نبض أرقام
02:21
توقيت مكة المكرمة

2024/07/12
2024/07/11

بعد تراجع غير مسبوق لمبيعاته.. هل انتهى العصر الذهبي لـ"آيفون"؟

2019/05/02 أرقام - خاص

"ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع"، "آبل ليست نوكيا".. عبارات تعكس لسان حال بعض المحللين المشاركين في السجال الدائر حول ما إذا كانت صانعة "آيفون" ستلقى مصيرًا صادمًا في سوق الجوالات الذكية، لكن بعيدًا عن السيناريوهات، هناك حقيقة واحدة واضحة في هذا الصدد.

 

 

الحقيقة غير القابلة للشك الآن، هي تراجع مبيعات "آيفون"، المنتج الأكثر شعبية لدى "آبل" والذي قاد النمو الراسخ لأعمالها طوال أكثر من عقد زمني، وهو أمر يثير مخاوف المستثمرين والمحللين منذ العام الماضي، ومع ذلك فإنهم بدوا أكثر استيعابًا لهذا التغير مؤخرًا.

 

وكشفت البيانات التي أعلنتها "آبل" في وقت مبكر من صباح الأول من مايو عن تراجع مبيعات "آيفون" بأعلى وتيرة لها على الإطلاق خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث انخفضت إيرادات الجوالات بنسبة 17% على أساس سنوي إلى 31 مليار دولار.

 

وعلى مستوى أعمال الشركة كوحدة واحدة، سجلت الشركة إيرادات قدرها 58 مليار دولار، بانخفاض سنوي نسبته 5%، لكن هذا المبلغ كان أعلى هامشيًا من توقعات المحللين التي أشارت إلى 57.37 مليار دولار، فيما بلغ ربح السهم 2.46 دولار، مقارنة بـ2.36 دولار متوقعة.

 

مزيد من التراجع

 

- تأتي البيانات الأخيرة بعدما سجلت "آبل" نتائج أعمال فاقت التوقعات في الربع الأخير من عام 2018، حيث بلغ إجمالي إيراداتها 84.3 مليار دولار، لكن إيراداتها من الجوالات الذكية هبطت بنسبة 15% على أساس سنوي.

 

- خلال العام الماضي، توقفت "آبل" عن إعلان مبيعات "آيفون" وفقًا لمقياس عدد الوحدات، واكتفت بالإشارة إلى إجمالي قيمتها الدولارية، ما اعتبره محللون إشارة إلى تراجع إقبال المستخدمين على الجوال الشهير لا سيما مع أسعاره الآخذة في الارتفاع والتي اقتربت من 1500 دولار.

 

 

- عندما كشفت "آبل" عن نيتها للتوقف عن نشر أرقام مبيعات وحدات "آيفون"، برر المحللون ذلك، بأن بيانات المبيعات وفقًا لقيمتها الدولارية آخذة في النمو، بخلاف تلك التي تقاس بعدد الوحدات، لكن بعد فصلين من تراجع إيرادات الجوالات، ربما هم بحاجة لمراجعة آرائهم الآن.

 

- قالت صحيفة "أستراليان فاينانشيال ريفيو" إن فارق الأسعار الكبير بين الجوالات التي تبيعها "آبل" وتلك التي تقدمها شركات مثل "هواوي" و"شاومي" و"أوبو"، هي السبب الرئيسي في ضعف الإقبال على "آيفون" والمحرك الرئيسي في نمو حصة المنافسين الصينيين.

 

- لم تأت تحركات "آبل" مع توقعاتها بانخفاض الإقبال على جوالاتها بسبب ما يسميه محللون "تشبع السوق بالجوالات الذكية" فحسب، وجاءت بعدما فقدت الشركة مكانتها كثاني أكبر منتج عالمي للهواتف الذكية في العالم لصالح منافستها الصينية "هواوي".

 

- في الوقت الذي تراجعت فيه إيرادات "آبل" في الصين بنحو 3 مليارات دولار خلال الربع الأول، أكدت "هواوي" تفوقها العالمي على منافستها، ببيعها 59.1 مليون جوال ذكي، مقابل 36.4 مليون للشركة الأمريكية التي تراجعت للمرتبة الثالثة بين أكبر المنتجين، وفقًا لبيانات "آي دي سي".

 

أسباب التراجع

 

- ترجع "آبل" هبوط مبيعاتها من الجوالات الذكية إلى انخفاض الدعم الذي تقدمه شركات الاتصالات للمستخدمين عند ترقية أجهزتها، وقالت إنه في اليابان على سبيل المثال، كان هناك دعم لنصف الجوالات المباعة في الربع الأخير من 2018 مقارنة بثلاثة أرباعها قبل عام.

 

 

- عزت الشركة تراجع المبيعات أيضًا إلى برنامجها لاستبدال البطاريات، والذي يسمح للمستخدمين بدفع 29 دولارًا لتحديث بطاريات "آيفون"، حيث شجعهم ذلك على تحديث جوالاتهم بدلًا من شراء أجهزة جديدة، بحسب تقرير لموقع "توماس جايد".

 

- في الصين التي تعد سوقًا رئيسيًا لمبيعات "آبل"، تبدأ أسعار جوالي "آيفون إكس آر" و"إكس إس" من 950 دولارًا و1250 دولارًا على التوالي، في حين يبدأ سعر أفضل جوالات "هواوي" من 600 دولار، وتبدأ أسعار "شاومي" من مستويات أقل.

 

- في أواخر يناير، أرجع الرئيس التنفيذي للشركة "تيم كوك" انخفاض مبيعات "آيفون" إلى عدة عوامل منها قوة سعر صرف الدولار التي جعلت منتجات "آبل" أغلى في بعض الأسواق، واعترف بأن التكلفة أثرت على المبيعات، لكنه ربطها جزئيًا بتقلبات العملات.

 

- تتباين أسعار أجهزة "آيفون" حول العالم لعدد من العوامل منها سعر الصرف والضرائب، وفي عام 2017، كشف تقرير لـ"سي إن إن" عن تجاوز سعر "آيفون إكس" المطروح مقابل ألف دولار في الولايات المتحدة، لمستوى 1400 دولار في بعض البلدان.

 

هل تكون النهاية حزينة لـ"آبل"؟

 

- مع ذلك، فإن الأمر ليس بغاية السوء، إذ لا تزال نتائج أعمال "آبل" تتجاوز التوقعات ، ليس ذلك فحسب، ففي الوقت الذي تراجعت فيه مبيعات "آيفون"، حققت الشركة مكاسب في مناطق أخرى، حيث نمت إيراداتها من الخدمات-منجم الذهب الحالي للعديد من شركات التكنولوجيا- بنسبة 16% إلى 11.45 مليار دولار.

 

 

- قد تكون مبيعات "آيفون" متباطئة، لكن المستثمرين استوعبوا ذلك بعد الخبر الجيد الذي أشار إليه "كوك" قبل أشهر، عندما قال إن القاعدة النشطة لمستخدمي أجهزة الشركة قفزت إلى 1.4 مليار جهاز بنهاية عام 2018، بزيادة سنوية قدرها 100 مليون مستخدم.

 

- هذه القاعدة الهائلة تشكل سوقًا ضخمًا وسبيلًا لجني المال عبر خدمات مثل "آبل باي" و"آي تيونز" و"آب ستور"، وهو ما ترتكز عليه خطط المستقبل لدى الشركة إلى جانب حزمة من الخدمات الأخرى التي أطلقتها قبل أسابيع بما في ذلك بث الفيديو ومطالعة الأخبار.

 

- في النهاية، لا تبدو "آبل" في طريقها نحو مصير مماثل لـ"نوكيا"، لكن الواضح أنها تخسر في سوق الجوالات الذكية وتتقلص حصتها منه، بيد أنها في الوقت ذاته تتوسع في مناطق أخرى قد تشكل مستقبل الشركة على غرار ما فعله "آيفون" عند إطلاقه لأول مرة.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة