أكد محمد المعلم نائب الرئيس الأول ومدير عام موانىء دبي العالمية أن الطاقة التشغيلية في ميناء جبل علي تستوعب النمو لعامين مقبلين أو أكثر، وقال إن اتخاذ قرار المضي قدماً في إنشاء المحطة الثالثة وطاقتها 5 ملايين حاوية يعتمد على وجود حاجة لذلك، وأضاف أن هناك دراسة مستمرة لتقدير الحاجة لاتخاذ هذه الخطوة .
وقال في حوار مع “الخليج” إن موانىء دبي حرصت على تطوير وتحسين مستوى ونوعية الخدمات في ميناء جبل علي حتى خلال فترة الأزمة عندما كان هناك تشاؤم عالمي، وأوضح أن الشركة قامت بمراجعة شاملة لكل مخططاتها وللأرقام بحثاً عن سبل تحسين الفعالية وطرح تقنيات حديثة، مؤكداً أن الشركة أقرت خلال الفترة الماضية مبادرات مهمة لتسريع العمل أبرزها غرفة العمليات والبوابات الإلكترونية .
وقال المعلم إن 75% من عملاء ميناء جبل علي ينمون معاملاتهم إلكترونياً، ووصلت الطاقة التشغيلية للميناء في 2010 إلى حوالي 11،6 مليون حاوية نمطية بنمو 4% عن العام السابق .
وأكد المعلم أن الشركة تعتزم المضي قدماً في توسعة ميناء راشد الذي يركز على خدمة قطاع السياحة، وقال إن مشروع التوسعة مازال في طور التجهيز والدراسة للوصول إلى أفضل النتائج بما يضمن نوعية خدمات جيدة للميناء الذي يعد واجهة سياحية للدولة .
ولفت المعلم من جهة أخرى إلى أهمية تطوير ميناء الفجيرة الذي يعد ميناء مهماً واستراتيجياً للدولة، لكنه قال إن الخطط الرامية لزيادة الطاقة الاستيعابية للميناء تأجلت جراء الأزمة .
وتحدث عن عملية تطوير وتوسعة ميناء الحمرية قائلاً إنه تم بالفعل البدء في خطة تستغرق من 18 شهراً إلى عامين لتطوير الميناء من ناحية الساحات والمرافق والمباني والخدمات لتحويل الميناء إلى ميناء تقليدي لكن على نمط حديث .
وأكد المعلم أن عمليات التوسعة كلها تتم بتمويل داخلي لافتاً إلى أن الوضع المالي لموانىء دبي العالمية جيد وأنها لا تعاني من مشكلات في توفير السيولة .
وحول تأثير قرار مرافىء أبوظبي الخاص بعدم تجديد عقد موانىء دبي الخاص بإدارة ميناء زايد قال المعلم إن القرار ليس له تأثير، بل على العكس فكل من موانىء دبي وأبوظبي تكمل بعضها بعضاً وتوقع أن يكون للقرار انعكاساته الإيجابية من خلال تعزيز التنافس مع موانىء المنطقة .
وفي ما يلي نص الحوار:
* إلى أي حد تأثرت الأعمال في ميناء جبل علي جراء الأزمة العالمية؟ وهل تلمسون اليوم تحسناً في ظل التعافي في حركة الشحن والتجارة العالمية؟
- بطبيعة الحال كان للأزمة المالية تأثيراتها العالمية في جميع المجالات وليس فقط الموانىء لكننا تخطيناها ولعل نتائجنا التي أعلنا عنها مؤخراً من ارتفاع في الأرباح وارتفاع في حجم المناولة تعكس أننا بالفعل تجاوزنا تبعات الأزمة العالمية وعدنا للنمو من جديد، وتؤكد أن هناك تحسناً في الأوضاع بفضل النمو في مناولة البضائع .
ونحن نتوقع أن يكون هناك نمو أكبر هذا العام مع التعافي في حركة التجارة العالمية وحركة مناولة البضائع والموانىء، وباستطاعتنا اليوم القول إن النمو الاقتصادي والتعافي القوي لدول المنطقة من العناصر المشجعة، فالنمو القوي والارتفاع في أسعار النفط وارتفاع العوائد الحكومية للدول المنتجة للنفط في المنطقة وخطط التوسع في دول مجاورة مثل قطر تعني المزيد من الاستثمارات الحكومية الضخمة في البنى التحتية ما يعني أن عام 2011 مرشح لأن يكون عام الأداء الإيجابي وخاصة للموانىء التي تعتبر بوابة الاقتصاد، ولذا فإن أي نمو في الاقتصاد يمر عبر الموانىء .
* إلى أي حد تأثرت أعمال الموانىء جراء الأزمة السياسية في المنطقة؟
- يمكن القول إنه لم يكن تأثير يذكر في حركة الموانىء هنا في الإمارات أو حتى في الدول الخليجية بصفة عامة . وحتى ميناء مصر نفسه لم يغلق إلا يوماً واحداً واستمر العمل فيه برغم الوضع السياسي هناك، فالجميع يدرك أن الموانىء شريك رئيسي للحياة، ويفهمون أهمية الحفاظ عليها لحفظ النمو وخدمة المجتمع .
ونحن ليس لدينا وجود في ليبيا لذا لم نتأثر من الأحداث هناك . كما أن التوتر السياسي ليس حكراً على المنطقة فنحن نرى اضرابات في اليونان وغبرها من دول أوروبا لكن هذا لا يؤثر في عمل الموانىء التي تواصل عملها الحيوي على المستوى الاقتصادي ربما يكون هناك شيء من التباطؤ في العمليات نتيجة الوضع والأحداث المتصعدة لكن الحركة بدأت تعود من جديد وبعد يومين فقط من الأحداث في مصر .
* ما التطورات على مستوى خطط توسعة ميناء جبل علي وإنشاء المحطة الثالثة؟ وهل من المنتظر البدء فيها هذا العام؟ وما الطاقة الاستيعابية الحالية؟ وطاقة استيعاب الميناء الحالية؟
- نحن قمنا في عام 2007 ببناء ميناء جديد في جبل علي بطاقة استيعابية 5 ملايين حاوية نمطية، وهذا الرقم مرتفع مقارنة بالموانىء العالمية وكان استثماراً ضخماً، فمن المعروف عنا أننا نسبق الطلب، فقد بدأنا في بناء الميناء الجديد عندما كانت هناك طفرة بالمنطقة . ووصلت الطاقة الاستيعابية لدينا اليوم إلى 14 مليون حاوية نمطية 20 قدماً مقابل طاقة تشغيلية وصلت إلى 11،6 مليون حاوية نمطية في 2010 بنمو 4% عن ،2009 أي أن لدينا طاقة استيعابية يمكن أن تغطي النمو للعامين أو للأعوام الثلاثة المقبلة . لذا نحن نركز اليوم على تحسين الخدمات والارتقاء بها من حيث المستوى والسرعة .
وفلسفتنا في هذا الصدد معروفة، فنحن في دراسة مستمرة ودائمة لاتخاذ قرارات التوسع في حال احتجنا إلى ذلك .
وبالنسبة للمحطة الثالثة فهي موجودة كتصاميم، وستدخل إلى حيز التنفيذ في الوقت المناسب عندما يكون هناك احتياج لمثل هذه الخطوة . وتصل الطاقة الاستيعابية المتوقعة للمحطة الثالثة إلى إجمالي 5 ملايين حاوية نمطية لكن عملية التنفيذ من الممكن أن تتم على مراحل وبحسب الحاجة .
* تحدثتم عن مبادرات للارتقاء بنوعية الخدمات، فهل لكم أن تطلعونا عليها بتفاصيل أوسع؟
- في 2009 وعندما كان العالم تسوده نظرة متشائمة حيال الوضع الاقتصادي، كانت لنا نظرة مختلفة واستشعرنا أن هناك فرصاً مهمة تطرحها الأزمة، فآثرنا أن ننزل إلى الميدان لإجراء مراجعة عامة وشاملة بغية الوصول إلى أفضل تحسن ممكن في مستوى الفعالية للارتقاء بمستوى الخدمات وطرح التقنيات الجديدة .
فعلى سبيل المثال بدأنا قبل عامين في إنشاء غرفة العمليات أو غرفة التحكم وتعد هذه الغرفة بمثابة العقل الذي تتم من خلاله عملية المتابعة المباشرة لكافة تفاصيل العمل اليومي في الميناء واكتشاف المشكلات والبحث عن العلاج المناسبة لها . لقد ركزنا في الفترة الماضية على عملية أتمتة العمل، الأمر الذي أسهم إلى حد كبير في توفير الوقت والجهد .
وهناك كذلك مبادرة البوابات الإلكترونية فهناك حوالي 6700 شاحنة تدخل يومياً إلى الميناء وكل شاحنة عليها جهاز إلكتروني بحيث نتعرف إليها البوابة . إن 75% من عملاء الميناء ينهون معاملاتهم عن طريق المواقع الإلكترونية مثل موقع دبي التجاري الذي تم عبره إنجاز المعاملات وسداد الرسوم إلكترونياً، وانضم إلى الموقع مؤخراً كذلك الإمارات للشحن الجوي، ويتاح للمتعامل كذلك تعيين شركة شحن إلكترونياً من نفس الموقع .
وتستغرق عملية الشحن من تحميل وخلافه وحتى مغادرة الميناء نصف ساعة وهذا مستوى قياسي على مستوى العالم . ونحن لسنا راضين عن هذا المستوى رغم ذلك ونحاول تحسينه بصورة أكبر فكل دقيقة لها قيمة .
* اتخذتم مؤخراً قراراً بخفض الرسوم على حركة المناولة، فكيف كان انعكاس ذلك على العائدات؟
- لقد قمنا بالفعل بخفض رسوم المناولة كما زدنا كذلك عدد أيام التخزين المجاني بحيث نساعد التجارة ونشجع النمو الاقتصادي وإدراكاً منا للتحديات في المرحلة الماضية وقد لحظنا بالفعل زيادة في التصدير خاصة أن المصدرين غالباً ما يحتاجون لوقت أطول للتخزين وكذلك شهدنا زيادة في حجم الواردات عبر الميناء . أي أن انعكاس القرار كان إيجابياً حتى على مستوى العائدات .
* تردد مؤخراً حديث عن توجه لتوسعة ميناء راشد، فما تعليقكم على ذلك؟
- من المعروف أن ميناء راشد له توجه آخر وهو التركيز على السياحة وقد لحظنا مؤخراً نمواً كبيراً في عدد السياح والسفن السياحية . ومن المتوقع أن يصل السياح إلى دبي عبر البحر إلى 400 ألف سائح هذا العام، وبطبيعة الحال نحتاج إلى توسعة وتهيئة المرافق لهذه الزيادة . ونحن حالياً في حوار ونقاش ودراسات مع جميع الجهات لمعرفة ماهو مطلوب على مستوى الاستثمار . إن هناك 3 شركات سياحية اليوم في الميناء ونتوقع أن يزيد العدد، لذا لابد من توافر مرافق لاستقبال البواخر في وقت واحد لأن الموسم السياحي عبر البحر قصير من شهر سبتمبر/ايلول إلى شهر إبريل/نيسان ما يتطلب سرعة في الخدمة والمناولة .
* ماذا عن ميناء الفجيرة؟ هل من المتوقع أن تدخل خطط التطوير المؤجلة حيز التنفيذ في المستقبل القريب؟
- كانت هناك بالفعل خطط لتطوير الميناء الذي يعد ميناءً مهماً واستراتيجياً، لكن هذه الخطط جاءت في وقت الأزمة ما أدى إلى تأجيلها . ونحن من دون شك نعتزم تطوير الطاقة الاستيعابية وتحديث الميناء عندما يكون الوقت مناسباً لذلك .
* مشروع تطوير ميناء الحمرية، إلى أي مرحلة وصل؟
- بدأنا بالفعل في تطوير ميناء الحمرية، وتستغرق خطة التطوير، التي تشمل الأرصفة والخدمات والساحات والمرافق والمباني، فترة من 18 شهراً إلى عامين وتهدف الخطة إلى الحفاظ على الشكل التقليدي للميناء لكن مع نهج عمل على نمط حديث .
* وكيف تتم عملية تمويل مشروع التوسعة؟ وكم التكلفة المتوقعة؟
- تعتمد موانىء دبي العالمية في توسعة ميناء الحمرية على مواردها الداخلية، ومن المعروف أن الوضع المالي للشركة جيد وأنها لا تعاني من مشكلات على هذا المستوى . لكن يتعذر الإفصاح عن تكلفة عملية التطوير كون موانىء دبي شركة مدرجة ما يفرض نوعاً من التحفظ على التفاصيل المالية لعملياتها .
* إلى أي حد يتوقع أن تتأثر أعمال الشركة جراء قرار مرافىء أبوظبي الخاص بعدم تجديد عقد موانىء دبي لإدارة ميناء زايد؟
- ليس للقرار تأثير يذكر في أعمال الشركة، بل يمكن القول إن هناك انعكاساً ايجابياً متوقعاً فموانىء أبوظبي ودبي متكاملة، ومن المعروف أن اقتصاد الإمارات نشط، فهناك العديد من المشروعات الضخمة التي تكفل أن يستفيد الجميع وأن تنشغل كافة موانىء الدولة ونحن نلحظ هناك تكاملاً في الأداء بين موانىء الدولة . إن وجود موانىء قوية في الإمارات يؤهلها للتنافس مع بقية موانىء المنطقة بكفاءة أعلى . وهناك تعاون مستمر مع مرافىء أبوظبي وتكامل في العمل والخدمات .
* ما التطورات على مستوى مشروعي محطات الحاويات الداخلية ودبي لوجيستكس كوريدور؟
- الهدف من مشروع محطات الحاويات الداخلية هو توفير مساحات جافة خارج الميناء لتكون قريبة من العملاء في المنطقة الحرة لتخزين الحاويات بهدف توفير الوقت . وبالنسبة لمشروع دبي لوجيستكس كوريدور فهو عبارة عن ممر خاص بنقل البضائع من الميناء إلى مطار مكتوم الدولي ويهدف إلى تيسير المعاملات بالنسبة للتجار لاختصار الوقت وخفض التكلفة .
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}