كان محللو "وول ستريت" الذي يتعقبون أداء شركة الإلكترونيات "إنتل" متفائلين للغاية عندما تمت ترقية المدير المالي "بوب سوان" إلى منصب الرئيس التنفيذي هذا العام، ومع ذلك، ورغم امتلاك الشركة لثلاثة عقول مالية، ما زالت بعيدة كل البعد عن تحقيق أهدافها، بحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز".
انضم "سوان" إلى "أندي بريانت"، الذي كان أحد كبار المسؤولين الماليين في صانعة الرقائق الإلكترونية قبل أن يتولى رئاسة مجلس الإدارة، وسرعان ما التحق بالشركة المدير المالي لـ"كوالكوم"، "جورج ديفيس"، وبعد فترة من التنويع السريع والاستثمار الكبير، يبدو أن الموعد قد حان لبدء الانضباط المالي.
تدهور سريع
- خيبة أمل انتابت المستثمرين والمحللين بسبب تخلي "سوان" عن توقعاته بحدوث انتعاش سريع في أعمال "إنتل" بعد تراجع الطلب بشكل غير متوقع في أواخر عام 2018، وتلا ذلك اجتماع عقده في الثامن من مايو مع المحللين الماليين، أقر فيه بأنه أرسل إشارات خاطئة إلى السوق.
- تنبأ "سوان" أيضًا بنمو هزيل للإيرادات، وتراجع هوامش الربح الإجمالي خلال السنوات الثلاث المقبلة، وتراجع سهم "إنتل" بنحو 20% منذ الخامس والعشرين من أبريل، وفي الفترة نفسها تراجع مؤشر "فيلادلفيا" لأشباه الموصلات بنسبة 9%، منهيًا مسيرة انتعاش ارتفع خلالها 45% منذ ديسمبر.
- البداية القوية لصناعة الرقائق الإلكترونية هذا العام، تواجه الآن أول اختبار حقيقي لها، وجزء من المشكلة هو أنه من الصعب التنبؤ بانتعاش القطاع في النصف الثاني من هذا العام والذي كان يشير إليه سوق الأسهم في وقت سابق.
- في شهر مارس الماضي، أظهرت البيانات الصناعية الرسمية في الولايات المتحدة، انخفاض إيرادات قطاع أشباه الموصلات من منتجات الذاكرة بنسبة 35% عما كانت عليه خلال نفس الفترة من عام 2018.
تراجع طلب أبرز العملاء
- مع ذلك، هناك أيضًا علامات أخرى تشير إلى مشكلة أوسع نطاقًا، حيث يعمل هذا القطاع على تجنب مشكلة المخزونات الفائضة، فعملاء مراكز البيانات الذين كانوا عاملًا كبيرًا في زيادة الطلب قبل عام، لا يعودون بالسرعة المتوقعة بعد توقف إنفاقهم.
- تتوقع "إنتل" انخفاض مبيعات رقائق مراكز البيانات لعام 2019 ككل، كما أنها شهدت بالفعل تراجع الطلب من الشركات الكبرى والعملاء الحكوميين بأكثر من الخُمس في الربع الأول، وغالبًا ما يكون ذلك علامة على تراجع الثقة في قطاع الشركات.
- تستجيب الشركات لحالة عدم اليقين الاقتصادي المتزايدة عن طريق تأخير إنفاقها على المعدات الجديدة، كما أن اندلاع معركة جديدة في إطار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين يشكل نذير شؤم لآفاق الشركة.
- تشمل أهداف البيت الأبيض الخاصة بأحدث جولة من زيادة التعريفات الجمركية، الكثير من الأجهزة الإلكترونية المستخدمة في مراكز البيانات، وتمتد أيضًا لتشمل العديد من الأدوات الاستهلاكية، مثل ساعة "آبل" الذكية والدراجات البخارية الكهربائية.
- كل هذه الأجهزة تستخدم الرقائق الإلكترونية، علمًا بأن التباطؤ الذي شهدته الصين، هو ما أدى إلى تراجع الطلب في القطاع خلال الخريف الماضي، ما يعني أن الجولة الجديدة من التعريفات ستعمق المشكلة أكثر.
من المسؤول عن الإخفاق؟
- لا يجب طرق أبواب المسؤولين الماليين للشركة من أجل هذه المشاكل، ولكن من خلال المعنيين بتطوير التقنيات، فتحول "إنتل" إلى صناعة الرقائق على أساس تكنولوجيا 10 نانومتر، لم يمض على النحو المأمول.
- أصبحت الشركة متأخرة في اللاحق بركب هذه التقنية، في سابقة هي الأولى لـ"إنتل"، التي عادة ما كانت تقود القطاع برمته خلال كل جيل جديد من التكنولوجيا، ما يعني أن المنافسة أصبحت أشد، وفي هذه الحالة تشعر شركات مثل "إيه إم دي" و"تي إس إم سي" بالنشوة.
- تعتقد "إنتل" نفسها أنها لن تعود الريادة التكنولوجية حتى عام 2021، ما يضعها تحت ضغط أكبر لزيادة الإنفاق الرأسمالي في محاولة للوصول إلى تقنية "7 نانومتر" بشكل أسرع، فتمويل الأجيال اللاحقة من التكنولوجيا يزيد الضغوط المالية بشكل كبير.
- من المتوقع أن يتراوح إنفاق الشركة الرأسمالي بين 15.5 مليار دولار و16.5 مليار دولار سنويًا خلال الأعوام الثلاثة القادمة، وهو مستوى أعلى مما كان عليه في 2018.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}