أحمد بن سلطان القاسمي: "دانة غاز" تحقق نمواً مطرداً

أقرت الجمعية العمومية لشركة “دانة غاز” حجب توزيعات الأرباح عن العام 2010 .

وقال سمو الشيخ أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، الرئيس الفخري للشركة في كلمة افتتح بها اجتماع الجمعية العمومية الذي عقد برئاسته في الشارقة أمس، إن مكانة دانة غاز تترسخ يوماً بعد يوم كأول شركة اقليمية من القطاع الخاص تعمل في مجال الغاز الطبيعي في منطقة الخليج وشمال إفريقيا، وهذا بحد ذاته يعد إنجازاً كبيراً على صعيد الشركة ومساهميها وعلى صعيد تشكيل مستقبل صناعة النفط والغاز في المنطقة العربية، وقد حققت دانة غاز نمواً مطرداً وملموساً في أعمالها خلال الفترة الماضية، منوهاً بمهام مجلس إدارة الشركة، التي شكلت أساساً متيناً وحافزاً قوياً لتحقيق المزيد من الإنجازات في ظل أوضاع اقتصادية صعبة .

قال حميد جعفر رئيس مجلس الإدارة إنه رغم الظروف الاقتصادية العالمية التي شكلت تحدياً كبيراً في عام ،2010 فإن دانة غاز حققت خلاله أداء يستحق الثناء، فقد حققت المجموعة زيادة بنسبة 40% في الإيرادات بما يعادل 1،79 مليار درهم، وحققت زيادة بنسبة 79% في الربح الإجمالي بما يعادل 781 مليون درهم، كما حققت زيادة بنسبة 80% في الأرباح الصافية بما يعادل 158 مليون درهم . بلغت الزيادة في حقوق المساهمين 280 مليون درهم خلال عام ،2010 وتعزى الزيادة إلى ربح صافٍ بلغ 158 مليون درهم خلال العام، و118 مليون درهم عبارة عن مكاسب غير محققة عن استثمارنا في أسهم شركة مول التي تم إدراجها مباشرة ضمن حقوق المساهمين حسبما تقتضي السياسات المحاسبية للشركة .

وأضاف “تصاعدت التغيرات والاضطرابات السياسية، التي زادت وتيرتها مع نهاية عام 2010 في أنحاء منطقة الشرق الأوسط ما أدى إلى تزايد المخاوف والتحديات التشغيلية للعديد من المؤسسات . إننا نشهد الآن العديد من التقلبات في الأسواق العالمية، وتغييرات جذرية في الأنظمة السياسية الإقليمية . وفي مثل هذه الأوقات المضطربة، يصعب على المستثمرين وأصحاب المصالح تقدير القيمة الأساسية، وإمكانات النمو للشركات في محافظهم الاستثمارية . ونتيجة لتلك التطورات، عانت أسعار أسهم دانة غاز من الضغط نحو الهبوط، تماشياً مع الاتجاه السائد في أسواق الأسهم في المنطقة . ونحن ندرس خيارات الهيكلة الأمثل لرأس المال بحيث تنعكس القيمة الحقيقية على سعر السهم، وفي ظل المناخ الاقتصادي والسياسي الراهن، تزايدت أهمية اختبار استراتيجية شركتنا وأساسيات وربحية أصولنا . وتقوم إدارة دانة غاز باستمرار بتقييم استراتيجياتها لزيادة القيمة للمساهمين من خلال السعي وراء فرص جديدة لزيادة الدخل، وترشيد التكلفة للمجموعة، والمضي قدماً في تطوير أصولنا في مصر وإقليم كردستان العراق” .

وأكد أن المجموعة لا تزال مستمرة في تطوير علاقات قوية مع شركائها والحفاظ عليها، بما في ذلك الحكومات والشركاء والمجتمعات المحلية، ونحن نفخر بهويتنا الإقليمية، والشراكات القوية، والنهج القائم على استنباط الحلول . والأهم من ذلك، يقوم مجلس الإدارة بالرقابة الدورية على نظام إدارة المخاطر بالمجموعة بغية تطبيق استراتيجيات المعالجات المناسبة ما من شأنه وقاية الشركة من المخاطر وتعزيز القيمة للمساهمين . وفي مصر ظلت عمليات دانة غاز بمنأى عن الأحداث الأخيرة في البلاد، من خلال جهود الفريق التنفيذي للشركة المكون في غالبه من الموظفين المحليين، هذا فضلاً عن أننا نحظى بعلاقات ممتازة مع المجتمعات المحلية التي نعمل فيها . ومع ذلك، مازلنا على أهبة الاستعداد لأي طارئ ونتوخى الحذر، ومازالت الأوضاع القائمة رهن المتابعة الوثيقة .

وأوضح أن الشركة تلعب دوراً تنموياً فاعلاً في توفير الطاقة في كردستان العراق من خلال إنتاج وتوريد كميات كبيرة من الغاز لاثنين من محطات توليد الكهرباء الإقليمية، ومع الانتهاء من تجهيز محطات معالجة غاز البترول المسال مؤخراً، فإننا نحظى الآن بالقدرة التشغيلية الكاملة لاستخراج المكثفات وغاز البترول المسال من الغاز المنتج . وسنواصل السعي لسداد مستحقات قيمة المكثفات التي قدمناها لحكومة إقليم كردستان، كما أننا نعمل بنشاط مع حكومة إقليم كردستان لحل المشكلة على وجه السرعة .

وقال إن مشروع غاز الإمارات لمعالجة ونقل الغاز من إيران لايزال بانتظار حصول شركة نفط الهلال العالمية للبترول على إمدادات الغاز من قبل شركة النفط الوطنية الإيرانية ليتم إرسالها إلى شركة نفط الهلال الوطنية المسوقة للغاز، علماً بأن دانة غاز تمتلك حصة بنسبة 35% في شركة نفط الهلال الوطنية للغاز المحدودة، وقد انتهت شركة دانة غاز خلال العام من اختبار منشآت معالجة الغاز لشركة الصجعة التابعة لها عقب استلام تكليف بالقيام بذلك في يوليو من شركة النفط الوطنية الإيرانية، واستعداداً لاستلام كامل كميات الغاز المتعاقد عليها في سبتمبر ،2010 ولكن لسوء الحظ، لم تلتزم شركة النفط الوطنية الإيرانية بالتزاماتها التعاقدية حتى الآن، وتفاقم هذا الوضع بسبب اكتشاف تسرب كبير في خط أنابيب نقل الغاز عند القيام بضخه عبر تلك الأنابيب . وتقوم شركة النفط الوطنية الإيرانية بمعالجة هذه المشكلات التقنية . وفي الوقت نفسه، ومن أجل حماية حقوق الشركة التعاقدية، تواصل شركة نفط الهلال باعتبارها شريكنا السعي للحصول على حكم قانوني بشأن عقد ملزم مدته 25 عاماً لتوريد الغاز تم إبرامه مع شركة النفط الوطنية الإيرانية من خلال التحكيم الدولي، وتتوقع شركة نفط الهلال الحصول على حكم محكمة واجب النفاذ في أقل من عام” .

وأشار إلى أن نمو الطلب العالمي على الغاز يتواصل متأثراً على نحو غير متناسب لمجموعة متنوعة من العوامل المعتادة، بما في ذلك الاستبدال التدريجي للنفط فضلاً عن الطلب المتزايد على توليد الكهرباء والصناعة، ولا سيما في اقتصادات الأسواق الناشئة . وهذه هي الحقائق التي ارتكزت عليها الرؤية الأصلية لمؤسسي دانة غاز لإنشاء شركة إقليمية في عالم صناعة الغاز، ونحن بالتأكيد لا نزال ملتزمين بهذه الرؤية، وفي الآونة الأخيرة، وبشكل غير متوقع، سلطت الكارثة النووية المؤسفة التي حدثت مؤخراً في اليابان الضوء على أهمية وقيمة الغاز، ليس فقط باعتباره “وقود القرن الحادي والعشرين”، ولكن بوصفه منتجاً آمناً وموثوقاً ويمكن الاعتماد عليه، وإذ نضع في اعتبارنا هذه العوامل، فإننا على ثقة أن أساسيات العرض والطلب ستبقى إيجابية لقطاعنا في عالم يشهد ارتفاعاً في أسعار الطاقة ونمواً متزايداً في الطلب على النفط والغاز، لا سيما على الصعيدين الاقليمي والدولي” .

وحول اقتراح مجلس الإدارة بعدم اعطاء توزيعات أرباح عن عام ،2010 قال إن “دانة غاز” تتميز عن الشركات العامة الأخرى المدرجة بالأسواق الخليجية بأنها الشركة الإقليمية الوحيدة العاملة في مجال مشاريع النفط والغاز، التي يستغرق إنجازها سنوات عديدة، وعليه تستهدف الشركة كمثيلاتها في القطاع تحقيق نمو مستدام في القيمة من خلال التطوير المستمر لمشروعات الشركة، وفق معايير الحد الأدنى للعائد على استثماراتنا التي تطبقها الشركة لمشروعات يمتد أجلها لأكثر من 20 عاماً . إن التدفقات النقدية لمثل هذه المشاريع والممتدة لعقود طويلة تفوق كثيراً التدفقات النقدية لأي نشاط اقتصادي آخر، هو عرضة لتقلبات السوق الحادة، كما هو حاصل في سوق العقار، وتتطلب أعمال التنقيب والاستكشاف استثمارات رأسمالية ضخمة . وبالنظر إلى طفرة النمو التي حققتها الشركة خلال سنواتها الخمس الأولى، والحاجة لتأمين التمويل اللازم لمشاريعنا في ظل التأثيرات السلبية التي أفرزتها الأزمة المالية العالمية المستمرة، والاضطرابات السياسية بالمنطقة، فلن يكون من المصلحة توزيع النقد الموجود في خزينة الشركة كأرباح على المساهمين، الأمر الذي يعطي إشارة سالبة للمصارف والمؤسسات المالية التي تمول مشاريعنا .

ولقد تدارس مجلس الإدارة هذا الأمر باستفاضة، وبعد تبادل وجهات النظر، ولأهمية الموضوع القصوى ومساسه مباشرة بمصلحة مساهمينا الكرام، الذين أبدوا تفهماً كبيراً مع سياسات مجلس الإدارة في الأعوام السابقة بشأن توزيع الأرباح، آخذين في الاعتبار أن الشركة قامت بتوزيع أسهم منحة في حدود 10% للسهم الواحد في العام الماضي . ومن أجل دعم أعمال الشركة، وتعزيز مركزها المالي في هذا الظرف الدقيق، وخدمة في نفس الوقت لتطلعات وطموحات مساهمينا الكرام على المدى الطويل، وحرصاً على أداء المسؤولية على الوجه الذي يحقق مصلحة الشركة والمساهمين معاً .

كما وافقت الجمعية العمومية على مكافأة لأعضاء مجلس الإدارة عن السنة المنتهية في 31 ديسمبر 2010 في حدود مبلغ اجمالي قدره 8 ملايين درهم .