تشهد أبوظبي اليوم انعقاد فعاليات القمة العالمية للموانئ والتجارة التي تقام تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبتنظيم شركة أبوظبي للموانئ حيث تلقي القمة الضوء على أحدث التطورات في قطاع الموانئ والتجارة البحرية وتوفر منصة قوية للمشاركين من الاقتصاديين وقادة قطاع الموانئ البحرية والمشغلين وخبراء القطاع لبحث مختلف القضايا والتحديات التي تواجه صناعة الموانئ .
تأتي القمة مواكبة للتطورات التي شهدتها امارة أبوظبي من اقتراب اكتمال إنجاز منظومة الموانئ المتطورة التي بدأتها الامارة وانفقت عليها خلال العامين الأخيرين بحسب الاحصاءات المعلنة ما يزيد على 28 مليار درهم وتنفذ أبوظبي خطة شاملة لتطوير الصناعة البحرية للاستفادة من مقوماتها البحرية المتعددة تشمل تطوير موانئها سواء في مدينة أبوظبي أو في المنطقة الغربية وتضمين تلك الموانئ قطاعات تجارية ولوجستية فرعية ذات مواصفات عالمية .
وتنوع الإنفاق مابين تطوير ميناء خليفة الذي دخل التشغيل منذ اكثر من 6 اشهر ويعد اول ميناء شبه اتوماتيكي في المنطقة والمؤهل لاستقبال اضخم السفن التجارية في العالم حيث يشكل الميناء الجديد نقطة فارقة في استراتيجية أبوظبي نحو التنمية المستدامة وعلامة تسهم في رفع مكانة أبوظبي على صعيد الصناعة البحرية في المنطقة بشكل كامل، مروراً بإعادة هيكلة ميناء زايد كميناء سياحي اقليمي متطور إلى جانب تطوير قناة وميناء المصفح الصناعي، إضافة إلى البدء في تطوير موانئ المنطقة الغربية والتي ترتكز فيها الشركة على تطوير 5 موانئ رئيسة لأنشطة التجارة والصيد وخدمة المجتمعات العمرانية .
من جانبه، قال محمد الشامسي نائب الرئيس لوحدة الموانئ في شركة أبوظبي للموانئ ان القمة الحالية ستشهد إلقاء الضوء على مدى التطور الذي شهدته امارة أبوظبي بشأن اطلاق نظام متكامل للموانئ يهدف لرفع مكانة الامارة على الصعيد الدولي كنقطة تجارية اقليمية رئيسة للمنطقة .
وتسهم تلك المشروعات الاستراتيجية لتطوير البنية التحتية البحرية في زيادة التعريف بمكانة الامارة ومقوماتها البحرية وتطور الصناعة البحرية المحلية وقدرتها على المنافسة عالمياً .
ولاشك في أن امتلاك إمارة أبوظبي لبنية تحتية ومرافق بحرية بأرقى المعايير العالمية وامتلاكها أحدث التقنيات والتكنولوجيا المستخدمة في هذا المجال سيسمح لها ذلك بالاضطلاع بدور اقليمي متطور كمنقطة مركزية للتجارة المارة عبر منطقة الخليج مما يسهم بشكل مباشر في نمو قطاع الشحن البحري والملاحة واستقطاب المزيد من الاستثمارات إلى قطاع الصناعة البحرية واستيعاب الاحتياجات السوقية بحيث يكون متسقاً مع النمو في قطاعات الصناعة والتجارة في الإمارة .
وستشهد القمة أيضاً طرح معظم القضايا المتعلقة بأنشطة الموانئ ولاسيما في نطاق دول مجلس التعاون إلى جانب بحث أساليب التعاون ونقل التجارب بين المشاركين من أجل تطوير الأداء .
وأشار الشامسي إلى أن الملتقي أيضاً سيتيح الفرصة للالتقاء بالشركاء الاستراتيجيين والعملاء للوقوف على مدى انسيابية العمل والانشطة التشغيلية والتباحث في المعوقات والامور المشتركة حيث تطمح أبوظبي للموانئ لتقديم خدمات متكاملة تتمتع بجودة عالية وبأسعار تجذب العملاء على صعيد ميناءي “زايد” و”خليفة” .
كما ستشهد فعاليات القمة لقاءات موسعة بين مسؤولي موانئ الخليج والموانئ الدولية الأخرى لبحث زيادة التعاون وفتح خطوط ملاحية مباشرة وتناول قضايا الصناعة ومعوقاتها على الصعيد الاقليمي والدولي إلى جانب تبادل الخبرات في القطاع .
وتابع الشامسي أنه من المنتظر عقد اجتماع على هامش القمة لموانئ الخليج للعمل على تطوير آليات التعامل المشترك وإرساء منظومة متكاملة بين موانئ دول الخليج تزيد من حجم التجارة المارة عبر موانئ المنطقة .
وسيسهم وضع استراتيجية للتنسيق بين الموانئ الخليجية بإحداث نقلة نوعية في الصناعة البحرية والتجارة الدولية في المنطقة، ومن المنتظر ان تسهم موانئ أبوظبي ولاسيما مع الثقة التي اكتسبها ميناء خليفة كميناء رئيس ونقطة المحورية في دعم تلك الاستراتيجية التي تخدم موانئ الدولة المختلفة والحركة البحرية في المنطقة بشكل عام .
على جانب آخر، أفاد الشامسي أن السياحة البحرية والبنية التحتية المتطورة لخدمة السفن السياحية سيتم التعرف إليها من خلال فعاليات القمة كواحدة من أهم الصناعات وانشطة الموانئ في الوقت الحالي .
ميناء زايد بوابة سياحية
تشهد أبوظبي حالياً إعادة هيكلة ميناء زايد لإرسائه كبوابة رئيسة تلائم استقبال السفن السياحية العملاقة والاشهر على الصعيد العالمي في آلية تطوير تتبناها حكومة أبوظبي لرفع معدلات السياحة البحرية إلى الإمارة .
وتمر الإمارة بمرحلة من نمو لأنشطة السياحية البحرية حيث تستقطب خلال الموسم السياحي الحالي حوالي 90 رحلة بحرية وتخطط الشركة لرفع عدد الرحلات إلى 100 رحلة بدأ من نهاية العام الجاري استناداً لبدء تشغيل الميناء بعد التطوير، ومن المنتظر ضمن اعمال تطوير الرصيف إقامة مبنى رئيس للركاب لاستقبال مسافري البواخر والسفن السياحية ويعد تخصيص الأنشطة الجديد ملائماً لموقع الميناء بداخل المدينة لاستقبال أفواج السياحة البحرية .
وقال نائب الرئيس التنفيذي لوحدة الموانئ ان القمة ايضا ستعد فرصة لدراسة توجهات أنشطة الموانئ وطلب السوق لدعم تركيز النشاط واستقطاب شرائح مختلفة من العملاء سواء من سفن الحاويات او سفن التجار مما يدعم توقعات الشركة بنمو انشطة موانئ أبوظبي خلال العام الحالي .
وتشير توقعات الشركة خلال العام الجاري لارتفاع حركة الحاويات في موانئ الإمارة مع توسع أنشطة ميناء خليفة بنسبة نمو 31% لتبلغ اكثر من مليون حاوية بينما من المنتظر ارتفاع حركة البضائع بواقع 20% لتتعدى 10 مليون طن كما أن هناك توجهاً لزيادة عدد الخطوط الملاحية القادمة إلى ميناء خليفة من خلال توسيع شبكات الخطوط الفرعية، وتم الاتفاق على التعاون مع معظم موانئ أوروبا وآسيا لتفعيل تلك الشبكة والتي من المنتظر ان تسهم في مضاعفة حجم التجارة الدولية المارة عبر “ميناء خليفة” في الفترة المقبلة .
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}