هناك مزحة شهيرة اعتاد المعلنون ترديدها تقول إن "نصف الإعلانات تذهب هباءً" لكنهم لا يعرفون تحديدًا أي نصف الذي يُهدر، ويواجه المستثمرون معضلة مماثلة عندما يتعلق الأمر بالعوامل المؤثرة في استثماراتهم، وتشير تقديرات إلى أن نصف هذه العوامل مزيفة، لكن يصعب تحديدها، بحسب تقرير لـ"بارونز".
المقصود بالعوامل هي خصائص الأسهم القابلة للقياس وتفسر تغيرات العوائد، ومن المفترض أن تساعد في تحقيق عائدات أعلى من المتوسط أو خفض المخاطر، ووفقًا لبحث أكاديمي، فإن عددًا قليلًا منها يبدو راسخًا وذا موثوقية مثل القيمة والزخم والربحية.
لكن وفقًا لنتائج البحث تبين أن هناك أكثر من 400 عامل يؤثر في الأسهم، ويتشكل أغلبها من مجموعة بيانات إحصائية لا تحظى بالقدر الكافي من التدقيق.
الكثير من العوامل خداعة
- يقول "يوهاني لينينما"، أستاذ المالية الزائر في كلية "دارتموث" والشريك في شركة الأبحاث "ريسيرش أفيليتز": الجميع يتحدث عن الأشياء والتجارب الناجحة فقط، لذلك ينتهي بنا المطاف بالنظر إلى الكثير من الأمور التي تبدو مهمة، لكنها في الحقيقة كانت نتيجة تنقيب عن البيانات.
- يعتبر العامل ذا أهمية إحصائية إذا كانت فرصة حدوثه بالصدفة 5%، بمعنى أنه إذ حدد الباحثون مجموعة من 100 عامل، فإن خمسة منها سوف تكون مهمة من الناحية الإحصائية.
- بعيدًا عن النظريات البحثية والتعقيدات الإحصائية التي انخرط فيها الباحثون، يقول "لينينما": يمكننا القول إن بعض العوامل حقيقية وبعضها مزيف، لكن عندما ننظر إلى المجموعة بأكملها، لن نستطيع ببساطة تمييز العوامل الموثوق بها من تلك الزائفة.
- إحدى طرق تقييم أصالة العامل، هي النظر في ما إذا كان يحدث خارج حدود عينة بيانات الدراسة، ووجد "لينينما" بعد دراسته مجموعة متنوعة من العوامل على مدار فترات زمنية مختفلة، أن هناك انخفاضًا نسبته 50% في تأثير العامل مقارنة بالنتائج الأولي.
- المعنى الضمني لذلك، هو أن العوامل لا يتم استخدامها في عمليات المراجحة بمجرد الوصول إليها (اعتقاد شائع خاطئ)، وفي كثير من الحالات لم تكن قوية كفاية في البداية للاعتماد عليها.
عوامل راسخة
- خضعت عوامل مثل القيمة والزخم والربحية لتدقيق أكاديمي قوي، وعلى سبيل المثال تم توثيق تاريخ عامل الزخم في روسيا الإمبراطورية، وفقًا لدراسة حديثة حول العائدات في بورصة سان بطرسبرج خلال الفترة من 1865 إلى 1914.
- الربحية التي تعد أحد أوجه الجودة، تبدو أيضًا من العوامل الراسخة والمؤثرة حقًا، سواء تم النظر إليها عبر مقياس إجمالي الأرباح، أو الأرباح التشغيلية، أو الأرباح التشغيلية المستندة إلى التدفقات النقدية، حيث كانت النتائج الأساسية واحدة، ودائمًا ما تُرجمت الربحية المرتفعة إلى زيادة في عائدات الأسهم.
- ينظر إلى الحجم باعتباره عاملا مخادعا، حيث وجدت الدراسات أنه ربما تم المبالغة في تقدير عائدات الشركات الصغيرة المميزة مقابل الكبيرة، ويقول "لينينما" إنه لا يزال من الممكن الوصول إلى تأثير هذه الأسهم الصغيرة إذا تم التركيز على الربحية.
- يضيف "لينينما": شراء أسهم الشركات الصغيرة ذات الربحية المتوسطة، لتجنب دفع رسوم مرتفعة، قد يمنح المستثمر أداءً جيدًا للغاية، خاصة إذا تجنب أسهم الشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة التي يراهن السوق على هبوطها.
- لسوء الحظ، النتائج الأكاديمية والتحليلات المطولة المنشورة في المجلات العلمية والبحثية، لن تؤتي ثمارها بالضرورة في العالم الحقيقي، وبمجرد احتكاك الشخص ببعض عناصر الاستثمار، مثل تكاليف التداول ونفقات الصناديق والضرائب، فإن النقاش حول تأثير أي عامل يعاد فتحه مجددًا.
- يمكن للعوامل أيضًا أن يتراجع تأثيرها عما كانت عليه لسنوات مقبلة، مثلما حدث مع عامل القيمة، وقد يصبح العامل مؤثرًا للغاية في المستقبل، وبمعنى آخر، فإن تجنب الاحتكاكات قدر الإمكان والحفاظ على الإيمان، هو المفتاح الرئيسي لاستثمار ناجح قائم على العوامل، مهما كانت البيئة المحيطة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}