أكد رئيس مجلس إدارة بيت التمويل الكويتي (بيتك) سمير يعقوب النفيسي أن البنك تمكن خلال العام الماضي من «تجاوز التحديات الصعبة التي فرضتها الأزمة»، مشيراً إلى أن «الاستراتيجية الجديدة التي أقرها مجلس الإدارة للسنوات الخمس المقبلة، «تتضمن خطط عمل مفصلة للارتقاء بأداء البنك، ومواجهة التحديات التي يخوضها في الأسواق في ظل التطورات الاقتصادية التي يشهدها الاقتصاد العالمي».
واعتبر النفيسي في كلمة له أمام المساهمين خلال الجمعية العمومية الماراثونية، التي انعقدت بنسبة حضور بلغت 51 في المئة، أن «تحقيق (بيتك) أرباح إجمالية جيدة وتوزيعات مرضية للمساهمين والمودعين للعام المالي 2011، على الرغم من الظروف المالية والاقتصادية الصعبة على مستوى الأسواق العالمية والإقليمية والمحلية، يعكس قوة ومتانة البنك وقدرته على تحقيق الأرباح لمساهميه ومستثمريه في أقسى الظروف، التي يمكن أن تواجهها مؤسسة مالية».
ووافقت الجمعية العمومية على توزيع أرباح نقدية بقيمة 39.6 مليون دينار، وأسهم منحة لمساهمي «بيتك» بقيمة 21.5 مليون دينار.
وأشاد النفيسي بما حققه البنك من انجازات خلال العام الماضي، معتبراً أنها «أكدت ريادة البنك ومكانته على صعيد الصناعة المصرفية الإسلامية العالمية».
وأضاف النفيسي «2011 كان عاماً متميزاً بالنسبة لـ (بيتك) باعتباره البنك الإسلامي الأفضل على مستوى العالم، حيث استطاع الاستفادة من إمكاناته، وتحسين أدائه ورفع جودته التشغيلية على مستوى مجموعة (بيتك)، اعتماداً على المزايا النسبية التي يتمتع بها، والمتمثلة في استحواذه على أكبر قاعدة للعملاء والأفراد في الكويت، وحصص مؤثرة في الأسواق التي تعمل فيها بنوك المجموعة، وأكبر عدد من الأدوات والمنتجات والحلول المبتكرة، المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، وتبوأ مركز الصدارة في مجال تمويل المستهلك، والمكانة المتميزة في السوق العقاري، بالإضافة إلى تلبية المتطلبات الاستثمارية المتنوعة، والاستفادة من النمو والتنوع في الأسواق الناشئة والواعدة التي تعمل فيها بنوك المجموعة، والتي أصبحت مراكز جذب للاستثمارات العالمية».
وأشار إلى أن «(بيتك) ورغم هذه الظروف الاقتصادية غير المواتية، استطاع تحقيق الحفاظ على استقرار الإيرادات التشغيلية، وزيادة نموالأصول، وارتفاع معدلات نمو الودائع، فضلاً عن الزيادة الملموسة في حقوق المساهمين، إذ يعود الفضل في تحقيق هذه النتائج إلى الاستراتيجية السليمة، والسياسات والإجراءات التي ساهمت إلى حد كبير في تخطي تلك التحديات التي تفرضها الأزمة المالية على كافة المؤسسات والقطاعات».
الاستراتيجية
على صعيد متصل، ذكر النفيسي أن مجلس إدارة «بيتك» أقر استراتيجية جديدة مدتها خمس سنوات، تتضمن خطط عمل مفصلة صممت للارتقاء بأداء البنك، ومواجهة التحديات التي يخوضها في الأسواق في ظل التطورات الاقتصادية التي يشهدها الاقتصاد العالمي، مستهدفة تعظيم الأداء وتحقيق الربحية المستدامة وترسيخ المكانة والريادة على صعيد العمل المالي الإسلامي عالميا وإقليميا، بحيث تظل لـ «بيتك» قيادة مسيرة التطوير في صناعة الصيرفة الإسلامية.
وترتكز الاستراتيجية التي تم وضعها بالتعاون مع شركة «بوز أند كومباني»، على ثلاثة محاور أساسية تتعلق بتطوير الأداء البنكي في الكويت والمحفظة الاستثمارية للمجموعة وزيادة التنسيق بين «بيتك» وبنوكه التابعة، في ظل مرحلة جديدة يعيشها البنك، ووسط تطورات اقتصادية، تستلزم تحديث الرؤى وتطوير الخطط لمواجهة المتغيرات وبناء كيان قوي يضيف قوة وتوسعا إلى ما تحقق خلال الفترة الماضية من نجاح وانجازات.
وقال النفيسي «يجري العمل حاليا على إعداد خطة متكاملة لإدارة السيولة، بالإضافة إلى آلية التعامل معها على مستوى مجموعة (بيتك)، كذلك تم الانتهاء من وضع الإطار العام للخطة المتكاملة لإدارة الأزمات (Business Continuity) لاستمرارية العمل على مستوى مجموعة (بيتك)، وجار تطبيقها على الإدارات المعنية، كما تعكف إدارة المخاطر حالياً على العمل على تطبيق مستويات التقييم الذاتي للمخاطر التشغيلية على مستوى قطاعات وإدارات (بيتك) للمرحلة الأولى».
وبين النفيسي أن «بيتك» واصل تحقيق الانجازات خلال العام الماضي على صعيد سوق التجزئة المصرفية، من خلال طرح وتطوير الخدمات والمنتجات المصرفية المبتكرة للأفراد والتي تعد ركيزة أساسية لأداء «بيتك»، نظراً للمكانة التي يتمتع بها في مجال استقطاب الودائع والخدمات المتعددة، والتي تُلبي احتياجات عملائه بمختلف شرائحهم وفئاتهم العمرية، حيث احتل المرتبة الأولى في سوق الودائع المصرفية في الكويت، وهو ما عكس الثقة والأمان، من خلال استمرار استراتيجية «بيتك» العاملة على توسيع قاعدة عملائه عبر الانتشار الكمي والنوعي، بزيادة عدد فروعه وتطوير قنوات الاتصال مع العملاء، وابتكار منتجات جديدة تلبي احتياجاتهم المتزايدة، مع العمل على تحسين وتطوير الخدمات بشكل متواصل، بما يحقق أفضل جودة وكفاءة مصرفية ترتقي للمستويات العالمية.
وأضاف «شهد عام 2011 افتتاح 4 فروع جديدة في مختلف أنحاء الكويت ليصل إجمالي عدد الفروع إلى 54 فرعاً، تشتمل على 39 قسماً لخدمة السيدات، كما يعكف (بيتك) على تحديث القاعة المصرفية الرئيسية حيث استقر الرأي على تسميتها باسم المرحوم الشيخ أحمد بزيع الياسين، تكريماً لدوره الريادي في تأسيس (بيتك)، وبذلك يصل عدد فروع مجموعة (بيتك) إلى 255، تتوزع ما بين بيت التمويل الكويتي تركيا 181 فرعاً، وبيت التمويل الكويتي البحرين 9 فروع، وبيت التمويل الكويتي ماليزيا 11 فرعاً، بالإضافة إلى فروع (بيتك) المحلية».
وأشار النفيسي «في هذا الصدد، كثف (بيتك) خدماته الإلكترونية وقنواته التكنولوجية عبر الإنترنت، وتطوير مركز الاتصال لدى (بيتك) والمزود بأحدث التقنيات وأفضل الكفاءات، حيث فاق عدد اتصالات العملاء والرد عليها والتعامل معها خلال العام أكثر من مليوني اتصال تفاعلي، بالإضافة إلى الجهود الملموسة لتحديث الخدمة الهاتفية لـ (بيتك) على مدار الساعة، دون الحاجة لزيارة العميل، والترويج للخدمات وإجراء المسوحات والبحوث والوقوف على مستويات رضا العملاء، والتعرف على آرائهم عبر استحداث فريق التواصل الدائم معهم. وفي مبادرة جديدة تعكس مدى الاهتمام بالعملاء والعناية بهم، تم استحداث وحدة جديدة لتلقي الشكاوى ودراستها، وفقاً لأحدث المعايير والممارسات الخاصة بجودة الخدمة، وترتبط تلك الوحدة مباشرة بالرئيس التنفيذي لـ (بيتك)».
ولفت إلى أنه واستمراراً لاستراتيجية «بيتك» الساعية نحو استيعاب أفضل الابتكارات والتطورات التكنولوجية، وبما يضمن الاستغلال الأمثل للموارد والوصول إلى العملاء، تم تدشين خدمات «بيتك» (KFH Online) عبر أجهزة الهواتف الذكية (I Phone)، وهي خطوة غير مسبوقة في الكويت، حيث تم التوسع بتلك الخدمات لتشمل مختلف الهواتف الذكية، وقد وجدت هذه الخدمات إقبالاً واضحاً على مستوى الاستخدام والتفاعل من قبل العملاء، بالإضافة إلى الاستمرار في خدمة الرسائل النصية (SMS).
في المقابل، قال النفيسي «في بادرة غير مسبوقة في السوق المحلي، تم إطلاق منتج مبتكر يطرح للمرة الاولى في الكويت هو منتج (الوديعة الخماسية)، وهي وديعة مدتها خمس سنوات، وبنسبة استثمار تصل إلى 100 في المئة من مبلغ الوديعة، وتحصل على توزيعات سنوية مع إمكانية التسييل، ما أسهم في تنويع باقة منتجات (بيتك) المصرفية، كما تم طرح حساب جديد لشريحة الشباب هو حساب (جامعتي) لتأمين تكاليف التعليم الجامعي للأبناء بأقساط شهرية، وهو ما يسهم في توسيع ثقافة التأمين التكافلي، وتعزيز قيم الادخار لدى العملاء، باعتباره منتجاً من المنتجات الواعدة، والقادرة على توفير الاحتياجات المستقبلية للعملاء».
الاستثمار الدولي
وفي ما يتعلق بالاستثمار الدولي الذي يعد احدى أهم مناطق التميز التي يتمتع بها «بيتك»، قال النفيسي إن «(بيتك) وعلى مستوى المجموعة استمر في تحقيق الأداء المتوازن، فمن خلال بيت التمويل الكويتي التركي، الذي يستحوذ على حصة مؤثرة في السوق التركي الواعد على مستوى النمو الاقتصادي، قدم جملة من المنتجات المصرفية والاستثمارية، التي تسعى نحو توثيق العلاقات التركية الخليجية، وطرح منتجات عالمية لتطوير السوق المالي الإسلامي، فقد طرح صكوك تمويل بقيمة 350 مليون دولار أميركي لمدة خمس سنوات، عبر شركة (بيت السيولة) المملوكة لـ (بيتك)، والتي نجحت في تنظيم وتسويق صكوك إجارة ووكالة حيث وجدت إقبالاً عند طرحها، بالإضافة إلى مجموعة من الأدوات المصرفية المبتكرة والمرتبطة بالذهب».
ولفت في هذا الصدد إلى طرح حساب «الذهب»، والذي يمكّن العملاء من التداول فيه، وإيداعه وسحبه عبر أجهزة سحب تنتشر في عدد من الفروع التركية، وهذا الحساب يُعد فريداً من نوعه، ويطرح للمرة الاولى في بورصة اسطنبول، وأمام نجاح هذا الحساب بادر «بيتك» ماليزيا إلى تكرار تجربة حساب «الذهب»، ليكتسب المزيد من النجاح والانتشار، والتوسع في أسواق جنوب شرق آسيا، استفادة من زخم النمو في تلك المنطقة من العالم في ظل تقلص فرص الاستثمار في البلدان المتقدمة، لاسيما في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.
وقال النفيسي «استمر الأداء الإيجابي لـ (بيتك) البحرين، إذ بدأ تسليم المرحلة الأولى من مشروع (ديار المحرق) في ضوء المشاركة الناجحة مع حكومة البحرين، للمساهمة في حل مشكلة الإسكان في المملكة، والذي يتكون من مجموعة من العقارات السكنية والتجارية لذوي الدخل المتوسط، وتبلغ مساحته 2.2 مليون متر مربع، وسيصبح المشروع عند اكتماله مدينة قائمة بذاتها تتوافر فيها كافة المرافق الحديثة».
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}