أكد فيصل بن جمعة بلهول، المؤسس والشريك المدير في إثمار كابيتال أن منطقتنا لا تزال تنعم بحكومات غنية تعتمد على الموارد البترولية وقد استفادت في الفترة الأخيرة من فائض سعر البترول . وأشار بلهول في حوار مع “الخليج” إلى أن إثمار كابيتال في مرحلة تأن وحذر وفي نفس الوقت ترى فرصاً كثيرة في السوق وبأسعار مغرية وبالتالي تعتبر المرحلة المقبلة من المراحل التي يمكن أن تحقق أرباحاً جيدة للشركات التي تعمل في الملكية الخاصة والتي تستثمر في القطاعات الأقل تأثرا بهذه الأزمة .
وقال إن استثمارات “إثمار كابيتال” تجاوزت ال 500 مليون دولار (1،8 مليار درهم) وتركزت في أكثر القطاعات حيوية على مستوى المنطقة ومن ضمنها العقار والخدمات والصحة والطاقة والتعليم، مشيرا إلى أن الاتجاه القادم سيكون في التركيز على القطاعات الأكثر ثباتا وأقل تأثرا بالهزات المالية كقطاعي الصحة والتعليم مؤكدا اعتزام الشركة طرح مجموعة عناية الصحية بقيمة 3 مليارات درهم في الفترة القادمة وفي أقرب وقت ممكن حسب ظروف الأسواق المالية للاكتتاب العام حيث سيتم طرح 650 .1 مليار سهم بقيمة درهم للسهم ما يشكل 55% من الإجمالي ويبقى 45% شراكة بيننا وبين مساهمين استراتيجيين وفي ما يأتي نص الحوار:
* ما توجهات “إثمار كابيتال” في الفترة القادمة وما حجم استثماراتكم؟
- في الواقع تجاوزت استثماراتنا 500 مليون دولار تركزت في أكثر القطاعات حيوية على مستوى المنطقة من ضمنها قطاع الخدمات والمقاولات والبناء والنفط والغاز والصحة والتعليم، كانت أموالنا تتوزع على هذه القطاعات باستثمارات متوازنة، وإجمالا كنا نركز على هذه القطاعات للنمو الكبير الذي شهدته هذه القطاعات ولحاجة المنطقة إليها، ولكن ومع الظروف التي تواجهها المنطقة فإن توجهنا سيتركز على القسم الذي يعتبر أقل تذبذبا مع التغيرات الاقتصادية كقطاعي الصحة والتعليم، فالتباطؤ في باقي القطاعات ربما يكون كبيراً في المشاريع الجديدة لا سيما العقار وهذا لا يتماشى مع معدلات النمو السابقة ولكن إلى أي مدى يمكن أن يصل إلى ركود فهذا في يد الحكومات وسرعة تدخلها للتعامل مع الوضع الحالي .
* وكيف تتوزع استثماراتكم، وما حصة السوق الإماراتي منها؟
- أغلب استثماراتنا تركزت في دولة الإمارات والكويت وقطر مع أنشطة لهذه الشركات في الدول الخليجية الأخرى كالسعودية وعمان والبحرين ولكن استراتيجيتنا تشمل كل هذه البلدان وتسير حسب الفرص المتاحة، أما فيما يخص حصة الإمارات منها أستطيع القول إن السوق الإماراتي نشط جدا ولكن يصعب البحث في هذه النقطة نظرا لتداخل استثماراتنا بشكل كبير .
* ما رأيك بالتغيرات التي تشهدها أسواق المنطقة؟
- منطقتنا لا تزال تنعم بحكومات غنية خاصة التي تعتمد على الموارد البترولية وقد استفادت في الفترة الأخيرة من فائض سعر البترول، وما زلنا حتى الآن نملك اقتصاداً منتعشاً ولكن في الوقت نفسه تأثرنا بالأزمة المالية الغربية إذ ان الكثير من مشاريعنا تعتمد على تمويلات ورؤوس أموال عالمية لأن التمويلات المحلية لا تكفي، واختفاء السيولة الأجنبية في هذه الفترة يخلق فجوة لا بد من سدها والمشكلة أنه في حال عدم تدخل اضطراري ستبدأ هذه الأزمة بالتأثير في الاقتصاد وسيكون لها تبعات قد تعكس توجه العجلة الاقتصادية، لذلك نحن نرى أن السوق بأمس الحاجة إلى تدخل من قبل الحكومات الغنية ولحل مشكلة السيولة بإيداع مبالغ بالبنوك وبالتالي تمكين البنوك من مساندة سائر القطاعات من الجهة التمويلية بالإضافة إلى دور الحكومة في الاستثمار بأفضل المحافظ المحلية التي ستقوم بدور صانع السوق في بورصاتنا المحلية التي أصبحت معدلاتها السعرية لا تعكس واقع نتائج هذه الشركات وكانت الإمارات الدولة السباقة في أمور الدعم من حيث رفد البنوك بالسيولة وإقامة اللجان وغير ذلك .
* وكيف تتعامل “إثمار كابيتال” مع الأزمة اليوم؟
- إثمار كابيتال اليوم هي في مرحلة تأن وحذر وفي نفس الوقت ترى فرصاً كثيرة في السوق وبأسعار مغرية وبالتالي تعتبر المرحلة المقبلة من المراحل التي يمكن أن تحقق أرباحاً جيدة للشركات التي تعمل في الملكية الخاصة والتي تستثمر في القطاعات الأقل تأثرا بهذه الأزمة .
* هل تفكرون بالاستثمار في الخارج؟
- نحن نستثمر في الخليج وفي الشركات الدولية المرتبطة بالخليج، وبالتالي فنحن ننظر إلى كل الفرص المميزة شريطة أن تكون أعمالها وخدماتها مرتبطة باحتياجات دول مجلس التعاون الخليجي والربحية أحد المعايير .
* ما الإضافة التي تقدمونها للشركات التي تستثمرون فيها؟
- نقدم العديد من الإضافات كالدعم للخطة الاستراتيجية وتفعيل قاعدة مستثمرينا لتنمية أعمال الشركة وإضافة أفضل الممارسات في الحوكمة وإدارة الشركات وأفضل معايير الشفافية بالإضافة إلى الخبرات المالية والاستثمارية لاتخاذ أفضل القرارات وطبعا من خلال هذه الأمور كلها نسهم بالمساعدة على النمو الأسرع وبالطريقة الأفضل .
* ما الفرق برأيك بين الصعوبات في هذه الفترة وفي الفترة السابقة؟
- في الماضي كانت الصعوبة الأساسية في إيجاد الكفاءات الإدارية المناسبة ولا تزال هذه الأزمة إلى الآن ولكن أتوقع أن تنخفض أو أن تتلاشى أزمة تأمين الكفاءات مع هذه الأزمة المالية العالمية التي من شأنها أن تجعل الكثير من الشركات تتخلى عن جزء من خبراتها، أما الآن وفي المرحلة القادمة فإن الأزمة إنما ستكون أزمة سيولة وتأمين التمويلات اللازمة، والمرحلة القادمة هي مرحلة تصفية والذي سيتفوق على الوضع الحالي سيكون أثبت وأقوى وقادراً على مواجهة الصعوبات القادمة ولكن بالطبع ستكون هناك ضحايا .
* ما خطواتكم في الفترة القادمة؟
- كما قلت نحن الآن نعمل على فهم ومتابعة الوضع الحالي بتأن لاتخاذ القرارات الاستثمارية الأفضل، والتركيز على القطاعات المضادة للأزمة المالية كالصحة والتعليم ويجب أن نكون أكثر واقعية بخصوص توقعات النمو في شتى الشركات والقطاعات، ونحن في إثمار كابيتال مقبلون على مجموعة من الخطوات الاستثمارية منها مبادرتنا الرئيسية باسم مجموعة عناية الصحية التي ستكون برأسمال 3 مليارات درهم وستدرج في السوق المالي المحلي في أقرب وقت مناسب مع الأخذ في الاعتبار الظروف الحالية للسوق، وستكون مبادرتنا في هذا المجال بطرح 55% بقيمة 650 .1 مليار سهم للاكتتاب العام وبسعر درهم لكل سهم فيما ستبقى 45% شراكة بين إثمار كابيتال ومجموعة من المساهمين الاستراتيجيين .
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: