إقبال كبير على الاستثمار في عقارات عاصمة الضباب من قبل الخليجيين خلال الفترة الأخيرة، وبشكل خاص من المواطنين الكويتيين والقطريين، يؤكده المدير العام لبنك الكويت الوطني-لندن فوزي الدجاني، بعد أن كان الغالب سابقاً إقبالهم على شراء العقارات السكنية بقصد الاستخدام الشخصي.
الدجاني، عبر حوار خاص مع القبس، يرى في ذلك التوجه بحثاً عن ملاذ استثماري آمن في ظل عدم وجود نوافذ استثمار حقيقية في الأسواق المحلية، واضطرابات الربيع العربي التي جعلت المستثمرين العرب يبتعدون باستثماراتهم عن المنطقة إلى مناطق أكثر أماناً، إضافة إلى الارتفاع المتواصل لأسعار العقار في مناطق غرب لندن حيث وصل إلى %10 منذ سنة حتى الآن.
وعن الخدمات التي يقدمها «الوطني» للراغبين في الاستثمار في سوق العقار اللندني، يقول الدجاني إنه إضافة إلى تقديم تمويل يصل إلى %70 من سعر العقار بضمان العقار نفسه، فإن البنك يوفر للمستثمرين في السكن الخاص أو البنايات التجارية، خدمة متكاملة تبدأ من رغبتهم في الاستثمار وحتى تسليمهم مفتاح العقار بعد إنهاء إجراءات التسجيل، إضافة إلى خدمات ما بعد الشراء، مثل تأجير العقار، ومساعدته في عملية بيع العقار بعد ذلك..
وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
* هل لك بداية أن تحدثنا عن الوضع في سوق العقار اللندني؟
ـ أصبحت لندن مدينة عالمية وليست بريطانية فقط، فالطلب على السكن الخاص فيها للعقارات التي تفوق أسعارها 3 ملايين جنيه أغلبه طلب عالمي، من مناطق الشرق الأوسط والشرق الأدنى، إضافة إلى الدول الأوروبية الأخرى. وعلى الرغم من تباطؤ نمو الاقتصاد البريطاني وهبوط أسعار العقار خارج لندن، فان العقار في المراكز المهمة في العاصمة البريطانية، لا سيما في غرب لندن، يتزايد سعره باستمرار في ظل زيادة الطلب على العرض، في حين نرى مشاريع جديدة ببناء حديث لمواكبة الزيادة في الطلب.
بالنسبة لنا في بنك الكويت الوطني-لندن كان معظم عملائنا من الكويتيين والخليجيين في السنوات السابقة هم من الذين يشترون عقارات سكنية في لندن لاستخدامهم الخاص، إلا أننا لحظنا منذ سنة تقريباً توجهاً كبيراً من الكثير من العملاء نحو الاستثمار، سواء في سوق العقار السكني أو البنايات التجارية الاستثمارية.
* هل العائد على تأجير العقارات في لندن مجد؟
ـ العائد السنوي لتأجير العقار السكني في مناطق غرب لندن التي تشكل أهم المناطق وأرقاها في العاصمة البريطانية يتراوح بين %3 و%5 في حين أنه بين %4.5 و%5.5 للبنايات التجارية، وهو عائد ليس بالكبير. لكن في المقابل، فإنه على الرغم من هبوط أسعار العقار بشكل بسيط في بريطانيا عموماً خلال السنوات الماضية، فان العقارات في المناطق المهمة في لندن، وبشكل خاص في مناطق نايتس بريدج وماي فير ومارليبون، مستمرة في تحقيقها ارتفاعات في أسعارها، إذ وصل ارتفاع أسعار عقارات تلك المناطق %10، منذ سنة حتى الآن، بفعل الطلب العالمي، وهو ما يشكل عاملاً جاذباً للمستثمرين العرب عموماً، والخليجيين خصوصاً.
أضف إلى ذلك، فإن عموم المستثمرين من منطقة الشرق الأوسط ينظرون إلى عقارات لندن كملاذ آمن لاستثماراتهم، فاضطرابات الربيع العربي من الأسباب التي جعلت المستثمرين يبحثون عن ملاذ آمن للاستثمار، إضافة إلى عدم وجود فرص محلية حقيقية للاستثمار بشكل عام، والعوائد المنخفضة على الودائع المصرفية.
إن المستثمرين الخليجيين يفضلون استثماراً آمناً يمكن أن يدر عليهم عائداً، ولو كان بسيطاً، إضافة إلى إمكانية التخارج من هذا الاستثمار مستقبلاً بأرباح مجدية، وهو ما يحققه لهم الاستثمار في سوق العقار في لندن.
* ما الخدمات التي يقدمها بنك الكويت الوطني - لندن لمن يريد الاستثمار في سوق العقار اللندني؟
- في ظل الطلب المتزايد على العقار في لندن كما أسلفنا، فإننا نقدم لعملائنا الراغبين في الاستثمار، سواء في السكن أو البنايات التجارية، خدمة متكاملة ابتداء من رغبتهم في الاستثمار إلى تسليمهم مفتاح العقار بعد إنهاء إجراءات التسجيل، إضافة إلى خدمات ما بعد الشراء، حتى أنهم إذا رغبوا في بيع عقاراتهم بعد ذلك، فإننا نساعدهم في عملية البيع.
لدينا علاقات مهمة وكبيرة واتفاقيات مع أكبر الشركات العقارية في بريطانيا مثل «سافلز» و«نايت فرانك» و«ستروت آند باركر» نعمل من خلالها على تزويد عملائنا بأفضل ما لدى تلك الشركات من عقارات، إذ نقوم بالاتصال بتلك الشركات وعرض العقارات الجيدة لديها على عملاء البنك، بدلاً من أن يذهب العميل للبحث عما يريده عبر عدد كبير من المكاتب العقارية. من خلالنا نوفر للعميل العقار وفق متطلباته، أو نعرض عليه المتوافر لدينا من عقارات جيدة.
وهناك أود أن أشير إلى أن هناك نوعين من المستثمرين، قسم كبير منهم يركز على السكن الخاص، مقابل قسم آخر يركز على البنايات التجارية الاستثمارية نعمل على توفير عقارات تجارية تكون مؤجرة لطرف واحد ذي ملاءة عالية ولفترة طويلة، وذلك حتى يحقق العميل العائد المرجو من استثماره في مثل تلك البنايات.
وبعد أن يختار العميل العقار الذي يريده، سواء سكناً خاصاً أو بناية تجارية، فإننا نقدم له تمويلاً يصل إلى %70 من قيمة العقار بضمان العقار نفسه، مهما كان سعر العقار، ونقوم بتوكيل محامين نيابة عن العميل وعمل التقييمات اللازمة إلى حين الانتهاء من عملية تسجيل العقار بالكامل، كما نسدد الفواتير المترتبة على العقار نيابة عنه، ونوفر خدمة التأجير للعقار، حتى يكون العميل مرتاح البال بشأن استثماره.
* من هم الأكثر إقبالاً من الخليجيين على الاستثمار في سوق العقار في لندن؟
ـ لا توجد نسب معينة، لكن نلاحظ زيادة في الطلب من مواطني دول الشرق الأوسط، وبشكل خاص من الخليجيين، لا سيما القطريين والكويتيين. قطر بالذات، الملاحظ أنها تستثمر مبالغ كبيرة في سوق العقار في لندن، سواء على مستوى الأشخاص الذين يركزون على المنازل، أو المؤسسات الحكومية التي تشتري مجمعات تجارية كبيرة. كذلك نلحظ نشاطاً واضحاً من الكويتيين في هذا الجانب من المواطنين، وكذلك مكتب الاستثمار الكويتي في لندن الذي خصص محفظة للاستثمار في سوق العقار في لندن، بدأت فعلياً بالشراء.
* هل هناك أمور استجدت في ما يتعلق بظروف التمويل العقاري في بريطانيا ساعدت على تصاعد موجة الاستثمار في لندن؟
ـ بالعكس، فإن البنوك بشكل عام في بريطانيا متشددة في الإقراض، بل زاد تشددها عما كان عليه في السابق، فهم يمنحون نسبة أقل من القرض إلى قيمة العقار مقارنة بما يقدمه «الوطني»، إضافة إلى ارتفاع أسعار الفائدة عما كانت عليه. نحن نعرف عملاءنا بشكل جيد، ونقرضهم بناء على معرفتنا بهم وعلى قيمة الضمان مقابل القرض.
لذلك، فإن موجة الإقبال على الاستثمار في العقار اللندني راجعة إلى كونه ملاذاً آمناً، واستثماراً مجدياً في ظل الارتفاعات الكبيرة في أسعار العقار في المناطق المهمة في العاصمة البريطانية.
نصيحة
وجه الدجاني نصيحة إلى المستثمرين بضرورة تسجيل العقارات التي تزيد أسعارها على 1.5 مليون جنيه إسترليني على شركة أوفشور وليس بأسمائهم الشخصية، قائلاً: إن لدى بنك الكويت الوطني - لندن إدارة لذلك الغرض، إذ إن عدم تسجيل العقار بطريقة مناسبة قد يوقع العميل في مشكلات، حيث إن الورثة، بعد عمر طويل، سيكونون مطالبين بدفع ضريبة إرث قدرها %40 من قيمة العقار، في حين أن تسجيله على شركة أوفشور يمنع ذلك.
3 ملايين جنيه
قال الدجاني إن الإقبال الأكبر من المستثمرين الخليجيين ينصب على عقارات السكن الخاص التي تتراوح أسعارها بين 2.5 مليون و3 ملايين جنيه إسترليني.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}