نبض أرقام
02:16
توقيت مكة المكرمة

2024/07/12
2024/07/11

هل تتسبب الصين في تغيير منظومة تجارة النفط العالمية؟

2019/06/13 أرقام

أصبحت الصين جزءًا حيويًا من النظام العالمي لتجارة الطاقة، حيث تستورد بانتظام ما يزيد على 9 ملايين برميل يوميًا من النفط، إضافة إلى كمية متزايدة من الغاز الطبيعي، بحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز".

 

 

لكن بكين تواجه حاليًا محاولات أمريكا لتأكيد سطوتها، والتي تهدد بتعطيل النمط الحالي للتجارة بما يشمل قطاع الطاقة بالطبع، ومع ذلك، فإن رد الفعل الصيني يمكنه أن يعيد تشكيل الأسواق التي اعتبر ثباتها على هذا الحال أمرًا مفروغًا منه.

 

التهديد الأمريكي للصين

 

- كان أول إجراء أمريكي مباشرًا، وهو إشعال حرب رسوم جمركية متبادلة على حركة التجارة بين الولايات المتحدة والصين، والتي شملت كل شيء بدءًا من الغسالات ووصولًا إلى الأرز وحتى كرات لعبة "البيسبول".

 

- أما الإجراء الثاني، فكان عبر العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، وحظر تصدير النفط إلى البلدان الأخرى، وفي البداية منحت واشنطن استثناءات لبعض الدول من بينها الهند والصين، لكنها ألغت هذه الإعفاءات بحلول مايو الماضي.

 

- حرب التعريفات الجمركية هي التهديد الأكثر خطورة، لكن بالنظر إلى مصالح كلا البلدين في الحفاظ على علاقة تجارية مفتوحة، تبدو توقعات النجاح في إبرام اتفاق في نهاية المطاف، أمرًا منطقيًا.

 

 

- في الحقيقة، مسألة العقوبات الاقتصادية أكثر تعقيدًا، ليس فقط بسبب العداء بين واشنطن وطهران القائم منذ الإطاحة برئيس الوزراء الإيراني "محمد مصدق" عام 1953، واحتلال السفارة الأمريكية واحتجاز من بها كرهائن خلال الفترة بين نوفمبر 1979 ويناير 1981.

 

- أصبحت العلاقة أكثر توترًا لعدم وجود أي حل واضح ومقبول من الجهتين بشأن النشاط النووي الإيراني، خاصة بعدما ألغى الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الاتفاق المبرم عام 2015، ويبدو من الصعب الوصول لحل يرضيه هو ومستشار الأمن القومي "جون بولتون".

 

ارتباط الصين بإيران

 

- التصعيد العسكري بين البلدين أمر ممكن، لكن تشديد العقوبات بشكل أكبر هو الأمر الأكثر احتمالًا، المشكلة فقط هنا أن الصين (بجانب الإيرانيين أنفسهم بالطبع) ستكون الخاسر الرئيسي جراء هذا الصراع.

 

- ارتفعت واردات النفط الصينية بسرعة خلال العقد الماضي، ورغم أن البلد لديه 2.5 مليون سيارة كهربائية وهو عدد كبير، فأسطول المركبات التي تعمل بالديزل والبنزين أكبر بشكل هائل ويبلغ 300 مليون مركبة، ناهيك عن قطاع السفر الجوي الدخلي المتنامي.

 

 

- لقد أصبح النفط جزءًا لا يتجزأ من النشاط الاقتصادي، وضرورة لتلبية احتياجات المستهلكين من أبناء الطبقة الوسطى المتنامية في الصين، مع العلم أن 44% من واردات الصين النفطية تأتي من الشرق الأوسط، لذا فهي حساسة للغاية تجاه التوترات في المنطقة.

 

- مع زيادة اعتماد الولايات المتحدة على ذاتها في تلبية الطلب المحلي على النفط والغاز بفضل ثورة الأعمال الصخرية، فإن الوجهة الطبيعية لنفط الشرق الأوسط باتت آسيا وليست أمريكا، وتوقف تجارة النفط الإيرانية يعني أن الصين ستكون أول من يشعر بالتداعيات المترتبة.

 

تآكل سوق النفط

 

- على المدى القصير، من المرجح أن تشتري الصين أي كميات تحتاجها من النفط، ما قد يتسبب في ارتفاع الأسعار العالمية، وبالفعل نمت واردات البلاد مسجلة مستوى قياسيا بلغ 10.6 مليون برميل يوميًا في أبريل، في خطوة يعتقد أنها بغرض زيادة المخزونات.

 

- على المدى الطويل، ستنتبه الصين للتحدي المتمثل في اعتمادها على المصادر الخارجية لتوفير حاجتها من السلع التي أصبحت ضرورية للنجاح المتواصل الذي يحققه اقتصادها، ما قد ينتج عنه سياسة تجارية أكثر تركيزًا على الطاقة.

 

 

- إذا لم يكن بمقدورها التعامل مع نظام تجاري مفتوح، ستلجأ بكين إلى الصفقات الثنائية لتأمين حصولها على الإمدادات اللازمة من النفط والغاز أيضًا، ربما من خلال عمليات مقايضة مباشرة مع الدول أو باستخدام أدوات أخرى، مثل القروض الرخيصة والدعم السياسي وتوريد المعدات العسكرية.

 

- خطط تجارة النفط الثنائية الجادة ستشمل استثمارات مباشرة وتحول سريع للشركات الصينية إلى كيانات متعددة الجنسيات قادرة على إيجاد وإنتاج موارد الطاقة في جميع أنحاء العالم، وهو ما يبدو منطقيًا للصين الراغبة في الرد على محاولات واشنطن لبسط هيمنتها.

 

- لكن بالنسبة لباقي العالم، ستكون هذه الخطوة خطيرة، فإذا ربطت الصين ما يصل إلى نحو 10 ملايين برميل يوميًا من حاجتها النفطية بصفقات ثنائية، فإن السوق الأوسع سيصبح أصغر حجمًا وأكثر تقلبًا.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة