وضعت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة " طاقة " المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، يوم أمس حجر الأساس لمنشأة بيرجرمير لتخزين الغاز في هولندا.
ويأتي وضع حجر الأساس لهذا المشروع بعد جهود ومباحثات مطولة نجحت خلالها شركة " طاقة " في الحصول على الضوء الأخضر من مجلس الدولة الهولندي لبناء هذه المنشأة التي تقع بالقرب من ألكمار على بعد 40 كيلو شمال العاصمة أمستردام والتي ستصبح أكبر منشأة لتخزين الغاز في أوروبا وذلك عند وصولها إلى الطاقة التشغيلية الكاملة المتوقعة في عام 2015 مما سيساهم في جعل هولندا مركزا محوريا للغاز الطبيعي في شمال غرب أوروبا، وستعيد هذه المنشأة الحياة من جديد إلى حقل غاز بيرجرمير بعد نضوب مخزونه من الغاز وستوفر الفرصة لتخزين الغاز صيفا في آباره التي تتميز بكبر حجمها وملاءمة تركيبتها الصخرية لتخزين الغاز ليتم استخدامه في أوقات تزايد الطلب عليه شتاء وسيساهم هذا في مضاعفة طاقة تخزين الغاز في هولندا وتحقيق التوازن في سوق الطاقة الهولندية وتوفير الغاز للمستهلكين بأسعار أقل، وفق ما ذكرت الشركة.
وتبلغ طاقة تخزين منشأة بيرجيرمير نحو 4.1 مليار متر مكعب وهي تكفي لسد احتياجات 2.5 مليون منزل هولندي بالسنة وسيعاد استخدام من ستة إلى تسعة آبار في بيرجرمير، كما سيتم حفر/ 14 / بئرا جديدا وسيتم العمل على تنظيف الغاز المستخرج من الخزانات وتجفيفه وضغطه في منشأة ضغط سيتم إنشاؤها في المنطقة الصناعية وستعمل خطوط أنابيب جديدة على نقل الغاز إلى الخزان في محطة المعالجة لينقل بعدها إلى نظام نقل الغاز.
وقال عبدالله النعيمي نائب رئيس مجلس إدارة "طاقة" إن شركة طاقة بدأت في تطوير الحقول التي نضبت وتحويلها إلى خزانات غاز أرضية وأن هذا الخزان يعتبر من أكبر الخزانات على مستوى أوروبا بطاقة تخزين قدرها 4.1 مليار متر مكعب مما يكفي هولندا لمدة خمسة أسابيع متواصلة، ولفت إلى إمكانية أن تستفيد من المشروع دول أوروبية أخرى.
وأضاف أن " المشروع احتاج إلى فترة طويلة بسبب المخاوف البيئية ولكن الحكومة الهولندية لجأت إلى رأي طرف ثالث استبعد احتمال هذه المخاوف كما أن التقنية التي نستخدمها في المشروع تتميز بانخفاض الانبعاث الكربوني والمشروع هو الأول من نوعه على مستوى العالم من حيث التقنيات المستخدمة فيه إضافة إلى ذلك هناك برنامج المحافظة على البيئة المحيطة من طيور وأشجار وغيرها".
وفيما يخص توسعات الشركة قال إن طاقة تحرص على اغتنام الفرص الاستثمارية في أوروبا وفي مناطق أخرى في العالم وذلك في ظل التوجه العالمي نحو الطاقات البديلة والنظيفة والابتعاد عن الوقود الأحفوري.
يذكر أن حقل بيرجرمير اكتشف خلال عام 1969 وأنتج منه الغاز حتى استنفاده في السنوات الأخيرة وخضع مشروع تخزين الغاز في الحقل لدراسات مكثفة ووافية قامت بها جهات مستقلة خاصة فيما يتعلق بالمخاوف المرتبطة بالسلامة والتي كان من أبرزها احتمال وقوع الهزات الأرضية وخلصت جميع التقارير إلى استبعاد خطر حدوث هزات أرضية تزيد قوتها على 3.9 درجة وفق مقياس ميركيلي.
كما عمدت " طاقة " إلى اتخاذ العديد من الإجراءات للحد من الآثار البيئية للمشروع حيث عملت على شراء أرض مساحتها 24.5 هكتار لإنشاء منطقة "محيط المخاطر" حول المنشأة تلبية للمخاوف المتعلقة كما تم إنشاء محمية طبيعية في الحقول المجاورة لموقع الحفر التي تبلغ مساحتها / 18 / هكتارا لتكون مأوى آمنا لإدارة برنامج الطيور وتكاثرها.
وبعد ذلك تمكنت شركة "طاقة" من الحصول على الموافقات والتصاريح النهائية المطلوبة لتشغيل المنشأة وبدأت العمليات التحضيرية فيها في شهر يوليو كما تعاقدت مع شركة غازبروم لتزويد غاز الأساس للحقن خلال أشهر الصيف وهذا النوع من الغاز ضروري لضمان حصول الخزان على الضغط الأمثل المناسب لبدء عمليات التخزين.
الجدير بالذكر أن طاقة وشريكتها "إي بي إن" قامتا باستثمار أكثر من 800 مليون يورو لحفر 14 بئرا جديدة وبناء منشأة معالجة الغاز في ألكمار ومد خطوط الأنابيب. وسيسهم مشروع برجرمير لتخزين الغاز في منح عملية تطوير صناعة الطاقة في المنطقة المجاورة لمنطقة ألكمار دفعة كبيرة، وبشكل عام سيوفر مشروع إنشاء منشأة تخزين الغاز أكثر من 3300 فرصة عمل سنويا منها 2650 فرصة عمل سنويا في هولندا.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}