كشف رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب السابق لبيت التمويل الكويتي بدر المخيزيم عن حملة تقاد ضده في البنك الذي خدم فيه 33 عاما. وتساءل «ما السر وراء الهجوم عليّ.. هل هو تبرير للفشل؟»، وأضاف في حوار مع القبس «يريدون الاساءة إلى بدر المخيزيم والنيل من سمعته.. لكنهم يسيئون إلى بيت التمويل»، معبرا عن جاهزيته «لفتح أي ملف، لكن ليس لديهم لا الشجاعة ولا الجرأة على المواجهة».
وقال بعد تقديمه استقالته أمس من جميع مناصبه في «بيتك»: «منذ استقالتي قبل سنة لم يبحثوا سوى قضية شركة بيتك السعودية الناجحة جدا.. وقد أعدوا تقريرا ملفقا عن الشركة، وأنا بصدد الرد عليه بالمستندات لا بالكلام والظنون». وكشف المخيزيم عن انشقاق مجلس الادارة والادارة التنفيذية إلى شقين بسبب الخلافات، ناصحا المساهمين بالحسم في الموضوع وإعادة تشكيل مجلس الادارة أو إعادة النظر بالادارة التنفيذية. وفي ما يلي نص الحوار:
* بعد تقاعدك من بيت التمويل الكويتي بداية العام الماضي، حاول كثيرون في «بيتك» تحميلك المسؤولية كاملة عن الوضع المتدهور للمصرف. ما ردك على كلامهم وتصرفاتهم؟
ـ صحيح أن بيت التمويل الكويتي تعرض لمشاكل بسبب الأزمة المالية العالمية في 2008، لكنني تركت البنك بفضل الله، بعد خدمة 33 عاما. وكان من أكبر وأقوى البنوك الكويتية من حيث حجم الاصول ومستوى الأداء، كما أن حقوق مساهميه تبلغ اليوم 1.6 مليار دينار، في حين كان رأسماله 248 مليونا، أي أننا نتكلم عن بنك تبلغ حقوق مساهميه اليوم 6 أضعاف رأسماله. لقد تركت بنكا جنّب مخصصات حتى عام 2010 قيمتها حوالي 500 مليون دينار لمواجهة الديون المتعثرة. لقد تركت بنكا يملك أصولا قيمتها السوقية تفوق قيمتها الدفترية بأكثر من 500 مليون دينار. إذاً، لقد تركت بنكا متينا. فبعد أزمة 2008، تعرضت كل المؤسسات للمشاكل والصعويات، لكننا أخذنا المخصصات الكافية لاستيعاب الوضع الجديد. وعلى الإدارة الآن أن تقوم بمسؤولياتها تجاه:
أولاً: دراسة الشركات المتعثرة ووضع حلول لها وخروج ببرامج عنها.
ثانياً: دراسة الديون المتعثرة وكذلك عمليات التسويات للخروج من الأزمة.
ثالثاً: البحث عن فرص جديدة للاستثمار.
فبعد 2008، انخفضت ايرادات المؤسسات المالية بشكل عام، وخصوصا البنوك، كما تطلبت الظروف تجنيب مخصصات كبيرة لتغطية آثار الأزمة. لذا على البنوك أن تبحث اليوم عن مصادر دخل جديدة. وبفضل الله، يملك بيت التمويل الكويتي شركات ناجحة تدرُّ أرباحا جيدة. وإذا عدنا إلى أرباح 2011، نجد أكثر من 97 مليون دينار عبارة عن بيع موجودات سابقة. إذاً، تحاول إدارة البنك الحالية الاستفادة من بيع موجودات أتت بها الإدارة السابقة.
* ذكرت في استقالتك أن %40 من صافي أرباح «بيتك» لعام 2011 ساهمت بها شركة بيتك العقارية في السعودية. هل هذا صحيح؟
ـ نعم، %40 من صافي أرباح بيتك آتية من السعودية. وهذا يعني أن الشركة ناجحة. وهذه الأرباح أتت بفضل أداء الشركة، التي تملك عدة عقارات. لكن بيع مشروع القيروان لم يدخل في نتائج 2011، فالصفقة تمت في 4 و5 يناير الماضي، لذا تدخل في بيانات الربع الأول 2012، وقد حققنا منها حوالي 350 مليون ريال سعودي، التي تمثل حوالي 27 مليون دينار كويتي، والتي ستنعكس في الربع الأول. وهذه الأرباح حققتها إدارة بيتك السعودية السابقة. وهذه أرباح فعلية وليست تقديرية.
أخطاء وهجوم
* ما السبب وراء الهجوم على بدر المخيزيم؟
ـ لا أدري ما السر وراء الهجوم عليّ. فحتى الساعة، ما زلت أفكر في السبب الذي دفعهم لذلك. هل هو تبرير لفشلهم في سد الفراغ الذي تركته؟ لا أدري. قد يكون هذا الهجوم نتيجة عملي في بيت التمويل الكويتي واتخاذي مواقف مقابل وجهات نظر أخرى، والحمد لله بيت التمويل الكويتي نجح فيها، مما أثار أحقادا في قلوب البعض.
* ارتكب بيت التمويل الكويتي أخطاءً في الماضي، وقد تكون مسؤولا ايضا عن جزء منها، كونك كنت رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب. ومن هذه الأخطاء الاستثمار في الشركات المتعثرة أو حتى الديون المتعثرة. ما حجم مسؤوليتك في هذا الإطار؟
ـ أزمة 2008 وهبوط قيمة الأصول أصابت كل المؤسسات، وهذه من مخاطر العمل المصرفي. لكننا استطعنا أن نأخذ مخصصات لمكافحة هذه الأزمة. فهناك مديونون بالأسهم أو بالعقار، ومديونون تجاريون، قد تعرضوا لصعوبات جراء الأزمة، لذلك اتخذنا مخصصات لديونهم. كما أن العال.م بالأمور المصرفية يدرك أن معظم البنوك العالمية والمحلية تعرضت للأزمة، وليس فقط بيت التمويل الكويتي. والحمدلله «بيتك» خرج من الأزمة. غير أن عدم التواصل مع المديونين والشركات المتعثرة يعتبر مشكلة. فمنذ تقاعدي، لم يبحثوا سوى قضية شركة بيتك السعودية الناجحة. ارجع إلى محاضر جلسات مجالس الإدارة في العام الماضي، ستجد أنه خلال جميع الجلسات يتم الحديث عن هذه الشركة.
* وما السبب وراء ذلك؟
ــ يظنون انهم سينجون بالنيل من سمعة بدر المخيزيم. والحمد لله بدر المخيزيم معروف. ولكن بهذا الاسلوب أضروا بيت التمويل وأدوا إلى انخفاض أدائه وتسببوا بضرر المساهمين والمودعين.
تقرير ملفق
* لكن إذا أرادت الادارة الحالية فتح ملفات عهدك في بيت التمويل الكويتي، يمكنهم فتح ملفات عدة على مدار 33 سنة، فلماذا التركيز على «بيتك السعودية»؟
ـ أنا جاهز لفتح أي ملف. لكنهم لم يقولوا أي شيء. يا ليتهم قالوا. هم لا يواجهون، وليس لديهم لا الشجاعة ولا الجرأة على المواجهة. وبالعكس، أنا أميل إلى أسلوب الحوار الهادف الذي يصل إلى نتيجة. الآن، وضعوا تقريرا عن «بيتك السعودية» ملفقا، وأنا أعمل الآن على الرد على هذا التقرير بالمستندات، لا بالكلام ولا بالظنون. وان شاء الله سيطلع عليه المساهمون.
* ما طبيعة هذا التقرير؟
ـ كتبوا تقريراً حول شركة بيتك السعودية معظمه ملاحظات غير صحيحة. فهم تنقصهم الخبرة في السوق السعودي، وتنقصهم معرفة كيفية العمل مع الافراد في السوق السعودي. فعلى سبيل المثال، لنتحدث عن نقل الملكية هناك. في السوق الكويتي، هناك سماسرة معتمدون من وزارة التجارة فيتم اعتماد اتفاقية البيع والشراء. لكن هذه الخاصية غير موجودة في السوق السعودي. فكل واحد يمشي في الشارع هو دلال. فهناك قاعدة «السعي لمن سعى». وكثير من عمليات البيع والشراء لا تدون في اتفاقيات، أي أن هناك أنظمة وأعرافا لا يدركونها.
* هل يقول التقرير إنه تم صرف أموال في غير محلها في «بيتك السعودية» أم هناك ما يصفه بنصب أو احتيال أو ما شابه ذلك؟
ـ لم يذكر التقرير ذلك، ولكنهم ذكروا ملاحظات لم تكن صحيحة. كانوا يقولون إن هناك عقارات مملوكة للشركة لا توجد بها وثائق ملكية، وقد رددنا عليهم بالمستندات الدالة على عدم صحة ملاحظاتهم.
لقد رفع التقرير إلى مجلس الادارة والى البنك المركزي ولم يحتو. على رد الشركة على هذه الملاحظات. وفي جميع تقارير التدقيق يتم وضع رأي الادارة قبل رفعه للجهات المختصة. وهذا خير دليل ان الهدف من هذا التقرير هو الاساءة إلى ادارة الشركة، ولكن رددنا بالمستندات وسوف ندحض ادعاءهم وسوف نكشف مآربه.
* ما حقيقة استقالتك من «بيتك السعودية»، هل هي قبل التقرير أم بعده؟
ـ اتفقنا نحن كأعضاء مجلس الإدارة أن نقدم استقالتنا. لكن بعدها أرسلت الهيئة العامة للاستثمار كتابا بإقالة مجلس الإدارة في «بيتك السعودية»، فعدلنا عن تقديم استقالتنا بهدف الوصول إلى كبد الحقيقة.
حوكمة وشخصانية
* واليوم قدمت استقالتك من المناصب الباقية.
ـ عندما شاهدت ان الوضع في بيت التمويل الكويتي قد وصل إلى هذا المستوى، أمانة، افضل ألا أتعاون مع هذا الفريق.
* يقال إن في عهدك كانت القرارات في بيت التمويل الكويتي تؤخذ بشكل شخصاني من قبلك. ما ردك؟
ـ هذا الكلام غير صحيح. هناك مدققون ولجان مختلفة. كيف أتجاوز صلاحياتي؟ لدي صلاحيات مالية وإدارية منذ بداية عملنا في بيت التمويل الكويتي. لم أحد عن صلاحياتي. فليأتوا بأي قرار تجاوزت فيه صلاحياتي.
* ماذا عن الحوكمة في البنك؟
ـ أنا أول من تحدث عن الحوكمة وطالب فيها. وهناك محاضر اجتماعات مجلس الادارة، حيث ذكرت بأنه تجب الاستعانة بشركات لوضع نظام حوكمة ورقابة ومتابعة للأوضاع.
* لماذا لم يفتحوا ملفات أخرى غير «بيتك السعودية»، مثل «بيتك ماليزيا» أو «بيتك تركيا» على سبيل المثال؟
ـ كان من المفترض أن يبدأوا بالشركات المتعثرة، وهذا قرار لجنة التدقيق المشكلة من أعضاء مجلس الإدارة. تركوا هذا القرار والمعيار وراحوا ليبحثوا في أكثر شركة ناجحة، لأن الهدف هو النيل من بدر المخيزيم.
* هل ستفتح الإدارة الجديدة لـ «بيتك» تحقيقا في موضوع «بيتك السعودية»؟
ـ لم تصل بعد لمرحلة التحقيق بقدر ما هي ملاحظات مغلوطة. وسنرد على هذه الملاحظات، وعندما تنكشف الحقائق عند المسؤولين، يجب اتخاذ قرارات ضد الذين تسببوا بوضع هذا التقرير.
أصول ومصروفات
* هل هذا يعني أن أرباح بيتك كانت انخفضت بشكل كبير جدا في 2011 لولا بيتك السعودية؟
ـ حصة بيتك السعودية من صافي الارباح كانت %40، لكن بيت التمويل حقق ايرادات كبيرة العام الماضي. غير أن الكثير من الإيرادات أتت من بيع أصول جيدة تم شراؤها منذ سنوات. ولم يحققوا ارباحا اليوم نتيجة جهد جهيد. فهناك أصول قيمتها الدفترية قليلة، لكن اليوم تساوي أضعاف أضعاف قيمتها، فيبيعونها لتحقيق أرباح، وهذا جهد الادارة السابقة.
* ألا تعتقد أنهم ينوون التخارج من استثمارات بهدف تغطية خسائر المخصصات؟
ـ يريدون الأرباح وهم لا يعرفون كيفية ايقاف نزيف الخسائر. إذا كانت الميزانية عبارة عن إيراد ومصروف، فلم لا تخفض المصروفات؟ حتى مصروفات الموظفين في ظل هذه الظروف مستمرة في الارتفاع.
* بالنسبة للشركات المتعثرة، سبق لبيتك أن أعد برنامجا لحل مشاكلها. ماذا يحصل اليوم؟
ـ حتى عندما تركت منصبي في بيتك، تعاونت مع الادارة وبعض العملاء، فاستطعنا حل مشاكلهم في جلسة واحدة. لكن بعض العملاء يشكون اليوم أن لا أحد يكلمهم.
انشقاق في الإدارة
* لكن ما همّ البنك اليوم إذا لم يرغب في معالجة أزمة الشركات المتعثرة؟
ـ هذا السؤال توجه به إليهم. هل قدموا أي مشروع جديد خلال سنة كاملة مضت. بيت التمويل الكويتي «مو شوية»، وعليه تقديم مبادرات دائما. همهم الوحيد كيف نسيء لبدر المخيزيم، لكنهم لا يسيئون لبدر المخيزيم، بل يسيئون لبيت التمويل الكويتي. للمرة الأولى منذ 33 عاما، يحصل انشقاقات داخل مجلس الإدارة. لم يمر يوم خلال 33 سنة صوتّنا في مجلس الادارة على قرار واحد. قد يحصل خلافات لكن في النهاية كنا نعمل على توحيد وجهات النظر. أما اليوم، فمجلس الادارة منشق الىشقين، الادارة التنفيذية منشقة ايضا. كل شخص بات يقيس أداءه بولائه. أهم شيء في البنك العمل بروح الاسرة الواحدة، وأهم شيء الثقة بين العاملين. وهذا ما فقده بيتك.
* ما نصيحتك لهم؟
ـ العلاج يأتي من الرأس. فالذي حصل في الصفوف المختلفة، سببه الرأس. فالرأس الذي يدير المؤسسة الآن يغذي الخلافات، فتصرفات الرئيس التنفيذي لا تعالج الأوضاع، ويجب أن يكون هناك وفاق بين مجلس الادارة، ويجب على المساهمين وأصحاب الشركة المتضررين أن يتخذوا قرارا إما بإعادة تشكيل المجلس واما إعادة النظر بالادارة التنفيذية، ويكون هناك حسم في الموضوع بحيث تتم محاسبة المتسبب في الوضع الحالي.
* ألا تعتقد أن مبالغتكم بالاستثمار في العقار سبب لكم صعوبات مما أنهك البنك بالمخصصات؟
ـ أغلب إيرادات بيتك الجيدة تأتي من العقارات. لكن ما انهك بيتك هو الديون الكبيرة للشركات المتعثرة، وعدم اهتمام الادارة بوضع حلول لهذا الشأن، وينبغي محاورة العملاء ومساعدتهم على تخطي الأزمة واجتراح الحلول العلاجية لهم.
على الشركات الاعتراف بخسائرها
حول وضع الشركات المتعثرة في سوق الكويت للأوراق المالية، ينصح بدر المخيزيم بمعالجة المرضى لا تخديرهم فقط. فالكثير من الشركات خسرت أموالا ضخمة لكنها جمدت أعمالها بدل الاستفادة من الأموال المتبقية عندها. فعلى سبيل المثال، هناك أعيان وغلوبل والأولى وعارف والدار وغيرها جمدت اعمالها. فعلى الشركات الاعتراف بأخطائها وخسائرها، إذ بدأت أصول الشركات تتلاشى نتيجة عدم حسم الأمور. هناك مصروفات مستمرة من رواتب وإيجارات تتحملها شركات دون أي إيرادات. فقيمة موجوداتها ستتآكل ما لم تحسم أمرها، إما بتخفيض رأس المال واما بالتصفية.
السعودية ممتلئة بالفرص
يتحدث المخيزيم أن السوق السعودي يحتوي فرصا استثمارية وتجارية ضخمة تحقق العوائد المرتفعة إن في التجارة أو المقاولات أو النقل أوغيرها. كما أن هناك دعما حكوميا كبيرا لقطاعات مثل الصناعة والتعليم والصحة، وأن السوق السعودي يعتبر من أكبر الاسواق الواعدة التي تستقطب رؤوس الأموال.
بيتك البحرين مستمر بالربحية
سألنا المخيزيم عن وضع بيتك البحرين فأجاب: البنك هناك مستمر في الربحية لكن نتيجة الأوضاع في البحرين السياسية والأمنية، خف العمل كبيقة المؤسسات، لكن باذن الله سوف تتحسن الظروف.
نص استقالة المخيزيم
فوجئت بأساليب ملتوية تلتفّ على الحقيقة
حصلت القبس على نسخة من استقالة بدر عبدالمحسن المخيزيم والموجهة الى سمير يعقوب النفيسي، رئيس مجلس الادارة في بيت التمويل الكويتي، وفي ما يلي نص الاستقالة المسببة:
لقد تركت العمل في بيت التمويل الكويتي بمحض إرادتي، بعد عطاء استمر لأكثر من 33 عاما، ومن قبلها 10 أعوام في بنك الكويت المركزي، وبفضل من الله تعالى، ثم بمجهود المخلصين جميعا، وعلى رأسهم الشيخ الفاضل أحمد بزيع الياسين ـ رحمة الله عليه ـ تبوأ «بيتك» مكانة مرموقة، وأصبح من أكبر المؤسسات المالية الإسلامية الناجحة، ليس على مستوى الكويت فقط، وإنما على مستوى العالم الإسلامي، واعتبر نموذجا يحتذى.
وبناء على طلب مجلسكم الموقر، وإصراركم على ذلك، قبلت العمل بصفة مستشار لبيت التمويل الكويتي، وكان شرطي الوحيد أن أعمل من دون أي مقابل مادي، كما أنكم طلبتم مني الاستمرار في رئاسة كل من شركة بيتك العقارية بالمملكة العربية السعودية، والاستمرار في رئاسة مجلس إدارة بيت التمويل الكويتي بمملكة البحرين، والاستمرار في رئاسة مبرة بيتك، لكي لا أترك فراغا، حفاظا على استثمارات «بيتك» وتنميتها، وقد قبلت ذلك.
إلا أنني فوجئت بتصرفات غريبة صدرت من بعض القيادات في «بيتك» فور تركي العمل، لا تصدر من قيادات مؤسسة اقتصادية رائدة في العمل الإسلامي تجاه أشخاص أو مؤسسات كان النجاح والتوفيق حليفهم، لقد استخدموا أساليب ملتوية، وقاموا بالالتفاف على الحقائق، ولم تكن لديهم الشجاعة والجرأة في طرح ملاحظاتهم بالأسلوب السليم والراقي عن طريق الحوار الهادف. ولم يستعملوا الأساليب المتعارف عليها في النقد والعمل البناء، طالما أن الغاية هي الإصلاح والرقي بآليات ونتائج العمل.
الأخ الرئيس
لقد فوجئوا بالنتائج الباهرة والمميزة التي حققتها شركة بيتك العقارية بالمملكة العربية السعودية بفضل من الله وبجهود العاملين المخلصين بالشركة، وأرادوا أن يغطوا فشلهم بإثارة بعض الأقاويل التي ليس لها نصيب من صدق الحديث ولا يؤيدها دليل.
وبهذ المناسبة، يسعدني أن أعرض عليكم باختصار النتائج الفعلية للسنة المنتهية في 2011/12/31 لشركة بيتك العقارية والاستثمارات التابعة لها على النحو التالي:
1 - شركة أرضك العقارية
بلغت صافي الأرباح لعام 2011 مبلغا وقدره 136.236.242 ريال أي بنسبة عائد رأس المال قدرها %136.
2 - شركة نمو العقارية:
بلغت صافي الأرباح لعام 2011 مبلغا وقدره 156.314.794 ريال أي بنسبة عائد على رأس المال قدرها %156.
3 - المحفظة الاستثمارية:
بلغت صافي الأرباح لعام 2011 مبلغا وقدره 198.857.076 ريال أي بنسبة %20 على الاموال المستثمرة.
4 - شركة بيتك العقارية
بلغت صافي الأرباح لعام 2011 مبلغا وقدره 307.746.800 ريال أي بنسبة عائد على رأس المال قدرها %12.5.
حيث تجاوزت الأرباح الصافية مبلغ 500 مليون ريال لكل من شركة بيتك العقارية وعوائد المحفظة للسنة المنتهية في 2011/12/31، ولا يدخل من ضمن هذا عوائد بيع مشروع القيروان والذي تم بيعه بالمزاد العلني يومي 4 و5 يناير لسنة 2012 والذي بلغت ارباحه 352 مليون ريال.
هذا بالاضافة الى الارباح الكامنة في عدة مشاريع عقارية اخرى لم يتم التخارج منها وتقدر ارباحها بحوالي سبعمائة مليون ريال سعودي.
الأخ الرئيس
ان الهدف من تلك الحملة الضارية التي يقودها هؤلاء، الذين لايخشون الاّ ولا ذمة، هو الاضرار ببيت التمويل الكويتي والعمل على هدم الانجازات التي تمت خلال الفترات السابقة، ولنستعرض بعضاً من اضرارهم، لقد عبثوا بروح الاسرة الواحدة التي تميز بها «بيتك» منذ نشأته، ونزعوا الثقة بين اعضاء مجلس الادارة، كما تم زرع الفتنة فيما بين الموظفين بعضهم ببعض.
لقد أشغلوا مجلسكم الموقر في جميع جلساته بالشركة الناجحة وهي شركة بيتك العقارية، بالمملكة العربية السعودية، التي انقذت ميزانية بيت التمويل الكويتي لعام 2011 بمساهمتها بما يزيد على %40 من صافي ارباحه التي انحدرت هذا العام بسبب سوء ادارته، وابعدوكم عن البحث في استثمارات «بيتك» المتعثرة والمتمثلة في بعض الشركات التابعة والزميلة والبحث في الديون المشكوك في تحصيلها.
لقد اضاعوا جهودكم وجهود الادارة التنفيذية وجهود العاملين لدى شركة بيتك العقارية، كما خلقوا شعوراً لدى الموظفين بأن تقديراتهم وترقياتهم أصبحت تقاس بدرجة الولاء لبعض الاشخاص وليس بمستوى الاداء الوظيفي. لقد نجحوا في تحقيق الهبوط في مستوى الاداء العام لـ «بيتك»، كما نجحوا بزيادة شكاوى العملاء وارتفاع معدل التذمر لديهم.
وليسأل مجلسكم الموقر عن الانجازات التي تمت خلال عام 2011 وادت الى نمائه، وما المشاريع الاستثمارية الجديدة التي انجزت خلال هذا العام.
بل على العكس من ذلك، فإن الادارة الحالية لبيت التمويل الكويتي تقوم ببيع بعض الاستثمارات الناجحة التي تدر عوائد كبيرة سنوياً والتي تم تأسيسها في السنوات السابقة وذلك لتغطية العجز عن تحقيق الارباح المستهدفة، وكل ما اخشاه هو ان يتم تدهور موجودات بيت التمويل الكويتي وتندثر حقوق المساهمين والمودعين مع مرور الوقت ان لم يقم مجلسكم الموقر بتحمل المسؤولية واخذ الاجراءات الكفيلة بوقف هذا التدهور والقيام بالحفاظ على موجودات المساهمين والمودعين والحفاظ على سمعة بيت التمويل الكويتي التي تم بناؤها بعشرات السنين.
لذا فإني ادعو مجلس ادارتكم الموقر الى القيام بمسؤوليته، وتدارك ما وصل اليه «بيتك» من تدن في الاداء العام للمؤسسة. فليقم مجلسكم بدراسة ما آل اليه «بيتك» من تدن في مستوى الادارة خلال عام واحد، وليدرس الاسباب التي هبطت به الى هذا المستوى ومنْ وراءها، وليقم مجلسكم بمسؤولياته نحو وقف هذا التدهور والانحدار.
وتأسيساً على ما سبق أرجو قبول استقالتي فورا من المناصب التالية:
1 - رئيس مجلس ادارة بيت التمويل الكويتي في مملكة البحرين.
2 - رئاسة مجلس ادارة مبرة بيتك.
3 - اعفائي من منصب مستشار بيت التمويل الكويتي.
سائلا الله تعالى ان يطهر بيت التمويل الكويتي ممن ليسوا اهلاً للتشرف بالعمل في هذه المؤسسة العريقة، وان يوفقه بعناصر قوية وامينة تعيده الى سابق عهده الزاهر.. والله الهادي الى سواء السبيل.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}