير فرانس" لوقف رحلاتها.

 

 

التكلفة والكفاءة

 

- في صناعة الطيران حاليا، ينصب التركيز بشكل كبير على الكفاءة في استهلاك الوقود والكفاءة الفنية بالإضافة إلى محاولات خفض التكلفة بدلاً من السرعة والجلبة والمجد بـ"كونكورد" وأشباهها.

 

- في السنوات الأخيرة، اتجه العالم نحو الطيران منخفض التكلفة مثل "رايان إير" و"إيزي جيت" وغيرهما، وتتنافس الشركات لجذب أكبر قدر من المسافرين إلى رحلاتها بخصومات ومزايا وخدمات ترفيهية.

 

- رغم وقف "كونكورد" واختفاء "بان أمريكان"، إلا أن هناك محاولات من شركات في الوقت الحالي لإحياء الطائرات الأسرع من الصوت، ومن بينها شركة "Boom" الأمريكية التي تعمل على تطوير نسخة أسرع من الصوت.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة