أكد رئيس مجلس إدارة بيت التمويل الكويتي (بيتك) سمير يعقوب النفيسي، أن «بيتك» تمكن من تحقيق أرباح إجمالية جيدة وتوزيعات مرضية للمساهمين والمودعين للعام المالي 2011، على الرغم من الظروف المالية والاقتصادية الصعبة على مستوى الأسواق العالمية والإقليمية والمحلية، وذلك يعكس قوة ومتانة البنك وقدرته على تحقيق الأرباح لمساهميه ومستثمريه في أقسى الظروف التي يمكن أن تواجهها مؤسسة مالية، مشيدا في هذا الصدد بما حققه البنك من إنجازات خلال العام الماضي، كرّست من ريادته ومكانته على صعيد الصناعة المصرفية الإسلامية العالمية.
وقال النفيسي في حوار مع «سي إن بي سي» «شهدنا فى2011 عاما آخر من التحديات، سواء في بيئة العمل المحلية، أو مناطق أخرى نعمل بها، لكننا بوصولنا إلى هذه المرحلة من الاستقرار والاستعداد لتحقيق الأفضل، نثبت مجددا قدرتنا على تجاوز الأحداث والظروف الصعبة، مؤكدا في هذا الصدد أن الرؤية الواضحة والإرادة القوية مكنت «بيتك» من المضي قدما نحو تحقيق النمو في غالبية مؤشراته المالية الأساسية.
وأشار النفيسي إلى أن «بيتك» واصل خلال العام الماضي سياسته الاحترافية في بناء المخصصات، مكونا خلال الفترة الماضية قاعدة كبيرة، الجانب الأكبر منها مخصصات تحوطية، الأمر الذي تستدعيه مواكبة تطورات الأسواق التي لم تشهد تعافيا كاملا بعد، فضلا عن رغبتنا في مواجهة أي انعكاسات محتملة في المستقبل لحماية المؤسسة.
وذكر النفيسي أن البيانات المالية للعام الماضي حملت العديد من المؤشرات الايجابية، انعكست في النمو الذي حققه «بيتك» على صعيد مؤشراته الأساسية، حيث حقق نموا في إجمالي الإيرادات بنسبة %18.4، ونموا في إجمالي الأصول بنسبة %7.3، والودائع بنسبة %16.1، وارتفع إجمالي حقوق المساهمين إلى 1.3 مليار دينار، مشيرا إلى أن هذا النمو تحقق نتيجة تكاتف العديد من العوامل الايجابية أبرزها زيادة الإيرادات التشغيلية للبنك بفضل العمل في مجالات الاقتصاد الحقيقي، والجهود المتواصلة التي تبذلها الإدارتان العليا والتنفيذية لتحسين وتطوير أداء المحفظتين الاستثمارية والائتمانية، فضلا عن الالتزام بالنهج الحذر الذي يهدف إلى تنمية الإيرادات من دون تحمل مخاطر غير محسوبة، مؤكدا أن هذه المؤشرات تؤهل البنك لتحقيق المزيد من الإنجازات، لاسيما حينما تتحسن البيئة التشغيلية أمام المصارف.
وفيما يتعلق بالتوزيعات المعلنة والعائد على الودائع، أوضح النفيسي أن العائد المعلن للمساهمين والمودعين يعتبر جيدا، قياسا بما هو معلن على مستوى السوق المحلي، وتماشيا مع الظروف الاقتصادية الراهنة. وأضاف قائلا: الاستمرار في بناء المخصصات التحوطية والتطورات الاقتصادية غير المواتية، أثرت نسبيا على التوزيعات، لاسيما أننا نعلم أن لمساهمي ومودعي «بيتك» طموحات كبيرة تنطلق من ثقتهم في قدراته، لكننا في ذات الوقت على ثقة بتفهمهم للأوضاع وما يبذل من جهود.
وحول رؤيته للعام 2012، قال النفيسي: «نأمل أن يكون المستقبل القريب أفضل، نعتقد أن عام 2012 سيكون تحديا أيضا، إلا أننا نأمل أن يكون الأداء أفضل من 2011، وسيلحظ مساهمونا ومودعونا تحسنا، إلا أننا نتوقع تحسنا ظاهرا في الأداء خلال 2013، عندها ستكون الكثير من المشاكل وراء ظهورنا، والجانب الأكبر من المخصصات قد اقتطع، كما ستعود معها شركاتنا التابعة التي تأثرت، لتحقيق الإيرادات الجيدة، وتعزز أكثر إيرادات وحداتنا الخارجية.
ومضى النفيسي قائلا: بدأنا حاليا في تطبيق إجراءات إعادة الهيكلة الإدارية والمالية وفق مقتضيات الاستراتيجية الجديدة الشاملة، هذه الخطة ستستغرق نحو عامين، إلا أن إيجابياتها ستبدو قريبا في الظهور، من خلال التحسّن على المستوى الإداري، وزيادة الإيرادات وتقليص المصروفات، ومعها سيعود «بيتك» أكثر رشاقة.
وردا على سؤال حول الاستثمارات التابعة ومدى تجاوزها للمشاكل التي تعرضت لها في ضوء تأثر منظومة الاقتصاد عموما، قال النفيسي: المشاكل التي تعرضت لها بعض استثماراتنا وأصولنا في الشركات التابعة، باتت معروفة ومقدرة لدينا، الأمر الذي مكننا من مواجهتها ووضع الحلول المواكبة الكفيلة بتجاوزها، وبالفعل تمكنا من اتخاذ خطوات عملية وجادة تجاه غالبية هذه المشاكل.
هيكلة «عارف» ناجحة
حول تطورات الأمور في مجموعة عارف الاستثمارية، قال النفيسي: «تمت بنجاح خطوات إعادة هيكلة مجموعة عارف بعد الوقوف على تطورات الأمور فيها، واليوم نحن نواصل جهودنا لمواصلة النجاح وإعادتها رافداً أساسياً من روافد الإيرادات التشغيلية لبيتك»، مضيفاً: «أما بالنسبة لباقي الاستثمارات فالأمور كلها واضحة لدينا ولا نتوقع تطوراً سلبياً، سنبني مخصصات لكن على أي حال لن تكون بالقدر نفسه في 2011».
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}