محمد شرف الرئيس التنفيذي لشركة "موانئ دبي" في حوار مع "الخليج"

أكد محمد شرف الرئيس التنفيذي لموانئ دبي العالمية أن الشركة حرصت دوماً على الوفاء بالتزاماتها، وأنها لم تقصر يوماً في بنود أي من تعاقداتها .

وتحدث في حوار مع »الخليج« عن صفقة عدن قائلاً إن الشركة استوفت بنود الاتفاقات هناك وقدمت أكثر منها، لكن الوضع الأمني في اليمن وحالة عدم الاستقرار فرضت معطيات صعبة جعلت شركات المقاولات العالمية تعرض عن المشاركة في المناقصات في اليمن .

وأضاف أن الشركة لم تسجل أية خسائر على خلفية انسحابها من صفقة اليمن، وقال إن قرار الانسحاب كان إيجابياً وانعكس بشكل مباشر على أسعار أسهم الشركة .

وقال شرف: إن الشركة حرصت على تقديم الأفضل لعمالها في مصر، وان رواتب عمال السخنة تصل إلى 4000 جنيه، وهو أعلى من المتوسط في القطاع في مصر، وأضاف أن الاستقرار سوف يشجع الشركة على المضي قدماً في خطط التوسع في السخنة .

واستبعد أن تحتاج الشركة لتمويل خارجي في المرحلة المقبلة قائلاً إن ما لديها من موارد كاف لتغطية احتياجاتها، وبلغت السيولة لدى الشركة بحسب بياناتها المالية 16 .1 مليار دولار في نهاية يونيو/ حزيران 2012 . كما أن لدى الشركة تسهيلات ائتمانية جاهزة بقيمة مليار دولار .

وفي ما يلي نص الحوار:


* تواصل موانئ دبي العالمية توسعاتها، فأين هي اليوم أبرز أسواق عملكم؟ وإلى أين تفكرون في التوسع؟
- نحن اليوم نركز على الأسواق الناشئة بالدرجة الأولى لما تطرح من فرص نمو جيدة، لكننا في الوقت لم ننس الدول المتقدمة في أوروبا وأكبر مشروعين لدينا حالياً في بريطانيا وهولندا . كما لدينا مشروع في سورينام في 2011 ودخلنا مصر في ،2008 ونركز إضافة إلى ذلك على مواصلة التوسع في ميناء جبل علي .

إن خطى التوسع والنمو للشركة اليوم باتت أكثر هدوءاً مما شهدناه في الأعوام الماضية حتى ،2008 فالشركة اليوم لديها تواجد قوي في 6 قارات، ولذا نؤثر اليوم التركيز على النمو العضوي وزيادة فاعلية الشركة في أسواقها الحالية والبناء على مواطن القوى التي لدينا بالفعل .

إن أي توسع يجب أن يضيف إلى الشركة، كما أن تواجدنا القوي في معظم الدول يجعلنا أحرص في توسعاتنا كيلا ندخل في متاهات الاحتكار، نحن لا نرغب في إثارة التساؤلات كما أننا نرحب دوماً بالمنافسة ولا نخشاها .

نحن لدينا تواجد قوي في كافة الأسواق المهمة، خاصة الأسواق الناشئة التي نرى فيها فرص نمو قوية مثل أسواق إفريقيا ومصر، إن أسواق إفريقيا صغيرة نسبياً لكن النمو فيها سريع بفضل قاعدة السكان الكبيرة، إنها أسواق واعدة جداً من وجهة نظرنا .

* لكن هل لديكم اليوم خطط للتوسع في موانئ أو مدن جديدة؟
- نحن لا نتوقف أبداً عن استكشاف الفرص السوقية، ودوماً لدينا عدد من 20 إلى 25 مشروعاً قيد الدراسة، لكن مثل هذه المشاريع تحتاج إلى وقت، كما أنه يصعب علينا الحديث عن المشاريع قبل اتمامها باعتبارنا شركة مدرجة في السوق .

* لكن أين ترون اليوم الفرص الأجدر بالدراسة في الأسواق الناشئة فقط أم أن الأسواق المتقدمة يمكن أن تطرح اليوم فرصاً متميزة؟
- نبحث دوماً عن التوازن في محفظة أعمالنا، فالمحفظة المتوازنة لأعمالنا هي التي ساعدتنا على مواجهة الأزمة العالمية . إن الفرص الأكثر جذباً في الأسواق الناشئة، لكننا كما قلت نبحث دوماً عن الفرص المناسبة التي تكفل لنا التوازن في توزيع عملياتنا .

* كان هناك الكثير من الاتهامات التي وجهت للشركة حول ميناء عدن؟ هل بإمكانكم اليوم اطلاعنا على حقيقة ما حدث في عدن وأسباب تخليكم عن الصفقة؟
- نحن منذ دخلنا إلى اليمن لم نحل ببنود الاتفاق، فقمنا بضخ الاستثمارات هناك ومضينا قدماً في تنفيذ المرحلة الأولى ووسعنا ساحة الحاويات من 400 ألف إلى 950 ألف حاوية .

لقد نفذنا بنود الاتفاق وأكثر منها حتى خلال الأزمة العالمية لم نتوقف عن التوسعة وتدريب الموظفين . لكن بعد ذلك بدأت الأزمة اليمنية الحرب ضد الإرهابيين والثورة، الأمر الذي أثر في نمو اليمن وعلى نشاط الموانئ، فبرغم أن الطاقة الإجمالية للميناء 950 ألف حاوية لكن التشغيل لم يكن يتجاوز 200 ألف حاوية، وكان من المفترض بحسب بنود الاتفاق أن نقوم ببناء رصيف إضافي، لكننا فضلنا أن تهدأ الأمور، ويجب أن يكون الاستثمار كذلك مجدياً، وبالفعل حاولنا وطرحنا مناقصة لبناء الرصيف الجديد، لكن شركات المقاولات لم تتقدم للمناقضة، لم يتقدم أحد للمناقصة خشية الوضع الأمني في اليمن .

ونحن من دون شك يهمنا استقرار الوضع في اليمن ولقد دخلنا من الأساس إلى اليمن بناء على طلب من الحكومة اليمنية . لكننا في الأخير تفهمنا الوضع ونحن ندرك أن الحكومة الجديدة واقعة تحت ضغط شعبي ومطالب متجددة بالتغيير السريع وحصل التفاوض بالتالي على إلغاء الصفقة، وكان قرار الانسحاب إيجابي علينا حيث ارتفعت أسهمنا مباشرة بعد الإعلان عن إلغاء الصفقة، كما أننا استعدنا كامل استثماراتنا في الميناء .

إن قرار الدخول في صفقة عدن كان سليماً في وقتها وقائماً على دراسة جدوى، لكن أحداً لم يكن يتوقع ما حدث بعد ذلك من أزمات، كما أن قرار الانسحاب بالمثل كان في مصلحة الجميع .

إن موانئ دبي العالمية حريصة على دعم النمو الاقتصادي في اليمن، ولها أنشطة هناك ضمن نطاق المسؤولية الاجتماعية للشركات فلدينا هناك مبادرات لتدريب وتعليم طلاب، لكن الوضع لم يساعدنا للاستمرار هناك .

* لماذا تؤثرون دوماً عدم الإجابة عما يوجه لكم من اتهامات سواء على مستوى ميناء عدن أو حتى في مصر؟
- موانئ دبي العالمية شركة مساهمة عامة وبالتالي يصعب علينا الحديث عن الكثير من الأمور، وبالنسبة لليمن قدرنا نحن صراحة وضع الحكومة هناك ولم نرغب في زيادة الضغوط عليهم .

* لكن رغم ذلك يمكنكم الإجابة عن هذا السؤال: هل تشعرون بأنكم قصرتم تجاه أي من التزاماتكم؟
- لا لم نقصر أبداً تجاه أي التزام، بيد أن الأشجار المثمرة هي التي تلقى دوماً بالحجارة . ويمكنك الذهاب إلى السويس واستطلاع الآراء هناك لتعرفي أن للشركة شعبية واسعة هناك فنحن لم نقصر يوماً ولم نظلم أحد من العاملين لدينا، لكن هناك فوضى والبعض يعرف كيف يجيد استغلال هذه الفوضى لتحقيق أغراض خاصة .

إن أوضاع عمال الشركة في ميناء العين السخنة بمصر كانت جيدة حتى قبل دخول موانئ دبي العالمية، إننا اخترنا الاستثمار هناك على أساس سليم فميناء السخنة نموذجي بكافة المقاييس فالإجراءات الجمركية هناك إلكترونية بالكامل وهناك نظم تفتيش متميزة لمكافحة ممارسات الفساد .

وعند دخولنا حرصنا على تقديم الأفضل للعمال هناك فمتوسط الأجور يصل إلى 4000 جنيه وهذا أعلى من المتوسط في القطاع بمصر قبل الثورة، وكذلك التأمين الصحي، وهذا مبدأ عملنا في أي مكان فالحرص على مصلحة العامل تجعله يحرص على مصلحة الشركة .

* وماذا عن استثماراتكم في السخنة إلى أين وصلت؟
- حجم استثماراتنا هناك من الأساس من 650 إلى 730 مليون دولار حسب الخطة، استثمرنا بالفعل 55 مليون دولار وتمت هذه المرحلة أثناء الأزمة ولدينا هناك طاقة اليوم 1 .1 مليون حاوية، ويصل حجم المناولة حالياً إلى نصف مليون ونحن مستعدون للدخول في المرحلة التالية من الاستثمار بمجرد عودة النمو . ويفترض أن ترفع المرحلة الثانية حجم المناولة في الميناء إلى 3 ملايين حاوية نمطية هذا بعد إنشاء الحوض الأول والحوض الثاني .

* ماذا عن حجم السيولة لدى الشركة هل كان لتغطية التوسعات أم لديكم خطط للحصول على تمويل عبر السندات؟
- حجم السيولة في الشركة جيد والميزانية قوية جداً فالسيولة إلى الديون تصل إلى 7 .2 ضعف، لذا ليس لدينا حاجة إلى سندات أو أي قروض إضافية في الوقت الحاضر، كما أن لدينا تسهيلات ائتمانية جاهزة بمليار دولار .

* هل هناك خطط لبيع أصول تابعة للشركة في المرحلة المقبلة؟
- نحن لدينا أصول في كافة أنحاء العالم، وفي بعض الاستحواذات الكبيرة مثل »بي آند أوه« تكون هناك أصول صغيرة ليست بالمربحة أو المجدية، لذا قررنا أن نحولها من الخسارة للربحية ومن ثم نبيعها لأنها لم تكن مناسبة لمنظومة عملنا المتكاملة . مثال على ذلك »انتورب« كانت تتطلب منا وقتاً وجهداً كثيراً والمقابل قليل نسبياً، لذا حولناها إلى الربحية ثم قمنا ببيعها وبالسعر الذي وجدناه مناسباً .

وفي أصول أخرى مثل استراليا فضلنا أن يكون لنا شركاء استراتيجيين لتسييل أصول يمكننا استغلالها في استثمارات أخرى أعلى ربحية في ذات الوقت الذي نستفيد فيه من خبرة الشركاء .

* ما طموحات الشركة، وكيف ترون موانئ دبي العالمية بعد خمس سنوات من اليوم؟
- نحن نطمح لأن تكون موانئ دبي العالمية من الشركات الرائدة في الأرباح وعوائد الاستثمار وتطبيق التقنيات الحديثة . ما يهمنا أن نكون في المقدمة أن نكون رقم واحد في النمو والتطور لا في حجم الأعمال .