يمثل ميناء “لندن غيتواي”، الذي تطوره شركة “موانئ دبي العالمية”، منصة بحرية متعددة المزايا، تجمع في تناسق تام بين أكبر مرفأ للمياه العميقة، وأضخم مجمع للخدمات اللوجستية في المملكة المتحدة، وبين الموقع الاستراتيجي في قلب أكبر سوق استهلاكية في بريطانيا، فضلاً عن كونه منفذاً مائياً فريداً يسهم في انسياب حركة البضائع بسهولة من وإلى بريطانيا، عبر شبكة متطورة من المسارات البحرية، والطرق البرية، والسكك الحديد .
يشهد “لندن غيتواي” في الآونة الحالية، عمليات تطوير متواصلة، تهدف إلى تحقيق جملة من الغايات، كاستقبال الأجيال العالمية الجديدة من سفن نقل الحاويات العملاقة، وتحقيق أعلى معدلات الإنتاجية، وتوفير أرفع مستويات الفعالية، وأقل التكاليف، في ميناء يقدر أن تصل طاقة المناولة فيه إلى 5 .3 مليون حاوية نمطية (20 قدماً) سنوياً .
ومع التخطيط لإقامة مركز الخدمات اللوجستية على مساحة 940 ألف متر مربع، وتشييد المباني التي يضمها بارتفاعات تصل إلى أكثر من 41 متراً، مع ربطه بالكامل بشبكة السكك الحديد، يمتلك هذا المركز القدرة على تلبية احتياجات أكثر الزبائن تطلباً، بينما يوفر الميناء على المستوى الأشمل، إمكانية تقليص ملايين الكيلومترات من مسافات النقل، وتوفير التكاليف الهائلة المهدرة على طرق بريطانيا .
وبشكلٍ عام، يتميز ميناء “لندن غيتواي”، بموقع جغرافي استراتيجي، ليس من جهة توفير الفرص لشركات التجزئة الرئيسية فقط، لكي تبني مراكز التوزيع الخاصة بها بجوار مدخل الميناء، وإنما لوجوده في قلب أكبر سوق استهلاكية في المملكة المتحدة أيضاً . فالبضائع يتم نقلها من مراكز التوزيع في “لندن غيتواي”، إلى أسواق المستهلكين، عبر مسافة أقصر، بالمقارنة مع جميع الموانئ ذات المياه العميقة الأخرى في البلاد .
واليوم تصل أغلبية سفن الحاويات إلى بريطانيا، عبر موانئها الواقعة في المنطقة الجنوبية الشرقية، ليتم بعد ذلك إرسالها إلى مراكز التوزيع، حيث يجري تفريغ البضائع، ثم تخزينها، قبل نقلها إلى أسواق التجزئة . ومراكز التوزيع المشار إليها تكون على بعد أكثر من 160 كيلومتراً من تلك المرافئ، ما يعني احتياج الشاحنات إلى آلاف الكيلومترات لنقل الحاويات على امتداد البلاد، وهو نموذج لوجستي يفتقر إلى الفعالية .
وفي المقابل، يمتلك ميناء “لندن غيتواي” أفضلية لا تضاهى من جهة تقليص المسافات، وخفض تكاليف النقل في بريطانيا، ويتحقق له ذلك من خلال بناء مراكز توزيع قريبة منه، ما يوفر المسافات، والتكاليف المالية على الشاحنات، فضلاً عن إسهامه في خفض الانبعاثات، وهي مزايا بغاية الأهمية لتعزيز فعالية بريطانيا، وتنافسيتها العالمية، وتقليل شدة الازدحام فيها .
وفي “لندن غيتواي”، ولت أيام هيمنة العمالة اليدوية على وظائف الشحن، والمناولة . فالميناء يتبنى نموذجاً عصرياً يزاوج بين المهارات العالية، والتكنولوجيا المتقدمة، سعياً إلى تطوير حلول فعالة لفائدة قطاع اللوجستيات العالمي، عبر كوادر عالية الكفاءة في حقول تكنولوجيا المعلومات، والإدارة، جنباً إلى جنب مع مزيج متقدم من القدرات المالية الاحترافية، والعمالة المدربة جيداً على عمليات الميناء، وفنيات الخدمات اللوجستية . وبشكلٍ عام يوفر ميناء “لندن غيتواي”، العديد من المزايا للشركات، والأعمال المتصلة بنقل الحاويات، يمكن اجمالها في ما يلي:
- مرفأ عالي الكفاءة يقلل الزمن الذي تستغرقه السفن عند الرصيف، ما يسهم في تحقيق قيمة مضافة لخطوط النقل البحري .
- أقصر الطرق إلى السوق البريطانية قياساً بما توفره جميع الموانئ الرئيسية في المملكة المتحدة، ما يساعد على تقليص المسافة الإجمالية لحركة الشاحنات، وبالتالي خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون .
- تقليل تكاليف المناولة، وتقصير زمن تسليم البضائع للسوق .
- 24 ساعة عمل، ما يقلل حجم البضائع المخزنة .
- شبكة طرق ثلاثية، بحراً، وبراً، وعبر السكك الحديد .
وتعد القدرة التنافسية، والمناخ الاقتصادي، وتكاليف النقل، وضرائب الطاقة، والكربون، وتكاليف إعادة التدوير، إضافة إلى نشاط التجزئة المتعدد القنوات، من التحديات الأساسية التي تواجهها الأسواق . لكن كل تلك التحديات لن تشكل عقبة عندما يتعلق الأمر ب”لندن غيتواي”، لقدرته على مساعدة عملائه على تجاوزها، من خلال استخدام أحدث التقنيات، وزيادة الإنتاجية، وتقليص التكاليف .
من جهة ثانية، ميناء “لندن غيتواي” مرشح لكي يصبح أحد أكثر موانئ الحاويات تطوراً في العالم، وأكبر مجمع للخدمات اللوجستية في أوروبا . وشأنه كشأن أي بنية تحتية رئيسية يجري تطويرها، سوف يتمخض تطوير الميناء عن بعض التأثيرات الجانبية في البيئة . ولذلك تلتزم شركة “موانئ دبي العالمية” المطورة له، بمعالجة تلك التأثيرات بنسبة 100 في المئة، من خلال الاستعانة بأفضل المتخصصين في العالم، وإعداد برنامج بيئي متقدم لمراقبة كل التأثيرات السلبية، سعياً إلى حماية البيئتين البرية، والبحرية، والمحافظة عليهما .
ويعتمد الاقتصاد البريطاني على التدفق الحر للبضائع، من، وإلى الجزيرة . وقد أدت السفن على مر التاريخ، دوراً بارزاً في دعم سلاسل التوريد الوطنية بالبلاد . وبريطانيا كانت، ولا تزال، مركزاً عالمياً للشحن البحري، وقاعدة حيوية لانسياب الشحنات العابرة “الترانزيت” ضمن حركة البضائع التي تجوب العالم .
غير أن العولمة، مقرونة مع صعود الأسواق الناشئة، أسهمت في زيادة حركة نقل الحاويات العالمية بشكل كبير جداً . فمنذ خمسينات القرن الماضي، ظلت أحجام السفن العالمية تنمو باستمرار، بينما فشلت الموانئ البريطانية في مواكبة تلك المتغيرات، وبالتالي أخفقت في توفير الطاقات الكافية لنقل البضائع . ولذلك أمست بريطانيا بحاجة إلى المزيد من طاقة الموانئ، لكي تحافظ على ميزتها التنافسية، وعلى مكانتها مركزاً تجارياً عالمياً، وهو ما سيحققه لها مشروع تطوير “لندن غيتواي” .
كما استقطب مشروع أول ميناء حاويات عميق المياه في بريطانيا خلال القرن الحادي والعشرين، الذي تطوره موانئ دبي العالمية، 5 .1 مليار جنيه استرليني في شكل استثمار أجنبي مباشر . وكذلك يوفر الميناء الواقع على بعد 25 ميلاً من شرق، ووسط لندن، بنية تحتية بالغة الأهمية بالنسبة إلى بريطانيا، تسهم في تعزيز قدراتها، وتنافسيتها .
فعلى صعيد حركة التجارة العالمية، سيؤدي الميناء دوراً مهماً في دعم طاقات الموانئ البريطانية، وخدماتها اللوجستية، وخصوصاً في ظل حاجة البلاد إلى مرافق أكبر لاستقبال الأجيال الجديدة من السفن العملاقة، التي تخدم مسارات البحار العميقة بين آسيا وأوروبا . وقالت “إكسفورد إكونومكس”، انه حال اكتمال عمليات التطوير بالميناء، سيدعم الأخير اجمالي الناتج المحلي لبريطانيا، بنحو 2 .3 مليار جنيه استرليني سنوياً .
وعندما يتعلق الأمر بتفريخ فرص العمل، يشكل ميناء “لندن غيتواي” علامة مضيئة، في زمن تتعرض فيه بريطانيا إلى تحديات جمة على صعيد البطالة، حيث يتوقع ان يوفر تطوير، وتشغيل الميناء، ومركز اللوجستيات عدداً كبيراً من الوظائف الطويلة الأجل . إضافة إلى ذلك، سيعمل لندن غيتواي من خلال سياسته، ودعمه للبنية التحتية، عاملاً مساعداً في خلق فرص العمل . وتتوقع “أكسفورد إكونوكس” أن يصل اجمالي عدد الوظائف الدائمة (مباشرة، وغير مباشرة) التي سيوفرها الميناء، ومركز الخدمات اللوجستية حال تشغيلهما، إلى ما يزيد على 36 ألف وظيفة .
محطة موانئ دبي العالمية- ساوثامبتون
تمثل محطة حاويات موانئ دبي العالمية- ساوثامبتون، ثاني أكبر محطة من نوعها في بريطانيا . وهي تعمل كمشروع مشترك بنسبة 51 في المئة لموانئ دبي العالمية، و49 في المئة ل”أسوشيتد بريتيش بورتس” .
وبدأت قصة هذه المحطة في العام 1972 تحت اسم “غيتواي”، وبرصيفين، وثلاث رافعات “باسيكو” فقط . واليوم تتمدد المحطة على مساحة 200 أكر (الأكر 4840 ياردة)، وتضم 4 مراسٍ عميقة، ومرسى بحرياً قصيراً، إضافة إلى 12 رافعة قنطرية، ورافعة رصيف متنقلة .
وتستطيع مراسي المياه العميقة من 204 إلى ،207 مناولة سفن يزيد طولها على 370 متراً، وبعرض 22 حاوية، باستخدام 6 رافعات عملاقة، إضافةً إلى قدرة المحطة على مناولة سفن بعرض 17 إلى 20 حاوية، باستخدام 6 رافعات قنطرية . وفضلاً عن ذلك، هناك خطط جاهزة لزيادة طاقة المحطة، متى ما استدعت قوة الطلب ذلك .
حلقة وصل مع الشرق الأقصى
تتمتع محطة ساوثامبتون بارتباط قوي مع 34 مرفأ في أنحاء آسيا كافة، ويشمل ذلك قدوم سفن من هونغ كونغ، وسنغافورة، خمس مرات أسبوعياً، ومن شنغهاي 4 مرات .
ديفيد كاميرون: يهمنا استثمار الإمارات في “لندن غيتواي”
قال ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا في يوليو/تموز 2010: “يسرني استثمار الإمارات في المشاريع، والأعمال البارزة، مثل لندن غيتواي، الذي ينتظر أن يصبح أحد أكبر المرافئ، والمجمعات اللوجستية في أوروبا” .
سايمون مور: لندن تعود إلى جذورها مرفأ عالمياً رئيسياً
قال سايمون مور الرئيس التنفيذي لـ ”لندن غيتواي”: “يعيد لندن غيتواي، أول ميناء حاويات عميق المياه في بريطانيا خلال أكثر من 20 عاماً، مدينة لندن إلى جذورها أحد المرافئ الرئيسية في العالم . فقديماً اضطلعت لندن، لمئات السنين، بدور غاية في الأهمية، واحدة من أكبر الموانئ في العالم، وأهم محرك اقتصادي للمنطقة كلها . واليوم نشهد تشكل حقبة جديدة في تاريخ لندن، مع تطوير ميناء حاويات من الطراز العالمي على بعد 25 ميلاً فقط إلى الشرق من الأحواض القديمة على الضفة الشمالية من مصب نهر التايمز .
نهر التايمز شكل خلال معظم فترات التاريخ البشري، الشريان الرئيسي للتواصل، والتجارة في محيط المنطقة الجنوبية الشرقية من بريطانيا، وفي العالم بأسره على النطاق الأشمل . وخير شاهد على ذلك، هو بقايا السفن القديمة، ومحتوياتها، التي تقدم لنا دليلاً مهماً عن هوية المجتمعات القديمة، وقدرتها على إدارة شؤونها الاقتصادية، والتجارية، والاجتماعية، والعسكرية، على الصعيدين المحلي، والعالمي .
ومن بدايات التخطيط لميناء لندن غيتواي، كان هناك إدراك للتبعات التي ستفضي إليها عملية البناء بالنسبة إلى البيئة البحرية التاريخية . فمع الأخذ في الاعتبار، عمليات التجريف اللازمة لتعميق مسارات الوصول إلى لندن غيتواي، تم اعتماد برنامج واسع النطاق للأعمال الأثرية البحرية، لضمان تحديد البقايا التاريخية، ودراستها، وحمايتها . وصاحبت ذلك العمل، أكبر عملية تنظيف ملاحية يشهدها نهر التايمز منذ الحرب العالمية الثانية . وفي ضوء ذلك، تم تحديد عدد من المواقع التاريخية المهمة، ومن ثم تعديل التصميم بالصورة التي تضمن المحافظة عليها .
شهادات في استثمار موانىء دبي العالمية
- “حجم المشروع مذهل . سوف يسهم لندن غيتواي في زيادة جاذبية مدينة لندن أكثر بالنسبة إلى الشركات العالمية التي تسعى لإيجاد موطئ قدم في أوروبا” .
د . فينيس كيبل، وزير الدولة للأعمال، أكتوبر 2010
- “سوف يعود لندن غيتواي بمكاسب اقتصادية ضخمة في المدى البعيد . وهو يمثل استغلالاً ممتازاً لموقع مصفاة النفط القديمة . كما سيوفر الميناء آلاف فرص العمل للسكان المحليين في ثوروك . وأنا أرحب باستثمار شركة موانئ دبي العالمية . فهو سيعزز دور ثوروك مركزاً لوجستياً رئيسياً في بريطانيا” .
جاكي ديول برايس، عضو البرلمان عن ثوروك، سبتمبر 2010
- “أشعر بالسعادة عندما أرى أعمال البناء تجري على قدمٍ وساق في الميناء، وأن أرى في المقام الأول، المكاسب الاقتصادية الحقيقية على الأرض في ساوث إيسيكس . ويحدوني الأمل أن يستفيد المجتمع المحلي أقصى فائدة من الفرص التي يوفرها هذا المشروع” .
ستيفن متكالفي، عضو البرلمان عن ساوث باسيلدون وإيست ثوروك، سبتمبر 2010
- “يغير هذا المشروع الإبداعي، المشهد على امتداد التايمز من عدة أوجه، كشأن استجلاب مرافق تجارية عالمية المستوى، وخلق وظائف جديدة، وتوفير فرص التدريب”
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}