نبض أرقام
08:06 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

الاقتصاد الأمريكي بصدد إنجاز تاريخي.. كلما اقترب ازداد خوف العم سام

2019/06/10 أرقام

يصادف هذا الشهر الذكرى السنوية العاشرة لمسيرة النمو الممتدة للاقتصاد الأمريكي منذ يونيو 2009، والتي إن امتدت حتى يوليو المقبل فستعيد كتابة التاريخ بتجاوز نظيرتها المسجلة بين عامي 1991 و2001، لتصبح أطول مسيرة نمو منذ عام 1854، بحسب تقرير لـ"بزنس ويك".
 


 

ورغم أنه إنجاز مثير للإعجاب، فإن القليل من أهل الاختصاص يشعرون برغبة في الاحتفال والاحتفاء، ويرجع ذلك تحديدًا إلى التوقيت، حيث يتزايد في الوقت الراهن الشعور بخطر الانكماش، مدفوعًا بالتوترات التجارية مع الصين.

 

ملامح الخوف

 

- انخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي لـ"آي إتش إس ماركيت" خلال مايو إلى أدنى مستوى له منذ سبتمبر 2009، وفي أوائل هذا الشهر، ارتفع عائد سندات الخزانة لأجل ثلاثة أشهر متجاوزًا نظيره للسندات العشرية بأعلى فارق منذ عام 2007.

 

- الارتفاع الكبير في الفارق بين العوائد يعد مؤشرًا قويًا على اقتراب الركود، ويقول مصرف "جيه بي مورجان" إن احتمالية حدوثه في النصف الثاني من عام 2019 ارتفعت إلى 40% من 25% في أوائل مايو الماضي.

 

- السبب الآخر لعدم انبهار الكثيرين بهذا الإنجاز المزعوم، أن هناك دورات نمو اقتصادي ممتدة أفضل كثيرًا، وعلى سبيل المثال، نما الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بنسبة 43% خلال الأرباع التسع والثلاثين الأولى من الدورة الممتدة بين عامي 1991 و2001.

 

 

- في الأرباع التسع والثلاثين الأولى من الدورة الحالية (2009- 2019) نما الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 22% فقط، وخلال هذا النمو الممتد البطيء استفاد رأس المال أكثر من العمال، حيث انخفضت حصتهم من الدخل القومي إلى 66.4% من 68.9% خلال هذه الفترة.

 

- وفقًا لوتيرتها الحالية، ستحتاج دورة النمو الحالية لست سنوات أخرى كي تعادل الإنجاز المحقق خلال الفترة (1991- 2001)، وتسع سنوات لمعادلة إنجاز الفترة (1961- 1969) التي شهدت نمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بنسبة 54%.

 

أدلة الضعف

 

- السمة المميزة للدورة الحالية، هي الأداء الضعيف، وتوقع الاحتياطي الفيدرالي مرارًا وتكرارًا رفع أسعار الفائدة بغرض تهدئة النمو المتسارع بشكل مفرط، لكنه تراجع أيضًا مرارًا وتكرارًا عن هذه التوقعات لأن النمو الفعلي جاء أقل من المتوقع، وكان التضخم دون المستوى المستهدف عند 2%.

 

- أخيرًا، بدأ البنك المركزي الأمريكي رفع معدلات الفائدة بشكل جدي في نهاية عام 2016، ليزيدها إجمالًا بمقدار نقطتين مئويتين على مدار عامين منذ ذلك الحين، لكنه توقف عن مواصلة خطط التشديد عندما هبطت أسواق الأسهم بشكل حاد نهاية العام الماضي.

 

- بحلول الخامس من هذا الشهر، رفعت الأسواق احتمال خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة قبل اجتماعه المقرر عقده في سبتمبر المقبل إلى 95%.



- الأمر الآخر الملحوظ في هذه الدورة الاقتصادية، أن النمو كان فاترًا رغم السياسة المالية التحفيزية التي أنتهجها الكونجرس والبيت الأبيض، وتقلص عجز الموازنة الفيدرالية إلى ما يزيد قليلًا على 2% من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية 2015، لكنه بلغ 4.5% منذ ذلك الحين.

 

- إن أفضل مؤشر لضعف النمو في هذه الدورة، هو تكلفة الحصول على الأموال، وفقًا لمقياس معدل الفائدة الحقيقي الذي يستبعد التضخم، وعندما تكون الأموال رخيصة، فهذا يشير إلى وهن الطلب على الائتمان أو الإفراط في الادخار، أو حتى كليهما معًا.

 

- انخفض العائد على سندات الخزانة العشرية المحمية من التضخم إلى دون صفر خلال عامي 2012 و2013 من 4% خلال طفرة "دوت كوم"، ثم انتعش إلى ما يزيد قليلًا على 1% أواخر عام 2018 قبل تراجعه إلى 0.4% الآن.

 

إنجازات سطحية

 

- الإنجاز الذي لا جدال فيه لدورة التوسع الحالية، هو انخفاض معدل البطالة إلى أدنى مستوى في حوالي نصف قرن عند 3.6%، كما بدأت الأجور في الارتفاع أيضًا، حيث نما متوسط الرواتب في الساعة بنسبة 3.1% خلال مايو الماضي مقارنة بما كان عليه قبل عام.

 

- ومع ذلك، فهناك بعض الأمور المتعلقة بالبطالة لا تؤخذ في الحسبان، إذ لا يتم النظر بعين الاهتمام من قبل مقاييس البطالة الرئيسية للحكومة، إلى الأشخاص الذين توقفوا عن البحث عن العمل أو الذين يعملون بدوام جزئي رغم أنهم يفضلون الدوام الكامل.

 

 

- فقط 3.1% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و54 عامًا كانوا عاطلين عن العمل في أبريل الماضي، لكن 10.8% كانوا خارج نطاق القوة العاملة للبلاد، لذا لا يزال العديد من الخبراء يعتقدون بأن الولايات المتحدة بعيدة كل البعد عن حالة التوظيف الكامل.

 

- عادة ما تنتهي دورة التوسع عندما يرفع البنك المركزي الفائدة بشكل مفرط في محاولة لتفادي التضخم الحاد الناجم عن قوة الطلب، لكن في أحيان كثيرة، تختصر الأزمات المالية هذا الطريق كما حدث في الفترة بين عام 2007 و2009.

 

- أدى الادخار غير المنطقي آنذاك إلى تزايد الاقتراض، وترتب عليه تخلف عن السداد وعمليات تصفية وإفلاس واسعة، وفي النهاية فإن استمرار الأوقات الجميلة التي يتواصل فيها النمو لا يمكن أن تستمر للأبد، ويعتقد مصرف "ميريل لينش" أن الاقتصاد الأمريكي في المرحلة الأخيرة من دورته.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.