عمومية «بيتك»: نقاش شفّاف.. يفتح الدفاتر

عُقدت الجمعية العمومية لــ «بيت التمويل الكويتي» امس في الشيراتون، بنسبة حضور %51، وقد تخللتها نقاشات حادة وساخنة.

ودامت العمومية، التي بدأت عند الساعة الرابعة بعد العصر، حوالي 5 ساعات ونيّف، حيث تم في النهاية اقرار جميع بنود العمومية وتوزيع الأرباح وابراء ذمة مجلس الادارة.

وشهدت الجمعية نقاشات وشدا وجذبا، شارك بها العديد من أعضاء مجلس الإدارة والمساهمين، حيث دافع رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب السابق بدر المخيزيم عن فترة قيادته للبنك، محاولا رد اعتباره، حيث اتهم بعض أعضاء مجلس الإدارة بالتلفيق والتلاعب بتقرير شركة بيتك العقارية في السعودية، حيث قاموا بتقديمه إلى البنك المركزي من دون عرضه على مجلس الإدارة لمناقشته والاطلاع عليه، وهو ما يخالف أنظمة التدقيق والحوكمة، حيث من المفترض، والقول للمخيزيم أن ينظر فيه المجلس ويدرسه، ومن ثم يتم إرساله الى الجهات المعنية، واصفا ذلك بالعبث من قبل مجموعة من العابثين الذين حاولوا تشويه الحقائق وتدمير إنجازات شركة بيتك العقارية، التي ساهمت بـ%40 من مجموع أرباح بيت التمويل للربع الأول من هذا العام، والتي تبلغ 27 مليون دينار.

وحذّر المخيزيم من خطوة مجلس الإدارة بدمج بعض القطاعات، لأن هذا الهيكل الجديد سيعمل على تخريب ما تم بناؤه خلال عشرات السنين ومنذ تأسيس البنك.

وقال المخيزيم بحرارة شديدة، إنه هو من شجع المناعي على القدوم والانضمام الى مجلس ادارة البنك، ولكنه في اول اجتماع اعترض على تعييني مستشارا.

أما رئيس مجلس الإدارة الحالي سمير النفيسي، فقال إن الإدارة تعمل على إعادة هيكلة الشركات التابعة والزميلة، حيث سيتم دمج بعضها وبيع او تصفية أخرى، متوقعا الانتهاء من المخصصات في 2013. وقال إن حجم الديون المطلوبة بلغ 149 مليون دينار، لكن المطالبات القانونية بها مستمرة.

من جانبه، قال أيمن بودي بانفعال واضح، إن سهم «بيتك» تعرّض لانخفاض ملحوظ في البورصة، حيث تراجع بنسبة %30 مقابل تقدّم البنك الوطني بنسبة %6، متسائلا عما إذا كان هناك طرف مستفيد من ضرب هذه المؤسسة العريقة، ومن ثم الانقضاض عليها وشرائها بثمن بخس.

ودافع بودي عن بدر المخيزيم وإنجازاته، قائلا: إن كل الأرباح التي تحققت هي من استثمارات عقارية خطط لها المخيزيم، والآن يتم طعنه من الخلف، وهذا أمر غير مقبول.


طعن بعضوية

من جانبه، صرح الرئيس التنفيذي محمد العمر ان عارف حصلت على الموافقات اللازمة من الجهات الرقابية، وسيتم عقد عمومية قريباً، مضيفاً ان مخصصات بيتك - ماليزيا بلغت 50 مليون دينار.

من جهة أخرى، تقدم المحامي الحميدي السبيعي بطعن في صحة عضوية نبيل المناعي وإيمان الحميدان، حيث إن الأول يخالف المادة 151 من قانون الشركات، الذي يمنع الازدواجية في عضوية شركة مشابهة، وهي حيات للاستثمار التي تدير أنشطة مشابهة لبيت التمويل، كما أكد ان إيمان الحميدان لا تستطيع الجمع بين الوظيفة العامة وعضوية البنك حسب النظام الأساسي لبيت التمويل وقانون الخدمة المدنية.

وقد تقدم مساهم آخر بمقترح يتم بموجبه وقف بيع الأصول المدرة، فرد النفيسي ان الأصول المدرة تم بيع جزء منها، لكننا اشترينا أراضي للتطوير. وأضاف: لو لم نبع عقارات مدرة لكانت أرباحنا متدنية، فسوق الأسهم وضعه صعب.

وتابع النفيسي نمر اليوم بوضع حرج، لكن في 2012 سيكون وضع شركاتنا التابعة أفضل وستدر أرباحاً.

غير ان المخيزيم رد على النفيسي قائلا: إن من حق الجمعية العمومية وقف بيع الأصول المدرة والجمعية سيدة قراراتها.

لكن النفيسي اعترض على القرار لأنه يعيق العمل، فرد المخيزيم بأن في «بيتك» أصولا غير مدرة وشركات خاسرة الأولوية في البيع للأصول غير المدرة.

إلى ذلك، أكد رئيس مجلس الإدارة سمير يعقوب النفيسي في كلمة له وزعت على المساهمين، أن تحقيق «بيتك» أرباحا إجمالية جيدة وتوزيعات مرضية للمساهمين والمودعين للعام المالي 2011، على الرغم من الظروف المالية والاقتصادية الصعبة على مستوى الأسواق العالمية والإقليمية والمحلية، يعكس قوة ومتانة البنك وقدرته على تحقيق الأرباح لمساهميه ومستثمريه في أقسى الظروف التي يمكن أن تواجهها مؤسسة مالية، مشيدا في هذا الصدد بما حققه البنك من انجازات خلال العام الماضي اكدت ريادته ومكانته على صعيد الصناعة المصرفية الإسلامية العالمية.

وأضاف النفيسي قائلا : 2011 كان عاما متميزا بالنسبة إلى «بيتك» باعتباره البنك الإسلامي الأفضل على مستوى العالم، حيث استطاع الاستفادة من إمكاناته، وتحسين أدائه ورفع جودته التشغيلية على مستوى مجموعة «بيتك»، اعتمادا على المزايا النسبية التي يتمتع بها، والمتمثلة في استحواذه على أكبر قاعدة للعملاء والأفراد في دولة الكويت، وحصص مؤثرة في الأسواق التي تعمل فيها بنوك المجموعة، وأكبر عدد من الأدوات والمنتجات والحلول المبتكرة، المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية الغراء، وتبوأ مركز الصدارة في مجال تمويل المستهلك، والمكانة المتميزة في السوق العقاري، بالإضافة إلى تلبية المتطلبات الاستثمارية المتنوعة، والاستفادة من النمو والتنوع في الأسواق الناشئة والواعدة التي تعمل فيها بنوك المجموعة، والتي أصبحت مراكز جذب للاستثمارات العالمية.

وأشار النفيسي إلى أن «بيتك» ورغم هذه الظروف الاقتصادية غير المواتية، استطاع تحقيق الحفاظ على استقرار الإيرادات التشغيلية، وزيادة نمو الأصول، وارتفاع معدلات نمو الودائع، فضلاً عن الزيادة الملموسة في حقوق المساهمين، إذ يعود الفضل في تحقيق هذه النتائج بعد توفيق الله إلى الاستراتيجية السليمة، والسياسات والإجراءات التي ساهمت إلى حد كبير في تخطي تلك التحديات التي تفرضها الأزمة المالية على كل المؤسسات والقطاعات.


استراتيجية جديدة

على صعيد متصل، ذكر النفيسي أن مجلس إدارة «بيتك» اقر استراتيجية جديدة مدتها خمس سنوات، تتضمن خطط عمل مفصلة صممت للارتقاء بأداء البنك. ومواجهة التحديات التي يخوضها في الأسواق التي يعمل فيها، في ظل التطورات الاقتصادية التي يشهدها الاقتصاد العالمي، مستهدفة تعظيم الأداء وتحقيق الربحية المستدامة وترسيخ المكانة والريادة على صعيد العمل المالي الإسلامي عالميا وإقليميا، بحيث تظل لـ «بيتك» قيادة مسيرة التطوير في صناعة الصيرفة الإسلامية.

وترتكز الاستراتيجية التي تم وضعها بالتعاون مع شركة بوز اند كومباني، على ثلاثة محاور أساسية تتعلق بتطوير الأداء البنكي في الكويت والمحفظة الاستثمارية للمجموعة وزيادة التنسيق بين «بيتك» وبنوكه التابعة، في ظل مرحلة جديدة يعيشها البنك، ووسط تطورات اقتصادية، استلزمت تحديث الرؤى وتطوير الخطط لمواجهة المتغيرات وبناء كيان قوي يضيف قوة وتوسعا إلى ما تحقق خلال الفترة الماضية من نجاح وانجازات.

ومضى قائلا: يجري العمل حاليا على إعداد خطة متكاملة لإدارة السيولة، بالإضافة إلى آلية التعامل معها على مستوى مجموعة «بيتك»، كذلك تم الانتهاء من وضع الإطار العام للخطة المتكاملة لإدارة الأزمات Business Continuity لاستمرارية العمل على مستوى مجموعة «بيتك»، وجار تطبيقها على الإدارات المعنية، كما تعكف إدارة المخاطر حالياً على العمل على تطبيق مصفوفات التقييم الذاتي للمخاطر التشغيلية على مستوى قطاعات وإدارات «بيتك» للمرحلة الأولى Operational Risks Self Assessments Matrices.


منتجات جديدة

يتابع النفيسي: في مبادرة غير مسبوقة في السوق المحلي، تم إطلاق منتج مبتكر يطرح لأول مرة في الكويت هو «منتج الوديعة الخماسية»، وهي وديعة مدتها خمس سنوات، وبنسبة استثمار تصل إلى %100 من مبلغ الوديعة، وتحصل على توزيعات سنوية مع إمكانية التسييل، مما أسهم في تنويع باقة منتجات «بيتك» المصرفية، كما تم طرح حساب جديد لشريحة الشباب هو «حساب جامعتي» لتأمين تكاليف التعليم الجامعي للأبناء بأقساط شهرية، وهو ما يسهم في توسيع ثقافة التأمين التكافلي، وتعزيز قيم الادخار لدى العملاء، باعتباره منتجاً من المنتجات الواعدة، والقادرة على توفير الاحتياجات المستقبلية للعملاء.

إلى ذلك، أكد النفيسي أن عام 2011 شهد نجاحات متتالية قي مجال إصدار واستخدام البطاقات المصرفية في «بيتك» بأنواعها المختلفة، التي تشتمل على الفيزا والماستر كارد والبطاقات مسبقة الدفع، حيث استمر «بيتك» في الحفاظ على مكانة الصدارة، واحتل المرتبة الأولى كصاحب أفضل تصنيف للبطاقات الائتمانية على مستوى الكويت ومنطقة الشرق الأوسط، خصوصاً لمنتج البطاقات البلاتينية والذهبية، وقد استمرت حملات «بيتك» التسويقية لترويج البطاقات الائتمانية بأشكالها المختلفة، حيث تركزت جهود «بيتك» على استيعاب التطورات الفنية في مجال إصدار بطاقات شفافة وبألوان زاهية، كما تم التركيز على بطاقات الدفع المسبق وطرح بطاقة «الخير»، التي شهدت إقبالاً استثنائياً من عملاء «بيتك».


سمير النفيسي

¶ نحو إعادة هيكلة الشركات التابعة والزميلة بالدمج والبيع والتصفية
¶ 149 مليون دينار حجم الديون المتعثرة المشطوبة من الميزانية
¶ نعم بعنا أصولاً مدرة.. ولولا ذلك لكانت أرباح 2011 أقل من السابق
¶ الوضع الحالي حرج جداً.. لكننا متفائلون بأداء شركاتنا في 2012
¶ مجلس الإدارة أقر استراتيجية جديدة مدتها 5 سنوات بالتعاون مع «بوز آند كومباني»


بدر المخيزيم

¶ أحذر من خطوة مجلس الإدارة بدمج القطاعات.. فالهيكل الجديد يدمر ما تم بناؤه!
¶ من حق الجمعية الاعتراض على بيع العقارات والأصول المدرة وإيقافها
¶ الأولوية ينبغي أن تكون لبيع الأصول الخاسرة والشركات غير المدرة
¶ حاولوا تشويه الحقائق وتدمير إنجازات «بيتك» السعودية
¶ لماذا رفعوا تقريراً عن بيتك السعودية إلى البنك المركزي بلا رأينا؟


لقطات

أقرت الجمعية العمومية توزيع أرباح بواقع 15 % نقدي، و8 % منحة على أن يتم توزيع المنحة اليوم والنقدي في الحسابات غدا.

قال المخيزيم إن أرباح وموازنة بيتك السعودية غير معتمدة من المدقق الخارجي، متسائلا كيف يتم اعتماد موازنة بيت التمويل التي تحتوي على جزء من ارباح بيتك السعودية؟ فأجابه المدقق وليد العصيمي: اطمأننا إلى أرباح بيتك العقارية إذ كان هناك تعاون مع مدقق في السعودية، والموازنة المجمعة يتم تجميع البيانات بمجرد الاطمئنان، ومن دون تقرير نهائي.

أشار المخيزيم إلى الخسارة التي تكبدها بيتك من أسهم الخزينة، والتي بلغت 4 ملايين دينار، وقال في هذا الإطار: أؤيد البيع في هذه الظروف لا الشراء.

سأل المخيزيم عن حجم مكافأة رئيس مجلس الادارة في بيتك تركيا محمد العمر، فأجاب الأخير انها بلغت 900 ألف دولار. فسأله ثانية: كيف تقرها لنفسك؟ فقال العمر: ان مجلس الادارة هو الذي قرر، مضيفا: عندما كنت عضوا منتدبا، كنت تقر لنفسك أيضا.

انتقد بدر المخيزيم الانشقاق الحاصل في لجنة الفتوى، معتبرا أنه أمر خطير، وأضاف: «لا يجب على مجلس الادارة والادارة التنفيذية التدخل في اللجنة». لكن أحد أعضاء اللجنة نفى وجود أي تدخل.

قال أحد الحاضرين في بداية العمومية في إشارة إلى مقابلة بدر المخيزيم في القبس: كل من قرأ القبس اليوم، تأثر بها.

قال سمير النفيسي انه لا حاجة لزيادة رأس المال وان أي اعمال ليس لها علاقة بالعمل المصرفي سيتم التخلص منها.

قال محمد العمر ان {بيتك} يسعى إلى تنمية البيئة التشغيلية والحفاظ على استدامة الأرباح وأن {بيتك تركيا} جيد و{بيتك ماليزيا} يتحسن قريبا جدا.


4 فروع جديدة

قال النفيسي: شهد عام 2011 افتتاح 4 فروع جديدة في مختلف أنحاء دولة الكويت، ليصل إجمالي عدد الفروع إلى 54 فرعاً تشتمل على 39 قسماً لخدمة السيدات، كما يعكف «بيتك» على تحديث القاعة المصرفية الرئيسية حيث استقر الرأي على تسميتها باسم المرحوم بإذن الله الشيخ أحمد بزيع الياسين، تكريماً لدوره الريادي في تأسيس «بيتك» وتخليداً لذكراه، وبذلك يصل عدد فروع مجموعة «بيتك» إلى 255 فرعاً مصرفياً، تتوزع ما بين بيت التمويل الكويتي تركيا 181 فرعاً، وبيت التمويل الكويتي البحرين 9 فروع، وبيت التمويل الكويتي ماليزيا 11 فرعاً، بالإضافة إلى فروع «بيتك» المحلية، ومن أجل تعزيز راحة العملاء والتيسير عليهم أينما تواجدوا تمت زيادة عدة أجهزة للصرف الآلي ليصل إجمالي عددها إلى 250 جهازاً، تغطي مختلف مناطـق دولــة الكويت.


الاستثمار الدولي

في ما يتعلق بالاستثمار الدولي الذي يعد أحد أهم مناطق التميز التي يتمتع بها «بيتك»، قال النفيسي: ان «بيتك» وعلى مستوى المجموعة استمر في تحقيق الأداء المتوازن، فمن خلال بيت التمويل الكويتي التركي،الذي يستحوذ على حصة مؤثرة في السوق التركي الواعد على مستوى النمو الاقتصادي، قدم جملة من المنتجات المصرفية والاستثمارية، التي تسعى نحو توثيق العلاقات التركية الخليجية، وطرح منتجات عالمية لتطوير السوق المالي الإسلامي، فقد طرح صكوك تمويل بقيمة 350 مليون دولار أميركي لمدة خمس سنوات، عبر شركة «بيت السيولة» المملوكة لـ «بيتك»، والتي نجحت في تنظيم وتسويق صكوك إجارة ووكالة، حيث وجدت إقبالاً عند طرحها، بالإضافة إلى مجموعة من الأدوات المصرفية المبتكرة والمرتبطة بالذهب.


برافو للشفافية

يحسب لبيت التمويل الكويتي شفافيته وفتح أبواب جمعيته العمومية امام أهل الصحافة والإعلام بهدف إطلاع جمهور المساهمين والعملاء على كل ما يدور في أكبر بنك اسلامي في البلاد.