احتلت شركة موانئ دبي العالمية المرتبة الرابعة عالميا في قائمة أكبر مشغلي الموانئ في العالم، بعد أن سجلت حجم مناولات بلغ 27٫5 مليون حاوية نمطية في محطاتها الموحدة ونحو 54٫7 مليون حاوية لجميع المحطات التابعة، بحسب الترتيب السنوي لأكبر مشغلي الموانئ بالعالم لعام 2012 الذي تصدره مؤسسة دريواري العالمية لاستشارات الشحن البحري. وجاءت شركة هتشيسون هولدينج (HPH) في الترتيب الأول عالميا تليها شركة سنغافورة للموانئ (PSA) فيما تقدمت شركة (APMT) من المركز الرابع إلى الثالث بحجم مناولات تجاوز 32 مليون حاوية.
واستحوذت موانئ دبي العالمية، التي حلت في المرتبة الثالثة عالميا العام الماضي، على نحو 9,3% من إجمالي حجم مناولة الحاويات في العام الماضي والذي بلغ نحو 588,8 مليون حاوية نمطية، وفق التقرير.
وأضافت موانئ دبي العالمية نحو خمسة ملايين حاوية نمطية إلى الطاقة الاستيعابية الجديدة خلال العام الماضي من خلال مشاريع جديدة وتوسعات في محطات قائمة بما في ذلك محطاتها في الهند وأفريقيا والصين.
وتركزت توسعات موانئ دبي العالمية في الأسواق الناشئة خاصة في أفريقيا وأميركا الجنوبية وشرق آسيا حيث افتتحت الشركة المحطة الجديدة في كالاو في البيرو خلال مايو 2011 ومحطة سورينام التي انضمت إلى محفظة الشركة في أغسطس 2011، إضافة إلى زيادة الطاقة الاستيعابية في محطات موانئ دبي العالمية في كراتشي في باكستان وفالاربادام في الهند اللتين تم افتتاحهما في بداية عام 2011.
وواصلت موانئ دبي العالمية الاستثمار في أعمالها خلال فترة الانكماش الاقتصادي بهدف إيجاد محفظة متوازنة من الأصول العالمية المولّدة للسيولة، وازدادت القدرات الاستيعابية للمحطات التابعة لموانئ دبي العالمية بنسبة 25% على مدار الثلاث سنوات الماضية، حيث تركزت التوسعات الجديدة على الأسواق الناشئة سريعة النمو.
وفي المقابل، باعت شركة موانئ دبي العالمية 75% من عملياتها في أستراليا في إطار شراكة استراتيجية مع شركة “سيتي انفراستركتشر انفستورز”، مقابل 5,5 مليار درهم (1,5 مليار دولار) وبلغت ربحية الصفقة في حينها بعد سداد الالتزامات المالية الآنية نحو 1,1 مليار درهم (300 مليون دولار)، وهي الحصيلة المالية التي تم استخدامها لتمويل توسعات الشركة في الأسواق الناشئة خاصة الهند والصين وأفريقيا وأميركا الجنوبية.
المحطّات الموحدة
وبلغت أحجام مناولة الحاويات في المحطّات الموحدة التي تمتلك فيها موانئ دبي العالمية حصة الأغلبية نحو 27٫5 مليون حاوية نمطية في عام 2011، بنمو بلغ نحو 9% مقارنة بعام 2010.
وبلغت نسبة نمو مناولة الحاويات في الموانئ البحرية التي تديرها الشركة في قارة آسيا نحو 15% مقابل 12% في الإمارات، فيما ارتفعت نسبة النمو المحققة في قارة أفريقيا نحو 30% بتأثير افتتاح دخول محطة دكار في السنغال، كما نمت أحجام المناولة في محطات موانئ دبي العالمية في أميركا الجنوبية بنسبة 22% نتيجة التوسعات التي نفذتها الشركة في محطة بيرو.
وقامت موانئ دبي العالمية - الإمارات خلال عام 2011 بمناولة 13٫0 مليون حاوية نمطية بزيادة بلغت 12% مقارنة بعام 2010، حيث شهدت منطقة الإمارات نمواً مطرداً في أحجام المناولة حيث سجلت خلال الربع الأخير من العام زيادة في أحجام المناولة بلغت 16%.
60 محطة بحرية
وتتولى موانئ دبي العالمية تشغيل أكثر من 60 محطة بحرية عبر قارات العالم الست، وتقوم بمناولة أحجام كبيرة من الحاويات تشكل حوالي 80% من عائداتها كما تتولى الشركة حالياً تنفيذ 11 مشروعاً جديداً وتوسعات كبيرة في 10 بلدان.
وتهدف موانئ دبي العالمية إلى تعزيز فعالية سلسلة التوريد لعملائها من خلال تقديم خدمات إدارة الحاويات والبضائع السائبة وغيرها من بضائع المحطات البحرية بكفاءة وفاعلية، ولديها جهاز وظيفي ملتزم ومتمرس يضم نحو 30 ألف موظف يخدمون عملاء في عدد من أكثر اقتصادات العالم نشاطاً وديناميكية.
وبلغ إجمالي استثمارات الشركة خلال العام الماضي نحو 1,7 مليار درهم (481 مليون دولار) وتم توجيه معظم هذه الاستثمارات لمشروع لندن “جيت واي”، الذي يعد من أهم المشروعات التوسعية التي تنفذها الشركة في الوقت الراهن.
وتخطط “موانئ دبي العالمية” لاستثمار نحو 13,6 مليار درهم (3,7 مليار دولار)، ويتم توجيه معظمها لتمويل المشروعات التوسعية التي يتركز معظمها في الأسواق الناشئة، ومن المقرر توزيع هذه الاستثمارات بواقع 79% في بلدان بأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، فيما تستحوذ مناطق آسيا والباسيفيك على نحو 3%، مقابل 18% لأستراليا والأميركيتين.
صناعة الشحن البحري
ومن جهة أخرى استعرض التقرير السنوي العاشر لمؤسسة “دريواري” أهم التغييرات التي طرأت على صناعة الشحن البحري في العالم خلال العقد الماضي، موضحا أن إجمالي حجم مناولة الحاويات في العالم ارتفع بنسبة 110,8% خلال العشر سنوات الماضية ليصل إلى نحو 588,8 مليون حاوية نمطية بنهاية عام 2011 مقابل 279,3 مليون حاوية بنهاية عام 2002.
وأشارت مؤسسة دريواري إلى أنه رغم التحديات التي فرضتها الأزمة المالية العالمية على قطاع الشحن البحري، فإن غالبية مشغلي الموانئ الرئيسيين في العالم استطاعوا أن يحافظوا على معدلات جيدة للربحية، لافتة إلى أن قائمة أكبر مشغلين للموانئ في العالم لم تشهد تغييرات جذرية خلال هذه الفترة حيث تتبادل أربع شركات عالمية المراكز الأولى مع انضمام شركة جديدة وهي شركة “كوزكو” الصينية والتي احتلت المرتبة الخامسة للمرة الأولى.
وتوقعت مؤسسة دريواري نمو تجارة الحاويات بنسبة تصل إلى 6% سنويا بين عامي 2011 و2017 لترتفع أحجام مناولة الحاويات إلى 800 مليون حاوية بنهاية هذه الفترة.
ومن جانبه، قال نيل ديفيدسون كبير الاستشاريين في مؤسسة “دريواري” إن مناولة الحاويات عالميا من الممكن أن تتجاوز المليار حاوية نمطية سنويا مع وصول حجم السفن العملاقة إلى نحو 20 مليون حاوية.
وأوضح أن الطلب العالمي على موانئ الحاويات سينمو بنسبة 6% سنويا حتى عام 2017 مع وجود اختلافات إقليمية كبيرة، حيث من المتوقع ألا تسجل الموانئ الأوروبية أي نمو خلال السنوات القليلة القادمة فيما تتركز معدلات النمو في الأسواق الناشئة.
وأكد ديفيدسون أن التوسعات في الطاقات الاستيعابية للموانئ البحرية تنمو أقل من نمو الطلب، ما يعرض الموانئ البحرية للضغط والتكدس في بعض المناطق بحلول عام 2017، خاصة في آسيا.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}