اعتبر السيد عبد الرحمن بن عبد الله الأنصاري الرئيس التنفيذي للشركة القطرية للصناعات التحويلية "التحويلية" أن العام المقبل 2013سيكون مرحلة فاصلة في أداء ونتائج الشركة ..مشيرًا إلى أننا سوف نقيس أداء العام الحالي على ما تحقق في عام 2011 (سنكون متحفظين بالنسبة لنمو الأداء) لكن اعتبارًا من الربع الأخير من العام الجاري سيكون هناك تحرك ونمو جيد.. وستكون السنة المقبلة 2013 مختلفة تمامًا وسنكون جاهزين تماما لهذا الأمر.
وأوضح في هذا الصدد أنه رغم ظروف وتقلبات الاقتصاد العالمي وتأثر شركات المنطقة بها بصورة متفاوتة.. إلا أننا نجحنا في الشركة التحويلية في تحقيق نمو طفيف في الأرباح. وحققت الشركة أرباحًا صافية في عام 2011 بلغت نحو 206 ملايين ريال قطري مقارنة بحوالي 202 مليون ريال قطري بعام 2010م، فيما بلغت حقوق المساهمين مليارا و253 مليون ريال وبزيادة قدرها (9.4%) عن عام 2010م.
وقال عبد الرحمن الأنصاري في حوار خاص لـالراية الاقتصادية إن استثمارات الشركة المتنوعة.. حيث تضم في حدود 16 شركة تساعدها جنبتنا تقلبات الاقتصاد العالمي. وأشار إلى أن حجم مشاريع واستثمارات الشركة تبلغ 1.4 مليار ريال.
وقال إننا توافقًا مع ذلك التطور المنتظر والطفرة القادمة أنهينا وضع الاستراتيجية المستقبلية للشركة التحويلية.. والآن نحن في طور تطبيق اللائحة التنفيذية.. الشركة التحويلية وجميع الشركات التابعة لها خلال أشهر بسيطة ستكون "ايزو" (شركة الجودة).. كما نعمل مع شركة عالمية لإنجاز التقييم المالي للشركة.. وهناك الكثير من الفرص الاستثمارية تقوم الشركة القطرية للصناعات التحويلية بتقييمها في الوقت الحالي .. والشركة مستمرة في بذل جهود كبيرة في البحث عن فرص استثمارية جديدة مناسبة، وذات مردود جيد وبالتعاون مع الشركات المحلية والإقليمية والعالمية. وهناك في الوقت الحاضر عدد من هذه المشاريع في مراحل متقدمة من الدراسة. وعندنا فرص استثمارية كبيرة قادمة.. هناك أكثر من فكرة مشروع في البتروكيماويات سيجري تنفيذها في عام 2012 – 2013 إن شاء الله مع ثبوت جدواها الاقتصادية.
كما إننا في الوقت ذاته قد ركزنا كثيرًا على المشاريع الموجودة.. وقمنا بتوسعات في كل مشاريع الشركة المحتاجة للتوسعة.. وهناك مصانع نقوم حاليًا بزيادة طاقتها الإنتاجية لتغطية الزيادة في الاستهلاك المحلي وكذلك الخارجي.
في الوقت ذاته قال إننا نسعى للقيام بمشروعات صناعية تخدم خطط قطر لاستضافة المونديال.. مؤكدًا أن التقدم في جانب مشاريع المونديال يحتاج إلى ترتيب من عدة جهات بالدولة حتى نعرف تمامًا ما تحتاجه الدولة ومن ثم نقوم بتوفيره.
وأشار إلى أننا في طور التنسيق حاليا مع الجهات المختصة.. ونستطيع القول إنه في ظل التوجه الطيب من الدولة (مسؤولين و لجان وجهات منفذة للمشاريع).. فإننا نشعر أن هناك حرصًا واضحًا على تعظيم دور القطاع الخاص في هذا الصدد.. ونتوقع في المستقبل القريب أن تكون الصورة أكثر وضوحا خاصة ما يتعلق باستثمارات القطاع الخاص لخدمة مشاريع المونديال وتحقيق رؤية قطر الوطنية.
كما كشف أن الشركة التحويلية ستشارك في معرض قطر المهني الذي تنطلق فعالياته اليوم مشيرًا إلى أن الشركة لديها فرص وظيفية في تخصصات نوعية ستطرحها من خلال المعرض. وطالب عبدالرحمن الأنصاري بضرورة دعم قطاع الصناعات التحويلية بسخاء من جانب الدولة والإنفاق على توفير البنية التحتية اللازمة لهذا القطاع الحيوي.
هنا تفاصيل الحوار ...
* حققت الشركة نموًا قويًا في أرباح عام 2010 بما يتجاوز 40 %.. ثم حافظت على نفس مستوى الأرباح تقريبًا في عام 2011.. ما تفسيرك لذلك ؟ وكيف يكون الأمر في العام الحالي والسنوات المقبلة ؟
- تأثر الاقتصاد العالمي والمنطقة والسوق ودولة قطر والدول المجاورة بالأزمة العالمية.. لكن بصورة متفاوتة.. لكن رغم ذلك نجحت الشركة في تحقيق نمو طفيف.. والسبب في ذلك استثمارات الشركة المتنوعة.. حيث تضم في حدود 16 شركة .. تعمل بمجالات صناعية عديدة منها البتروكيماويات.. ومواد البناء والخدمات.. والسلع الغذائية.. وهذه الاستثمارات المتنوعة لمشاريع الشركة تساعدها في التخفيف من أي تقلبات يمكن أن تحدث.. بحيث يغطي نمو نشاط معين أي تراجع في نشاط آخر نتيجة لظروف معينة أو طارئة.. ما يخلق استقرارا مستمرا .. ويساعدنا في تحقيق نمو في الأرباح.
ولا أخفيك أن كل الشركات القطرية وكذلك شركات المنطقة تأثرت بالأزمة الاقتصادية العالمية.. مرورًا بما حدث في أمريكا وكذلك أوروبا حاليا، وكذلك التخوفات في منطقتنا من تأثيرات هذه الأزمات. وفي اعتقادي أن شركات دولة قطر تعتبر أكثر استقرارا منها في أي دولة أخرى من دول المنطقة .. خاصة مع الإجراءات الحثيثة التي اتخذتها الحكومة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة - مع تصاعد وتيرة الأزمة الاقتصادية العالمية - وهو ما جنب اقتصادنا وشركاتنا من حدوث مشاكل أو تراجعات غير مرغوبة.
وباستقراء نتائج الشركات القطرية - ومنها الشركة القطرية للصناعات التحولية " التحويلية " بالطبع - نجد أن معظمها استمر في تحقيق نمو بأرباحها.. والنتائج تشير بوضوح إلى أنها كانت الأفضل باستمرار على مستوى دول المنطقة سواء من حيث نتائجها المالية أو توزيعاتها الربحية.
ونحمد الله أن كثيرا من منتجات الشركة القطرية للصناعات التحويلية ترتبط بصورة مباشرة باحتياجات السوق المحلي في قطر.. وهو ما ساعدنا في تحقيق نمو بالأرباح رغم التأثر بما يجري من حولنا من أزمة اقتصادية عالمية.
بشكل عام ورغم تأثر اقتصادات المنطقة بالأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت بأمريكا خاصة أزمة الرهون العقارية.. وحاليا أزمة الديون في أوروبا.. إلا أن الوضع مختلف نوعا ما في قطر مقارنة بتأثر دول المنطقة الأخرى. فما نراه اليوم من زيارات متوالية - تكاد تكون يومية - لوفود دولية عديدة.. ومنها وفود دول لم نكن نسمع بها من قبل "غير موجودة على الخريطة كما يقولون".. حيث تسعى هذه الوفود بجدية لتعزيز علاقاتها الاقتصادية والاستثمارية سواء بالعمل للحصول على مشاريع قطرية يجري طرحها للتنفيذ أو دعوة رجال الأعمال القطريين والشركات للاستثمار في هذه الدول. على سبيل المثال حضرنا في الأسبوعين الماضيين لقاءات مع وفود من دول قرقيزيا ولاتفيا وبلغاريا والاسبوع الماضي زارنا رئيس وزراء مقدونيا.. وكلها دول احتجنا إلى الخرائط لنعرف اين تقع ؟ .. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الاهتمام العالمي بدولة قطر والاستثمار فيها نتيجة للتطورات الكبيرة التي تشهدها بلادنا والنمو القوي لاقتصادنا الوطني والمشاريع العملاقة التي يجري تنفيذها أو سيتم طرحها خلال السنوات المقبلة ضمن الاستعدادات لمونديال 2022 وتنفيذ رؤية قطر الوطنية 2030 . الحمد الله بلادنا حققت تطورات مهمة ولديها الأموال ودخلها مستقر واقتصادها متميز وعندها مشاريع عملاقة وخطط تنمية وطنية وهي تسعى لعمل كل شيء وفق أفضل المستويات والمعايير العالمية.
هناك مشروع المطار الجديد - صحيح تأخر- لكن سيتم افتتاحه نهاية العام الجاري.. هناك مشروع الميناء الجديد حيث بدأ توقيع عقود الإنشاءات.. وخلال الأيام الماضية بدأنا نسمع أخبارًا مهمة عن مشروع الريل (السكك الحديد في قطر) .. حيث سيجري طرح العقود.. في أواخر هذا العام سيبدأ الحفر في المشروع العملاق حسب تأكيدات المسؤولين في المشروع .. وسيترتب على ذلك شغل وعمل كبير للشركات المحلية والخارجية.. وأتوقع أن تعود قطر لتكون "ورشة عمل ضخمة للمشاريع" مرة أخرى خلال السنوات الخمس المقبلة. وتشهد الفترة المقبلة تركيزا كبيرا على مشاريع البنية التحتية حسب تصريحات المسؤولين.. ما يعزز من أعمال الشركات.. خاصة أن مشروعات البنية التحتية تؤثر على الاقتصاد بالكامل ما يوفر فرص العمل للجميع وينعكس على الصناعة والإنشاءات والمباني السكنية والمقاولات والطرق والسلع والسيارات وغيرها. وعندنا في الشركة القطرية للصناعات التحويلية تصور واضح للسنوات المقبلة.
وعند الحديث عن تطورات الأرباح خلال الفترة الحالية والمقبلة فإننا رغم تأثرنا بالاقتصاد والظروف المحيطة خلال العام الماضي.. إلا أن الشركة حافظت - والحمد لله - على نمو الأرباح فقد حققت أرباحا صافية في عام 2011 بلغت نحو 206 ملايين ريال قطري مقارنة بحوالي 202 مليون ريال قطري بعام 2010م، فيما بلغت حقوق المساهمين مليارا و253 مليون ريال وبزيادة قدرها (9.4%) عن عام 2010م.
وبالنسبة للعام الجاري 2012 سنقوم بقياسها على ما تحقق في العام 2011 (سنكون متحفظين بالنسبة لنمو الأداء) لكن الربع الأخير من العام الجاري سيكون هناك تحرك ونمو جيد.. وستكون السنة المقبلة 2013 مختلفة تماما - مرحلة فاصلة في تطور أداء الشركة - وسنكون جاهزين تماما لهذا الأمر. وتوافقا مع ذلك التطور المنتظر والطفرة القادمة أنهينا وضع الاستراتيجية المستقبلية للشركة التحويلية.. والآن نحن في طور تطبيق اللائحة التنفيذية.. الشركة التحويلية وجميع الشركات التابعة لها خلال أشهر بسيطة ستكون "ايزو" (شركة الجودة).. كما نعمل مع شركة عالمية لإنجاز التقييم المالي للشركة.. وهناك الكثير من الفرص الاستثمارية تقوم الشركة القطرية للصناعات التحويلية بتقييمها في الوقت الحالي .. والشركة مستمرة في بذل جهود كبيرة في البحث عن فرص استثمارية جديدة مناسبة، وذات مردود جيد وبالتعاون مع الشركات المحلية والإقليمية والعالمية. وهناك في الوقت الحاضر عدد من هذه المشاريع في مراحل متقدمة من الدراسة. وعندنا فرص استثمارية كبيرة قادمة.. هناك أكثر من فكرة مشروع في البتروكيماويات سيجري تنفيذها في عام 2012 – 2013 إن شاء الله مع ثبوت جدواها الاقتصادية.
كما أننا في الوقت ذاته قد ركزنا كثيرا على المشاريع الموجودة.. وقمنا بتوسعات في كل مشاريع الشركة المحتاجة للتوسعة.. وهناك مصانع نقوم حاليا بزيادة طاقتها الإنتاجية لتغطية الزيادة في الاستهلاك المحلي وكذلك الخارجي.
مشاريع التوسعة
*ما هو حجم المشاريع التي تعمل عليها الشركة وماذا عن التوسعات التي تقوم بها الشركة والشركات التي سيبدأ فيها الإنتاج ؟
- بالنسبة لحجم مشاريع واستثمارات الشركة التحويلية فهي تبلغ تقريبا مليارا و400 مليون ريال.
وبالنسبة للمشاريع التي سيبدأ إنتاجها خلال عام 2012 هناك مصنع سحب الألمنيوم.. حيث نقوم حاليا بإنهاء إجراءات الدفاع المدني والكهرباء تمهيدا لبدء الإنتاج الفعلي للمصنع.
كما يجري تنفيذ مشروع ك.ل.ج قطر للمواد العضوية وذلك لإنتاج البارافين المعالج بالكلور، والصودا الكاوية، وحامض الهيدروكلوريك، والمؤمل أن يبدأ الإنتاج في الربع الأول من عام 2014م.
وهناك مشاريع يجري توسعتها منها مصنع قطر لمعالجة الرمال.. بتحسين الإنتاج وإنتاج مواد أخرى من مخلفات المصنع.. وباستثمارات تتجاوز 30 مليون ريال .
.. كما يشهد مصنع غزال - الذي ينتج غازي الأكسجين والنتروجين - توسعات كبيرة تغطي منطقتي راس لفان ومسيعيد. وكذلك هناك توسعة الطاقة الإنتاجية لشركة قطر للأحماض الكيماوية لزيادة الطاقة الإنتاجية من 10 آلاف إلى 43 ألف طن سنوياً.
* هل هناك معايير محددة تحكم اختيار مشروعات الشركة للاستثمار فيها ؟
- طبعا بالنسبة للمعايير التي يتم على أساسها اختيار المشروع الناجح.. فهناك معايير نحن نختارها.. وأخرى تلزمنا بها دراسة المشروع.. كما نبحث عن الأفضلية لإقامة المشروع في دولة قطر.. كوجود الطاقة أو المواد الخام والثروات الطبيعية أو المستهلك النهائي. في الوقت ذاته فإن الاستثمار ليس سهلا فدراسة المشروع للتأكد من جدواه قد تستغرق بين عام إلى عامين باعتبار أن المشروع يحتاج أن تدرس مواده المستخدمة في الإنتاج.. وبعد ذلك التكنولوجيا المستخدمة ومكان استيرادها وتقييمها والقيام بزيارات للدول التي تنتج هذه التكنولوجيا وزيارة مصانع قائمة تستخدمها. وعمل دراسة السوق.. وتحديد المستهلك النهائي (داخلي أو خارجي) وبحث إمكانية الشراكة مع الغير.
وعندنا في الشركة التحويلية ما يسمى "بدراسة الجدوى المبدئية للمشروع " وعمل المؤشرات الرئيسية وعرضها على لجنة مشاريع في البداية.. وإذا تمت الموافقة المبدئية يجري عقب ذلك عرض المشروع على مجلس الإدارة.. ثم عمل الدراسة المالية والفنية المتكاملة للمشروع. والشروع في التنفيذ بتوفير الأرض واتخاذ إجراءات الترخيص الصناعي وغيرها مع الوزارات والجهات المختصة بالدولة.. وكذلك مع وزارة البيئة .. والحمد لله فإننا نقوم بدراسة جدوى بيئية لكل مشاريعنا والتأكد من أن العائد سيكون مجزيا وبما لا يقل عن 15 % سنويا والقيمة المضافة للاقتصاد الوطني من وراء المشروع. كل المعايير المشار اليها لها أهمية وأولوية عند الموافقة على تنفيذ أي مشروع للشركة التحويلية.. قصة طويلة تستغرق بين عام إلى عامين كما أشرت.
وننوه في هذا الصدد إلى أننا في الشركة التحويلية متخصصون في الاستثمار الصناعي.. وليس مشروع بناء عمارة أو مول أو التجارة كوكلاء للشركات العالمية باستيراد السلعة وبيعها بسعر أعلى لتحقيق الربح.. لكننا نكمل الحلقة لدعم الاستثمارات الصناعية في الدولة.. دولة قطر عملت شيئا مهما.. ودعت رجال الأعمال للاستثمار الصناعي.. وأنجزت مناطق صناعية..وأقامت بنكا للتنمية لتوفير التمويل اللازم للمشاريع .. كما عملت شركة كالتحويلية لدعم الاستثمار الصناعي بالدولة.
ولك أن تلاحظ أنه في كثير من مشاريع الشركة التحويلية تجد مستثمرين أفرادا ورجال أعمال وشركات قطرية شركاء معنا - قد نكون لسنا بحاجة لهم - لكن الهدف الأهم من وراء ذلك تعزيز مشاركة رجال الأعمال والقطاع الخاص وتحفيزهم على ضخ استثماراتهم في الصناعة ودوران عجلة الصناعة القطرية.
مشاريع المونديال
* تبدأ قطر تنفيذ العديد من المشاريع لمواكبة تنظيم مونديال كأس العالم لكرة القدم عام 2022 في قطر.. هل لدى الشركة القطرية للصناعات التحويلية أي خطط لتنفيذ مشاريع لخدمة هذه الجانب؟
- هذا الجانب لسنا غافلين عنه.. كما أنه لدينا اهتمام كبير به.. فقبل 6 شهور قامت "الريل" بزيارة للشركة التحويلية وعملت عرضا عن المشروع ومراحل التنفيذ.. بالإضافة إلى أننا شاركنا مؤخرا في اللقاء الذي نظمته غرفة التجارة حول الميناء الجديد.. وما زلنا نتابع كل المشاريع التي سوف تطرح في إطار الاستعدادات لاستضافة مونديال 2022 وكذلك تنفيذ رؤية قطر الوطنية 2030 .. الموضوع مهم ونراقبه عن كثب .. وبرأينا ان التقدم في جانب مشاريع المونديال يحتاج إلى ترتيب من عدة جهات حتى نعرف تمامًا ما تحتاجه الدولة ومن ثم نقوم بتوفيره. كثير من المشاريع، المونديال ورؤية قطر الوطنية 2030 تحتاج إلى كثير من الصناعات.. ومن جانبنا نراقب عن كثب حتى نستقر على مشروعات صناعية تخدم خطط قطر لاستضافة المونديال.. ونحن في طور التنسيق حاليا مع الجهات المختصة.. ونستطيع القول إنه في ظل التوجه الطيب من الدولة (مسؤولين ولجانا وجهات منفذة للمشاريع) .. فإننا نشعر بأن هناك حرصا واضحا على تعظيم دور القطاع الخاص في هذا الصدد.. ونتوقع في المستقبل القريب أن تكون الصورة أكثر وضوحا خاصة ما يتعلق باستثمارات القطاع الخاص لخدمة مشاريع المونديال وتحقيق رؤية قطر الوطنية.. ويجب أن يكون التنسيق على أعلى مستوى ووفق أفضل الظروف حتى يجني الجميع سواء الدولة أو القطاع الخاص ثمار الطفرة التنموية والمشاريع العملاقة التي يجري طرحها تباعًا خلال السنوات المقبلة.
الاستثمار الصناعي
* كيف ترى - من خلال تجربتك في الشركة القطرية للصناعات التحويلية - توجه رجال الأعمال للاستثمار الصناعي ؟ وما هي المعوقات التي تراها في هذا الجانب؟
- عندما نتحدث عن جانب الاستثمار الصناعي هناك نقاط رئيسية يجب أن نشير إليها.. فعندما أنشئت الشركة القطرية للصناعات التحويلية قبل أكثر من 20 عاما.. وعلى فكرة فمنذ بداية تأسيس الشركة وأنا موظف بها بدأت العمل فيها كموظف وتدرجت في الوظائف حتى وصلت الآن والحمد لله لمنصب الرئيس التنفيذي. في تلك الأيام كان من يملك من رجال الأعمال مليونا او مليوني ريال يعتبر أكبر تاجر في البلد (اليوم أي واحد عنده هذا المبلغ بسبب طفرة الاقتصاد).. وعندما تطلب من رجال الأعمال هذا المبلغ من المال لعمل مصنع .. يرفض بشدة ويقول لك :عندي أرض فضاء سأقوم ببنائها ثم تأجيرها تحقق له عائدا سنويا جيدا أو سأستورد سلعة معينة من الوكيل وبيعها بربح أعلى قليلا "وهو مبسوط كده". أما عن الاستثمار الصناعي فيقول: " وين أنا والصناعة ما ابغي أعور راسي" .. لكن اليوم وبعد مرور كل هذه السنوات والتطور الحاصل في الاقتصاد الوطني.. النظرة اختلفت تماما .. التاجر القطري والشركات الخاصة القطرية بدأت تتكلم بالملايين.. وبدأت تعرف أهمية الصناعة. الصناعة هي استثمار بعيد المدى.. أرباحها ليست على فترات قريبة.. وإنما على مدد وفترات أطول.. عندما تعطيك عوائد ستعطي بجد وباستقرار أكثر.. وبرأيي إن الاستثمار الصناعي هو العمل والاستثمار الحقيقي.
الاقتصاد اختلف.. النمو والتقييمات اختلفت.. الفرص المطروحة صارت أفضل.. القطاع الخاص أصبح أكثر وعيا بمستقبل الصناعة والدولة وضعت محفزات للاستثمار الصناعي.. وكل ذلك ساعد على تطور الاستثمار الصناعي في قطر من جانب القطاع الخاص ورجال الأعمال القطريين.. وما زلت أرى أن هناك مجالا كبيرا للتنمية الصناعية في قطر وهناك احتياجات إلى دعم أكبر .. حتى نستطيع أن ندفع القطاع الخاص للاستثمار في مجال الصناعة .. نحتاج إلى دعم نوعي أكبر سواء كان ذلك بإقامة المزيد من المناطق الصناعية وتوفير الأراضي والمواد الأولية بأسعار منافسة.. هذا ليس عيبا.. كما أنه موجود في كل دول العالم. ويجب أن يتم احتساب ذلك ومردوده على الدخل القومي للدولة ومدى استفادة مجمل القطاعات والاقتصاد الوطني من هذا الدعم.
يجب ألا نقول إننا لن ندعم سعر الغاز للصناعة بل يجب توفير الغاز بسعر منافس وباستمرار وتوفير الخدمات خاصة اللوجستية كالموانئ والمطارات وتسهيل علميات النقل.. والمواد الخام ما يعزز تنمية الصناعة في الدولة.
* لاحظنا خلال الفترة الأخيرة اهتماما من الشركة القطرية للصناعات التحويلية من الاستحواذ على شركات قائمة.. ما هي أبعاد هذا التوجه وآفاقه المستقبلية ؟
- بدأنا في الفترة الأخيرة نفكر بجدية وأكثر عمقا في عمليات الاستحواذ وعندنا فريق عمل متخصص يستطيع التقييم بصورة متميزة لأي مشاريع قائمة.. أنجزنا استحواذا وأعلنا عنه من خلال إحدى الشركات التابعة.. ونعمل حاليا على استحواذ جديد - ما زلنا في مرحلة التقييم - سيتم الإعلان عندما يكون هناك شيء واضح.
ونحن في عمليات الاستحواذ نهتم بأن يكون جيدا حتى ولو كانت هناك مخاطرة.. وأن يكون متناسقا مع عملنا بالشركة التحويلية ويشكل قيمة مضافة لاستثماراتنا. ومن المهم أن يكون استحواذا عادلا. وللعلم بأن الشركة ولمواكبة هذه التوجه قامت بتشكيل فريق خاص بعمليات الاستحواذات.
الاستراتيجية المستقبلية
* ما هي أهم ملامح الاستراتيجية المستقبلية للشركة ؟
- تقريبا أقرت من اللجنة التنفيذية للشركة بملامحها الرئيسية.. ولأننا نحن في طور وضع التفاصيل واللائحة التنفيذية لتطبيق الاستراتيجية (والهيكل التنظيمي الجديد ومخطط الوظائف.. الإجراءات والسياسات وغيرها). لم يكن من السهل إنجاز هذه الملامح الرئيسية خاصة أن نعمل بمجال الصناعة.. ولقد تعاونا مع بيت خبرة مشهور (ارنست ويونغ) لوضع هذه الاستراتيجية. أعتقد أن الفريق المكلف وقف تماما على التفاصيل الخاصة بعمل الشركة ومن ثم استطاع إنجاز وضع الاستراتيجية. صارت رؤيتنا أوضح ونعرف الذي نريده بالضبط ونعرف طريقنا تماما وهذا مهم جدا لعمل الشركة.. الآن نحن نعمل على الشعار الجديد للشركة (سيعلن أول أبريل) في معرض قطر المهني. عام 2012 يعتبر عام بدء الخطوات التنفيذية لاستراتيجية الشركة القطرية للصناعات التحويلية. وهناك ايزو لكل الشركات وشعار وتصور لكل الشركات وأعتقد أن الاستراتيجية ستشكل دفعة قوية للأمام لشركتنا وبما يواكب تطور خطة عملنا وطموحات المساهمين واختيارنا للمشاريع المقبلة واستحواذاتنا.
معرض قطر المهني
* كيف ستكون مشاركتكم في معرض قطر المهني ؟
- نحن نعمل على هذا الجانب منذ فترة ونجهز أنفسنا للمعرض المهني.. كذلك اختياراتنا نوعية وفي الشركة تم شغل الفرص العادية بالقطريين.. ما نسعى إليه اليوم هو التخصصات النوعية.. هناك لجنة مكلفة حددت الفرص النوعية.. وسوف تعرض في معرض قطر المهني. ونحن طول العام نقابل قطريين ونحاول استقطاب الموظفين القطريين.. عندنا قائمة فرص وظيفية لتخصصات نوعية وسيكون لنا فرز جيد لهذه الوظائف.
الصناعات التحويلية
* ما هو تقييمك لقطاع الصناعات التحويلية في دول مجلس التعاون الخليجي ؟
- قطاع الصناعات التحويلية في المنطقة يعتبر من أفضل القطاعات وهو القطاع الذي يوجد فيه التحدي الأكبر. استنادا إلى أن قطاع الصناعات التحولية هو قطاع الصناعات الوسيطة. الصناعات الرئيسية في النفط والغاز تقوم بها الدولة أو الحكومة.
المنطقة تشبه بعضها في الصناعات (المصدر الرئيسي واحد وهو النفط والغاز) .. لكن بالنسبة للحجم والنمو يختلف من دولة لأخرى.. الصناعات الرئيسية في دول المنطقة يقوم بها القطاع العام لأن استثماراتها كبيرة وضخمة وبالمليارات. ثم يأتي القطاع المتوسط وهو قطاع الصناعات التحويلية. الصناعات الرئيسية تستورد كل ما تحتاجه من الخارج.. ومن هنا لا بد أن أوفر لها الصناعات الصغيرة والمتوسطة من السوق المحلي. وغالبا تكون الشركات إما شبه حكومي أو قطاع خاص.. وبصراحة يقع العبء الأكبر هنا على الحكومة لتنمية هذه القطاع. والدول كلها تتحدث عن شيء مهم "تنوع مصادر الدخل" ويعتبر هذا الأمر التحدي الأكبر لدول المنطقة. لا بد من تنمية صناعات عديدة أخرى حتى نحقق تنوع مصادر الدخل للدولة.
ويمكنني القول إن هناك تفاوتا بين دول المنطقة مع تشابه ما نقوم به. بمقدار دعم قطاع الصناعات التحويلية بمقدار العائد أو المردود. وأوصي دولة قطر بأن تعطي وتنفق بسخاء على هذا القطاع وتوفير البنية التحتية والمناطق الصناعية بكافة خدماتها والدعم القوي للطاقة خاصة أننا من أكبر المنتجين والمصدرين للغاز.. لأننا نتحدث عن قيمة مضافة للصناعة والاقتصاد الوطني. الصناعات التحويلية سجلت نموا قويا في المنطقة. هناك شركات خاصة في قطر - كما في دول المنطقة - تعتمد عليها شركات البترول في العديد من الصناعات والمنتجات وعمليات الصيانة.. ومن المهم أن تكون هناك حوافز مستمرة لتعزيز واستمرار نمو قطاع الصناعات التحويلية.. ونستطيع القول إن النمو في قطاع الصناعات التحويلية في قطر لم يصل إلى مستوى الطموحات .. وحتى يتحقق ذلك لا بد من توفير الحوافز التي أشرنا اليها.
أستطيع القول إن الرؤية أصبحت اضحة والاقتصاد جيد ويجب ان يكون تركيز الدولة في استراتيجيتها وأن يكون هناك نصيب واضح لقطاع الصناعات التحويلية في رسم سياستنا واستراتيجية واضحة لدعم القطاع.
المشروعات الصغيرة والمتوسطة
* ما هو تقييمك لتطور الصناعات الصغيرة والمتوسطة في قطر ؟
- الصناعات الصغيرة والمتوسطة في قطر اختلف العرافون في تعريفها (من ناحية رأس المال أو العمالة وغيرها) .. ومن هنا فإن الرؤية في هذا الجانب واضحة.. ثم يأتي بعد ذلك دعم هذه الصناعات يحتاج إلى نوع من الرقابة الجيدة.. وتنفيذ المشروعات يجب ان يكون محددا وجيدا وبه تقييم جيد من خلال جهة تتميز بالخبرات اللازمة.. ما يعزز نجاح المشروعات وتحقيقها لعوائد جيدة. فالحذر مطلوب في هذا القطاع حتى تكون النتائج أفضل.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}