تبلغ اعماق الطبقات المنتجة لحقل برقان نحو 7 الاف قدم تحت سطح الارض والتي تعتبر اعماقاً بسيطة لعمليات الحفر وتتجه عمليات الاستكشاف حاليا الى طبقات العصر الجيوراسي والبرمي السحيقين والوصول الى اعماق تصل الى 22 الف قدم بهذة الكلمات بدا خبير الجيوفيزياء في شركة " نفط الكويت حديثة مع " السياسة " , مؤكدا ان المسوحات الجيوفزيائية بدأت في الكويت د. عادل الإمام منتصف الثلاثينات وتحديداً في حقل برقان الكبير حيث تم قياس بعض نقاط الجاذبية من سطح الارض و التي أدت مع بعض معلومات الجيولوجيا السطحية الى تحديد شكل الطية المحدبة لتركيب البرقان الكبير .
في وركز الامام على ان المسوحات الزلزالية تساعد في تحديد سمك طبقات المكمن وامتداده ومنها يمكن حساب حجم المكمن كما يتم تحديد خواصه الطبيعية ونسبة المسامية للصخور حيث تؤدي تلك المعلومات الى تحديد كمية المواد الهيدروكربونية الموجودة في باطن الارض , مبينا ان طرق المسح الزلزالي وصلت الى 220000 محطة و هو ما تستخدمه حالياً" نفط الكويت " في المسح الزلزالي ثلاثي الابعاد لأغراض الاستكشاف الذي تقوم به في مناطق شمال الكويت.
الامام الذى يمتلك في سيرته الذاتية خبرة متراكمة في الجيوفيزياء واستخدامها في مجال الاستكشاف والحاصل على ماجستير الجيوفيزياء من جامعة بتس بيرج بالولايات المتحدة الاميركية والعضو فى عدد من منظمات الجيوفيزياء العالمية , اشار الى ان التقدم التكنولوجي الحديث ونوعية التقنيات المتطورة للمسوحات الزلزالية و التطور الكبير في عدد اللواقط المستخدمة سمح بتصميم مسوحات زلزالية عالية الدقة ما يسهل تحديد الخواص الطبيعية للصخور و تحديد عمق المكمن و سمكه و امتداده تحت سطح الأرض يمكن الحصول على معلومات عن احتمالية وجود نفط او غاز من عدمه.
وقال الامام ان حقل برقان اكتشف في اواخر الثلاثينات وكان الاكتشاف الاقتصادي الاول , لافتا الى أن أول دليل على وجود النفط بدولة الكويت كان في منطقة البحرة حيث اكتشف النفط على صورة تسرب على سطح الارض من خلال بعض التصدعات و التشققات الارضية وتوالت بعد ذلك الاكتشافات حتي اوائل الثمانينات وخلال هذه الفترة اكتشفت حقول شمال الكويت,"بحرة والصابرية والروضتين وحقول غرب الكويت المناقيش وام قادير مؤكدا ان حقل برقان يعد من الحقول العملاقة وبقية الحقول فتتراوح بين الكبيرة والمتوسطة .
والى المزيد في تفاصيل الحوار :
*نود القاء الضوء على طبيعة المسوحات الزلزالية ?
عند الحديث عن المسوحات الزلزالية او كما يطلق عليها البعض المسوحات السيزمية هي بتعريف بسيط عبارة عن ارسال موجات صوتية الى باطن الارض عن طريق مصادر للطاقة موجودة على سطح الارض سواء كانت هزازات او شحنات من الديناميت ثم يتم استقبال الموجات المنعكسة من الطبقات و الاعماق المختلفة بواسطة لواقط و يتم تسجيل هذه الموجات و زمن انعكاسها ثم يتم معالجتها باستخدام تكنولوجيا متقدمة لتعطي صورة للطبقات تحت السطحية و منها نستطيع تحديد مكامن و خزانات النفط. الصورة توضح مسار الموجات الزلزالية من مصدر الطاقة الى اسطح الطبقات المختلفة ثم العودة الى اللواقط المنتشرة على سطح الارض حيث يتم تسجيلها و هذا يتبع النظريات البسيطة لانعكاس الموجات الصوتية و الضوئية.
*هل من ارتباط في المسمى بين المسوحات الزلزالية وما يحدث في الزلزال? و ما الفرق بينهما?
بالطبع هناك ارتباط فتسمية المسوحات الزلزالية مشتقة من الزلازل والفرق هو انه في حالة الزلازل فان الموجات تنشأ بطريقة طبيعية نتيجة تحرك كتل وصخور في باطن الارض ولا يمكن التنبؤ أو التحكم في شدتها كما يكون منشأ الموجات من داخل الارض متجهاً الى أعلى بينما في حالة المسوحات الزلزالية فان الموجات تنشأ بطريقة صناعية بحتة كما يمكن التحكم في شدتها و يكون اتجاهها من أعلى الى أسفل حيث مصدر الموجات موجود علي سطح الارض.
*حدثنا عن مراصد الزلازل ?
مراصد الزلازل هي مواقع يتم تحديدها على سطح الارض لرصد و تسجيل الموجات حيث تستخدم أجهزة اللواقط (السماعات) الحساسة و يتم تسجيل زمن حدوث الهزة الارضية و شدتها و منها يمكن تحديد مركز الزلزال و بعده عن المرصد بدقة و بالطبع تتفاوت شدة الزلازل و قدرتها التدميرية حسب عمق مركز الزلزال و نوعية الموجات الصادرة سواء كانت أفقية أو رأسية و كذلك الفترة الزمنية التي تستمر خلالها الهزة الارضية.
*كيف يمكن التعرف على أماكن وجود النفط من خلال المسوحات الزلزالية ?
يتواجد النفط في انواع عدة من الصخور الموجودة على شكل طبقات تحت سطح الارض يطلق عليها المكامن و هناك العديد من المكامن يتم تقسيمها حسب نوعية الصخور و طرق ترسيبها عبر ملايين السنين و تتوالى عمليات الترسيب و تحدث الحركات الارضية التي ينشأ عنها وجود المصائد التي يهاجر اليها النفط. و تستخدم المسوحات الزلزالية في تحديد اشكال و اعماق المصائد الهيدروكربونية وبالطبع فالمسوحات ثلاثية الابعاد أكثر دقة من ثنائية الابعاد.
*ما هي طبيعة تلك المصائد و المكامن ?
المصائد الهيدروكربونية تتكون من الصخور الرسوبية سواء من الحجر الرملي أو الحجر الجيري و يشترط في هذه الصخور أن تتوافر فيها صفتان أساسيتان هما المسامية و النفاذية لتسمح بتجمع المواد الهيدروكربونية و المصائد لها نوعان رئيسيان هما المصائد التركيبية الناتجة عن الحركات الجيولوجية في باطن الارض كالصدوع و الفوالق و الطيات المختلفة و كذلك المصائد الاستراتيجرافية التي تنشأ من طبيعة البيئة الترسيبية و التغيرات التي حدثت لها اثناء الترسيب. و لكي نطلق عليها مكامن يجب أن تعلوها طبقة حابسة تكون طبيعتها مختلفة فيتم حجز النفط داخل المصائد.
*كيف يمكن تحديد امكانية وجود النفط والغاز في تلك المكامن ?
البئر الاستكشافي و نتائج الحفر هو ما يؤكد وجود المواد الهيدروكربونية بدقة عالية و لكن مع التقدم التكنولوجي الحديث المستخدم في الوقت الراهن ونوعية التقنيات المتطورة للمسوحات الزلزالية و طرق معالجتها و التطور الكبير في عدد اللواقط المستخدمة مما سمح بتصميم مسوحات زلزالية عالية الدقة و كذلك التقدم الكبير في تكنولوجيا الحاسبات الالية, كل ذلك مكننا من أن نبدأ في تحديد الخواص الطبيعية للصخور وهى تعتبر مرحلة متقدمة في مراحل معالجة البيانات الزلزالية فبعد تحديد عمق المكمن و سمكه و كذلك امتداده تحت سطح الارض نحن بصدد تحديد الخواص الطبيعية للصخر المكون للمكمن و من خلال ذلك يمكن الحصول على معلومات عن احتمالية وجود نفط او غاز من عدمه.
تطورات حديثة
*ما ابرز التطورات الحالية التي تؤدي الى معرفة كميات النفط ?
التطور الأكثر هو في معالجة المسوحات الزلزالية التي من خلالها نستطيع تحديد الخواص الطبيعية للمكمن مثل الكثافة و المسامية و النفاذية كما يمكننا في بعض الاحوال تحديد الحد الفاصل بين الماء والمواد الهيدروكربونية في باطن الارض و من الطرق الحديثة أيضاً المسوحات الزلزالية رباعية الابعاد وهي عبارة عن مسح زلزالي ثلاثي الابعاد تتم اعادته بعد فترة زمنية بنفس مواصفات المسح الاول وتتم معالجة البيانات لمراقبة التغيرات الطارئة علي المكمن نتيجة عمليات الانتاج او عمليات الحقن خلال تلك الفترة الزمنية و هذه أحد التقنيات الحديثة التي تستخدم لتحسين و تطوير الانتاج بالحقول النفطية.
*ما أبرز الاهداف من وراء المسوح الزلزالية ?
الاستكشاف في اماكن جديدة واعماق ومكامن جديدة.
تحسين عمليات تطوير وتنمية المكامن.
تقليل مخاطر الحفر الى ادنى مستوى ممكن.
*كم تبلغ الاعماق التي تحاولون الوصول اليها ?
هدفنا هو تقليل عامل المخاطرة في عمليات الحفر والاستكشاف خصوصا أننا نستكشف صخوراً ومكامن غير تقليدية موجودة على أعماق تتراوح بين 15 الف قدم الى22 ألف قدم تحت سطح الارض وبالتالي الدقة التي نتبعها في المسوحات الزلزالية مطلوبة لأنه كلما كان العمق اكبر كانت التحديات اكبر واصعب .
*ما هي طرق المسوحات الجيوفزيائية المختلفة?
المسوحات الزلزالية واحدة من الطرق الجيوفزيائية التي تستخدم في عمليات الاستكشاف عن النفط والغاز وكما هو واضح من الاسم "جيوفيزياء" فهو العلم الذي يجمع بين علم الجيولوجيا وعلم الفيزياء اي بصورة مبسطة فاننا نستخدم بعض القياسات من سطح الارض للحصول على الخواص الفيزيائية لما تحت سطح الارض ومن هذه القياسات على سبيل المثال الجاذبية و المغناطيسية والكهربائية والكهرومغناطيسية.
* متى بدأت المسوحات الجيوفزيائية في الكويت ?
المسوحات الجيوفزيائية بدأت في الكويت منتصف الثلاثينات وتحديداً في حقل برقان الكبير حيث تم قياس بعض نقاط الجاذبية من سطح الارض والتي أدت مع بعض معلومات الجيولوجيا السطحية الى تحديد شكل الطية المحدبة لتركيب البرقان الكبير .
تطور المسوحات
*متى بدا التطور الفعلي للمسوح الزلزالية ?
بدأت عمليات المسح الزلزالي بدولة الكويت في الستينات من القرن الماضي بتنفيذ بعض المسوحات الزلزالية البسيطة ثنائية الابعاد التي استخدمت 24 لاقطاً وارتفع العدد الى 48 ووصل الى 96 في اوائل الثمانينات و خلال هذه الفترة تم تنفيذ عدد من المسوحات الزلزالية ثنائية الابعاد مما ساعد في تحديد اشكال واعماق التراكيب الكبيرة
*ما هي بداية الاكتشافات النفطية بدولة الكويت?
كما ذكرنا ان حقل برقان اكتشف في اواخر الثلاثينات وكان الاكتشاف الاقتصادي الاول لكن الحقيقة أن أول دليل على وجود النفط بدولة الكويت كان بمنطقة البحرة حيث اكتشف النفط على صورة تسرب على سطح الارض من خلال بعض التصدعات و التشققات الارضية وتوالت بعد ذلك الاكتشافات حتى اوائل الثمانينات وخلال هذه الفترة اكتشفت حقول شمال الكويت,بحرة والصابرية والروضتين وحقول غرب الكويت المناقيش وام قادير ويعد حقل برقان من الحقول العملاقة اما بقية الحقول فتتراوح بين الكبيرة والمتوسطة.
*كم تبلغ الاعماق المنتجة بحقل برقان ?
تبلغ اعماق الطبقات المنتجة لحقل برقان نحو 7 الاف قدم تحت سطح الارض وتعتبر اعماق بسيطة وسهلة لعمليات الحفر .
*في أي العصور يتم الحفر في الوقت الراهن ?
تتجه عمليات الاستكشاف حاليا الي طبقات العصر الجيوراسي والبرمي السحيقين والوصول الى اعماق تصل الى 22 الف قدم.
*حدثنا عن المرحلة المتطورة للمسوحات الزلزالية والجيوفيزيائية في نفط الكويت?
في اوائل التسعينات بدأت مجموعة الاستكشاف في التخطيط لاعادة بناء قاعدة بيانات جيولوجية وجيوفيزيائية وبدا التحضير لهذه المهام في عامي 93/94 لإجراء مسح زلزالي ثنائي الابعاد يشمل كافة مناطق الكويت بشبكة متقاطعة غطت جميع مناطق الكويت اليابسة وقد استمرت العمليات لمدة 3 سنوات .وكان الهدف الاساسي لهذا المسح هو تحديد المناطق ذات الاحتمالات الهيدروكربونية العالية والموجودة بصخور العصرين الجوراسي والبرمي السحيقين.
*متى بدا المسح ثلاثي الابعاد?
في نفس التوقيت بدا اجراء اول مسح زلزالي ثلاثي الابعاد بدولة الكويت ليغطي الحقول المنتجة مثل حقل برقان الكبير والحقول الشمالية الصابرية والروضتين وجزء من حقول العبدلي وحقول المناقيش وام قدير .
*ما الهدف من هذا المسح الزلزالي ?
الهدف كما ذكرنا من قبل هو تحديد دقيق للمكامن والتراكيب المنتجة التي تحتوي على النفط المعروف لدينا في الوقت الحالي وكان الغرض مساعدة عمليات الانتاج وتطوير الحقول .
*هل المسوح الزلزالية تلعب دورا في تحديد الاحتياطي النفطي ?
نعم بكل تأكيد لان المسوحات الزلزالية تساعدنا في تحديد سمك طبقات المكمن و امتداده ومنها يمكن حساب حجم المكمن كما يتم تحديد خواصه الطبيعية ونسبة المسامية للصخور حيث تؤدي تلك المعلومات الى تحديد كمية المواد الهيدروكربونية.
*ما دور التقدم التكنولوجي في عمليات البحث ?
اشرنا سابقا الى تطور عمليات المسح الزلزالي والتي بدأت في اواخر العشرينيات من القرن الماضي حيث بدانا باستخدام مصدر وحيد للطاقة عبارة عن عبوة من الديناميت ثم تسجيل الموجات المرتدة عن طريق لاقط واحد ثم زادت مصادر الطاقة وتنوعت وكذلك عدد اللواقط كما اوضحنا وكذلك التقدم التكنولوجي الحديث في الحاسب الالي اتاح الامكانيات لزيادة عدد قنوات التسجيل وكذا الطفرة التي حدثت منذ اوائل 2002 و 2003 وتسمى بتقنية اللواقط الأحادية الرقمية و نحن في شركة نفط الكويت نحاول الوصول الى اعلى المستويات من حيث الدقة في المسوح حتى نتمكن من انجاز خطة الاستكشاف والإنتاج لعام 2030.
*هل تفكرون في اجراء مسح زلزالي اخر في الفترة المقبلة ?
لدينا خطط لتنفيذ العديد من المسوحات الزلزالية لخدمة أهداف الاستكشاف وكذلك لتطوير عمليات الانتاج فعلى سبيل المثال سوف نقوم بتنفيذ مسح ثنائي الابعاد للمنطقة البحرية و كذلك مسح ثلاثي الابعاد لمناطق جون الكويت و المناطق السكنية المحيطة به و هذا المسح يمثل تحدياً لخبراء الاستكشاف بالشركة نظراً للدقة المطلوبة و تنوع طبيعة المناطق التي يشملها المسح و اعتبارات الامن و السلامة العالية و خصوصاً خلال تنفيذ الاعمال الحقلية بمدينة الكويت و ضواحيها. كذلك نقوم بالتخطيط ووضع التصاميم الخاصة بمسح ثلاثي الابعاد لمناطق خبرات بغرض الاستكشاف و الاعداد لمسح ثلاثي الابعاد عالي الدقة بحقل البرقان الكبير لاغراض التطوير و التنمية.
*كم تبلغ عدد اللواقط التي وصلتم اليها في اخر مسح ?
وصلنا الى 220 الف لاقط وهو رقم غير مسبوق في العالم علماً ان أعلى رقم وصلت الية المسوح على مستوى العالم كان 100 الف لاقط .
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: