قال رئيس مجلس إدارة شركة البحرين للتسهيلات التجارية عبدالرحمن بن يوسف فخرو إن السوق يتجه نحو التعافي من آثار أزمة الأحداث التي شهدتها البحرين، مبدياً في الوقت نفسه رضاه عن نتائج «التسهيلات». وبيَّن أن الانخفاض في محفظة قروض الشركة لم يزدْ عن 2% في العام الجاري.
وكشف فخرو والرئيس التنفيذي لشركة التسهيلات الدكتور عادل حبيل في حديث صحافي لـ «الأيام الاقتصادي» أن الشركة تستعد لطرح مخطط إسكاني في سار خلال نحو شهر يضم 100 قطعة. وأشار في الوقت نفسه إلى أن حجم استثمارات الشركة العقارية لا يزيد على 7 ملايين دينار.
ووصف سوق التمويل بأنه كان وسيبقى شديداً في التنافسية، مشيراً إلى أن التمويلات متاحة في السوق لأصحاب الأعمال ذوي الجدارة.
وقال فخرو: «لقد كانت سنة 2011 عاصفة بالأحداث ورغم ذلك حققت الشركة أرباحاً طفيفة، وحتى لو كانت مماثلة لعام 2010 أو أقل بقليل فإننا سنشعر بالرضا بالنظر إلى الظروف التي خيمت على المملكة خلال العام 2011»، لافتاً إلى أن «النتائج حتى لو كانت أقل من العام السابق بقليل فإنها ستكون مرضية بعد الظروف التي مرت في البلاد».
وعزا نتائج الشركة إلى «جهود الإدارة التنفيذية سواء في شركة البحرين للتسهيلات التجارية أو في الوطنية للسيارات على الرغم من توقعاتنا بتحقيق نتائج أقل نتيجة الأزمة التي عصفت في البلاد، ولا زالت تعاني منها».
وكانت شركة البحرين للتسهيلات التجارية أعلنت تحقيق صافي أرباح للعام 2011 بلغت 8.7 مليون دينار بزيادة وقدرها 2 % مقارنة بمبلغ 8.6 مليون دينار تم تحقيقه في عام 2010.
في حين بلغت إيرادات الربع الأخير من عام 2011 حوالي 2.5 مليون دينار مقارنة بمبلغ 1.7 مليون دينار في عام 2010.
وأوضح عبدالرحمن فخرو أن «بعض القطاعات تأثرت بشدة من الأحداث التي شهدتها البحرين خلال العام الماضي، وفي مقدمتها قطاع السياحة والفنادق، وقطاع الخدمات»، لافتاً إلى أن «المؤشرات التي يعلنها مصرف البحرين المركزي أو الجهاز المركزي للمعلومات تعكس تأثراً بالظروف الاستثنائية التي مرت بها البحرين، وذلك لا يخفى».
وذكر أن «الشركة استندت إلى عدة عوامل لمساعدتها على مواجهة التحديات، وأهمها: أن الطلب على منتجات الشركة هو طلب محلي، وذلك يعني أن هذا الطلب إذا ما انخفض في فترة معينة فإنه يعود إلى الارتفاع، على عكس قطاع السياحة والفنادق الذي يعتمد على السياح والزائرين من خارج البحرين».
2% الانخفاض في محفظة القروض في 2011
ومن جهته أوضح الرئيس التنفيذي الدكتور عادل حبيل إلى أن «الشركة قامت بعدة أمور ومبادرات إدارية، تهدف في مجملها إلى تخفيض التكاليف التشغيلية وزيادة التركيز على المبيعات، وتقوية العلاقات مع العملاء ووكلاء السيارات، وكلها أسهمت في تحقيق نتائج إيجابية»، مؤكداً أن «الشركة لم تقم بفصل أي موظف».
وقال د. حبيل: «تكاليفنا تتمثل في التكاليف التشغيلية، ولا نرى في فصل الموظفين خياراً جيداً لخفض المصاريف»، مبيناً أن «الشركة لديها محفظة جيدة، ولم نلحظ انخفاضاً ملموساً في محفظة القروض».
وعما إذا كانت محفظة القروض انخفضت في العام 2011، قال: «إذا ما نظرنا إلى البيانات المالية فإننا سنلحظ أن المحفظة انخفضت بنسبة 2% فقط، وهي ليست بالنسبة الكبيرة».
ورأى رئيس مجلس إدارة شركة تسهيلات البحرين التجارية عبدالرحمن فخرو أن واقع سوق التمويل في البحرين حالياً أفضل منه في 2011، وقال: «النشاط الاقتصادي يعود بصورة ملحوظة، وهنالك أمل وثقة في المستقبل»، مشيراً إلى أن «من بين الأمور التي تبعث على الثقة مثلاً: معرض الطيران الدولي، واختيار البحرين عاصمة للثقافة، وقريباً ربيع الثقافة والفورملا واحد».
وعن حجم السيولة لدى البنوك، قال فخرو: «السيولة التي لدى البنوك أمر إيجابي، ولكن يتحتم على البنوك استثمار هذه السيولة في صيغها المتعددة، نحو إقراض الأفراد والمؤسسات أو الاستثمارات الأخرى».
لا صعوبات في الحصول على تسهيلات مالية
وعما إذا كانت التمويلات البنكية في السوق وافرة، قال: «بالنسبة لي كصاحب عمل بحريني لا أجد أية صعوبات في الحصول على تسهيلات مالية»، مؤكداً أن «مؤسسات التمويل لا تتردد في منح أية فرد أو مؤسسة تمويلاً إذا ما كانت لديه جدارة ائتمانية».
وشدد فخرو على أن «البنوك تحجم عن التمويل في حالة عدم وجود الضمانات لاستحصال أموالها».
وعن أساليب الشركة في مواجهة المنافسة الشديدة بالسوق، قال: «كل مؤسسة لديها خطتها التسويقية، التي تهدف من خلالها إلى تحقيق خطة العمل بواسطة عدة إجراءات، ومن بينها الحملات التي نقوم بها، نحو: الحصول على قرض خلال ساعة أو الحملات مع وكلاء السيارات»، مضيفاً بأن «المنافسة في السوق كانت شديدة وستبقى كذلك لأن هنالك مؤسسات مالية عدة، وجميعها تريد أن تعمل».
ورأى أن «هنالك عدد جيد من مؤسسات تمويل التجزئة في البحرين، ونحن ننظر إليها بشكل إيجابي لأنها تتيح للمواطن الفرصة في اختيار الفرصة التي تناسبه بعيداً عن الاحتكار»، مؤكداً أن «المنافسة الشريفة تخلق إبداعاً في السوق وتخلق فرص وخيارات للعملاء وتساعد على نمو الاقتصاد».
وعن معدلات الفائدة في الشركة قال الرئيس التنفيذي د. عادل حبيل: «لكل فئة من الزبائن معدل، فمثلاً معدل الفائدة لموظفي الحكومة يختلف قليلاً عن معدل الفائدة لأصحاب السجلات الصغيرة، وذلك لأن مقدار المخاطرة يختلف من وظيفة لأخرى».
وتابع مستطرداً: «العمل في الحكومة ينطوي على استقرار واستمرارية أكثر بالمقارنة مع الذين يعملون لدى أصحاب الأعمال الصغيرة، هؤلاء للأسف يمكن الاستغناء عنهم، فضلاً عن أن نسب التعثر والإفلاس أكبر لدى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة».
وأوضح أن «بعض العملاء نمنحهم نسب فائدة أقل لأنهم زبائن دائمون لدى الشركة، وسجلاتهم مشرقة»، لافتاً إلى أن «هذه المرونة هي ما يميز شركة تسهيلات البحرين».
وتوقع عبدالرحمن فخرو أن «يكون عام 2012 الحالي أفضل من العام السابق، وخصوصاً إذا تحسن الوضع السياسي»، مشيراً إلى أن «شهر يناير كان شهراً إيجابياً، وكذلك بالنسبة للنصف الأول من شهر فبراير».
مخطط في سار
وعن نشاط الشركة العقاري كشف فخرو أن «الشركة العقارية التابعة للتسهيلات، وهي شركة التسهيلات للخدمات العقارية ستطرح مخططاً للبيع خلال شهر في منطقة سار»، وقال: «نحن نسعى من خلال هذا المشروع إلى الإسهام في حل المشكلة الإسكانية في البحرين»، مضيفاً بأن «المخطط صغير لكن لو اتجهت مختلف الشركات إلى الإسهام في حل الأزمة الإسكانية فإن ذلك سيكون مؤثراً».
وذكر أن «عدد قطع المخطط يصل إلى 100 قطعة تقريباً، وتتراوح أحجامها بين 400 إلى 350 مترا مربعا، وهي مخصصة لذوي الدخل المحدود والمتوسط»، موضحاً أن «خطة الشركة العقارية خلال هذه السنة تتمثل في تسويق هذا المخطط».
وعن حجم استثمارات الشركة العقارية في الوقت الحاضر أجاب فخرو قائلاً: «إجمالي الاستثمارات العقارية في الوقت الحاضر تتراوح بين 6 إلى 7 ملايين دينار»، مؤملا بيع المخطط خلال العام الجاري.
وعن نشاط الشركة في مجال التأمين، قال فخرو: «الشركة التابعة للتسهيلات المعنية بالتأمين تقوم بنشاط الوساطة، وتشمل خدماتها التأمينية، التأمين على الحياة، والتأمين على السيارات، والتأمين على الممتلكات»، مشيراً إلى أن «نشاط التأمين على السيارات كان إيجابياً خلال العام 2011 على الرغم من تراجع سوق السيارات».
ولفت إلى أن «البيانات الأولية لإدارة المرور في وزارة الداخلية تشير إلى انخفاض في عدد السيارات الجديدة المسجلة»، مؤكداً أن «الخدمة التأمينية تأثرت بذلك سلباً، ولكن ذلك لا يزيد عن 3 إلى 4%».
لا حاجة إلى إصدار سندات جديدة
وأكد رئيس مجلس إدارة شركة البحرين للتسهيلات التجارية أن «الشركة لا تحتاج إلى إصدارات سندات في الوقت الحاضر، وهي قادرة على الوفاء بالتزاماتها تجاه البنوك والمصارف الدائنة في البحرين وخارجها». وقال «إن السيولة لدى الشركة جيدة، ولو احتجنا لأموال إضافية لنشاطنا لن نجد صعوبة في الحصول على تسهيلات ائتمانية من البنوك».
وعن تقيمهما لتجربة إصدار بطاقة امتياز ماستركارد، قال فخرو: «التجربة ناجحة، وقد لاقت البطاقة استحسان زبائننا، وقد جرى استخدامها على نطاق واسع من قبل الزبائن»، مؤكداً أن «عدد زبائن هذه البطاقة في ازدياد شهراً بعد شهر».
ونوه إلى أن «البطاقة جاءت مشفوعة بصيغة إلكترونية، إذ يتاح للزبون الاطلاع على حسابه ودفع التزاماته من خلال البطاقة إلكترونياً، وهنالك حملات ترويجية وسحوبات تشجيعية للزبائن، ونقاط للطيران بالتعاون مع برنامج المسافر المتميز لطيران الخليج الذي يتيح للزبون الحصول على أميال مجانية».
وعن مشروعات الشركة التوسعية، قال الرئيس التنفيذي: «إن الشركة تتمتع بالحيوية، ولديها شبكة فروع جيدة، وقد أنجزت عدة مشروعات توسعة أهمها افتتاح فرع لخدمات الصيانة للشركة الوطنية للسيارات في منطقة السهلة».
ولفت إلى أن «الشركة تقوم في الوقت نفسه بتسويق قسائم مخطط بوابة البحرين الصناعي الذي يعد المخطط الصناعي الأكبر في البحرين بمساحة إجمالية تبلغ 6 ملايين قدم والتي توازي مساحة مدينة سلمان الصناعية»، مشيراً إلى أن «المخطط ملك شركة أحمد منصور العالي وتسوقه التسهيلات حصرياً».
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}