أنجزت “أبوظبي للموانئ” 97% من المرحلة الأولى لميناء خليفة بالطويلة في نهاية الشهر الماضي، مؤكدة أن المشروع يسير وفق الجدول الزمني المخطط، بحسب عبد الكريم المصعبي نائب الرئيس بالإنابة لعمليات الموانئ في الشركة.
وقال المصعبي لـ”الاتحاد” إن الميناء يشهد حالياً عمليات تشغيل تجريبية من خلال 53 رافعة مختلفة الأحجام يصل وزنها نحو 110 أطنان وتعتبر من أكبر الرافعات في فئتها بالعالم، ويصل ارتفاع المنصات العلوية فيها لتعليق الحاويات إلى 44 متراً.
ولفت إلى أن الشركة تعمل خلال الربع الثالث من العام الحالي على استكمال اختبارات الأنظمة والتجهيزات والتشغيل التجريبي لكل المرافق والخدمات للتأكد من الجهوزية، على أن يتم الافتتاح الرسمي للميناء خلال الربع الأخير من 2012.
وسيبلغ عدد الموانئ التي تشغلها الشركة بنهاية العام الحالي 9 موانئ هي خليفة وزايد والمفرق والميناء الحر ومصفح والسلع والمرفأ ودلما وصير بني ياس، بحسب المصعبي الذي أشار إلى أن المفرق يعد ميناء مفتوحاً وصير بني ياس من الموانئ اللوجستية.
وأضاف “تقع معظم الموانئ التجارية بالإمارة بمحاذاة الساحل مع بعض المرافق التي يمكن اعتبارها موانئ جافة داخلية مثل ميناء الظفرة، حيث توجد الكثير من الموانئ الجافة في المنطقة الغربية، لتقديم الخدمات الحيوية للمجتمعات المحلية”.
كما يتم تطوير المرافق والمحطات باستمرار، بدءاً من خدمات تنظيم مرور السفن (VTS) في ميناء مغرّق، إلى تطوير مرافئ للصيادين، والقائمين على إدارة مرور الشحنات والركاب، كما هي الحال في ميناء دلما.
وأشار إلى أن ميناء خليفة يعد البوابة البحرية الجديدة لأبوظبي، موضحاً أن تطوير الميناء يتم على 5 مراحل على بعد 4,5 كيلومتر من الشاطئ، ومن المتوقع أن تصل طاقته الاستيعابية إلى مليوني حاوية قياسية بسعة 20 قدماً، و12 مليون طن من الشحنات عند استكمال الإنشاءات خلال الربع الأخير من العام الحالي.
ويعتبر ميناء خليفة من أحدث موانئ المنطقة مع نظام المناولة شبه الأوتوماتيكي للبضائع بمعدّات حديثة، كما يكفل نظام المناولة سهولة توريد الشحنات العامة والسائبة والكميات الضخمة السائلة والجافة، مع إمكانات التحميل والتفريغ.
وتابع المصعبي “تم تصميم الميناء بحيث يكون قادراً على استقبال أضخم أنواع السفن، سواء تلك الموجودة حالياً أو المزمع بناؤها مستقبلاً”.
وبحلول عام 2030، سيكون ميناء خليفة قادراً على مناولة 15 مليون حاوية قياسية و35 مليون طن من الشحنات العامة عند الحاجة.
يشار إلى أن الشركة أعلنت عن التكلفة التقديرية للمرحلة الأولى من مشروع ميناء خليفة ومنطقة خليفة الصناعية “كيزاد”، بنحو 26,5 مليار درهم (7,2 مليار دولار).
وتعد “شركة أبوظبي للموانئ” مطوراً رئيسياً للموانئ والمناطق الصناعية ومناطق التجارة والعمليات اللوجستية والخدمات ذات الصلة وتهدف الشركة إلى إنشاء منصة نمو مستدام تشجع على التوسع والتنويع الاقتصادي لإمارة أبوظبي من خلال إدارة الموانئ التجارية في جميع أنحاء الإمارة، ودعم مشاريع البنية التحتية مع الشركاء وتأسيس شركات جديدة ومشاريع مشتركة مع الشركاء الذين يعملون في خدمة وتشغيل قطاعات الموانئ والمناطق الصناعية.
وتأسست الشركة في عام 2006 كجزء من إعادة هيكلة قطاع الموانئ التجارية في إمارة أبوظبي ومراقبة وتنظيم جميع أصول الموانئ التجارية المملوكة سابقاً من قبل هيئة أبوظبي للموانئ.
وأشار المصعبي إلى أن جزيرة ميناء خليفة، التي تبلغ مساحتها 3 كيلومترات مربعة تم ردمها بالكامل، بما في ذلك الجسر المائي، بما يعادل مساحة 340 ملعب كرة قدم، كما تصل مساحة المواقع على الشاطئ والبعيدة عنه إلى 9,1 كيلومتر مربع شاملة الجسر المائي.
وتولت عملية إنشاء جزيرة الميناء نخبة من الشركات الحائزة أرفع الجوائز، واستغرقت سنتين بتكلفة 1,5 مليار دولار.
ويبلغ عمق حوض الميناء 16 متراً، ويقيس 800 متر على امتداد 4 كيلومترات تقريباً.
وأشار المصعبي إلى أن سفن الحاويات القادمة إلى ميناء زايد سيتم نقلها إلى ميناء خليفة مع بدء التشغيل الفعلي للميناء، مشيراً إلى أن الشركة تبحث مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة إنشاء محطة ثابتة للسفن السياحية في ميناء زايد، وذلك ضمن مخطط عام للسياحة في هذه المنطقة.
وأشار إلى أن ميناء خليفة استقبل في نوفمبر من عام 2010، أول سفينة على رصيف شركة الإمارات للألمنيوم “إيمال”، الذي يعمل حالياً بكامل طاقته، مشيراً إلى أن الميناء يدعم استمرار النمو والنشاط الاقتصادي، حيث سيتم وضع أحدث الإمكانات في العالم وأكثرها تقدماً من الناحية التقنية في الخدمة بالميناء خلال الربع الأخير من العام الحالي.
وأشار إلى أن الميناء يستطيع خدمة أكبر السفن في العالم، حيث يبلغ عمق قناته الملاحية نحو 16,5 متر وحوالي 18 متراً عند جدار الرصيف وتتسع بعرض 250 متراً وطول 12 كيلومتراً، أما كاسر الأمواج البيئي فيبلغ طوله 8 كيلومترات.
ولفت إلى تطوير البنى التحتية بأكملها وفق الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة وبحيث تخدم بشكل مباشر رؤية أبوظبي الاقتصادية لعام 2030، من خلال تمكين النمو التجاري وخدمة منطقة “كيزاد” التي ستصبح أكبر منطقة صناعية في المنطقة.
وأكد أن ميناء خليفة سيواصل فور اكتماله إجراء تقييم مستمر لمستوى خدماته وتعزيزها على الدوام بأحدث التقنيات العالمية المبتكرة، كما ستتم إضافة المزيد من الخدمات والتسهيلات، مثل خدمة تموين السفن ومناولة الشحنات السائبة الصغيرة والشحنات المتنوعة العامة، بما يتوافق مع متطلبات العمل في قطاع النقل البحري العالمي، ليجعل من أبوظبي مركزاً عالمياً لهذا القطاع والميناء العالمي المفضل في المستقبل.
وذكر أن صفقات الرافعات التي بدأ استلامها في فبراير من العام الحالي تشمل 6 رافعات للمناولة بين السفن والرصيف، إلى جانب 30 رافعة ترصيص آلية “ستافة”، إضافة إلى 20 حاملة حاويات.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}