نبض أرقام
02:17
توقيت مكة المكرمة

2024/08/25
2024/08/24

"آي بي إم".. رائدة التقنية التي غذت العالم بالحواسيب في السلم وبالسلاح وقت الحرب

2019/06/05 أرقام - خاص

لم تُعرف كلمة "كمبيوتر" أو "حاسوب" قبل القرن السابع عشر، لكنها لم تشر إلى الجهاز المتعارف عليه الآن، والذي يتحلى بمقومات تقنية عالية الجودة والأداء لتنفيذ مهام لم تكن متصورة في ذلك الوقت، وإنما لوصف الشخص الذي يجري عمليات حسابية.
 

 

في عام 1822، ابتكر المهندس والفيلسوف البريطاني "تشارلز بابيج" ماكينة الفروق أو المحرك التفاضلي، وهي آلة حوسبة ميكانيكية، يمكنها حساب عدة مجموعات من الأرقام وصناعة نسخ مطبوعة من النتائج.

 

اعتبرت آلة "بابيج" من قبل الكثيرين، أول حاسوب قابل للبرمجة، وحصلت على دعم البعض، بما في ذلك الحكومة البريطانية نفسها التي كانت تشعر بالضيق إزاء الجداول المحاسبية المرهقة والمكلفة في إعدادها.

 

رغم أن مفهوم الحوسبة يُنسب أحيانًا إلى عصر ما قبل التاريخ، ومع أن هناك محاولات قبل القرن التاسع عشر لابتكار أداة قادرة على معالجة هذه العمليات الطويلة، بدا تصميم "بابيج" الأكثر جدية واقترابًا من تحقيق هذا المفهوم، نظرًا لإمكانية إنتاجه وتشغيله.

 

طور "بابيج" آلة أخرى جديدة تحمل اسم "المحرك التحليلي" في عام 1837، وكانت أول مفهوم لحواسيب الأغراض العامة، لكن لسوء الحظ توقف العمل على مشاريع المهندس البريطاني، لوجود مشاكل في التمويل بسبب التكلفة العالية للإنتاج وتصاعد الخلافات مع الحكومة التي شعرت أنه حَادَ عن أهدافها.
 

 

بعد ذلك، توالت المحاولات لتطوير أول حاسوب فعال، والبعض حاول استئناف الطريق من حيث توقف "بايبج"، إلى أن تم تطوير الجهاز "زد 1" على يد المهندس الألماني "كونراد زوس" داخل غرفته في منزل والديه خلال الفترة بين عامي 1936 و1938، والذي أعقبه طفرة في هذا المجال.

 

ميلاد عملاق تكنولوجي
 

- في خضم الثورة التي أشعلها "بابيج" وحتى قبل تطوير النماذج الكهربائية الرقمية المتعارف عليها، كان هناك من يخطط لدخول سوق الحوسبة والاستحواذ على حصة كبيرة منه، والاستعداد للمستقبل المتمثل في صناعة الحواسيب ومكوناتها الرقمية، بحسب موقع "كمبيوتر هوب".
 

- لا يخفى على أحد الدور الكبير الذي تلعبه شركة "آي بي إم" في عالم الحواسيب الآن، لكن هذا الدور لم يكن حديث الولادة أو فقط نتاج الطفرة التي أعقبت الجهاز "زد 1"، حيث يعود تاريخ صانعة الحواسيب ومقدم خدمات تكنولوجيا المعلومات إلى قرابة 140 عامًا.
 

- تأسست شركة "آي بي إم" رسميًا عام 1911 في بلدة صغيرة في إنديكوت، نيويورك، وحملت الاسم "سي تي آر" آنذاك أو "كمبيوتينغ تابولتينغ ريكوردينغ"، وكانت نتاج اندماج ثلاث شركات مختلفة، لكنها غيرت اسمها إلى "إنترناشونال بزنس ماشينز" في 1924، وفقًا لموقع "ساكسِس ستوري".
 

 

- مع ذلك، ترجع جذور الشركة إلى ثمانينيات القرن التاسع عشر بفضل الأنشطة التجارية المكونة للكيان الموحد الجديد، والتي ابتكرت أول ساعة مزودة بجهاز لتسجيل موعد حضور وانصراف الموظفين على يد "ألكساندر داي".
 

- تغيير الاسم في سنوات ما بعد الحرب العالمية الأولى، لم يكن لمجرد الرغبة في إعادة تشكيل العلامة التجارية، ولكنه جاء بالأساس في إطار خطط الشركة للتوسع الجغرافي وفي مجال التكنولوجيا عمومًا، وشمل ذلك إكمال ثلاث منشآت صناعية في أوروبا.

 

ابتكارات جوهرية
 

- خلال الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن العشرين، استطاعت "آي بي إم" مواصلة النمو في الوقت الذي تعثر فيه الاقتصاد الأمريكي، وكانت من أوائل الشركات التي أولت اهتمامًا بحقوق العاملين، فقدمت لهم برنامج التأمين الجماعي على الحياة والإجازات المدفوعة واستحقاقات أخرى رغم الأزمة.
 

- عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية، وضعت الشركة جميع منشآتها تحت تصرف الحكومة، ووسعت خطوط الإنتاج لتشمل القنابل والبنادق وقطع الغيار، وحددت ربحًا نسبته 1% على هذه المنتجات، استُخدم في إنشاء صندوق للأرامل والأيتام من ذوي العاملين في "آي بي إم" المشاركين في الحرب.
 

- عقب انتهاء الحرب، قدمت الشركة حزمة من منتجات الآلات الحاسبة الرقمية المبتكرة، لكن عقد الخمسينيات، شهد تحولات أعمق، حيث قدمت الشركة مجموعة من التقنيات الرئيسية مثل "آي بي إم 701"، وهو أول حاسوب كبير يعتمد على الصمامات الإلكترونية المفرغة.
 

 

- كانت هذه التقنية أسرع وأصغر ويسهل استبدالها مقارنة بالمفاتيح الكهروميكانيكية المستخدمة في حواسيب "مارك 1" التي عرفها العالم عام 1944، وكان بإمكان "آي بي إم 701" تنفيذ 17 ألف إجراء في الثانية الواحدة، ووصف بأنه لحظة فارقة في تاريخ الحواسيب.
 

- هذه التقنية جعلت أجهزة الحواسيب تنتقل بسرعة إلى تطبيقات الأعمال، وخلال الستينيات أطلقت الشركة "سيستم/360" وهي أول عائلة كبيرة من الحواسيب تستخدم البرامج القابلة للتبديل والأجهزة الملحقة، فيما وُصفت بـ"مقامرة الخمسة مليارات دولار"، بحسب الموقع الرسمي للشركة.

 

الاستعداد للمستقبل على طريقة الماضي
 

- منذ تقديم "سيستم/360" قدمت "آي بي إم" عددًا من المنتجات الخدمية والسلعية البارزة، ومنها الحاسوب الشخصي الذي طرحته في أوائل الثمانينيات واعتمدت في تصميمه لأول مرة على مزودين خارجيين مثل "إنتل" واستخدمت نظام التشغيل "دوس" من الشركة الناشئة (آنذاك) "مايكروسوفت".
 

- الشركة المعروفة أيضًا باسم "بيج بلو" أو "الأزرق الكبير" لم تقتصر أعمالها بعد ذلك على الحواسيب سواء الشخصية أو المركزية، وتركز الآن على تطوير منتجات حديثة تواكب التطورات وتساعدها في اقتناص فرص المستقبل عبر تقنيات مثل "بلوك شين" والذكاء الاصطناعي.
 

 

- تعاونت الشركة مع لاعبين آخرين لتطوير منصات تعتمد على تقنية "بلوك شين" في مجالات الشحن والخدمات المالية، حيث تبدو تستعد للمستقبل على طريقتها القديمة عندما كانت "آي بي إم" شركة حوسبة قبل ابتكار الحواسيب بمفهومها الحديث.
 

- يعمل لدى "آي بي إم" ما يزيد على 430 ألف موظف حول العالم، ما يجعلها ثاني أكبر شركة في العالم، وفقًا لـ"فورتشن"، ولديها 12 مركزًا بحثيًا في دول مختلفة، وتصل قيمتها السوقية إلى 125 مليار دولار، وتحقق مبيعات سنوية بأكثر من 78 مليار دولار.
 

- في عام 1911، سجلت الشركة صافي دخل قدره 800 ألف دولار، لكن هذا البند قفز إلى 14.8 مليار دولار في 2010، وبعد تعديلها وفقًا لعمليات التقسيم وتوزيعات الأرباح، فإن قيمة السهم الواحد في ذلك الوقت يعادل 11880 من أسهم اليوم.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة