نبض أرقام
05:38 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/25
2024/11/24

«بيتك» يفتتح «قاعة أحمد بزيع الياسين المصرفية» في المركز الرئيسي غداً

2013/03/23 الانباء الكويتية

تحت رعاية سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، وبحضور ومشاركة نائب رئيس الوزراء ووزير المالية مصطفى الشمالي، يفتتح بيت التمويل الكويتي (بيتك) غدا الأحد، قاعة المرحوم «احمد بزيع الياسين» المصرفية في الفرع الرئيسي، والتي تمت تسميتها باسمه تقديرا لدوره في تأسيس «بيتك» بالتعاون مع عدد من أبناء الكويت الأوفياء، وتوليه رئاسة أول مجلس إدارة للبنك، حيث اظهر ـ رحمه الله ـ حنكة وحسن تدبير في قيادة هذه المؤسسة المالية الإسلامية العريقة وضعت البنك على الطريق الصحيح وبالشكل السليم، في خضم تحديات كبيرة رافقت نشأة «بيتك» بالإضافة إلى العديد من الأزمات التي مرت بالاقتصاد الكويتي والمنطقة مثل أزمة المناخ ثم الحرب العراقية ـ الإيرانية ثم الغزو العراقي الغاشم.

ويأتي الافتتاح في خضم الذكرى السادسة والثلاثين لصدور المرسوم الاميري بإنشاء بيت التمويل الكويتي (بيتك) في 23 مارس1977 بالقانون رقم 72 لسنة 1977 لتأسيس بيت التمويل الكويتي (بيتك)، كشركة مساهمة كويتية، تشارك الحكومة فيها بنسبة 49%، ويطرح 51% للاكتتاب العام برأسمال قدره 10 ملايين دينار.

وكان المرحوم احمد بزيع الياسين ضمن مجموعة من الكويتيين ساهموا بدور في تأسيس بنك دبي الإسلامي الذي بدأ العمل في عام 1975 بالتعاون مع الشيخ سعيد أحمد آل لوتاه، وعندما بدأ البنك يؤتي ثماره وتنجح التجربة بشكل يبشر بالخير، ازداد الياسين إصرارا على تأسيس بنك اسلامي في الكويت، فمضى في جهوده التي تكللت بالنجاح وأصبح «بيتك» رائد المصرفية الإسلامية في العالم وفتح الباب لإنشاء صناعة متكاملة في الكويت تتكون الآن من البنوك الإسلامية والشركات والمؤسسات المالية بالإضافة إلى شركات التامين التكافلي.

وحرص البنك على أن يضع عملاءه في مقدمة اهتماماته منذ اليوم الاول، وأصبح «بيتك» الآن اكبر البنوك الكويتية من حيث الحصة السوقية والأكثر من حيث عدد الخدمات «نحو 150 خدمة»، ويمتد نشاطه إلى قطاعات اقتصادية متعددة حققت له توسعا ناجحا في محيطه المحلي والاقليمي والعالمي بشكل متوازن وايجابي، وكان لنجاح «بيتك» وتوسعاته الخارجية في الأسواق العالمية والثقة والمصداقية التي يتمتع بها، الفضل الكبير على صناعة الصيرفة الإسلامية برمتها، لتصبح الآن المعاملات والمنتجات المالية الإسلامية قطاعا مهما وأساسيا ومؤثرا في الاقتصاد العالمي ومكونا مؤثرا في أسواق المال حول العالم.

وعلى صعيد «بيتك» فقد حقق البنك مؤشرات قياسية على مدى تاريخه انعكاسا لقوة مركزه المالي والقدرة على مواصلة النمو، فقد شهدت غالبية المؤشرات المالية الأساسية لـ «بيتك» الذي يوصف بأنه أفضل بنك إسلامي في العالم، نموا ملحوظا خلال السنوات العشر الأخيرة، لاسيما خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حيث حافظ البنك على النمو المتزن في مؤشراته المالية على الرغم من التحديات الجمة التي واجهت الاقتصاد العالمي وبيئة الأعمال المحلية، ليبرهن «بيتك» مجددا على قوة ومتانة وضعه العام، وقدرته على تنفيذ خططه الإستراتيجية لمواصلة النمو والتوسع ومواجهة المنافسة.

ومن أبرز الانجازات التي حققها «بيتك» خلال الفترة المذكورة على صعيد مؤشراته المالية، نمو إجمالي الأصول في الميزانية إلى 14.7 مليار دينار بنهاية العام الماضي، حيث زاد إجمالي الأصول نحو ملياري دينار في عام 2000، ويشير هذا النمو المتصاعد في اتزان خلال هذه الفترة إلى نجاح سياسة البنك في التوسع نوعيا وجغرافيا بالدخول في قطاعات استثمارية حقيقية واعدة وقليلة المخاطر في أسواق منتقاة ومدروسة بعناية من خلال مجموعة البنوك والشركات التابعة داخل وخارج الكويت والتي أثبتت نجاحا مشهودا وباتت تشكل رافدا أساسيا لميزانية البنك.

بينما يبدو الانجاز الأبرز هنا في الحفاظ على معدل نمو مطرد خلال سنوات الأزمة اعتبارا من نهاية 2008 وحتى 2011، على الرغم من تراجع قيم الأصول على مستوى الأسواق بشكل حاد، ويعود ذلك إلى دخول «بيتك» في مجالات استثمارية ذات معدل نمو مستقر وعائد جيد بعيدا عن الأزمات.

واتسم «بيتك» برؤية استشرافية صائبة، حينما استطاع تكوين قاعدة صلبة من المخصصات حتى قبل اندلاع الأزمة المالية العالمية وعزز من هذه القاعدة خلال الأزمة، الأمر الذي حافظ على جودة الأصول ومتانة مركزه المالي.

وعلى صعيد ودائع العملاء، حقق «بيتك» نموا بلغ 9.4 مليارات دينار بنهاية العام الماضي، حيث بلغ إجمالي الودائع في عام 2000 نحو 1.5 مليار دينار، وتمكن البنك من تحقيق هذه الزيادة بفضل تنوع ودائعه سواء من حيث العملة أو الفترة الزمنية، وكذلك العائد عليها حيث لايزال «بيتك» فعليا أفضل بنك على مستوى الكويت من حيث العائد على الودائع، ما أدى إلى اكتساب ثقة العملاء وزيادة حجم الودائع باستمرار.

ويحسب لبيتك قدرته على تحقيق معدلات نمو متزايدة في ودائع العملاء، على الرغم من المنافسة التي اشتدت خلال السنوات الخمس الأخيرة على صعيد صناعة الصيرفة الإسلامية محليا، إلا أن «بيتك» ينظر إلى البنوك الإسلامية الأخرى كشريك رئيسي في تطوير هذه الصناعة وليس منافسا فحسب.

وحقق «بيتك» انجازات مهمة على صعيد الائتمان، حيث نمت محفظته الائتمانية من نحو مليار دينار في عام 2000، إلى 7.1 مليارات دينار بنهاية الربع الثالث من العام 2011، لتزيد بمبلغ 6 مليارات دينار خلال هذه الفترة وبنسبة 521%، كما حافظ الائتمان على معدل نمو متصاعد خلال سنوات الأزمة مع نهايات 2008 وحتى 2011، في وقت كان التحفظ الشديد هو السائد.


ويأتي هذا النمو خلال فترة العشر سنوات الأخيرة ليعكس سياسة «بيتك» في التركيز على نمو محفظته الائتمانية من خلال تمويل مشاريع هامة وضخمة سواء على المستوى المحلي وكذلك خارج الكويت، وبالطبع تركيزه على شريحة الشركات ذات النمو المطرد ودراسة مركزها المالي جيدا قبل تقديم تسهيلات للحفاظ على جودة المحفظة الائتمانية.

ومن أهم ما يمكن ملاحظته في مجال تطور الخدمات والمنتجات التي يقدمها «بيتك» خلال الفترة القريبة الماضية، ارتباط مشاريعه وأعماله ومنتجاته وخدماته بقواعد منهجه الشرعي مثل «اعمار الأرض» التي تعنى أن يكون دوره تنمويا حضاريا في المشاريع التي يشارك فيها، وعلى جانب الأنشطة والخدمات، بدا واضحا توجهه إلى شرائح جديدة من العملاء مثل الشباب والأطفال، وكذلك قدم بروح جديدة خدمات السيدات التي ينفرد بتقديمها على مستوى الكويت في فروع مستقلة.

وعمل «بيتك» على توظيف عالمية «بيتك» وشمولية خدماته وانتشاره على المستوى الدولي لخدمة العملاء حيث أصبح العميل يشعر بشكل مباشر بفوائد التوسع الدولي ويرى في شعار «العالم بيتك» حقيقة ملموسة، من ابرز صورها أن ينال العميل مستوى من الخدمة بجودة لا تقل عن نظيره في أي بنك عالمي كبير.

وفي مجال يمثل أهمية بالغة للمصارف يولي «بيتك» اهتماما كبيرا ومتواصلا بتعزيز التقنية الحديثة، وقد دفع بكل جهوده في هذا المجال وأصبح عملاؤه من الأفراد والشركات يتمتعون بكم من الخدمات التقنية المتميزة تفوق منافسيه، وقد انفرد على مستوى الكويت بطرح خدمات مصرفية تقنية لأول مرة، فمثلا موقع «بيتك» على الانترنت يوفر أكثر من 150 خدمة مجانية، وقد طرح مؤخرا بطاقة «الخير» مسبقة الدفع التي تقدم مزايا البطاقة الائتمانية ويساهم بيتك في جزء من عائدها في مساعدة المحتاجين، وقدم لعملائه بطاقة فيزا الماسية الجديدة بحجم كبير من المزايا وكذلك بطاقة الاسرة، وضمن التوجه لاستقطاب شرائح جديدة قدم بيتك حساب «بيتي» للأطفال، كما اصبح بإمكان العميل الآن فتح اي من ودائع «بيتك» باستخدام 3 وسائل سهلة وآمنة وسريعة وهي اجهزة السحب الآلي او الخدمة الهاتفية ذات الرقم 1803333 او عبر خدمات تمويل اون لاين على موقع «بيتك» على الانترنت kfh.com. كما عزز «بيتك» من جهوده المنصبة نحو الاهتمام بالعميل واستقطابه بطرح خدمات ومنتجات منافسة وتعزيز دور الفروع لتقوم بدور تسويقي وواصل استقطاب كفاءات وقدرات بشرية متميزة باعتبار خصوصية وأهمية العنصر البشري الذي يجب أن يتمتع بالمهارة والقناعة في آن واحد.

أيضا حرص «بيتك» على توسيع دوره الاجتماعي من خلال دعم قدرات المجتمع وأفراده بشكل يشمل نواحي الحياة المهمة مثل الصحة والتعليم وتأهيل الخريجين ورعاية القدرات والطاقات المبدعة، وتأصيل القيم والمفاهيم والنبيلة ودعم جهود محاربة الأخطار مثل المخدرات وغيرها، وقدم «بيتك» خلال العام 2012 مبلغ 21 مليون دينار الى بيت الزكاة مساهمة منه في خدمة المجتمع.

ويشكل «بيتك» بحجم خدماته ومنتجاته في المجالات الاستثمارية والعقارية والتمويلية والمصرفية والتجارية، أحد كبار صناع السوق والمؤثرين في أدائه بحكم شريحة عملائه وتوسع أنشطته وشموليتها، و«بيتك» الأول في تمويل المستهلك والقائد في تمويل العقار حيث وفر بخدماته العقار المناسب لنحو 30 ألف أسرة كويتية على مدى ربع قرن، ويقدم مجموعة من الخدمات التجارية في مجالات السيارات والأثاث والأجهزة الإلكترونية والكهربائية ويستقطب نحو 5 آلاف تاجر ومورد، علاوة على ما يطرحه من أدوات استثمارية متميزة في مجال الصناديق والمحافظ العقارية وغيرها التي تعمل بصيغ شرعية متعددة في أسواق الولايات المتحدة وأوروبا واسيا.

وفي مجال الصكوك التي تعد البديل الشرعي للسندات، رتب «بيتك» صفقات بأكثر من 4 مليارات دولار، كما أنشا شركة مستقلة برأسمال 100 مليون دينار، ومن ابرز المشاريع التي شارك في ترتيب صكوك لها، صكوك هيئة طيران دبي، ومشاريع لحكومات قطر والبحرين وأخرى مع البنك الإسلامي للتنمية بالإضافة إلى إصدار صكوك لصالح شركة تبريد الإماراتية، وولاية ساكسوني انهالت الألمانية، ورتب اصدار صكوك لشركة يابانية كأول بنك اسلامي يقدم منتجات مالية وفق الشريعة في اليابان، بالاضافة إلى صكوك لشركات كويتية كبرى منها التجارية العقارية 100 مليون دولار، والأهلية للاستثمار، وشركة الصناعات الوطنية لمواد البناء بقيمة 70 مليون دولار، كما رتب مؤخرا اصدار صكوك سيادية لصالح حكومة تركيا بقيمة 1.5 مليار دولار.

وهكذا تحول حلم الياسين الذي قضى جل عمره مع مجموعة من رفاق دربه يجتهدون في العمل على تحقيقه، إلى واقع ملموس وحقيقة راسخة حيث تحول بيت التمويل الكويتي من مصرف بفرع واحد عند بداية العمل في رمضان 1398 هجري الموافق 31/8/1978، إلى بنك عالمي لديه الآن 300 فرع في العديد من دول العالم، وأصبح الاقتصاد الاسلامي لغة عالمية معروفة ومتداولة، بين العامة وفي أسواق المال العالمية، بل ويرى في الاقتصاد الاسلامي طوق نجاة من أزمات قوية، لا تكاد تمر فترة إلا وتعصف بمقدرات الشعوب وإمكانات الدول، كبيرها وصغيرها.

ولد أحمد بزيع الياسين في 6 من شوال 1346 هـ الموافق الثامن والعشرين من مارس عام 1928، في حي القناعات وسط الكويت، والتحق بالمدرسة المباركية عام 1937، وبدأ احمد بزيع الياسين الانخراط في الاقتصاد الوطني في 1970م حيث انضم إلى غرفة تجارة وصناعة الكويت، إلى جانب عضويته في مجلس إدارة بنك الكويت المركزي، وعندما أسندت إليه الفائدة البنكية ضمن اختصاصاته في «المركزي» قدم استقالته وانطلق لتحقيق حلمه في تأسيس بيت التمويل الكويتي، فوفقه الله إلى ذلك وكان من بين أبرز المساهمين في تأسيس «بيتك» إلى جانب أحمد البزيع: عبدالرحمن سالم العتيقي، المغفور له عبدالله العلي المطوع، المغفور له د.عيسى عبده، العم يوسف الحجي، وبدر المخيزيم.

وفي بداية السبعينيات زار الكويت المرحوم د.عيسى عبده، فطرح فكرة تأسيس بيت تمويل إسلامي مع بعض الاخوة الأفاضل أمثال: عبدالله سليمان العقيل ويوسف جاسم الحجي وغيرهما، فاستحسن الفكرة عبدالرحمن العتيقي وزير المالية آنذاك، فتم تأسيس بيت التمويل الكويتي.


كما أسس وساهم يرحمه الله في العديد من لجان الفتوى والرقابة الشرعية في العديد من البنوك والشركات والمؤسسات المالية الإسلامية، وكان من آخر أدواره المشهودة مساهماته في عملية تحويل البنك الاهلي المتحد والبنك الدولي إلى العمل وفق أحكام الشريعة الإسلامية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.