أعلن احمد عبدالكريم جلفار الرئيس التنفيذي لمجموعة "اتصالات" ان المؤسسة جاهزة فنيا لبدء الربط بين الشبكات وبقي الاتفاق على الامور التجارية بين المشغلين والذي وصل ايضا الى مراحله النهائية ولم يبق سوى جزء بسيط لإتمامه.
وأوضح جلفار في اول حوار صحفي منذ تسلمه منصبه اجراه معه "البيان الاقتصادي" ان فتح باب التملك امام الأجانب في اسهم الاتصالات هو قرار يعود إلى حكومة الإمارات، والسلطات المعنية في الدولة هي صاحبة الكلمة الأخيرة في هذا الامر لكنه استدرك قائلا " نحن كإدارة "اتصالات" نرى أن تملك الأجانب لأسهم الاتصالات له حسنات كثيرة منها مثلاً تحسين الحوكمة، وازدياد مستوى السيولة وارتفاع مستوى الأسهم وهذه الفوائد تعتبر محفزا جيدا لاتخاذ قرار في هذا المجال".
واشار الى ان إيرادات المجموعة بلغت 32.2 مليار درهم خلال النصف الاول من العام الجاري، ساهمت العمليات الدولية فيها بـ26 %. متوقعا أن تصل خدمات البيانات إلى ما نسبته 36 % من إجمالي العائدات الدولية للهاتف المتحرك، في نهاية العام الجاري بعد أن كانت تشكل 21 % في العام 2008.
ولفت الى ان استراتيجية عمل المجموعة تعتمد على ست ركائز أساسية هي إثراء تجربة العملاء، وتعزيز التكنولوجيا المتقدمة، الى جانب الحوكمة الفعالة، وتحقيق الريادة في النطاق العريض، والنمو في ظل محفظة مستدامة والتميز في التنفيذ. وليس ذلك فحسب وانما يشمل هذا البرنامج على سبيل المثال وليس الحصر تطبيق إستراتيجية إدارة المواهب.
وقال ان المملكة العربية السعودية تعد من أهم الأسواق لدينا ومن أكثرها نجاحاً، مشيرا الى ان شركة "اتحاد موبايلي" ساهمت في نهاية العام الماضي بإجمالي 1.2 مليار درهم إمارتي من الإرباح وذلك قبل حق خصم الامتياز الاتحادي، وربما في المستقبل نفكر في زيادة حصتنا في" الشركة" ولكن لا توجد حاليا أية نية أو نقاش حول ذلك، وفي ما يلي نص الحوار:
* أرجو أن تحدثنا عن استثماراتكم الخارجية وكم استثمرت المجموعة فيها حتى الآن؟
تعمل "مجموعة اتصالات" حالياً في 16 سوقاً دولية منتشرة في الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا وقد حققت عملياتنا الدولية بنهاية العام 2011 إيرادات بلغت 8.5 مليارات درهم إماراتي مسجلة نموا بنسبة 17 % من عام الى عام، ساهمت إيرادات الوحدات الدولية فيها 26 % . تشمل الدول التي تستثمر فيها المملكة العربية السعودية ومصر والسودان وأفغانستان وباكستان وتنزانيا ونيجيريا وسيرلانكا وغرب إفريقيا.
إعادة الهيكلة الخارجية
*أعلنتم في وقت سابق أن المؤسسة بصدد إعادة هيكلة لعدد من استثماراتها الخارجية، فما هو هدف هذه الخطة وكيف ستنعكس إيجابياً على أعمال المجموعة؟
إن التوسع العالمي في العقد الماضي وثورة الخدمات الرقمية دفع "اتصالات" الى تقييم تلك الأصول التي استحوذت عليها والفرص المتاحة لها، إن الإقبال على خدمات البيانات أو ما يعرف باسم "تسونامي البيانات" أصبح هائلا، ومن المتوقع بنهاية العام 2012 أن تصل خدمات البيانات إلى ما نسبته 36 % من إجمالي العائدات الدولية للهاتف المتحرك، بعد أن كانت تشكل 21 % في العام 2008، وبالمقابل انخفضت نسبة المكالمات الصوتية من 79 % إلى 64 % خلال الفترة نفسها.
وبالتالي فإن كافة هذه العوامل تفرض التطور والتقدم في استراتيجيات الاندماج بين الأصول لتعظيم القيمة وتنويع مصادر الدخل، إضافة إلى زيادة الإيرادات ويتم ذلك عبر تقديم خدمات مبتكرة تعتمد على البيانات؛ مثل خدمات الرعاية الصحية mHealth والتجارة mCommerce على الهاتف المتحرك والحوسبة السحابية وتطبيقات آلة إلى آلة وغيرها من التطبيقات الحديثة. والجدير بالذكر أن "مجموعة اتصالات" كانت قد نالت جوائز عالمية قيمة من قبل GSMA في فبراير 2012 في تقديم هذه الخدمات المبتكرة في الأسواق الناشئة.
*كم العوائد التي تتوقعون الحصول عليها من خلال إعادة الهيكلة لبعض أصول المؤسسة الخارجية خلال العامين القادمين؟
انه من السابق لأوانه التعليق على هذا الأمر، بيد أننا في "اتصالات" ملتزمون بالاستفادة من الفرص التي تثمر أفضل عائد من الاستثمار وذلك من حيث تنويع مصادر الدخل وزيادة العائدات للمساهمين. فقد شهدنا بنهاية العام المنصرم نمواً من ناحية الحجم والإيرادات، فقد بلغت إيرادات المجموعة 32.2 مليار درهم، ساهمت العمليات الدولية فيها بـ26% وهو أمر مشجع ومحفز جداً للنظر في التوسع وزيادة الحصص الاستثمارية في الوحدات الموجودة حالياً بل أيضا الاندماج اذا تطلب الأمر.
نظرة تحليلية للاستثمارات
*يلاحظ من خلال البيانات المالية للمؤسسة ان العائد على الاستثمارات في كثير من الدول ليس بالمستوى المطلوب مقارنة مع حجم رأس المال المستثمر. فهل تعتقد ان سياسة المؤسسة في هذه الاطار تضمنت بعض الاخطاء ولم تكن في اطار التوقعات؟
على العكس تماما، فقد تمكنت "مجموعة اتصالات" وفي وقت وجيز جداً ومقارنة بشركات الاتصالات العالمية التي تنتهج من التوسع الجغرافي نموذجا لاعمالها، من الانتشار وتوسيع أنشطة عملياتها الدولية والحصول على تراخيص للعمل في مناطق الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا والتي تضم بعضاً من أكثر الدول تعداداً بالسكان مثل نيجيريا وباكستان. ومن المتعارف عليه أن الاستثمارات في الأسواق الناشئة، طويلة الأمد تحتاج ما بين 4 - 5 سنوات حتى تجني ثمار الاستثمار فيها. وليس ذلك فحسب، فقد وقعت "مجموعة اتصالات" حزمة من اتفاقية إطارية
عالمية لتواكب التوسع الجغرافي بهدف الاقتصاد في النفقات وتحقيق المواءمة في التقنيات عبر شركات المجموعة وخلق المؤازرة في العديد من العمليات الدولية على مدى السنوات القليلة المقبلة.
أهمية سوق الإمارات
*هل تعني إعادة الهيكلية للاستثمارات الخارجية أن المؤسسة ستركز بشكل أكبر على تنمية أعمالها المحلية في دولة الإمارات التي تشكل الجزء الأكبر من إيراداتها؟
إن سوق الإمارات هي سوق أساسية بالنسبة لنا، مع الأخذ في الاعتبار أنها تمثل 7 ملايين مشترك من مجموع قاعدة عملائنا حول العالم، وقد احتفظنا بحصة مسيطرة من العائدات بالرغم من الضغوط التنافسية لاسيما في قطاع الهاتف المتحرك .
وهو أمر طبيعي في سوق يتألف من لاعبين فقط. وقد خصصت "اتصالات" ما قيمته 1.8 مليار درهم إماراتي وهو عبارة عن 40% من إجمالي نفقاتها الرأسمالية لتعزيز البنية التحتية لشبكة الألياف البصرية وتطوير شبكتي الوصول المركزية بنظام LTE لمواكبة التطور في مجال تقديم خدمات البيانات وخدمات القيمة المضافة.
وقد شهدت "اتصالات الإمارات" نموا قويا ونهضة في قطاعي البيانات والانترنت حيث زاد مجموع داخلهما عن 20 % بنهاية العام المنصرم ليصل إلى 8 مليارات درهم، الأمر الذي تطلب إعادة هيكلة نماذج الأعمال التي تنتهجها المؤسسة لمواكبة التطور المتسارع في خدمات وتوصيل البيانات، واضعة نصب أعينها كافة الاحتياجات السكانية وقطاع الاتصالات في دولة الإمارات.
*اين وصلتم في ما يتعلق بموضوع الربط بين الشبكات مع المشغل الآخر؟
استطيع القول اننا في اتصالات جاهزون فنيا لبدء الربط وبقي الاتفاق على الامور التجارية بين المشغلين في القطاع والذي وصل ايضا الى مراحله النهائية ايضا ولم يبق سوى جزء بسيط لإتمامه.
ربما يرى البعض ان الفترة المتعلقة بالتحضيرات لبدء الريط بين الشبكات استغرقت مدة طويلة لكن يجب معرفة ان الامور الفنية اللازمة لهذه العملية التي تعد الاولى من نوعها على مستوى العالم وهو امر نفخر به في دولة الامارات بحاجة للوقت الكافي للتأكد من ان جميع الامور الفنية مكتملة وهو ما تم بنجاح في الوقت الراهن.
الاستثمارات في موبايلي
*يعتبر الاستثمار في شركة موبايلي الأكثر جدوى حتى الآن فهل تنوي المؤسسة زيادة حصتها في الشركة خلال الفترة القادمة؟
المملكة العربية السعودية هي من أهم الأسواق لدينا ومن أكثرها نجاحاً، ساهمت شركة "اتحاد موبايلي" بنهاية العام الماضي بإجمالي 1.2 مليار درهم إماراتي من الارباح وذلك قبل حق خصم الامتياز الاتحادي، وربما في المستقبل نفكر في زيادة حصتنا في "موبايلي" ولكن حالياً لا توجد أية نية أو نقاش حول ذلك.
استراتيجية المجموعة
*ما الأسس التي تعتمد عليها استراتيجية عمل المؤسسة خلال الفترة القادمة على المستوى المحلي؟
استشراقاً للمستقبل شرعت "مجموعة اتصالات" ومنذ بداية هذا العام بتطبيق إستراتيجية ENGAGE والتي تتألف من ست ركائز أساسية هي إثراء تجربة العملاء، تعزيز التكنولوجيا المتقدمة، الحوكمة الفعالة، تحقيق الريادة في النطاق العريض، النمو في ظل محفظة مستدامة والتميز في التنفيذ. وليس ذلك فحسب يشمل هذا البرنامج على سبيل المثال .
وليس الحصر تطبيق إستراتيجية إدارة المواهب فقد تم تشكيل مجموعتين جديدتين للتشغيل لإدارة وحداتنا الدولية على نحو أكثر فعالية. وتهدف عملية الدمج هذه على المستوى الإقليمي والوظيفي إلى تحقيق التناغم والتوافق في الأنشطة التجارية وتعزيز الدعم عبر مختلف أقسام المؤسسة من اجل تحقيق التآزر المتاح لحجم عمليات "اتصالات".
*هل اكتملت خطة المؤسسة في مشروع الألياف الضوئية في الدولة كما كان مخططاً من قبل؟ أم أن بعض المناطق ما زالت غير مغطاة بهذه الخدمة؟
إن الخطة الوطنية لشبكة الكابلات الضوئية (FTTH)، وضعت لتغطي كافة أنحاء الإمارات وتلبي حاجات السكان والشركات ولقد قطعنا شوطاً كبيراً فيها. وستتم تغطية بعض الأماكن القليلة التي لم تغطى بعد بنهاية العام الحالي. إن مجتمع الإمارات محظوظ بوجود أحدث شبكات الجيل التالي مثل الشبكة الوطنية للألياف الضوئية (FTTH) وشبكة الجيل الرابع للهاتف المتحرك (LTE) والجهود المتواصلة في بناء وتطوير البنية التحتية لقطاع تقنية المعلومات والاتصالات وتعزيز موقع الدولة كمركز إقليمي رائد لخدمات الاتصالات والتكنولوجيا.
العلاقة مع الهيئة
*كيف تصفون علاقتكم مع هيئة تنظيم الاتصالات؟ وكم عدد العروض التي تم رفضها من قبل الهيئة خلال العامين الماضيين؟
تربطنا علاقة وثيقة وجيدة جدا مع هيئة تنظيم الاتصالات، ونحن نعمل معاً يدا بيد في شراكة مستمرة في عدد من المشاريع التي تخدم مشتركينا في كافة أنحاء الإمارات، ونناقش معهم باستمرار رؤيتنا وطموحاتنا حول تقديم خدمات أفضل وأكثر كفاءة واعتمادية لمشتركينا في الإمارات.
*ما هي توقعاتكم لنتائج أعمال المؤسسة خلال العام الجاري مقارنة مع العام 2011؟
في شهر يوليو من هذا العام، أعلنت اتصالات عن تحقيقها نموا 17% من عام إلى عام، في العائدات المجمعة خلال الربع الثاني من العام 2012 المنتهي بتاريخ 30 يونيو 2012. وهذه الزيادة تعتبر ثابتة ومستقرة منذ الربع الأول للعام 2012، ونحن على ثقة تامة وضمن المعطيات الموجودة حاليا بأنها ستستمر في النمو بإذن الله.
تملك الأجانب في المؤسسة
*أُشيع في وقت سابق عن إمكانية فتح المجال أمام الأجانب لتملك جزء من أسهم المؤسسة فما مدى صحة ذلك ؟وهل نسبتم شيء من هذا القبيل للحكومة المحلية؟
تملك الأجانب لأسهم الاتصالات هو قرار حكومة الإمارات، والسلطات المعنية في الدولة هي صاحبة الكلمة الأخيرة بالنسبة لتملك الأجانب. نحن كإدارة "اتصالات" نرى أن تملك الأجانب لأسهم الاتصالات له حسنات كثيرة منها مثلاً تحسين الحوكمة، وازدياد مستوى السيولة وارتفاع مستوى الأسهم وهذه الفوائد تعتبر محفزا جيدا لاتخاذ قرار في هذا المجال.
تطوير حياة الناس إلى الأفضل
يرى احمد جلفار أن قطاع الاتصالات سيواصل لعب دور حيوي في تطوير حياة الناس إلى الأفضل فهو يتغلغل في تفاصيل حياتهم اليومية ليصبح جزءاً منها، ويقدم لهم ومن خلال هواتفهم الذكية أو الأجهزة النقالة كل ما يحتاجون إليه من معلومات محلية أو دولية وفي كل الاتجاهات والقطاعات المهنية، كما دخل بقوة في الآونة الأخيرة في مجالي التعليم والصحة، ونحن نرى أن لهذين القطاعين تحديداً آفاقاً واعدة جداً.
وقال ان اتصالت نركز في أسواقها العالمية على إعادة ترتيب المعادلة الاقتصادية لتقوم بدور مؤثر في تطوير اقتصاد تلك المجتمعات، ولقد تمكنا من إحداث فارق ملموس في حياة بعض المجتمعات ومنها تنزانيا من خلال تطبيقاتنا المبتكرة في الرعاية الصحية mHealth التي أنقذت حياة الكثير من الوالدات والأطفال المواليد بالإضافة إلى تقليل تكلفة الرعاية الصحية على الأسرة أثناء فترة الولادة.
أما منصة تحويل الأموال عبر الهاتف المتحرك mCommerce فقد مكنتنا من توفير خدمات مصرفية لأناس لم يسبق لهم القيام بمعاملات مصرفية، أو ربما لا تسمح لهم الظروف بالتعامل مع المصارف. إلا أنّه ومن خلال حلولنا المبتكرة تمكنا من أن نساعد هؤلاء الأشخاص على بدء أعمالهم التجارية البسيطة، مما سينعكس قريباً على أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية ويثمر في ازدهار الأسرة ورفاهية المجتمع.
«جيتكس» يشكل منصة واسعة لتواصل "اتصالات" مع العالم
قال احمد عبدالكريم جلفار الرئيس التنفيذي لمجموعة اتصالات ان أسبوع جيتكس للتقنية يعد أكبر معرض لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة في دورته 31 مناسبة فريدة لنا، حيث يتزامن انعقاده مع اجتماع أعضاء الاتحاد الدولي للاتصالات في دبي، ويتيح لنا منصة واسعة للتواصل مع نظرائنا وزملائنا في هذا القطاع وعلى المستوى العالمي، وتبادل المعلومات والخبرات والاطلاع على أفضل الممارسات وأحدثها في هذا القطاع .
حيث تشارك في هذا الحدث العالمي أكثر من 3500 شركة محلية وعالمية متخصصة.وكما هو معلوم فإن معرض جيتكس، وسوق جيتكس للمتسوقين "شوبر" هما حدثان منفصلان، مما يمنح الشركات فرصة أفضل للتركيز على العملاء والتواصل معهم، ويسهّل إمكانية عقد الصفقات سواء بالنسبة للأفراد أو الشركات.
ويشكّل مناسبة للخوض في نقاشات وتفاصيل أعمق للخبراء والعاملين في هذا القطاع وهو مناسبة مهمة لتقوية العلاقات ما بين شركات الاتصالات وشركات تقنية المعلومات.وإنه من دواعي سرورونا أن تلقي "اتصالات" كلمة في الحفل الافتتاحي لاجتماع الاتحاد الدولي للاتصالات.
وهذا بحد ذاته برهان كبير يعكس أهمية دولة الإمارات العربية المتحدة في كونها مركزاً إقليمياً رائداً للأعمال والتكنولوجيا والاتصالات، وهذه المكانة هي التي تؤهلها لاستضافة أكبر المؤتمرات العالمية. إن لمجموعة "اتصالات" دورا بارزا ومؤثرا في قطاع الاتصالات الدولي، حيث اننا نعمل في 16 سوقاً دولية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}