لا يقصد بمصطلح "الأموال الذكية" نوعية أو استراتيجية محددة للاستثمار في سوق المال، وإنما يشير إلى مجموعة من المستثمرين الذين يُعتقد أنهم يعرفون جيدًا ما يتحدثون عنه في عالم الاستثمار والمال، بحسب تقرير لموقع "بارونز".
ولا يشير مصطلح "الأموال الذكية" دائمًا إلى مجموعة من المحللين والمصرفيين الاستثماريين، فالمحللون يعلمون الكثير لكنهم ليسوا مستثمرين، أما شخص مثل الملياردير "وارن بافيت"، فإنه ليس مجرد جزء من هذا العالم ولكنه مرشد لرواده.
نظرة على أداء "الأموال الذكية"
- في الحقيقة، يشير هذا المصطلح إلى مديري الأصول المحترفين، الذين يمتلكون خبرة في شراء وبيع أسهم بقيمة ملايين الدولارات، وغالبًا يكونون من مديري صناديق التحوط أصحاب الخبرة الواسعة في تداول الأسهم والسندات والسلع وغيرها من المنتجات المالية حول العالم.
- يبدو أن مديري التحوط لا يخسرون المال، وإذا تحدثت لأحدهم فمن الصعب حمله على الاعتراف بالخسائر، وغالبًا ما ستكون الردود من نوعية "لقد خرجت في الوقت المناسب" أو "قمت بعملية التداول المطلوبة"، هذا لا يعني أنهم لا يخسرون أبدًا لكن ربما نطاق الخسائر يكون محدودا.
- إلى أي مدى يبلغ ذكاء عالم "الأموال الذكية"؟ يصعب الإجابة على هذا السؤال، لأن صناديق التحوط كانت تخضع لضغوط شديدة في الآونة الأخيرة، وكان أداؤها أقل من السوق بنسبة 6.6% في المتوسط، على مدار السنوات العشر الماضية.
- ولعل ذلك يفسر بوضوح سبب تراجع معدل إطلاق صناديق تحوط جديدة، ويجيب عن سؤال، لماذا تراجعت أصول صناديق التحوط القائمة بالفعل في 2018، لأول مرة منذ عام 2008، وفقًا لـ"باركلي هيدج".
- هذا التدهور في الأداء، ربما يكون ناجما جزئيًا عن الازدحام في السوق، إذ تتعقب "باركلي هيدج" حتى الآن نحو 5800 صندوق تحوط، وهذا عدد كبير للغاية، يجعل اكتشاف الأفكار الفريدة المحققة للقيمة المضافة صعبًا.
طريق البداية
- قبل شراء الأسهم، على المستثمر إدراك حقيقة أنها أصول متقلبة، ومن الممكن أن يخسر أمواله، لكن ذلك فقط إذا قرر بيع حيازته، فالأسهم تتميز بأنها ترتفع خلال المدى الطويل، وهي حقيقة تاريخية للأسواق، دائمًا ما كانت ترتفع في النهاية.
- لكن المدة الطويل هذه قد تصل إلى 10 سنوات، ما يعني أنه لا يمكنك استثمار الأموال في سوق الأسهم ما دمت تحتاج إليها في الوقت الراهن، فقط عليك استخدام الأموال التي لن تحتاجها لاحقًا.
- إذن أول وأهم درس هو عدم استثمار الكثير من الأموال التي يحتاجها الشخص، أما الرسالة الضمنية التي يجب أن يدركها أغلب المستثمرين الجدد، فهي ضرورة وضع بعض الأموال جانبًا، ورغم أن الأمر ليس سهلًا على الكثيرين، لكن الادخار فكرة رائعة.
- هناك الكثير من الأشياء الأخرى التي يجب على مستثمر الأسهم المبتدئ معرفتها، مثل حقيقة أن الأسهم الفردية أكثر خطورة من السوق ككل، فمن السهل الشراء في صندوق يتعقب "إس آند بي 500"، نظرًا لحقيقة أن المؤشر لن يفلس بعكس ما قد يحدث لأي شركة بمفردها.
- يتساءل البعض عن الأسهم التي يجب شراؤها، لكن لإجابة هذا السؤال فعلى المرء أن يعرف أولًا من هو كمستثمر، وينصح هنا بمراجعة كتابي "التفوق على وول ستريت" لـ"بيتر لينش" أو "ماذا ينجح في وول ستريت؟" لـ"جيمس أوشونيسي" لمعرفة الشركات التي تجذب كل مستثمر.
- لا أحد كبير عندما يتعلق الأمر بالتعلم، ولا يجدر بالشخص استثمار مبالغ ضخمة في حين لا يزال يحاول اكتساب الخبرة، والحكمة تقتضي البدء صغيرًا بشراء سهم أو اثنين لمعرفة كيف تمضي الأمور، فالتجربة خير معلم.
- هذه النصائح ليست خلاصة التوجيه أو دورة في عالم الاستثمار، وسيظل على المستثمر السعي وراء المشورة بطريقته الخاصة (ربما عبر مستشار مالي على سبيل المثال)، في النهاية يبقى القول إنه حتى مستثمري "الأموال الذكية" كان عليهم أن يبدؤوا من نقطة ما.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}