قال رئيس مجلس إدارة شركة "الكابلات السعودية" ميسر نويلاتي، إن النظر إلى النتائج المالية للربع الأول 2019 فقط لا يعكس الصورة الكاملة عن جهود الشركة للنهوض بأعمالها من جديد لوجوب الأخذ بعين الاعتبار الإطار الزمني المتوقع لإنفاذ خطة العودة إلى الربحية.
وأرجع نويلاتي في اتصال مع "أرقام"، تحقيق الشركة للخسائر في الربع الأول إلى سببين هما: صعوبة توفر تمويلات رأس المال العامل والذي أدى إلى انخفاض العمليات الإنتاجية للشركة، وتكبد الاستثمارات الخارجية الخسائر من خلال الشركات التابعة خارج المملكة.
وتحدث عن أن مجلس الإدارة الجديد تدخل في أوائل العام الماضي باعتماد تطبيق مخطط لإنقاذ الشركة ووضع استراتيجية لهيكلة أعمالها وإعادتها للربحية.
وذكر أن الخطة استهدفت إتمام سداد المديونية للبنوك، حيث تجاوزت في ذروتها قرابة 1.8 مليار ريال وتم تخفيضها إلى نحو 260 مليون ريال.
وشملت الخطة على إعادة هيكلة الوحدات الإدارية والأعمال في الشركة لتطوير السياسات والإجراءات الداخلية، كما اعتمد المجلس سياسة سعودة الوظائف العليا في الشركة عن طريق الاستقطاب والترقية الداخلية للكفاءات.
وقال: "الخطة الاستراتيجية تمتد حتى ثلاث سنوات لإتمامها، وهي مركبة من عدة مراحل مترابطة فلا نستطيع مثلاً أن نتقدم لطلب التمويلات قبل أن نسدد المديونيات، أو رفع رأس المال قبل أن نعالج معضلة تمويل رأس المال العامل".
وأشار إلى أن الشركة -على عكس الانطباع السائد- لا تواجه صعوبات في توفير طلبات شراء حيث لدى الشركة طلبات شراء مؤكدة من عملاء تتجاوز إنتاج 4 إلى 6 أشهر، إلا أن عدم توفر التمويل لرأس المال العامل يحول دون إتمام الطلبات في الوقت الحالي.
وتوقع أن تحصل الشركة على مصدر لتمويل رأس المال العامل خلال 3 أشهر القادمة، لكونها قطعت أشواطا طويلة في المفاوضات مع الممولين المحتملين، مبينا أن ذلك سيتيح عودة سلسلة الإنتاجات المربحة كما هو مخطط له، ومتوقعا أن تحقق الشركة أرباحا تشغيلية خلال العام القادم.
وأضاف أنه يتم التفاوض مع بنوك خليجية ودولية لبحث التمويل الأنسب للمشاريع، مبيناً وجود خطط بديلة لإيجاد تمويلات داخلية للشركة ومنها زيادة رأس المال حيث يعمل المستشار المالي على إجراءات هذا الملف حاليا.
وذكر أن من بين الخيارات الأخرى الدخول في شراكات استراتيجية مع مستثمرين محليين أو دوليين، والغرض منها إعادة تشغيل بعض القطاعات الإنتاجية الثانوية أو الحصول على المواد الأولية للانتاج.
وتوقع نويلاتي تراجع الأثر السلبي للاستثمارات الخارجية لدى الشركات التابعة وبنسبة كبيرة في نهاية العام 2019. وقال "نتحدث مع إدارات شركاتنا بالخارج ولدينا دراسات وتصورات مستقبلية لأعمالنا والتي تمكننا من تقدير الأوضاع، نتوقع أن شركة (ميدال) ستتجاوز أزمة الخسائر الاستثنائية التي تعرضت لها في العام الماضي، وبعض استثماراتنا في تركيا ستحقق مردوداً إيجابياً إن شاء الله".
وحول عدم التنازل عن القروض من قبل أحد البنوك، علق نويلاتي قائلاً: "بحلول نهاية ٢٠١٨، كان تعرض الشركة محصوراً في ٣ بنوك، وتم التوصل لتسوية فورية مع اثنين منها وحالياً، يتبقى بنك واحد لم يقبل بعمل تسوية للسداد الجزئي، ورغم أن ذلك لن يدعمنا كشركة إلا أننا ننظر إلى قراره من منظور إيجابي، فهذا البنك يرى أن الشركة تطبق خطتها بشكل جيد لتعود من جديد وتستطيع سداد التزاماتها كاملة".
وتابع: "لا نزال في تفاوض مع هذا البنك لإعادة هيكلة مبلغ الدين على فترة زمنية أطول وحتى تتمكن الشركة من استرداد عافيتها وسداد المبلغ كاملاً".
واختتم نويلاتي حديثه قائلا "يعمل منسوبو الشركة ومجلس إدارتها وهم واضعون مصالح المساهمين وتاريخ الشركة ومستقبلها أمام أعينهم، وبعون الله وتوفيقه سنتمكن من إرجاع الشركة إلى سابق عهدها قبل انتهاء دورة المجلس الحالية".
ووفقا للبيانات المتاحة في "أرقام"، ارتفعت خسائر شركة "الكابلات السعودية"، إلى 32.1 مليون ريال بنهاية الربع الأول 2019، مقارنة بخسائر 20.7 مليون ريال تم تحقيقها خلال نفس الفترة من عام 2018.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}