تجري عملية تحول الطاقة في بلدان العالم كافة، لكنها تتخذ أشكالًا مختلفة قليلًا من مكان لآخر، ومن الواضح أن العالم وصل إلى مرحلة أصبح الجميع يتشارك نفس التحدي، بحسب تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي.
في الماضي، مر العالم بالعديد من التحولات في قطاع الطاقة، والتي ميزت عصورا صناعية مختلفة؛ من الخشب إلى الفحم، ومن النفط إلى الغاز والطاقة النووية، والآن ينخرط العالم في تحول هائل نحو مصادر الطاقة المتجددة.
دور الكهرباء
- الاعتماد على الكهرباء أمر بالغ الأهمية للتخلص من الكربون، لكن حتى الآن لا تشكل سوى 19% من إجمالي استهلاك الطاقة النهائي يوميًا، بيد أن هذا المستوى يأتي مرتفعًا من 15% في عام 2000، ما يؤكد احتمال نموه بشكل كبير مستقبلًا.
- تتيح عملية الكهربة إمكانية أكبر للحد من الانبعاثات الدفيئة، كنتيجة لتوفير الطاقة (بسبب الكفاءة العالية للتقنيات الكهربائية)، واعتمادها المتزايد على مصادر الطاقة المتجددة، والتي تتميز بحصانة ضد تقلبات الأسعار ويتم إنتاجها بتكلفة متغيرة صفرية.
- يعني هذا أن مصادر الطاقة المتجددة التي لا تطلق انبعاثات ملوثة، يمكن أن تحل محل التوليد الحراري للطاقة، والمعروف بانبعاثاته العالية، نظرًا لأن الأولى تتميز بانخفاض التكلفة وغياب التقلبات السعرية.
- الكهرباء غير المسببة للانبعاثات الكربونية، والتي تتميز بالوفرة والاستدامة الأكبر والفعالية، هي أفضل سبيل لنقل الطاقة ومساعدة العالم في المضي قدمًا نحو تحقيق أهدافه المشتركة طويلة الأجل.
- وفقًا لسيناريو شرحته وكالة الطاقة الدولية، فإنه بحلول عام 2050، سترتفع حصة الكهرباء من إجمالي الاستهلاك النهائي للطاقة من 19% إلى 44%، وستكون حصة المصادر المتجددة في مزيج الكهرباء 85% ارتفاعًا من 25% حاليًا.
العواقب على الصناعة
- التحول المرتقب في الطاقة، والذي قد يتخذ نمطًا أشبه بالثورة، سيحدث تغيرًا كبيرًا في صناعة الطاقة نفسها، ومن المحتمل أن تؤدي زيادة عملية كهربة الاستخدامات النهائية إلى تحول عميق في القطاعات الصناعية.
- إن إزالة الكربون عن الاقتصاد، وتوسع قطاع الطاقة في الاعتماد على الكهرباء، يضعان ضغوطًا متزايدة على اللاعبين في مجال الطاقة والصناعات الأخرى، فعلى سبيل المثال، بدأت شركات النفط والغاز إعادة صياغة استراتيجياتها وهيكلة محفظتها.
- في الواقع يشهد العالم المزيد من التحركات المبكرة في أجزاء من سلسلة قيمة الكهرباء، من قبل لاعبين رئيسيين بما في ذلك شركات النفط والغاز، لكن أيضًا عمالقة التكنولوجيا وصناع السيارات أصبح لديهم شراكات عدة مع مرافق تقدم حلولًا كهربائية.
الحاجة للإنجاز
- إن التحدي الحقيقي الذي يواجهه العالم في هذا الانتقال هو الوقت، إذ لا تزال الاضطرابات الناجمة عن الاحتباس الحراري والأحداث المناخية القاسية، تقدم دليلًا على أن وتيرة خفض الانبعاثات من جانب اقتصادات العالم يجب أن تتسارع.
- العمل على معالجة التغيرات المناخية ما زال متأخرًا، لأنه رغم التعهدات التي قطعتها البلدان، فإن السياسات التي تم التخطيط لها ظلت بعيدة عن تحقيق أهداف اتفاق باريس، إضافة إلى أن وتيرة تحول الطاقة بطيئة للغاية على الصعيد العالمي.
- دعا التقرير الصادر عن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ لعام 2018، إلى تكثيف الجهود، وأكد من جديد الحاجة إلى بلوغ مستوى صفري من انبعاثات الغازات الدفيئة، من أجل تجنب عواقب وخيمة على النظم الإيكولوجية والمجتمعات البشرية والاقتصادات.
- الأهداف العالمية المشتركة طموحة للغاية، لكن هناك ثلاث علامات رئيسية مشجعة، وهي التكلفة المتناقصة باستمرار للتقنيات المتجددة، والدور المتنامي للكهرباء كسبيل للحصول على الطاقة في الاستخدامات النهائية، وتزايد شهية قطاع الطاقة نفسه للكهرباء.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}