حققت أسعار النفط مكاسب شهرية خلال أبريل بدعم من التكهنات حول تراجع إمدادات "إيران"، وتمكنت من تسجيل مكاسب في الجلسة الأخيرة من الشهر رغم الضغوط التي شهدتها مؤخرًا جراء مطالب الرئيس الأمريكي بكبح ارتفاعها، بحسب تقرير لـ"سي إن إن".
في الواقع، جاءت مكاسب الجلسة الأخيرة من أبريل بدعم من الفوضى المتعمقة في فنزويلا -والتي قد يكون لها عواقب وخيمة على أسواق النفط العالمية- حيث أظهرت صورًا تلفزيونية احتجاجات واسعة النطاق في البلد اللاتيني الذي كان أحد كبار موردي الخام في الأمريكتين والعالم ذات يوم.
وقالت مديرة التحليل الإستراتيجي للسلع لدى "آر بي سي كابيتال"، "هيلما كروفت" والتي عملت سابقًا كمحللة لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية: سأكون حذرة من القول إننا في الفصل الأخير من القصة.
وتابعت: من غير الواضح إذا كانت الانتفاضة في فنزويلا مدعومة من ضباط كبار في الجيش، لكن الانقلابات التي يقودها ضباط صغار عادة ما تكون دموية وغير منظمة، وتكون معدلات نجاحها أقل.
تراجع الصادرات
- تأتي الأزمة في فنزويلا تزامنًا مع مرحلة صعبة بالفعل على أسواق النفط، حيث ارتفعت الأسعار استجابة لجهود خفض الإنتاج التي تقودها "أوبك"، والعقوبات الأمريكية على إيران وفنزويلا، وهو ما دفع متوسط أسعار البنزين في الولايات المتحدة للارتفاع بمقدار 63 سنتًا.
- أدت الأزمة في فنزويلا إلى معاناة إنسانية واسعة النطاق، حيث شهدت الأسواق نقصًا في إمدادات الغذاء والدواء، ورغم أن البلاد تمتلك أكبر احتياطيات نفطية في العالم، لكن إنتاجها انهار بعد سنوات من نقص الاستثمارات، ومؤخرًا؛ انقطاع التيار الكهربائي، إضافة للعقوبات الأمريكية.
- انخفض الإنتاج اليومي في فنزويلا إلى 750 ألف برميل يوميًا في مارس 2019، من 1.2 مليون برميل في ديسمبر 2018، وفقًا لبيانات "ريستاد إنرجي"، وتوقفت الشحنات المتجهة إلى الولايات المتحدة (عميل رئيسي) تمامًا بعد العقوبات.
- صدرت فنزويلا 476 ألف برميل يوميًا خلال أبريل، انخفاضًا من 1.24 مليون برميل يوميًا في يناير، وفقًا لبيانات "إس آند بي جلوبال بلاتس آنالتيكس" و"سي فلو" لتعقب الناقلات.
سبيل التعافي شاق ومعقد
- قد تنتعش صناعة النفط الفنزويلية سريعًا إذا تولى زعيم المعارضة "خوان غوايدو" السلطة، وكررت الولايات المتحدة دعمها لمطالب المحتجين في فنزويلا و"غوايدو"، وقالت وزارة الخزانة إن الطريق لتخفيف العقوبات عن البلد اللاتيني هو دعم المعارضة والساعين لاستعادة الديمقراطية.
- بمعنى آخر، يمكن لواشنطن رفع العقوبات النفطية عن فنزويلا بسرعة، ما يمهد الطريق أمام تزويد السوق بالمزيد من البراميل، ويقول المحلل الإستراتيجي للطاقة لدى "رابوبنك"، "ريان فيتزموريس": إذا تم إسقاط "مادورو"، فسيكون لذلك أثر هبوطي على أسعار النفط، لكن الانتعاش لن يكون سريعًا.
- حتى بعد 3 أو 4 أشهر من رحيل "مادورو"، من المرجح أن يرتفع إنتاج فنزويلا النفطي إلى 900 ألف برميل فقط، وفقًا لتقديرات "أرتيوم تشين" كبير المحللين لدى "ريستاد إنرجي".
- من جانبها قالت "هيلما" إن الأزمة في فنزويلا ستظل قائمة طيلة عقود، وهذا ما يحتاج الناس إلى إدراكه، وإذا وصل "غوايدو" إلى السلطة، سيكون سبيل التعافي شاقًا للغاية، وحتى لو تمت الإطاحة بـ"مادورو" فقد يظل العنف مستمرًا من قبل أنصاره.
- لكن من غير الواضح إذا كان "غوايدو" سوف ينجح، وحال انتصر "مادورو"، فقد تضطر الولايات المتحدة إلى تشديد عقوباتها، الأمر الذي من شأنه دفع إنتاج البلاد النفطي إلى مزيد من التراجع، ما يعد محركًا صعوديًا للأسعار.
- يرى محللون أن الأمر الجدير بالمتابعة في الأزمة الفنزويلية الآن، هو ما إذا كانت القوات المسحلة المتحالفة مع "غوايدو" ستتحرك لتأمين منشآت النفط في البلاد، بما في ذلك، ميناء "خوسيه" لتصدير النفط، بجانب البنية التحتية للتنقيب في حزام "أورينوكو".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}