نبض أرقام
14:20
توقيت مكة المكرمة

2024/07/23

المحطات المائية لتخزين الكهرباء.. حل من القرن العشرين لمشكلة معاصرة

2019/05/29 أرقام

استغرق الأمر ربع قرن من الزمان ومائة ألف عامل للحفر عبر الجبال الثلجية لبناء أكبر منظومة للطاقة الكهرومائية في أستراليا، وهو مشروع ساعد البلد في ربط تسع محطات كهرباء و16 سدًا عبر شبكة من الأنفاق وخطوط الأنابيب بطول 145 كيلومترًا، بحسب تقرير لـ"فايننشال تايمز".



هذا المشروع ساعد البلاد أيضًا في توفير مياه الري والطاقة، وهو ما حفز بدوره عملية التحول الاقتصادي التي انطلقت في أستراليا عام 1974، والآن وبعد ما يقرب نصف قرن، تضع الحكومة المنتخبة حديثًا محطة "سنوي هيدرو" المملوكة للدولة في طليعة عملية تحول جديدة.

تستهدف الحكومة تحويلها إلى بطارية طاقة مائية ضخمة من شأنها مساعدة أستراليا في الحفاظ على مصابيح البلاد مضاءة تزامنًا مع تحول البلاد بعيدًا عن شبكة الكهرباء التي تعتمد على الوقود الأحفوري، إلى أخرى تركز على الطاقة المتجددة.

حل قديم لمشكلة جديدة

- يقول الرئيس التنفيذي لشركة "سنوي هيدرو"، "بول برود": نحن نراهن بكل إمكاناتنا على الأمر، لا يمكنك الحصول على مصادر الطاقة المتجددة دون توفير وسائل تخزين موثوق بها، وأفضل شكل للتخزين هو المياه.

- المضخة المائية هي تقنية عمرها قرن، وتشكل 95% من سعة تخزين المرتبطة بأنظمة شبكات الكهرباء حول العالم، وتستخدم الطاقة الفائضة أو الرخيصة في أوقات تراجع الطلب، لضخ المياه إلى أحواض مرتفعة، ومن ثم إطلاقها مجددًا لتوليد الكهرباء عند ارتفاع الطلب أو الأسعار.



- من المتوقع أن تتسارع الحاجة إلى التخزين على نطاق واسع مع زيادة استخدام مصادر الطاقة المتجددة، ورغم الضجيج المحيط ببطاريات الليثيوم أيون، من المتوقع أن تكون مضخات المياه هي العمود الفقري لثورة مصادر الطاقة المتجددة.

- يقول المدافعون، إن المضخات المائية تمثل حلًا من القرن العشرين لمشكلة القرن الحادي والعشرين، المتمثلة في كيفية سد فجوة الإنتاج وتوفير إمدادات ثابتة من الطاقة عند استخدام مولدات غير مستقرة الإنتاج مثل محطات الرياح والألواح الشمسية.

- بالنسبة للمؤيدين، فإن مشروع "سنوي 2.0" الذي من المقرر اكتماله بحلول عام 2025، سيكون بمثابة واجهة لهذه التقنية وسيشجع الدول الأخرى على بدء التحول إلى أنظمة الكهرباء القائمة بشكل كامل على الطاقة الخضراء.

إلحاح أسترالي

- تنتج أستراليا ما يزيد على خُمس الكهرباء باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، وعلى مدار العامين الماضيين، دشنت البلاد محطات رياح وشمس بمعدل يصل إلى خمس مرات أسرع من مناطق رئيسية مثل الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، وفقًا لنصيب الفرد.

- هذا التحول بعيدًا عن الفحم، هو مصدر طاقة يعتمد عليه ويسهل الوصول إليه، لكن الطبيعة المتقطعة لإمدادات طاقة الرياح والشمس، في ظل نقاط الضعف في شبكات النقل وعدم وجود سعة تخزينية كافية وموثوقة، يجعل نظام الطاقة برمته عرضة للخطر.



- انقطاع التيار الكهربائي واسع النطاق والمطول في جنوب أستراليا خلال عام 2017، وانقطاعه في فيكتوريا يناير الماضي، يظهر كيف أصبحت منظومة الكهرباء في البلاد ضعيفة أمام ضغوط الطلب، وأثار تساؤلات حول مدى موثوقية محطات الرياح والشمس.

- مع تزايد الضعوط، بنت الحكومة محطة توليد جديدة تعمل بالفحم لضمان استقرار المنظومة، لكنها حظيت بالقليل من الدعم نظرًا لحاجة البلاد إلى  خفض الانبعاثات، وفي مواجهة المعضلة السياسية، تحولت الأنظار إلى "سنوي هيدرو" لتوفير مساحة تخزينية تعزز مرونة الشبكة.

- تتمثل خطة "سنوي 2" الجديدة في إضافة ألفي ميغاواط للقدرة الإنتاجية للمشروع، مع مضاعفة قدرة التخزين إلى أربعة أمثال، ما يكفي من الطاقة لتشغيل 500 ألف منزل باستمرار طيلة أسبوع كامل تقريبًا.

انتقادات ومخاوف

- وافق الائتلاف الحاكم على توفير 1.36 مليار دولار أسترالي، من إجمالي التكلفة البالغة 5.1 مليار دولار أسترالي (3.54 مليار دولار أمريكي)، وبفضل التصنيف الائتماني للمرفق البالغ "BBB+" سيكون بمقدوره اقتراض باقي الأموال اللازمة بمعدل فائدة أقل من 5%.

- من شأن التطويرات، التي تتضمن بناء محطة كهرباء تحت الأرض، وشق 27 كيلومترًا من الأنفاق، جعل المشروع واحدًا من أكبر مرافق التخزين في العالم، لكن النقاد لا يبدون سعداء كثيرًا بالأرقام والوعود الكبيرة.



- يقول رافضو المشروع إنه محفوف بالمخاطر، ويأتي على حساب العديد من مشاريع ضخ المياه الأكثر كفاءة من حيث التكلفة، ويرى آخرون أن تقنيات مثل بطاريات الليثيوم أيون وتخزين الطاقة الشمسية الحرارية، بالإضافة إلى الاستثمار في شبكات نقل الطاقة، توفر حلولًا أكثر فعالية.

- يقول خبير الطاقة بمعهد "غراتان" للأبحاث، "توني وود": سيجعل "سنوي 2.0"  شركة حكومية واحدة تهيمن على سوق التخزين، كما أنها مخاطرة كبيرة بالنسبة لدافعي الضرائب، نظرًا للصعوبات الفنية المتعلقة بحفر الأنفاق واحتمالات أن تكون الحكومات المستقبلية أقل دعمًا لصناعة الطاقة المتجددة.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة