نبض أرقام
21:27
توقيت مكة المكرمة

2024/07/03

"وارن بافيت".. المستثمر الفيلسوف الذي لا يزال يعشق العمل والحياة في هرمه

2019/05/05 أرقام

يتمسك الملياردير "وارن بافيت" -ثالث أغنى رجل في العالم- بعمله كرئيس تنفيذي لشركة "بيركشاير هاثاواي"، لا لرغبته في جني مزيد من المال وإنما لأنه يريد مواصلة فعل الشيء الذي أحبه منذ استثماره الأول في عمر الحادية عشرة، أو هكذا قال في مقابلة مع "فايننشال تايمز".
 

 

لكن المستثمر صاحب الشعبية الواسعة في سوق الأسهم، والذي تبلغ ثروته الصافية 86 مليار دولار، لا يتمسك بعاداته فيما يتعلق بالعمل والاستثمار فحسب وإنما حتى في هواياته، ويؤكد أن المال وحده لا يُغنيه عن كثير من الأساسيات في الحياة.

 

ويقول "بافيت": لا يمكنني شراء الوقت أو الحب، لكن أستطيع فعل أشياء أخرى بالمال، أما عن سبب استيقاظي كل يوم مبكرًا ومشحونًا بالحماس وأنا في الثامنة والثمانين، فيرجع ذلك لأني أحب ما أقوم به وأحب من يعاونونني في القيام به.

 

ويتابع: لدي هنا 25 شخصًا -الموظفون في المقر الرئيسي لشركته-، نذهب لحضور مباريات البيسبول معًا، إنهم يحاولون جعل حياتي جيدة، وهم ناجحون في ذلك بالفعل، وأنا بدوري أحاول جعل حياتهم أيضًا جيدة.

 

شكوك حول حكمته
 

- تستثمر شركته في قطاعات متقلبة بفعل الأوضاع السياسية والمالية مثل الطاقة والتمويل، لكن كون "بافيت" أحد الآباء الروحيين للرأسمالية، أبقى المستثمرين والسياسيين والجهات التنظيمية في صفه إلى حد كبير، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى إدارته الدقيقة للتوقعات.
 

- بعد هبوط سهم "بيركشاير" الحاد خلال طفرة "دوت كوم"، لم يتنبأ "بافيت" بعودة الأمور إلى طبيعتها سريعًا، وقال إن نمو القيمة في سهم الشركة سيتجاوز نظيره لمؤشر "إس آند بي 500" على مدار العقد المقبل.
 

 

- قال "بافيت" في خطابه للمستثمرين عام 1999: "لا يمكن أن نضمن النمو المأمول، لكننا على استعداد لدعم قناعتنا بأموالنا الخاصة"، وهو ما صدق فيه بالفعل، فعلى مدار العشر سنوات التالية ارتفع سهم الشركة بنحو 80%، في حين انخفض مؤشر "إس آند بي".
 

- في سوق الأوراق المالية، فإن الهوامش المتواضعة يمكنها أن تفصل بين النجاح والفشل، وفي حين أن هناك فروقا صغيرة وكبيرة وأخرى هائلة، فللمستثمر المخضرم "بافيت" وضع خاص في سوق الأسهم.
 

- على مدى الـ54 سنة الماضية، تفوق سهم شركته "بيركشاير هاثاواي" على أداء مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنحو 2.5 مليون نقطة مئوية، لكن خلال العقد الماضي تحديدًا تراجعت هذه الصحوة التي قادها "بافيت".
 

- إن استثمار دولار واحد في "بيركشاير" قبل 10 سنوات يعادل 2.40 دولار حاليًا، في حين أن استثمار نفس الدولار في صندوق يتعقب أداء مؤشر "إس آند بي 500" خلال نفس الفترة سيساوي 3.20 دولار حاليًا.

 

هل فقد "بافيت" لمسته؟
 

- يثار هذا التساؤل في وسائل الإعلام عادة كلما حدث خطأ في محفظة "بيركشاير"، كما حدث من قبل مع شركة "كرافت هاينز"، وقبل بضع سنوات مع "آي بي إم"، إنه يعكس سوء فهم عميقا.
 

 

- في الخمسينيات والستينيات، كانت "بيركشاير" أشبه بمغناطيس لجذب الأسهم والشركات المقيمة بأقل من قيمتها الحقيقية والمثيرة للجدل، وهو نفس النهج الذي كان يتبناه "بافيت" نفسه قبيل شراء أسهم في الشركة.
 

- اليوم، لم يتغير أي منهما، ويعيش "بافيت" في نفس المنزل الذي اشتراه في الخمسينيات عندما كان يدير مشروعًا استثماريًا مشتركًا صغيرًا، ولا يزال يعمل على المنضدة التي استخدمها والده (سمسار في البورصة وعضو جمهوري في الكونجرس) قبل 75 عامًا.
 

- أيضًا، بقيت "بيركشاير" في أوماها، المدينة الصغيرة الواقعة على أطراف ولاية نبراسكا الشهيرة بإنتاج الماشية والذرة، والتي تحظى بحجم مماثل لبريطانيا العظمى من حيث المساحة، لكن مع عدد سكان يعادل 1 إلى 30.
 

- مع ذلك، تستثمر "بيركشاير" باستخدام مبادئ مختلفة للغاية، مثل شراء الشركات بكاملها كلما أمكن الحصول عليها بأسعار معقولة، وتمول صفقاتها في بعض الأحيان بنوع من الديون منخفضة التكلفة، كأقساط التأمين المتدفقة عبر أعمال الشركة الضخمة للتأمين.
 

- كما تعمل الشركة على إعادة توجيه النقدية لدى شركاتها إلى الأعمال التي تحقق نموًا، وكل ذلك ضمن الشركات التي تخضع لملكية "بيركشاير" القابضة، وبالتالي فإن مثل هذه المعاملات لا تخضع للضريبة.
 

 

الإيمان بالبساطة
 

- من بين مبادئ الاستثمار الأخرى التي تتبناها الشركة؛ استثمار جزء من رأس المال الزائد في أسهم الشركات الكبرى المتداولة في البورصة، وأيضًا الاحتفاظ بجزء كبير من الأموال في صورة نقدية وسندات خزانة، استعدادًا لأي صفقة كبيرة قد تلوح في الأفق.
 

- تألق "بيركشاير" على مدار العقود الماضية، وتبنيها لهذه المبادئ، يعنيان أنه لا توجد أي لمسات شخصية يمكن أن تفقدها، ويعتقد "بافيت" أنه أتم بناء شركة تشترك في السمة الرئيسية للشركات التي يحب شراءها، فهي لا تتطلب عبقرية لتشغيلها.
 

- يقول "بافيت" إن أقوى رهاناته على الأسهم مؤخرًا هو شراء أسهم "آبل"، مؤكدًا أنه أمر يفهم العالم أجمع أسبابه، وبالمثل فإن الجزء الصعب في شراء الشركات الخاصة ليس متعلقًا بالتنقيب عن شركات جيدة، وإنما اقتناص الفرصة عندما يتم طرح جزء جيد منها للبيع.
 

- يضيف "بافيت": الأمر بسيط للغاية، لذا أقول للناس دائمًا، إذا كان لديهم أكثر من 130 نقطة من معدل الذكاء، فعليهم بيع الباقي، لأنهم لن يحتاجوا إليه في هذا النشاط التجاري، ولربما كان ذلك مؤذيًا لهم.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة